%@ Language=JavaScript %>
حين تكلمت دموعنا ... نهض العراق باسلا وحنوناً
صائب خليل
25 تموز 2015
"السلام عليكم ورحمة الله...لي اخ يغيب كل يوم ساعتين او ثلاث ويعود منهكا مكسورا اشعثا لايتحدث ولايرد على سؤال ولاياكل ولايشرب بعد ذلك حتى ينام...تبعته مرة فوجدته يذهب الى ( هيكل) وهو البيت الذي لم يكتمل بناؤه بعد ..فيدخل ويتلمس جدرانه ويبكي ويئن ويسمع له عويل كالنساء حتى يسقط ارضا ويبقى على هذه الحالة الى ان يشبع ويتعب فيخرج ليعود الينا....سالته عن ذلك فقال ان هذا الهيكل هو الذي اشتغل به ابنه اخر مرة مقابل 25 الف دينار ليلتحق بها الى بيجي مع اخوته شباب الحشد فلم يكن عندي المبلغ لاعطيه اياه...اخذ ال25 الف والتحق....واستشهد بعبوة زرعها احدهم في طريقهم........مثلك سيدي يهون حزن اخي...حكيت له عنك....بارك الله فيك وانشاء الله يكثر من امثالك وانتم تقولون لاخي "شكرا" ... "
هكذا تكلم احمد فاضل فرهود معلقاً على في "ألمثقف" مقالتي الأخيرة "إنه حشدنا نحن السنة لا غيرنا" (1)
وقفت حائراً، مندهشا وسعيداً جداً، بالأرقام التي حققتها تلك المقالة حيث بلغ عدد من وصلت إليهم من صفحتي على الفيسبوك وحدها ما تجاوز قبل قليل 37 الف قارئ! فالمقالة تحمل رسالة واضحة الملامح، وقد وصلت إلى هذا العدد، لكن ما أسعدني وأدهشني أكثر بكثير من الأرقام هو التعليقات الرائعة كقصة أحمد فرهود اعلاه، والتي أنزلت دموعي ودموع كل من قرأها مراراً.
دعوني اقدم لكم بعض الدموع ثم نتحدث عن ما وراءها:
دموع
كتب (Husham Jan) “ادمعت العين..ولمست شغاف القلب” ...
وكتب (مرتضى الكعبي) "شكرا صديقي حرفك ادمعني”.
وكتب (Shakir Alsaadi) "اخي صائب مقالتك ابكتني وافرحتني ولو الساعه الان الثالثة فجرا ولاكنني لااستطع النوم الا اكتبلك شي من قلبي الجريح لوطني السليب الذي باعوه سياسيوننا سنة وشيعه بثمن بخس لوكنت بقربك لقبلتك الف قبله واحتضنك كااخ في غربتك وانت في مثل هذه المشاعر الجياشه وكنت التهم سطور مقالتك وابكي معها".
وكتب (.. علاءعبدالرضا العفلوك) " والله هذا المقال اثلج قلبي وادمع عيني بدون مجامله .. عرفت الان هناك اقلام وعقول وطنيه تهتم بهذا البلد الجريح".
وهذا (علي عدنان المالكي) يكتب: "انحني لك مطر .. والله وانا اقرأها ارتجف".
(Bold Cazanova) قال: صدقا استاذ صائب عند قرائتي لمقالتك الرائعة خنقتني العبرة اذ ولو تعذرني لصراحتي لم اكن اتصور بوجود اشخاص رائعون ومنصفين مثلك من كثرة ما نسمع من السياسيين السنة المتطرفين. ولكل هذا والكثير غيره مما لا يتسع له المكان".
وكتبت (ميادة آدم الصورة ) ليس لأنها كلمة حق - هي دراسة عميقة عن جوهر وجع الآخر !بالنسبة لي قرأتها مرتين وبكيت بمرارة لأني تذكرت اهلي هناك ( كل العراقيين هم اهلي ) تذكرت آه اصدقائي في المنطقة الغربية و انكساراتهم.. تذكرت سؤال صديقاتي هبة و ايمان :- ميادة اني شنو ذنبي بلي ده يصير؟ - ذنبكِ متزوجة هنا و مولودة هنا.
أخيراً استحق كاتب المقال ومعلقيه من "ابو ابراهيم" هذا الفيض من العواطف:..شكرا لكل حرف ولكل دمعة نزلت من قلوبكم قبل اعينكم . قرة عين العراق بكم وقرة عينكم بالعراق والف تحية لدماء الشهداء التي فاضت بها ارض بلادي.
لماذا يعيد علينا الكاتب تعليقات تمتدحه؟
قد تتساءل عزيزي القارئ محقاً: "لماذا يعيد علينا الكاتب تعليقات تمتدحه وتمتدح مقالته"؟ إن عذري في ذلك هو أن ذلك المديح وتلك الدموع وهذا السيل الكريم من المشاعر لم يكن حقاً لي والغالبية الساحقة من هؤلاء القراء تقرأ لي لأول مرة، إنما هو موجه إلى المبدأ الذي تبنته المقالة والهدف الذي اعلنته. فحين يكتب (Ala Al Bahadli) :"دائما تذكر الشرفاء معك."، فمن المؤكد انه يقصد ان الشرفاء يقفون وراء هذا الهدف الوطني، وليس معي شخصياً بالضرورة. هكذا اقرأ هذه الإطراءات وهكذا ارجو قراءتها.
فما خلق هذا الكم الهائل من العواطف لا يمكن أن يكون مقالة، بل هو الرجاء والأمل من جهة والخوف والخيبات الطويلة المكتنزة في رأس الإنسان العراقي في بحثه عن الآخر الذي فقده في هذه "الحرب" وعن الوطن. ألوطن – الأم – التي تغير وجهها الجميل يوماً وكشرت أنيابها ولم تعد أماً حنوناً كما عهدها، وهاهي ملامحها الحبيبة تتبدى من جديد من بين السطور، ففجرت كل تلك العواطف في هذه الدراما الملحمية من التعليقات التي ارتفعت في صدقها وثرائها عن أية قطعة أدبية يمكن لكاتب أن يسطرها. دراما الوطن هو البطل العائد فيها وهذا الأمر واضح في كل كلمة سطرت هنا، وحتى إن وجهت العبارة للكاتب بالإسم، فلنستمع ...ولنتأمل:
اعادة الحياة للهوية الوطنية
يكتب (مصطفى الرحيلاتي ): "مقال غاية في الروعة تجعل كل من يقرأها وبدون آي إدراك يخرج من مستنقع الطائفة والطائفية ليعوم في بحر الوطن والإنسانية" .
وهذا الصديق (Jabbar Mossa) يكتب معبراً عن ذلك: " ألف شكر وتحية حب وتقدير للسيد الكاتب؛ الذي إستطاع أن يُعبر عن ما تكتنزه صدورنا، والذي يبغي من مقالته الرائعة جمع اللحمة الوطنية بعيداً عن أصوات النفاق السياسي والتخلف التي مزقت العراق؛ وبعيدأ عن بعض السياسيين التافهين الذين نصبوا أنفسهم ناطقين باسمنا.
ويكتب (Khalid R Muttalibi): "أيها الضمير ..يا ضمير الوطن ..ستعاني الكثير لأنك تحمل في رأسك عقلأ حرأ وفي صدرك قلبأ سليمأ ..شكرأ لك لأنك تعيد تعريف الوطن بصدق وتبعث الامل في نفوس يقضمها اليأس يومأ بعد آخر ..شكرأ لصدق مشاعرك تجاه شباب بعمر الورود يهبون أرواحهم بسخاء وبدون مقابل يذكر ."
وهذا إيميل من (البروفسور عدنان الظاهر) "... وأنت وجه العراق وممثل أبنائه الشرفاء...أنت العراقي تمثّل جميع دياناته ومذاهبه وقومياته وكل تأريخه الناصع أو المتبقي منه في زمان الضياع والضباع والحرامية وعملاء المحتلين وبساطيله التي تدوس فوق صدورنا وتطلب منها أنْ نسكت ولا نتظلم ولا نشكو وأن نقبل بهذا الهوان الذي هم فيه."
وتتمنى (Samera Muhssen) أن يكون "عنوان المقالة الرائع"... "شعار أهلنا في الانبار و الموصل".
وحدثنا (Tagora Alsaray): "اليوم كنت مع زملائي بالعمل وقرأت لهم مقالتك عدة مرات ( خبصت الدنيا) وهذا يدل على مدى حاجتنا لامثالك من الذين يشعروننا اننا عراق اﻻمس عراق الاخوة حين كانت تجمعنا الهوية العراقية وليست هوية الطوائف".
عتاب
لكن طوفان المحبة هذا لم يخل من العتب، وكما تقول فيروز: على قد المحبة العتب يكون، فلدى العراقي "الشيعي" تساؤل وعتاب لـ "نفسه" – "السني"، كثيراً ما لا يخلو من الغضب، لكنه جاء هنا ملفوفاً بالرقة والمودة.
فكتب (عبد المحسن الاعرجي ): "... ولا اريد ان اقول الا ان تستمر في هذه الكتابات لتنوير اخوتنا بما ال اليه الحال وليسترشدوا طريق الحق و الصواب".
وكتب (محمد فريق الزيدي ): "دمت ابنا بار لوطنك .. وانا مطمئن ان اغلب اخوتنا السنه ( اسف لهذه المفرده) يعون تماما حقيقة الحشد ووطنيته ودوره في تطهير الوطن من اوسخ واقذر المخلوقات داعش… ولكن للاسف القيادات السنيه لديها عقده من شي اسمه الحشد الشعبي".
ولا يقتصر عتب (Mohammed Al-Jawad ) ولومه على السياسيين بل يقول صراحة: " ... لا اقصد السياسيين بل عامة الناس تشعر بان لديهم هاجس من شيء اسمه شيعي او اي شيء يمت للشيعي بصلة وأتمنى ان يقرأو مقالك لكي تتفتح عقولهم".
وعبر (Shakir Alsaadi) عن ذات الشيء قائلاً: "صدقني انا لا اعرف لماذا هذه الحساسيه عند اخواننا السنه من قاسم سليماني وليس لهم مثل هذا الشعور ضد الاوباش الذين اتوا الى بلادنا من كل حدب وصوب وهم حثالة مجتمعاتهم الصين منغوليا عرب جرب افريقيا بارك الله فيك ومن عمري على عمرك و..."
وكتبت (Suaad Al Khalidi ) : "... انا دائما اشاهد خطابات يوم الجمعة ارى الشيعة في منابرهم يدعون للجيش والحشد الشعبي ويتمنون بتحرير مدن العراق السنية ولا يذموهم باي حرف على المنابر بعكس اهل السنة دائما اللعن والتوبيخ والذم على الشيعة .ولما جاء سليماني لمساندة الجيش والحشد اهل السنة خافت ايران تسيطر على العراق في ويوم كنت اتحدث مع صديق من اهل السنة على هذا الموضوع قل لي تقبلين ام علاوي ايران تحتلنا؟!...."
ويكتب صديقي (Tagora Alsaray) شرحا جميلا أختصر منه : "عند الكوارث والحروب غالباً ما تتوحد اﻻمة لتدفع الخطر ... كنت والكثير مثلي اقول لما لانسمع من يندد بالقتل الطائفي الذي تمارسه القاعدة في مثلث الموت في اللطيفية منذ سنة 2003 وحتى 2006 قبل ان يرد الشيعة وينجرون للاقتتال الطائفي؟ لما لايخرج اهل اﻻعظمية مثلاً في مظاهرة شجب تنديداواستنكارا لتفجيرات الكاظمية 2004؟ لما لا يستنكر اهل الفضل تفجيرات الصدرية التي سقطت فيها 600 شهيد لما الصمت السني على جرائم القاعدة ربما نفهم الصمت العربي ولكن كيف يصمت اهلنا وكيف يرتضون لاخوتهم الشيعة حرب اﻻبادة ......(ثم يحدثنا عن سقوط المدن السنية ليكمل..) وكانت تجربة الحشد وحدها كفيلة بأن تثبت للسنة بان مصيرنا واحد ومستقبلنا واحد ولكن للأسف مرة اخرى ..... ولكن انا متأكد ان حالة اﻻنقياد الطائفي هي أزمة هوية ومخاض ولادة تتشكل بعده هوية امتن و اقوى لعراق جديد بلا بنادق وبلا طوائف عراق يتصدى انت وأمثالك فيه لبناء ماخربه اﻻوباش".
ورغم أني قررت أن اترك الكلام للقراء تماماً، لكني أشعر أن كلمة مفيدة يمكن أن تضاف هنا لتصحيح النظرة الأحادية الجانب للموضوع، وتصحح الصورة الخاطئة بأن السنة يجلسون منعمين بالأمان و بلا أبالية بما يعانيه الشيعة في العراق، وأذكر فقط بأن المناطق السنية كانت تعاني قبل داعش من إرهاب القاعدة، ومن اغتيالات فرق الموت ومن اعتقالات القوات الامنية والجيش حتى فاقت نسبة ضحايا تلك المناطق، نسبتها في المناطق الشيعية وفق إحصائية حكومية (لدي رابطها) قدمتها حكومة المالكي. ويؤكد الجميع أن تلك الفرق الإرهابية كانت ترتدي الملابس الحكومية وتستقل السيارات الحكومية وتمر بالسيطرات الحكومية دون توقف، وقامت القوات الحكومية المخترقة حتى قمتها، والمكلفة بتحطيم روابط الشعب العراقي، باعتقال اعداد كبيرة من السنة بتهم مزيفة بالإرهاب، ولأهداف ابتزاز مادية مضنية ومهينة ولزمن طويل دون أن يلتفت إليهم أحد. ولا شك انهم كانوا ينظرون إلى أنفسهم الشيعة بنفس العتب والتساؤل عن الصمت عن معاناتهم، وإسكات شكواهم بتهم مسبقة بالكذب والرغبة في الحكم. فهم يجدون انفسهم أيضاً بين مطرقة إرهاب المجهولين وتعاون الحكومة وسندان قسوة الإعلام وصمت أخوتهم.
وهكذا نرى أن كل من الطرفين يعاني وكل من الطرفين يعتب، وقد حرص الإعلام على عزل الجانبين تماماً مثلما حرصت "حملات التهجير" ألمشبوهة المصدر على ذلك، لكي لا يستمع أي منهما إلى الآخر ولا يعرف معاناته فينصفه، ولا تستعاد الهوية الوطنية.
دعونا نعود إلى إكمال العتب:
يؤكد (محمد البغدادي ): "نعم انه حشدكم ومن اجلكم فمتى يعي اخواننا السنة هذه الحقيقة ومتى يتشكل راي عام سني بهذه العقلية التي تحملها , لن تنتهي هذه الماساة الا بغضبة سنية ولن تفشل المخططات الامريكية والصهيونية الا بوعي اهل السنة انهم وقود لهذه المخططات وان اخوانهم الشيعة انما يضحون من اجلهم ومن اجل وحدة العراق ارضا وشعبا , لقد قلتها سابقا ان الشيعة ليسوا بحاجة الى ارض تكريت ولا ارض الانبار فارضهم عامرة بكل ما يحتاجون من ثروات يستطيعون بها ان يعبدوا طرقاتهم ذهبا ولا اعتقد ان عاقلا يمكن ان يقول خلاف ذلك, نحن اليوم بامس الحاجة الى هذا الخطاب الصادم عسى ان يعطي جرعة للمترددين من اهل السنة والخائفين منهم والمغيبين والمصادرة اراؤهم فليس من المنطق ان يختصر اهل السنة بهذا الفكر الداعشي الشاذ وليس من العدل ان نجعلهم اسرى العداء لاخوانهم الشيعة"...ومني أقول: "صدقت"!
ويذكرنا (ابو مصطفى العراقي) بحقيقة ناصعة الوضوح وشديدة الأهمية لكن الكثير ممن لا يشاهدها بعينه ، ينساها: "...استاذي العزيز ولله اقسم بالله العظيم في هذا الوقت الحالي كل شارع وكل زقاق ومحله فيها قطع عليها اسماء الشهداء الابرار وكلهم واغلبهم فقراء تركو اطفال ونساء لامعين لهم الى الله هو المعين ذهبو لدفاع عن وطنهم وارضهم وعرضهم الكل يعرف ليست لإبن مسيان او ابن الناصريه او البصره وغيرها من المحافظات يملك شي بالانبار او الفلوجه.."
وكذلك (ناحر ثنية الله) : "أمنية وحيده تدور في مخيلتي الا وهي :ان اجمع بعضا من اولئك المتخوفين ...في مكان أمسيت اذا ضاقت بي ذهبت اليه الا وهو (( مغتسل الشهيد الصدر )) في النجف الأشرف ولينظر المعترضون على تلك القرابين التي يطاف بها في الصحن الحيدري لتزف بعد ذلك للفتحه الخامسه .....لينظروا بآم أعينهم كم من الايتام وكم من الثكالى وكم من الأرامل تودع جنازة رجل بيت كان بعد الله الكل في الكل المعيل والملاذ والطواف ..اشاركهم دمعهم وغصتهم أجدهم الأفقر والاتعس... لا راتب ولا تعويض مالي ولا حتى سكن... الا ان الشهيد قرر حماية عرض اخوته في الوطن هذا ان كان لنا وطن.."
قصص يفتخر بها ويباهى:
هذه القصص الرائعة..مثل قصة أحمد فرهود، اقرأوها فهي تشفينا من اليأس وتبث فينا الإعتزاز بشعبنا الذي لا يذكر منه على النت، سوى ما هو سلبي ومحبط.. لنقرأ....
كتب صديقي حمودي الكناني : "اتدري يا صائب أن احد اولاد عمومتي بالحشد اشترى يندقية القنص وعتادها من ماله الخاص واظنك لا تصدقني اذا قلت باع سيارته ليشتريها ويذهب مقاتلا في صفوف الحشد وسألته متعمدا لماذا فعلت ذلك قال شق علي رؤية الاطفال والنساء والشيوخ مشردين , أليس هم اهلنا واخواننا ....!"
وكتب (محمد جبر العصيبي): "تعجز الكلمات وتقف حيرى للرد امام مقالك المليء بالروح الوطنية الحقيقية والأخوة الصادقة فأنا أقرا والعيون تدمع وودت لو أنك بقربي لأحتضنتك وقبلتك بين عينيك أستاذ صائب خليل علما ان أخي استشهد في ديالى وكان يقول رحمه الله أموت وماأقبل يدنسون ارضنا!!!!! ديالى يعني النجف ..كثيرا مارددها".
أين الدراما العراقية التي تؤسس على هذه الجواهر الإنسانية بدلا من أقذار تاريخ العملاء مثل "ألباشا" ألذي يحاول إعلامنا المأجور إقناعنا بعظمتهم؟ إني ادعوا السينمائيين الشرفاء أن يحولوا هذه القصص الرائعة إلى تراث عراقي جديد يفجر أخلاقاً عراقية جديدة، فهي مهمة نبيلة وفرصة نادرة لأن يكون للفنان دور مشرف في لحظة صعبة من تاريخ شعبه.
خوف يطمئن وتردد يحسم لصالح العراق
لكن ما اسعدني أكثر من تلك الدموع وتلك القصص، وحوّل العتب الى أمل حقيقي هو الروح الرائعة التي يبدو أن المقالة بثتها في الكثير من قرائها، وطمأنت بعض مخاوفهم، وحسمت تردد البعض لصالح العراق، ويمكنكم ان تتخيلوا مدى سعادة الكاتب وهو يقرأ لأحد قرائه (عبد المنعم عطية) :"...اسئلة واجوبة اذكرها كل يوم بيني وبين نفسي والمقربين ...وبقيت محتارا وهاانذا اجد اخي في الوطن يحررني من حيرتي ..العراق خيمة..سفينة ..والكل فيها وتحتها... هل تكرهني تقتل نفسك معي ماهذا الكره ..مصيرنا واحد شئنا ام ابينا والمتربصون كثر ...اللهم احفظ العراق".
(سالم الكربلائي ): "بعد سقوط الطاغيه اي في عام 2004 تحديدا ايام القتل في مثلث الموت الشهير منطقة اللطيفيه عندما تنصب سيطرات لقتل الشيعي ماتت عندي الاخوه السنيه الشيعيه، حتى قرأت هذه المقاله فقد احيت عندي هذه الاخوه الميته فمزقت ودمرت كل الجدران نعم ياسنة العراق الشرفاء انتم أخوتنا بالدين والوطن ونشكر الاخ صائب خليل واقول له ماخرجت هذه الكلمات منك لو لم تعجن بدم الوطنيه وتربت على ماء الدهله في دجلة والفرات نعم من يريد ان يعرف عن النطفه الطاهره التي تنجب الشرفاء ليقرأ هذا المقال".
(عبد غازي ديوان): "نحن بحاجة الى مثل هذه الاصوات التي تطمئن النفوس اليها".
(رعد شاكر) : "السلام عليك ايها الكاتب الصريح, لقد سطرت اسئلة تجول في خواطرنا واجبت عنها جواب الغيور الشجاع."
(فلاح الموسوي) : "وأنا أقرأ المقال اغرورقت عيوني بالدمع طيلة القراءة...كنت أظن ان وقوف البعض من رفاقي واصدقائي من السنة لايعدو كونه مجاملة للصداقة بيننا، لكني الآن أرى ان الأمل مازال موجود، أرى انني قد أظلم البعض من رفاقي السنة لذا غيرت وجهة نظري والفضل كل الفضل لك و للشيخ الدكتور خالد الملّا..شكرا لكما احبتي و اخوتي بل انتم توأم الروح...وأثبت لوالدك المرحوم انك صائب اسما وعملا ...وفقك الله في الدنيا والآخرة..".
(مرتضى الكعبي) : "ها انا مره اخرى ابكي لسببين احدهما فرحاً والاخر حزناً والما ..بارك الله فيك ايها الاستاذ الفاضل بما كتبت ..ساروي لك معاناتي لكي تعرف لما انا ابكي ..
انا احد منتسبي وزاره الداخليه وعندما يجلسون اصدقائي بقربي فيتحدثوا ويتسائلوا لمِ نحن نقاتل؟ لم نقاتل اناس استوطنو ارض واهلها يعتبرونهم فاتحين وكما يقال المثل العراقي (القاضي راضي) وعندها اشعر بنفسي ابرر لاخوتي. تارةٌ اقول الارض ارضنا وتارةٌ اقول لكي نحمي مناطقنا الاخرى كما تفضلت .. ولكن قسماً بالله ما بداخلي وما اصبو اليه هو اني ادافع عن الثلة من امثالكم من الناس المعتدلين اخوتي بل نفسي وها انت ومنشورك الجميل زدتني دافعاً اخر .. ستخترق الرصاصه جسدي قبل ان تصل لاخوتي ولا يهمني ان كان مقدراً تضحيتي او لا يكفي اني مؤمن بقضية بان امثالكم سيتذكرون ويقدرون ما نقوم به .. لك مني كل الود".(أحمد المبرقع) :"حديثك هذا سيدي يغني ويعوض عن ألف خطبة عيد ومليون صلاة جمعة...."
(عبد الفتاح العكيدي): "... جعلنا نشعر بعراقيتنا بعد ان كرهناها بسبب السياسيين والطائفيين".
الفرح والأمل بعراق آخر
هذا الإطمئنان والفرح بلمحة الهوية الحبيبة أطلق مشاعر الشباب والشيب بالأمل من جديد بالعراق الذي كنا نعرفه، وبأنه مازال حياً في النفوس ولن يموت! استمع إلى العزم الذي لا يشبه روح اليأس والطائفية الشائعة، في العبارة التالية:
(Dr-Sundos AL-Badri) :"شكرا لك نعم انه حشدكم لانكم انفسنا".
وراقب برعم الأمل بالعراق يتفتح و “يرسم وطناً” وشعباً يترابط بـ "حلقات حديدية" :
(Muhsen Alkhalidi) : " أنت لا تكتب مقالة....بل ترسم لوحة لوطن؛وطن جميل سيولد قويا نظيفا من الأحقاد؛ والمشاعر المظلمة البليدة ؛كلمات رغم أنها جعلتني أبكي في هذا الصباح الجميل (أعني هنا في مونتريال) إلا أنها أعطتني أملا كبيرا بأن العراق لن يموت وفيه أناس كبار مثلك؛ومثل هؤلاء المعلقين الذين وقفوا معك مؤيدين لأفكارك النيرة.".
(Kefah Khaled ) :"هذه اﻷصوات الوطنية الشريفة هي حلقات الوصل الحديدية بين أطياف الشعب ولوﻻها لما بقي للبلد باقية (ألف عين ﻷجل عين تكرم)".
(AlMuthana Naiel): "جميلا ان ترى شعاع ضوء ينير ويمنحك بعض الامل ..ما اجمل المنطق وتدبر الامور".
(اسعد الكاظمي) :"...من يقرأ المقال ... سيكتشف أن الرجل قد عالج حالة مرضية مستعصية لم ينفع معها حتى العلاج الكيميائي و...أعطى لكل فرد منا خارطة طريق متى ما تبعها العقل البشري باستبصار صحيح فانها سوف توصله إلى بر الأمان".
(رياض سالم ابو رسلان): "لن يموت العراق وبه رجال من هكذا صنف .لا يسعني الا ان اقول رحمه الله والديك".
(Hakim Almarjany) :"اقبل قلمك فقد رسم وسام شرف على صدر كل من اعاد الحياة لهذا الوطن بدمه بعد ان اراد الحاقدون والقابضي الثمن ان يبخسوا حقه من نيل شرف الوطنيه في الدفاع عن ترابه في اي بقعه".
( حسين الحجامي): "العراق بخير بوجود هذا النفس الجميل".
ويهتف الشباب:
(Sunrose Asadi) : "بمثلكم يبقى العراق .. وبمثلكم يتجدد الامل بنا نحن الشباب بان هناك شيء يستحق البقاء من اجله والحذو على خطاه لصنع انسانا يستلهم منا معنى "الانسان" .. ، كما نفعل منكم نحن !!"
(Zainab Aljebory) :"استاذي العزيز صائب خليل ,,,,, ارى فيك العراق الذي احب ,,,,,, كم من شجاعة وانسانية وحب للوطن يتحلى به الانسان منا ليخط بحروفه الحق !!!!! هو حشد العراق وحسب".
ويكتب (Jamalnuaimi Alnuaimi ) "وانا أقرأ المقال احسست أنّ امامي يقف ضمير شعب جبار لا تستطيع كل اراذل الدنيا ان تنال من صلابة ارادته في الحياة"
ودعوني أختار للختام المسك، إحدى العبارات الهادئة التي يضع فيها (ماحمد الكرادي) أمنية بشكل سؤال وجيه فيقول:"متى يكون هذا المشهد الطبيعي في عراق الخير وليس مشهد استثنائي ويحتفل به البعض"؟.
خاتمة: لنستمع الى دموعنا
حين تفشل الكلمات، تتعهد الدموع أن توصل لنا الحقيقة، فلنستمع لما تقوله لنا دموعنا، فهي الأعمق تعبيراً، والأصدق خطاباً وهاهي تسطر لنا ملحمة رائعة وأملا بالحياة. عندما نقرأ ما كتبه محمد جبر أو حمودي الكناني أو احمد فاضل فرهود ، فتصيبنا الدهشة، ونتساءل: أليس مؤسفاً ومخيفاً أن يكون هذا هو شعور أخيك تجاهك، ولا تعلم به، بل تتصوره معادياً لك؟ أي وهم نحن فيه وأي تقصير في الوصول إلى الآخر وسؤاله لنفهم شعوره؟
الآن، هذا ما كشفته لنا هذه الدموع الغالية. إنها تؤكد لنا أننا نشهد ولادة نبعة جديدةً في شجرة الشعب التي أرادوا لها الموت. نبعة اطلقها الحشد وهاهي تحمل جيناته المميزة بالشجاعة العزم والتفاؤل. نبعة على كل من يريد للعراق أن يعود للحياة، أن يدافع عنها بكل شراسة. لكن علينا أن نستمع أيضاً إلى عتب المعاتبين من الجانبين، لكي لا تترك ثغرة يتسلل منها اعداؤنا. وأن لا ننسى ان نترصد المتآمرين، فمن يريد تحطيم العراق يضع هذه الروح الجديدة ومصدرها هدفاً اولا له، فليكن الدفاع عنها هدفاً أول لنا جميعاً، وليكن واضحاً أن بيننا وبين أعدائها صراع الحياة والموت، وأن لا مجاملة أو تهاون في هذا الأمر، مهما كان مذهب هذا العدو أو دينه أو جنسيته! وعندها سوف ينهض الوطن من رماده باسلا وحنوناً، و تعود المدن لأهلها ويحتفل شعبه ويرقص كما رقص مقاتلي الحشد مع أهالي العلم، ويصبح مشهد التضامن الرائع هذا، هو المشهد الطبيعي فيه وليس الإستثناء!
(1) صائب خليل: إنه حشدنا نحن السنة لا غيرنا
https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/921484541241949
تاريخ النشر
27.07.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
27.07.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |