%@ Language=JavaScript %>
ياساستنا الفطاحل ما هكذا تمتصون نقمة الشعب
نوري جاسم المياحي
منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا ..والمواطن العادي ولاسيما الفقير منهم (بغض النظر عن الدين والقومية والطائفة التي ينتمي اليها فكلهم مظلومين ) هو الضحية لطغمة سيئة من السياسيين ورجال دين من وعاظ السلاطين الذين تجلببوا بجلباب الإسلام والدين ..فعاثوا بالبلاد فسادا ..والمواطن المسكين هو الضحية ويتحمل الفقر والقهر وحده ولازال يتحمل ويحاول تصديق الوعود التي تطلقها الكتل الحاكمة وينثرها السياسيون من على شاشات الفضائيات ليلا ونهارا ولكن الأمور في واقع الحال تسير من سيء الى أسوأ .. والى درجة بدأنا نكره رؤية برامج التلفزيون ..
سنوات مرت وقادة البلاد العشرة المعروفين يعدون المواطنين بالرفاه ورغد العيش والامن والأمان أي (كمرة وربيع مثل ما يقول العراقي) ..ولكن المواطن في اليوم الثاني يصحوا على جهنم الحمرة وطيحان الحظ الاكشر) وبمرور السنوات فقد المواطن الثقة بنفسه وبالنظام الديمقراطي الجديد وبكل سياسي وفقد الثقة حتى بالدين وبالمرجعيات الدينية وغالبية رجال الدين ..والبعض منهم كره حتى الحياة لأنها أصبحت حياة ذل ومهانة يتحكم بك اراذل القوم ...
القتل اليومي والخطف والاعتقال والتشريد والتهجير والنصب والاحتيال والاكاذيب ...وضمائر الناس التي ماتت والغيرة التي سقطت والرحمة التي انفقدت وخوف الله الغائب ...ولكن تاجر السياسة والطائفي وفي كل مصيبة تحدث نراه يتحول الى عنترة ابن شداد ومصلح اجتماعي فذ وخبيرا استراتيجي يصول ويجول يكذب ويكذب ويكذب حتى اصبح الكذب حقيقة وحتى اصبح هو شخصيا يصدق كذبه ...وبما ان هذا السياسي معزول وخائف ويعيش في صومعته التي شيدها بجماجم الأبرياء ...فهو لا يحس بإلام المواطن العادي والمرارة التي يعيشها ..لان المثل العراقي يقول ( الشبعان لا يدري بدرد الجوعان ) و ( اللي ايده بألمي مو مثل اللي ايده بالنار )
اليوم نشوف السياسي بواد والمواطن المسحوق والمعذب بواد اخر..القادة العشرة ( احباب الله ودول الاحتلال والجوار ) والمرجعيات الدينية ورموزها في جنانهم المعزولة يعيشون والمواطن المسحوق في جهنم يتقلبون ..فأي جريمة ارتكبت بحقنا أمريكا وبريطانيا عندما أتت بأفسد خلق الله وسلمتهم رقابنا ؟؟ فهل سمعتم يوما ان عراقيا استهدف الامريكان والبريطانيين في عقر دارهم ؟؟ حسب معلوماتي لا يوجد مثل هذا العراقي ..والعراقي قاوم الاحتلال عندما احتلوا وطنه . وعلى ارضه ولم ينقل المعركة الى أمريكا وبريطانيا ..فلم هم حاقدون على العراقيين ؟؟
اذا سألت اليوم أي مواطن في الشارع ومهما تكن هويته وانتماءه عن رأيه وبما فيهم البعض من ذوي الضمائر الحية من المنتمين لأحزاب السلطة ..تجدهم يلعنون الساعة التي انتموا الى هذه الأحزاب .. ولكنهم يخافون التصريح بذلك ..
المواطن غاضب وحاقد الى درجة الغليان والانفجار. ولكنه يفتقد الى القدرة للتعبير عن هذا الغضب .. لان الأحزاب الحاكمة وازلامها المستفيدين سيقمعون بالقوة والحديد والنار أي صوت ينحرك للاعتراض على مفاسد المسؤولين ...ولكن السؤال البديهي والمطروح على كل لسان عراقي ..الى متى سيستمر الصبر والتحمل ؟؟ انا شخصيا اعتقد واخشى واتخوف من الانفجار المفاجئ ولاسيما بعد ان اصبح السلاح متاحا بيد (الكرعة وام الشعر كما يقول العراقي) فان الوضع سينفجر وبشكل غير متوقع ولاسيما بعد عودة ظاهرة الانفجارات الاجرامية اليومية ذات الصبغة الطائفية ..
مما يحز في نفسي ونفس كل عراقي وطني ..انه لاوجود حقيقي وفاعل للحكومة العراقية ويمكن وصفها ( حكومة كلمن ايده الو ) ..وكل ذلك بسبب المحاصصة الملعونة ..ولو اخذنا مثلا فحكومة الإقليم ..حكومة مستقلة رضينا ام ابينا ..حتى البارحة اعلن ان طائرتين اف 16 طارت فوق الإقليم ..وطياريها اكراد ..وقائد القوة الجوية كردي كما تعلمون ..فهل تعتقدون ان رئيس للإقليم اذا اصدر لهم امرا وطلب مصادرة الطائرات .. فمن سيمنعه ؟؟ هذا سؤال عرضي ؟؟ وهل تتوقعون ان الامريكان سيعترضون ؟؟
سؤال بسيط اخر ولكنه اعراض مرض قاتل يعاني منه العراق .. وحكومتنا الكريمة ..اغرقتنا بوعود تخدر ذوي الضحايا ..وهو الغلاء الفاحش وغياب الخدمات .. سلطات البصرة تقتل الناس لانهم يطالبون بالكهرباء ..الحلة تهدد بقطع الكهرباء عن كربلاء ..الناصرية تقطع الكهرباء المثنى ..اهالي النجف يتظاهرون احتجاجا ...اما نحن أهالي بغداد ( فمأكلين وحل وساكتين ..تأتي الكهرباء نصف ساعة وتنقطع اربع ساعات ) و ( الدنيا حارة جهنم الى درجة الزمال يبول دم من الحر ) وكما يقول العراقي ..
سؤال بديهي وبسيط اخر .. الإرهاب يتغذى على بيئة حاضنة .. ولاسيما الطائفية منها ..فماذا فعلت حكومتنا الكريمة لتلافي هذا النقص ...؟؟ اما لن اجيب على هذا السؤال ..لأنكم حتما تعرفون الإجابة ..الا تتفقون معي ان حكومتنا الكريمة بقصد او بدون قصد توفر البيئة الجيدة والملائمة لتساعد الإرهاب والإرهابيين ؟؟ وذلك من خلال اذلال الشعب وحرمانه من ابسط الخدمات الأساسية وهي الكهرباء وبقية الخدمات الأخرى وأيضا اترك الإجابة لكم لأنها من الأسئلة التي تحيرني ..
وسؤال بديهي اخر ..العراق بلد الخيرات وهذا ليس سرا او تبجح ..وانما حقيقة مرة ..اليس هذا انتقام رباني ان يتمتع كل خلق الله بخيرات بلادنا ونحن نحرم من الهواء النقي والماء وحتى الكهرباء الذي هو عصب الحياة .. الا تتفقون معي انه انتقام رباني ..لآننا عراقيون لا نستحق الرحمة و قطعنا رأس المرحوم كلكامش قبل الاف السنين ..
والغريب اننا ندعوا الله يوميا ونطالبه بدولة كريمة نعز بها الإسلام وأهله ونذل الكفار وأهله ...اما وجه الغرابة ما يحدث في الواقع عكس ذلك .. المسلم يتونس على قتل أخيه المسلم .. ويكرم الكافر .. اليس هذه مفارقة غريبة عجيبة ..(كلشي عدنا بالمكاوب )
اخر بلتيقة حكومية لامتصاص نقمة الشعب الغاضب والحاقد على حكومتنا الكريمة (حكومة المحاصصة الوطنية ).. هي باتخاذ قرار تخفيض مخصصات الرئاسات الثلاث .. احم احم ..للمرة العاشرة يتخذ مثل هذا القرار ولا نرى اثرا له .. وانا أقول لنفسي ( يا كع انشقي وابلعيني ) ان صدقت قرارات حكومتنا الكريمة لان سيل الظلم قد بلغ الزبى .. وأقول لهم اذا اردتم فعلا امتصاص نقمة الشعب فكونوا صادقين معه وحريصين على حياة الأبرياء والفقراء ..
واخر دعواي .. ان يرقق علينا قلوب أوباما الأمريكي وكاميرون الإنكليزي والمرشد الإيراني والملك السعودي والسلطان الاردوغاني على العراقيين ..( لان كلوبنا خلصت من القهر وما بينا حيل نتحمل اكثر )
وللحديث صلة في اقرب وقت
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا وارتحلوا
تاريخ النشر
25.07.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
25.07.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |