<%@ Language=JavaScript %> عايدة الربيعي (  شرود مع جواد )
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

(  شرود مع جواد )

عايدة الربيعي 

(لقد تمثل جواد سليم بغداد بعد أن هضم سحرها) *

  هاهيَ ارضي ،

 تفتر شني كتاباً، ليطالعني الزمن كفرحةٍ معطلة

لا مرسى لي ...  أضيعُ بعض الشئ ! أموتُ كبائعةٍ للحزن  في فكر السير المشغول بالمارة.

في مرآة  الأصيل، تغفو الشمس ،تغمض عينيها  (تغرق في عين حمئةٍ، تطلع على قوم لم يجعل الله لهم من دونها ستراً ) تختبئ هناك حيث لا أحب أن أكون، تنسحب بسكينة برفقة الكواكب المطلة من علياء السماء، يتمطى وشاحها كحسناء تهفو إلى رقاد، لينشر ذلك الوشاح المهفهف على ناصية الأفق جمال الأصيل المتألق بفرشاته الماسية، ألوانا برتقالية الحس..

مساء هامس، بغدادي المعنى 

يتلو ترانيمه على مسامعي التي كادت تصاب بالصمم لحين من الدهر.

انه الاختلال

( معان ) تطرق الذاكرة طرقا يسيرا ينكفئ على الأبواب ،

يعتصم.

فأتذكر،

امضي في فسحة زمنية يتحدد أوانها ، ولوجي في متاهة شاردة

أتسلق بذلك الشرود اليانع

اقبع في ركن أواصل النظر..

سادرة من نافذة سكون ألذات

ذلك السكون الراشد الذي يؤول بي إلى طفولة هامسة

صور..

صور لطيفة أتذكرها

فأتذكر( نصب الحرية ) اغرق في خيال سابق

أشجار ونخلات ذهبية ب(برحها) الكثيف

تستظل تحت أرجاءها بركة ماء،وحوض تسبح فوقه،  متراقصة إوزات تعزف بصمت أوبرا الاحتفال بشخوص( جواد سليم  )، تلك الأجنحة كرفيف أهداب فتاة خجلة.

آهٍ.. ( يا موزارت ) كم جميل أن تجتمع موسيقاك  ببجعات ( سليم) ،وفي ذاكرة ترنو إلى زمن قصي ؟

تحتضنني الذاكرة في ( حديقة الأمة )،تحديداً تحت ( نصب الحرية)

  طفلة تجهل تلك الطلاسم والرموز

 يتعسر حلها حينها أو فك رموزها ؟كل ما تمثله آنذاك (إيحاءات مبهمة )

 تزداد إبهاما كلما أطلت الرؤى نحوها،  وصوب ذلك الصرح الغريب،

فأرجع لأطعم إوزات البركة،  بفتات الخبز

ذلك هو المساء في بغداد

 حينها،وكما أتذكره اليوم،  تختل فرحتها وتتجمد البركة فلا إوزات قربها !

البركة آسنة ،ونصب الحرية باق ٍ لم يسرقوه بعد،  وكما خططوا له قبل حين

 اختلال ...

اختلال

سيلوذ بالفرار حتما يوما ما ، ولم يخلد كما أنت يا (جواد) ؛

 ( فالاختلال لاصرح له،  ولا إوزات تسبح بقربه )

في يوم ما، قريب كما قربي من الشمس الآن

ستحتضن أطفالي تلك الحديقة،

ولكن!

 هذه المرة سأشرح لهم،  ما الذي قاله ( جواد) حين ( استنطق الحجر )

وكيف اصرخه كل هذا الزمن!

أنا  وأولادي وأحفادهم،  ننحني لك يا( جواد)

ستصحو الأرض من أوجاعها ،وكلما أقبلت جيوشُ الظلام، ولدت جيوش الشمس أكثر.

بغداد، أوجعوك بسياطهم ؟

 ويحهم، فأنت ( أم جواد)

يا بلد( جواد)

احك لي ،كل يوم أقصوصة الحرية

التي علمني إياها، تحت نصب الحرية. 

........................

* (جواد سليم) النحاة العراقي.

*(نصب الحرية) ،رائعة جواد سليم في بغداد ساحة ميدان التحرير

*(حديقة الأمة) حديقة وسط بغداد  بجانب النصب .

 

عايدة الربيعي /العراق

Aayda_sal7@yahoo.co.uk

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا