<%@ Language=JavaScript %>  نوري جاسم المياحي مفهوم الصلافة او الوقاحة السياسية

 

 

مفهوم الصلافة او الوقاحة السياسية

 

 نوري جاسم المياحي

 

يشهد العالم عامة والعراق خاصة حقبة سياسية لم يشهد لها التاريخ مثيلا ..ولسبب بسيط الانتشار الهائل للأنترنت والمواقع الالكترونية وكافة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ...بحيث ان الخبر ينتقل خلال ثواني من ادنى الدنيا الى أقصاها ..

لهذا السبب اصبح الاعلام من اخطر الأسلحة بحيث يهز عروش ويحرق ساسة بلمحة بصر بعد ان كانوا قبل ظهور الراديو والتلفزيون والانترنت محصنين ومحميين وبعيدين عن الأضواء والمحاسبة الشعبية ..

واليوم لن أناقش كل المجالات التي تتعامل معها وسائل الاعلام وانما سأتناول مفهوم جديد او مصطلح جديد يمكن استخدامه في القاموس السياسي ..

المصطلح الجديد كما افهمه أو اسميه ...هو الصلافة او الوقاحة السياسية ...كلنا نعلم في عالم السياسة هناك قادة سياسيين يتحكمون بالأمور وهناك شعوب مقيدة ومسيرة وخاضعة لإرادة القائد او السياسي ...ومن حيث المبدأ فالمفروض بالسياسي المخلص والوطني ان يحمي مصالح شعبه بالصدق والصراحة والأمانة والإخلاص ..ومتى شذ عن هذا الطريق تصدى له الشعب وفضحه عن طريق الاعلام والانترنت  وما اسهله هذه الأيام ...

وللأسف هذه القيم تغيرت مع تغير المفاهيم وانهيار المنظومة الأخلاقية ...فنجد السياسي يكذب ويشوه الحقائق وفقا لمصالحه الشخصية او مصالح ادارته ..ولايستحي او يخجل من كذبه ..وانما يتمادى في الكذب والدجل ..والنصب والاحتيال ..

وبمرور سريع على بعض الأمثلة والنماذج الدولية والإقليمية والعراقية بالذات ..لكي أوضح ما اريد شرحه .. او توضيحه ..مثلا ..

--- موقف الرئيس أوباما او وزير خارجيته كيري ...من الإرهاب وما يجري من اقتتال في سوريا والعراق ...فهم يصرحون ليلا ونهار ..ان القتال في سوريا لن يتوقف الا بعد زوال الأسد ...وفي العراق الا بعد تسليح البيشمركة او مصالحة السنة في الرمادي ..

وانا أقول للأمريكان انكم وراء كل مصائبنا وأنكم من قتلتم الشعب العراقي ودمرتم العراق وبحجة صدام حسين والعث وأسلحة الدمار الشامل وثبت انها كذبة كبيرة

واليوم تقتلون الشعب السوري ..بحجة بشار الأسد ..لماذا لا توقفون القتال والشعب السوري كفيل بإزاحة الأسد !!! ولكنهم صلفين ووقحين ..لا يعترفون بحق الشعوب في تقرير مصيرها..

--- ما يسمى التحالف العربي ..يغزو اليمن ويقتل شعبه بالقصف الجوي ليلا ونهارا والحصار والموت جوعا بحجة إعادة الشرعية لهادي عدو ربه وشعبه المهزوم والخاتل بالرياض ..اتوجد صلافة أوضح من هذه ؟؟؟

--- نتنياهو يقتل الشباب والشابات الفلسطينيات بالرصاص الحي وعلنا وامام مرأى العالم بحجة محاولتهم طعن مستوطن بسكين مطبخ او مفك براغي ؟؟؟ ويعتبر نفسه هو المتفضل على الفلسطيني نلانه يقتل الإرهابيين ..ولا يخجل من نفسه أومن العالم عندما يتهم المعارضين لجرائمه بمعادة السامية والإرهاب  ؟؟؟ اتوجد وقاحة وصلافة أوضح من هذا الأسلوب ..

--- والمهم عندنا في عراق المصائب والاستهتار السياسي والأخلاقي  وهو بيت القصيد من حديثي هذا...نجد الصلافة والوقاحة السياسية تتجلى بأصدق معانيها عند ساستنا  ..ولم اجد من خلال مراقبتي الشخصية نظام سياسي او مشاركين بالعملية السياسية المبنية على المحاصصة الطائفية ...اكثر منهم صلافة ووقاحة ..ففي كل خطوة تخطوها الأجهزة الحكومية تشم فيها رائحة الاحتقار والاستهتار بحياة واموال ومستقبل الشعب العراقي ..وينطلقون من القول المعروف ( ان كنت لا تستحي افعل ما شئت ..) ..

فهم يلبسون الباطل ملابس الحق ..واستخدموا داعس والإرهاب وبعثي صدام كحصان طروادة او قميص عثمان او مسمار جحا كما يحلوا للعراقيين هذا التوصيف ...فهم ينهبون ويظلمون ويقتلون ..والذريعة داعس ..فهل المشرد من ارضه ودياره هو من يساعد داعش ؟؟؟ هل الفقير والجائع والحائر بلقمة عيش اطفاله هو من يساعد داعش ؟؟؟ هل المقاتل الذي يقاتل بأسلحة قديمة وعاطلة وانتم من استوردها وبلا راتب هو من يساعد داعش ؟؟؟ هل أنتم من أفسد ودمر كل المؤسسات الحكومية والقوات المسلحة ام المواطن العادي المسكين. ؟؟ وعندما يتظاهر او ينتقد او يتهمكم ويفضح كل جرائمكم فهو يعتبر إرهابي وداعشي وبعثي صدامي ؟؟؟

اقف اجلالا واحتراما لكل من يكشف الفساد والمفسدين بغض النظر عن انتماءه القومي او الديني او الطائفي او منصبه او حتى ماضيه السياسي...الاموات منهم والاحياء ..فكم من أمثال احمد الجلبي دفع حياته لمحاولته فضح المفسدين ...

 ومنذ فترة وبالأمس بالذات وعلى فضائية البغدادية تابعت الفضائح التي يكشفها الناطق باسم النزاهة النيابية الشريف ابن الشريف عادل نوري ...وبالأرقام والاسماء فضحهم شر فضيحة ...فهل سكتوا او سيسكتون وهل سيعتبر إرهابي او داعشي ؟؟ ...

وثقوا ان من بيدهم سلطة الحل والربط والضرب بيد من حديد سيتصدون بكل وسائل القمع والتصفية لأناس لا يملكون غير القلم والحنجرة ...للاحتجاج السلمي ..

بالأمس الخميس صوت مجلس النواب العراقي، اليوم الخميس، على حظر المواقع الالكترونية وكافة وسائل الاعلام التابعة لتنظيم (داعش) والمروجة له والمحرضة والمبررة للجرائم 'الارهابية'، فيما طالب الجهات المعنية والقضاء بتنفيذ القرار.

ان توقيت هذا القرار بعد سنوات من ظهور داعش و بعد أن زكمت روائح الفضائح الانوف واعتقال المتظاهرين وقتل النشطين منهم ليصد هذا القرار ؟؟؟ اليس غريبا في توقيته وتوجهاته وأهدافه ؟؟

يبدوا لي ان ألاوان حان لتكميم الافواه وقطع دابر من يتصدى للفاسدين وبموجب القانون ...والحليم تكفيه الإشارة ..وانتظروا توجيه الاتهامات لكل من ينتقد مسؤول فاسد ...وربما ستكون صفختي وقلمي من المشمولين ...وحتى لو تجرأت وقلت للمسؤول على عينك حاجب ...

وانا انصح كل المشاركين بالعملية السياسية ...قوموا أنفسكم أولا ..وابدأوا بها...وحاربوا الفساد المعشعش في نفوسكم ...وخافوا الله في حقوق شعبكم المشروعة وانتم ستنتصرون حتما على داعش واخواتها ولا تخافوا من الاعلام والاعلامين ..

حسبنا الله ونعم الوكيل ...يا عراقيين ...

اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا

 

 

 

 

 

تاريخ النشر

21.11.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

21.11.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org