<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: بعير أكل بعير!

 

 

حكايات فلاحية:                                  

 

 بعير أكل بعير!

 

 

 صالح حسين

 

 

هذه الحكاية مهداة إلى رفاقي وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي، في جميع المحافظات والأقضية والنواحي والقرى ومنهم ( الساكنين- العاملين )  في شارع المتنبي، يقال أن الأمام علي إبن أبي طالب ( ع ) قال: المحايد شخص لم ينصر الباطل، ولكن المؤكد إنه خذل الحق... وعندما سؤل ( ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين ؟ ) قال: ثلاث... وثلاث هي: وضع الصغير مكان الكبير، وضع الجاهل مكان العالم، ووضع التابع في القيادة...ثم قال : ويل لأمة، مالها عند بخلائها، وسيوفها بيد جبنائها، وصغارها ولاتها.

 

 

ومن خلالكم رسالة ( تنظيمية ) خاصة، إلى الشباب الشيوعي واليساري، قبل التحضيرات إلى المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي، يقال: ( اعرف الرفيق قبل الطريق )... بعدما فشل المؤتمر التاسع وما قبله، أي مؤتمرات الردة والعمالة، من توجية البوصلة الوطنية والشيوعية إلى الهدف الاستراتيجي، في تحقيق شعار الحزب ( وطن حر وشعب سعيد )  الذي يطمح له شعبنا في بناء وحدته وصيانة سيادته... وإذا كان العراقييون يطالبون بمحاسبة القيادات التي أساءت السلطة والمسوؤلية في بناء الدولة...فالشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم إضافة إلى ذلك، يطالبون بمحاسبة قيادة الحزب الحالية ( عاجلا أم آجلا ) فهم لا ولن يفلتوا من حساب الشعب، لأنهم متهمون بالخيانة  لللأجنبي المحتل، وبالعمالة للأحزاب الكردية المتنفذة عشائرياً وحالهم حال عملاء الأحتلال من اية جهة كانت! . سبق ونشرت ( حكاية - رسالة ) مماثلة قبل أنعقاد المؤتمر ( التاسع ) تحت عنوان: عبد الرحمن أنكَس من أخيه!

في الريف العراقي وخصوصاً (البدوي ) يقال لمذكر البعير( جمل ) ومؤنثه ( ناقة ) والجمع هو: أباعر، وبعران، اما جمع ( الأبل) ليس له مفردة...الخ، ومن المفارقات في ( الغزل )  يحق للرجل أن يغازل حبيبته بكلمة ( ناقة ) أما هي فلا يحق لها ان تخاطبه أو تغازله بكلمة أو مفردة ( بعير )!! والعنوان  أعلاه ( بعير أكل بعير ) هو بحد ذاته حكاية تجدونها في مربط الفرس... وإذا ما أنتقلنا من ( الغزل ) إلى السياسة، نجد كثيرا من المؤشرات تؤكد وبوضوح، تآمر قيادة الحزب الشيوعي العراقي الحالية على القيادات والكوادرالحزبية وبالتالي على الحزب برمته، بعدما أصبحوا مع الأعتذار للقاريء الكريم، إنهم ( بعران ) زمانهم، وباعوا الجمل بما حمل، ومن هذه المؤشرات، قرارالمكتب السياسي  بتاريخ تشرين الأول 1989 بفصل خمسة قياديين من الحزب هم : باقر إبراهيم، حسين سلطان، عدنان عباس، نوري عبد الرزاق وناصر عبود.  نتمنى للأحياء منهم الصحة والعمر المديد ولللأموات الرحمة والغفران.

 وقد كتب الرفيق باقر إبراهيم ( ص 106 ) من كتابه ( صفحات من النضال على طريق التصحيح والتجديد والوحدة ) تحت عنوان: ليست خاتمة... : خمسة يطردون  خمسة، و( المتآمرون ) الخمسة هم : عزيز محمد، فخري كريم، حميد مجيد موسى، عبد الرزاق الصافي وكريم أحمد، وهؤلاء وبدون أدنى شك  تآمروا على الحزب ومنظماته، وكذلك على العراق ووحدته، وعلى العموم، ما نحن فيه اليوم خير دليل وشاهد حي على نوعية التآمر ورداءته...الخ

ويجيب المناضل ( باقر إبراهيم ) في مذكراته التي صدرت عن ( دار الطليعة للطباعة والنشر- بيروت / 2002 ) بعد المؤتمر الرابع على جميع الأسئلة ، حيث اشار وبشكل مقتضب وواضح إلى الخلل الكبير الذي اصاب الهرم التنظيمي الحزبي، في الصفحة ( 250 )...حيث يقول:...وقد أصبحت بعض المنظمات الحزبية تقاد عملياً، ليس من قبل الكادرالحزبي المسؤول رسمياً عن مهمات القيادة، بل من قبل " اجهزة تجسسية سرية" وتشكيلات كوّنت لهذه الأغراض...الخ". أنتهى.

علماً أن هؤلاء ألخمسة المناضلين المفصولين هم ( العمود الفقري ) للحزب خصوصاً في المجالين التنظيمي والجماهيري... وبهذه المناسبة تذكرت ما قاله ( ملا عبود الكرخي ) وهو يهجو رجلا، ويعيّره، بخيانة الخبز والملح: أشلون بشت وخاين خبز وملح.....إبن ملجم، نغل، غدار، وجبح!

وبما إننا معوّلون على الشباب الواعي نذكرهم بما قاله ( الكرخي ) أيضاً، عن الخيانة:

الماضي فات، أرجوك فكنا....اليوم ولد الساعة إحنا

نزل أنت، ودار ســــــكنى.... فلا تملك يا حضينــه

موت لفكم، بين طمكــــــم ....وجب عند الأمة سبكم

لعنة الله عليكــــــــــــــــــم...يا حضاين يا قشـــــامر

وتجب الأشارة أيضاً إلى حجم التآمر ونوعه، بمذكرات المناضل ( عدنان عباس ) تحت عنوان: هذا ما حدث ( ص 290 )...إن الطبيعة الأنقلابية والأنقسامية لهذا الأجراء ، قد جسّده ( عزيز محمد ) حينما أعلن في إجتماع اللجنة المركزية: إننا إجتمعنا لكي يلغي نصفنا النصف الآخر، علماً إنه لم يحصل حتى على مصادقة نصف أعضاء اللجنة المركزية، على هذا الأجراء الغريب...ويضيف الرفيق عباس: أن حفنة من الرفاق القياديين يتحملون مسؤولية أساسية في دفع الحزب بهذا الأتجاه الخطر، والأصرار عليه، وفي مقدمتهم عزيز محمد يعاونه في ذلك فخري كريم وغيره". ملاحظة: ممكن الأطلاع على : مذكرة أعتراضية من كادر في القيادة – ص 285 من كتاب المناضل ( عدنان عباس ) هذا ما حدث!

 وبالمناسبة  صدر الجزء الثاني من مذكرات الرفيق ( عدنان عباس ) تحت عنوان: ( هذا ما حدث – مقالات وملاحظات وردود ) لندن 2014 . والصورة مرفقة.

وإذا ما تحدثنا عن واقعنا الحالي ( 2015 ) وفي مقابلة على قناة ( الحرة ) وبرنامج بـ( العراقي ) يوم - 26 / 9 / 2014  عضوالتيارالديمقراطي ( محمد جاسم اللبان) والملقب بـ( عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي- سابقاً ) قال:...الخ! وحقاً لم أعرف ماذا قال!!

ولعلها مناسبة، اقدم له، اي للرفيق ( اللبان ) أحر التمنيات ولـ" تياره الديمقراطي " الشفاء، حيث أصيب قبل شهرين بوعكة حادة، في مدينة مالمو / السويدية، سببها ( كوكو) و( توتو) ...عفية تيار ديمقراطي 80% من أعضائه ( حرامية - محتالون ) ، بين العراق والدول الأوربية، ومنها ( السويد ) عملهم هذا وأنواعه، لايختلف عن عمل الـ( دواعش ) في القتل مع سبق الأصرار، واحدهم مثل المنشار ( ذهاباً وأياباً ) أسنانه جارحة مليانة، والأكثر من هذا، هؤلاء ألـ ( حرامية ) أنفسهم أعضاء فاعلين ( مسؤولين ) في الجمعيات والأحزاب العراقية في الخارج، يعملون ليلا نهاراً بدون رقيب، حتى مخافة الله باعوها بالدولار، أنصب نشاطهم على كثيراً من السرقة ومزيداً من التحايل على الشعوب ومنها الشعبين ( السويدي ) و( العراقي )!! للأسف أصبحت هذه الأحزاب، الجمعيات، التيارات، والنوادي... ماوى ومكان آمن لهؤلاء اللصوص.

 ولو رجعنا للتاريخ: حتى الـﮜـحاب تأبى العمالة والتظليل... ربما يتذكر البعض منا... عندما أعترضت ﮜـحاب الموصل / العراق على ذلك عام 1959 وقلن ( صحيح أحنه ﮜـحاب ) بس ما نقبل أن يـﮜـولون عنه عملاء... والسؤال : ماهو موقف ( ﮜـحاب السياسة ) الذين وثقت الصحف صورهم وأسمائهم، عندما يتفاخرون برفع العلم الأمريكي، بداية عام 2003 في مدينة ( مالمو ) السويدية، و( يهتفون- يطالبون )  بالغزو والأحتلال الأمريكي! لاندري ربما هؤلاء ( العملاء ) يرشحون أنفسهم من جديد للأنتخابات القادمة، سواء كانت للأنصارأو للحزب أو للدولة...نأمل من العراقيين التوعية وعدم إنتخاب أية شخصية تحمل الجنسية المزدوجة، في مؤسسات الدولة وغيرها.

 والغريب في الأمر هو أن عملاء الأحتلال، بدلا من أن تسقط عنهم المواطنة، أصبح لديهم جنسيتان أو أكثر، وهم أكثر حماية من المواطن العراقي نفسه، أي أكتسبوا أكثر من جنسية (عربية) + ( الأوربية ) والأغلبية منهم من كبار التجار والسماسرة والمسوؤلين في الدولة، ومنهم يستلمون ( ثلاث )  أو ( اربع ) رواتب  بطرق النصب والأحتيال! هؤلاء موجودون في جميع الأحزاب ( العلمانية ) و( الأسلامية ) يعيشون في العراق والدول الأوربية والعربية، ويقدر عددهم أكثر من ( مليون ) شخصاً محتالاً بطرق مختلفة، والحديث هنا فقط عن ( النصب والأحتيال ) من قبل هؤلاء، ناهيك عن ( الفساد المالي والأداري ) الذي ينخر بجسم الدولة ومقوماتها من قبل كبار المسؤولين في المؤسسات الرسمية... وإذا ما اختصرنا الكلام للقيادات، فإن فشل ( حميد مجيد موسى البياتي ) وبعض من أعضاء مكتبه السياسي، لقيادة الحزب الشيوعي العراقي، ومنظماته الجماهيرية...  كما هو فشل ( المالكي ) وغيره  لقيادة الدولة... لابد من محاسبة هؤلاء .

 وللتاريخ نقول: أن أموال الحزب الشيوعي العراقي وممتلكاته، منذ تأسيسه ولحد اليوم، من أشتراكات الرفاق وتبرعات الأصدقاء، أي طيلة (80) عاماً، تم سرقتها أو غض النظر عنها، من قبل ( عزيز محمد ) و( حميد مجيد موسى ) وأصبحت بإسم ( فخري كريم ) ومؤسسته ( المدى ) تحت تصرفه ومن والاه، أي بعد  المؤتمر الرابع عام ( 1985 ) أكثر من ثلاثة عقود، إذن كيف الوثوق بمثل هذه القيادات والمطبلين لها من الأنتهازيين! سواء لقيادة الحزب أم لقيادة لدولة!

مربط الفرس: العنوان أعلاه ( بعير أكل بعير ) هي حكاية حقيقية حدثني عنها الرفيق الراحل ( كاظم محسن ) بعدما أستقر في قريتنا ( عوينة – النعمانية / الكوت ) بعد ثورة تموز 1958 وأصبح فيما بعد عضواً في الحزب الشيوعي العراقي، حيث كان آنذاك من البدو الرحـّل... قال: كنت شاباً يافعا مغامراً...سمعت أن سعر الأبل مرتفع في ( وكـَفة ) بغداد، وكان ذلك في عام 1956، فقرّرت الذهاب من ناحية الزبيدية / الكوت، قريباً من نهر (المالح ) ومعي (جملين – بعيرين ) ولم أفلح هناك إلا ببيع واحد من الأثنين، وعندما عدت مع بعيري الآخر مشياً أنهكنا التعب وقرّرت مع نفسي ان نستريح لساعة أو اكثر، كان عندي قليل من الخبز والتمر والفجل، ولا ادري لماذا جمعتها بـ( صّرة ) واحدة + فلوس البعير، الذي بعته في بغداد، نمت وكان بقربي بعيري، بعدما تأكدت من ربط ركبتيه، خوفاً من هروبه، أستيقضت لم اجد لا الخبز ولا الفجل ولا الفلوس، وعرفت أن بعيري هو الذي أكل جميع " المتاع " أي أكل نصفه الثاني، وعندما عدت إلى الـ( فريج ) وجواباً على العديد من الأسئلة، قلت ( بعير أكل بعير ) والحكاية تشبه لحد ما، مكتبنا السياسي ( خمسه اكلوا خمسه ) وفي النهاية الخمسة تصبح( 0 ) نول، بلغة الدولار، وبالترقيم العربي ( . ) صفراً، في الوقت الذي نحن فيه اليوم!، وأخر ما توصلت إليه هذه القيادة هو أن يمثلها ( مثال الآلوسي ) في البرلمان العراقي 2014 ويصرح من هناك نحن كتلة التيار الديمقراطي لم نشارك في الحكومة الجديدة، أي حكومة العبادي!.

 السويد – صالح حسين – 1 / 8 / 2015

 

 

تاريخ النشر

01.08.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

01.08.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org