<%@ Language=JavaScript %> نوري جاسم المياحي رعاية الآيتام ضمانة مجتمعية

 

 

 

رعاية الآيتام ضمانة مجتمعية

 

 

نوري جاسم المياحي

 

ابتلي شعبنا العراقي بالنفط وبالحروب واطماع الحاقدين ...ومنذ ان فتحنا عيوننا والحروب والنزاعات السياسية وموت الضمائر سببت الالام والمعاناة للاسرة العراقية ...وفي المحصلة النهائية نجد ملايين الايتام يتربون ويكبرون بعيدا عن حنان الإباء ورعايتهم ...هذه الظاهرة المؤلمة أصبحت من الظواهر الملازمة للمجتمع العراقي ...

هذا الشعب المسكين تعرض ولازال وحتى يومنا هذا لتفريخ الايتام فاعداد اليتامى يتضاعفون ...بسبب الاجرام والقتل والحروب والنزاعات السياسية والطائفية ...والسؤال الذي يقلقني هو ما ذنب اليتيم واسرته وحتى عشيرته ليتعرضون للظلم وللذل والهوان والحرمان وبسبب ظروف لاحيلة ولا يد لهم بها ...والمصيبة الادهى عندما يتحالف الفقروالجهل والمرض مع اليتم فيزيد الطين بلة والالام حدة ...واما مصيبة المصائب اذا رافق كل ذلك الحقد والكراهية وضعف الحنان لليتيم من قبل امه بسبب يتمه ..

و ذوي الايتام ونحن منهم نعلم ان النظام السياسي للأسف لم يراعي هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة بنتائجها على مستقبل المجتمع والتي قد تكون مشروع بيئة مساعدة لتنمية الإرهاب والتطرف والعنف والحقد والكراهية ...بسبب حرمان اليتيم من الحنان والمحبة وتعرضه للاهمال وقد تكون لاسباب مفروضة على اليتيم او عائلته  ..

النظام السياسي في العراقي وبالرغم من ملايين الايتام حاول معالجة شريحة الايتام باجراءات قشرية وكمثل على ذلك منحه 25 الف دينار شهريا كمساعدة ضمان اجتماعي وهي لاتشبع ولا تغني عن جوع ...لان الساسة لايحسون بخطورة مستقبل اليتيم على مستقبل المجتمع ...لانهم يفكرون بأنفسهم ومصالحهم  الشخصية والمناصب  وليس بمصالح ومستقبل ومصير المجتمع العراقي بعد ان يكبر الايتام ويتحولون الى قنابل موقوتة .....ان تحسن تربيتهم ..

الأحزاب الحاكمة حاليا كلها ذات طابع ديني إسلامي ... فهل طبقوا تعاليم الإسلام الحنيف ومنحوا اليتيم حقه واهتمامهم برعايته ...علما ان عدد الايتام يزداد بالالاف يوميا ... ولو نظرنا بتجرد وموضوعية وبعيدا عن الحقد والكراهية والتعصب الطائفي ...نجد ان الصراع الجاري بين طرفين ...هذا الطرف يقتل ويخلف ايتام أبرياء ...وذاك الطرف أيضا يقتل وأيضا يخلف ايتام ...فاليتيم الرضيع لاذنب له ان يكون ابيه مجرما او تكفيريا او من هذه الطائفة او تلك او من هذا الدين او ذاك ...اوذاك الرضيع الذي قتل ابيه واعتبر شهيدا لانه مات مدافعا عن دينه او وطنه او ذاك الذي قتل مدافعا عن فكرة يعتقد انه هو الصح والاخرين على خطأ ...كل منهما يدعي انه المجاهد وكل منهما يدعي انه الشهيد وهنا تختفي الحقيقة المؤلمة ...يبقى الطفل اليتيم هو الضحية الوحيد والبريء سواء اكان ابوه هذا او ذاك ...ولا دور له في كون ابيه مجاهدا وطنيا او مجرما تكفيريا ...وهنا يبرز دور المجتمع وقيادة المجتمع السياسية في التعامل مع ظاهرة الايتام بعدالة ومساواة ...فالمفروض بالحكومة والهيئة التشريعية  حماية المجتمع من خلال حماية اليتيم وتوفير كل مايلزم من قوانين حازمة لحماية اليتيم من عبث العابثين او ظلم الفقر والجهل والمرض...فلا يجوز ترك شريحة الايتام لاهواء ومزاجيات الاخرين ... او استغلال معاناتهم ..

ان كنا أو كانوا واقصد ( المشاركين بالعملية السياسية ) مسلمين حقيقين وملتزمين بدين الإسلام  ...فلنتمسك بتعاليم الإسلام ولنعمل من اجل تحقيقها وليس المتاجرة بها كما يفعل البعض ...من منا لم يقرأ  قول الله تعالى في كتابه الكريم : {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ *وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.

فالاية الكريمة توضح قيمة اليتيم عند الله ليوصي باهتمام خاص باليتيم وينهي عن الإساءة اليه ...فهل يكفي من النظام السياسي او المجتمع العراقي (مثلا ) تخصيص يوم في السنة لنسميه يوم اليتيم ...اونعقد مؤتمرات او ننشر مقالات لرعاية الايتام ...او تشكيل مجتمع مدني لتوزيع هدايا بالمناسبات ؟؟؟ابدا لا يكفي هذا لسد فراغ فقدان الوالد والمربي والراعي ..

العراق اليوم وبسبب الظروف الامنية والتفجيرات الانتحارية والخطف والاغتيالات والعمليات الحربية الجارية ...وكمثل على ذلك ففي الشهر الأخير وحسب احصائيات الأمم المتحدة يقال ان عدد القتلى المعلن عنهم هو 19 ألف قتيل في شهر واحد فقط ولو افترضنا ان عدد الايتام جراء هذا القتل بمعدل 3 أطفال لكل قتيل فيكون مجموع الايتام الشهري حوالي 50 الف يتيم في شهر واحد ...وبالتاكيد هؤلاء سيتعرضون لازمات نفسية بسبب فقدان الاب وقصور الرعاية والحنان الابوي ...والكثير من هذه الحالات تعاني من مشكلة زواج الام بعد وفاة زوجها مما يكون مصير الأطفال في مهب الريح ...وربما يتحولوا الى الغام موقوتة ولاسيما في مجتمع مأزوم كالمجتمع العراقي الطائفي والعشائري ...

اين الحل ؟؟؟ اعتقد شخصيا ولو انني لست من ذوي الاختصاص في هذا المجال هو قيام الحكومة بدراسة علمية شاملة و التشخيص الدقيق لظاهرة تزايد اعداد الايتام وحصر تحمل الأعباء والنتائج السلبية لاسرة اليتيم مما يستوجب التدخل الفوري والحازم  من قبل النظام الحاكم لدراسة خطر مجتمعي ومستقبلي وملغوم بملايين الايتام من مختلف الأديان والطوائف والقوميات سوف ينشؤون في ظروف انتشار الفساد الأخلاقي والقيمي وانحدار المستوى التعليمي والتربوي إضافة الى انتشار الحقد والكراهية بين الناس والجهل والفقر والمرض والتطرف والميل للعنف بسبب العاب العنف والاقتتال التي تقع بين الأطفال عامة واليتامى خاصة واثارها السلبية على سلوكية الأطفال مستقبلا ...وذلك من خلال سن قوانين الزامية لعائلة اليتيم وللمجتمع بتوفير الرعاية التامة الصحية والنفسية والتربوية اسوة بالمجتمعات المتحضرة الغربية ...ومحاسبة صارمة لكل من يسيء لليتيم ولكي نضمن مجتمع عراقي زاهر وصحي وليس مجتمع معقد نفسيا و اجرامي سلوكيا و إرهابي تربويا وعنيف نهجا وكما يخطط له أعداء العراق ...

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ...

 

 

 

 

 

تاريخ النشر

29.12.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

29.12.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org