أيها السَّماوي ..أخرِجْ ما في جعبتك.. وأرِحنا!

 

بلقيس الملحم

 

 

ما أشقانا!

ما دام المُعجز في شعر السماوي* لم يولد بعد! ذلك بعد أن وهب الله لنبضه عمر نوح فيما نستعجل زهور البرتقال!

......

ألا فلينطق العشب

قبل أن تشيخ الحدائق,

 وتحفر في الهواء وردتها البيضاء!

حيث صناديق الضوء تغلق نفسها,

عن اشتباكات الكأس الورقي بالفم

فيما العصافير رهن أصابعه

وهي تخفض رأسها

إذ يستنبت صرخة وليدة

بينما يجلب الليل إكليل الشمس

وأنفاس الهواء من الصخور

والغيم يندف وسادة القصيدة..

إلا أنها تستعصم وتنأى بنفسها

لا جدوى من إحصاء حبات المطر

والفاكهة الحلوة شوكية اللحاف

ولوجهها ألف ستار

ونحو قبلتها تمشي شهوة الروح لتلقيح البساتين

في ذلكم العالم الأخضر..

تتهادى بين الضلوع بدفء طلعها

توقد قلبا بنفخة سرمدية:

قدر الأنبياء أن يسَّاقط عليهم رطب الحياة

فلتأخذ الأزهار مأواها قبل المغيب

فالليل هنا :

يمسك بكف الضرير

ويضع في فمه مزمارا

ليؤم الصلاة

وتصطف خلفه

الظلمة والنور

العطر والنشوة

وشكوى النخيل

النخيل الذي تينع منه نذور الماء,

 دون أن تخدش صوت البذرة!

كيف ولحمها رغيف من تنور

وفي عينيها ربى السندس الأخضر

حيث يبدأ القطاف بموسم الكركرات

فيتدلى الندى مثمرا في عراجينها

كيف إذا ما خلا بها في مواعيد السكون

وجثا ساجدا لها بين الجنان

وشرَّق وغرَّب

ومال إلى الجنوب!

فعرَّشَ خمائل الاحتراق بطول العناق؟

ثم نزل سهوا من خمائل عرشها

حاملا مواقيت الغِلال

مفردات السِّر

فاتحة الدروب

ملح الفواصل

وحكاية الحبلى بالوجع المفتون

من لهذا السخاء ليطهو به صبر الانتظار؟!!

......

والدي الشاعر العراقي الكبير يحيى السَّماوي

بلقيس الملحم/ شاعرة وقاصة من السعودية

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا