<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل هل انطلق الهجوم الأمريكي على الحشد؟

 

 

 

هل انطلق الهجوم الأمريكي على الحشد؟

 

 

صائب خليل 

4 ايلول 2015

 

ارسلت للمشتركين معي في وقت متأخر من ليلة امس الانباء الأولى عن هجوم قوات العبادي بقيادة قائدَ عملياتِ بغدادَ عبد الامير الشمري على مقر كتائب حزب الله في شارع فلسطين في مداهمة تفتيش غير مفهومة كادت تؤدي إلى الإشتباك بين الطرفين. وقد نشرت قناة الإتجاه التي نشرت الخبر السابق فيديو يوضح صحة تلك الأنباء وعمليات تفتيش مقرات حزب الله الذي وافق على ذلك، (ندعوكم لمشاهدة الفيديو).(1)

 

وكما يحدث في العراق في كل مرة، لم يقدم لا حاكم الزاملي ولا الباقين ممن ظهروا في الفلم أي تفسير مقنع لهذه المداهمة، بل وزعوا علينا ابتسامات بلهاء، واخبرونا بأن كل شيء على مايرام وأن القضية كانت "سوء فهم"!! ولم يقل لنا أي احد ما هو "سوء الفهم" هذا، وكيف تم حله، فالمواطن "المحكوم" يجب أن يبقى كالزوج المخدوع، "آخر من يعلم" في ما يجري في بلده ويقرر مصيره!

وأشار الخبر الذي ارفق بالفلم في قناة الإتجاه إلى أن عبد الأمير الشمري كان يبحث عن قيادي من داعش يُسمى بوالي بغدادَ وهو المدعو زياد خلف تم اسره قبل ثلاثةِ ايامِ  في احدِ قواطعِ المواجهة مع داعش .كما أشار الخبر إلى حقيقة تزامن هذا الحدث مع "مؤتمرِ الدوحةِ المشبوهِ الذي يدعو الى المصالحة مع الارهابيين". وأنا كمواطن توجب علي الإختيار بين تصديق هذا التفسير أو الإبتسامات الباهتة و "سوء الفهم" فإني سأختار التفسير الأول بلا شك. فما الذي أساء الشمري أو قائده العام للقوات المسلحة فهمه ليقوم بالمداهمة؟ وعن ماذا يفتشون إن لم يكن عن هذا الوالي؟ عن السلاح، كما نرى في الفلم؟ وأي سلاح يمكن ان يخبئون في جرارات صغيرة وتحت الأوراق؟ هل ينتظرون أن يكون حزب الله غير مسلح؟ اشيع أيضاً أنهم يبحثون عن عمال أتراك مختطفين، فلماذا لم يخبرونا بذلك بدل هذه الإبتسامات و "سوء الفهم"؟ ولماذا هذه التمثيلية تحت الكامرة عن عملية التفتيش الغريبة والسريعة والمهملة التي يبدو انه تم إخراجها بعد الحدث لتقديم تفسير للمواطن المسكين لإقناعه بأنه يعلم بما يجري، وأنه هو "الحاكم" في هذه الديمقراطية.

إن كانت المسألة والي بغداد، فربما تقول أن من حق السلطة ان تعتقل الأسرى بنفسها ليس أن يبقوا بعهدة الحشد. وهذا صحيح لو كان لدينا "سلطة" أو حكومة بأي شكل من الاشكال.. لو رأينا آثارها بأي شكل من الأشكال. أين المئات اللذين اسروا من داعش وأين اعترافاتهم ولماذا لم تساعد هذه الإعترافات على انهاء داعش كما يفترض ان تنهي أية منظمة؟ لماذا لم تكشف لنا بشكل رسمي مثلا من الذي يمول داعش ومن الذي يوصل لها المعلومات اللوجستية والإستخباراتية الضرورية، ومن يساعدها على بيع النفط ولماذا لا يعلن كل ذلك في بيان حكومي رسمي بدلا من التخبط بين تقارير غير موثوقة ومقالات رأي ضائعة بلا مصادر؟

إذن فليس لدينا حكومة لتستلم الأسرى الكبار، بل لدينا عصابة تعمل قياداتها الأمنية والعسكرية تحت امرة داعش او من يقود داعش: أميركا وإسرائيل، وأن من قام بتلك المداهمة كان يريد أن ينقذ الوالي قبل أن يقدم اعترافات تطيح بداعش!

هل نبالغ؟ هل يمكن لرئيس حكومة بغداد أن يعمل مع داعش سراً ويكون خنجرها لطعن الحشد في اللحظة المناسبة؟ دعونا فقط نتذكر السيد الذي جاء بالعبادي وكيف، وما هو تاريخ هذا السيد في تعامله مع الشعوب التي يسيطر عليها، وعندئذ لن يبق مجال للعجب.

وليس دور الخنجر للعبادي بدور مفاجئ فقد لعب دور الدرع قبل ذلك حيث كتبنا قبل بضعة أشهر مقالة بعنوان "العبادي بمنصب “درع لحماية داعش”.." (2) بينا فيها كيف قام العبادي بحماية داعش من امتداد الحشد الشعبي. وذكرنا بأن الرجل جيء به لمشروعين مدمرين هما تسليم كردستان ابتزازا متقدما أكبر بكثير مما قبله المالكي، والثاني هو تدمير الحشد وتأسيس جيوش المحافظات التي تسمى "الحرس الوطني" على أشلائه، وبقيادة ضباط البعث المعفوين من المساءلة (إقرأ: المجندين لإسرائيل وداعش) مثل اؤلئك الذين سلموا الموصل والأنبار، وبغرض تفتيت العراق نهائياً وإشعال الحروب بين اجزائه.

إننا نتذكر جيدا كيف وقف العبادي غاضبا ً بوجه البرلمان العراقي الذي قدم تحقيقا يثبت ان الأمريكان يقدمون العون إلى داعش، هو وفالح الفياض الذي وضع على رئاسة هيئة الحشد، ودافع بانفعال لا ينفعله حتى السفير الأمريكي حين توجه التهمة إلى بلاده!  

قال احد كبار الضباط الامريكان أن على العبادي ان "يجد التوازن" بين تدخل إيران وحلفاء العراق (يعني هم!) في مواجهة داعش. وبالفعل كان العبادي عند حسن ظن الأمريكان، ومنع الحشد من الهجوم النهائي على تكريت حتى تنسحب منها داعش وأخر الهجوم على الأنبار، رغم ان غالبية السنة(3) كان يطلب مساعدة الحشد لتحرير الأنبار، وأكد ذلك كل من الهايس والعامري نفسه. وأعلن الحشد المرة تلو الأخرى أنه مستعد لتحرير تكريت(4) ، لكن العبادي كان يلعب دور المصدة الأمريكية الوحيدة التي تمنع الحشد عن داعش!

كان السنة والحشد يريدان التحرير، لكن العبادي كان صامتاً، يترك العراق تحت رحمة تحالفه الذي لم يسلمه حتى الأسلحة التي اشتراها، ولم يحرر شبراً واحداً، ورغم ذلك كان العبادي أول المهرولين بعد تحرير الحشد لأي شبر، ليلوح بالعلم امام الكامرات!!

تلك كانت مرحلة الدرع الدفاعي، والآن تعلن المداهمة الأخيرة والإبتسامات الخادعة، دخولنا مرحلة الخنجر الهجومي من ادوار العبادي.

ولقد جرى التحضير النفسي للتحرش بالحشد، في الخطاب الذي القاه العبادي بمناسبة يوم الشباب العالمي فرأيناه يؤكد بلا مناسبة، على ضرورة ابعاد الحشد عن النشاط السياسي، ويلمح لضرورة “تفويضه” لإجراء "الإصلاحات"، مكررا سيناريو زميله في العمالة لإسرائيل، السيسي الذي استعمل "التفويض" للقيام بمذبحة لم تشهدها مصر في تاريخها الحديث للجهة الفائزة بالإنتخابات، وللديمقراطية أيضاً، ثم أعاد كل رموز النظام السابق وكل فساده إلى مكانه مكرما!  

ربما كان هذا الهجوم سابقاً لأوانه فرضته عليهم الضرورة قبل اكتمال الإستعداد، ففضحهم أكثر مما نفعهم، فلم يجدوا الوالي ولم ينقذوه. وهو يذكرنا بحادثة أخرى، لكنها كانت ناجحة، حين اضطر البريطانيين إلى اختراق سجن البصرة لإنقاذ مجنديهما اللذين القي القبض عليهما متنكرين بملابس رجال الدين ويستعدون لتنفيذ عملية إرهابية في حسينية في البصرة عام 2005، قبل أن يعترفوا بأمور خطيرة. وكتبنا عن ذلك حينها: علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد(5)

 

يجب أن يفهم الحشد، وأن يفهم من يدعم الحشد ويرى فيه الأمل الأخير للعراق ، ان اعداء الحشد لا يلعبون. إن اشد ما يخشون من الكوابيس هو أن يتحول الحشد إلى ما يشبه "حزب الله" اللبناني الذي اقض مضاجع إسرائيل أكثر من اية دولة عربية كاملة، بل أكثر من مجموع الدول العربية بأكملها! على الحشد أن يفهم و"يضعها ترجيه بإذانه" أنه مستهدف للذبح من الوريد إلى الوريد، من عدو شرس يرى المعركة بينهما، مسألة حياة أو موت وهو مستعد لكل شيء من أجل ذلك، وأنه سيستخدم كل ورقة لديه وكل سلاح وكل عميل وكل صديق وكل وسيلة إعلام وكل فرصة، لإنجاز هدفه. وإنهم إن صمتوا، فهم يحضرون لهجوم. يقبلون أي شيء ولا يخرج لهم "حزب الله" و "حسن نصر الله" جديد في العراق..

لذلك فعلى مؤيدي الحشد أن يفكروا الف مرة قبل أن يعطوا تفويضاً لأحد بحجة "إصلاحات" أو غيرها، فمثل هذا التفويض لن يستخدم إلا سكيناً لذبح الحشد!.

 

على الحشد ان يخطط لإفشال الضربة التالية القادمة حتماً، و "مو كل مرة تسلم الجرة" ولا كل مرة تنتهي بالإبتسامات! ..... وإذا رأيت نيوب “الضبع” بارزة....فلا تظنن ان "الضبع" يبتسم! 

 

(1) فيديو | الشمري يفتعل قضية جديدة لإستهداف كتائب حزب الله بعد مداهمة احد مقراتها

http://aletejahtv.org/index.php/permalink/74483.html

(2) صائب خليل - العبادي بمنصب “درع لحماية داعش” https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/884752044915199

(3) الشيخ حميد الهايس في الانبار 30 الف شرطي لو نوزعهم على تيول الكهرباء يحمون الانبار

https://www.youtube.com/watch?v=DRHx7Z0TB6w

(4) اكثر من حوار مع الدكتور نبيل جاسم 30 4 2015 قناة دجلة الفضائية - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=zidDEzVtqN0

(5) صائب خليل - علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=46809

(*) كلمة السيد حسن نصر الله | كاملة 5-5-2015 - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=bc4J1wt__UY

 

 

 

تاريخ النشر

04.09.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

04.09.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org