%@ Language=JavaScript %>
عن أي مباحثات سلام، عن أي وقف إطلاق نار، وعن أي حل يتحدثون؟
جميل باييك *
في تركيا يتم استعمال المصطلحات في غير محلها، وبشكل يخدم الفكر الشوفيني والنظرة الرسمية للدولة للأمور. غالبا ما يتم التحوير لكي يتلائم كل شيء مع نظرة الحكومة والمؤسسات الرسمية للقضايا. الآن يستخدمون وسائل الإعلام من أجل محاربة حركة حرية كردستان وإلحاق أكبر الأذى بها، من خلال التحريف ولوي عنق الحقيقة ونشر الاكاذيب والافتراءات. ورغم اختلاف الاجندة والسياسات بين القوى السياسية في تركيا، وتضارب بعض المواقف، إلا ان الصوت يصبح موحدا في حال تعلق الأمر بمحاربة الكرد ومنعهم من الحصول على حقوقهم. تصبح وسائل الإعلام التابعة لهذه الأحزاب والقوى واحدة وموحدة في موقفها المعادي من الكرد. يتم التأكيد على ثوابت الدولة القمعية الشمولية: " العلم الواحد، والشعب الواحد، والأرض الواحدة".
منذ أكثر من 25 عاما والقائد عبد الله أوجلان يسعى بكل قوة من أجل توطيد السلام والحل الديمقراطي العادل. طرح مبادرات كثيرة من أجل بلوغ هذا الهدف. في الآونة الأخيرة بدأت اوساط كثيرة ومتعددة في داخل الدولة والمجتمع تتفاعل مع هذه المساعي بشكل إيجابي. عملية وقف إطلاق النار خلال السنوات الثلاثة الماضية كانت بطلب من القائد أوجلان. الآن تفرض الدولة التركية حالة من العزلة على القائد ضاربة بعرض الحائط كل قوانينها التي تجيز للسجين السياسي الاتصال مع افراد عائلته ومحاميه. الدولة التركية تجعل من قضية الاتصال مع القائد وزيارة محاميه وذوي له، محل المقايضة وعرضة ل"البازار" السياسي. هل في هذا الإجراء أي شيء من الأخلاق؟. ألا يدل الاصرار على فرض العزلة على القائد " اوجلان " بأن كل كلام وادعائات الاعلام التركي ما هي إلا أكاذيب وافتراءات؟. ألا يدل بأن كل كلام حزب العدالة والتنمية كذب واضح؟. يقولون بأن هناك تباينا بين وجهة نظر القائد أوجلان وموقف كل من حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي، إذا كان ذلك صحيحا فلماذا إذن يصرون على فرض العزلة على القائد وتشديدها؟. هل من يطالب بوقف إطلاق النار والهدوء محق في فرض العزلة ومنع القائد من التصريح؟. ألا تعلم الدولة التركية بأن حركة التحرر الكردستانية كانت قد أعلنت مرارا في مؤتمراتها بان التعامل مع القائد في الأسر بشكل غير لائق، وفرض العزلة والتضييق عليه، سيكون السبب في بدء الأعمال العسكرية والرد المباشر؟.
لقد عمل القائد أوجلان بشكل متواصل من اجل تتحول المباحثات بين الدولة وحركة التحرر الكردستانية إلى محادثات مباشرة وعلانية، لذلك حدث اللقاء الأول في 28 شباط/فبراير في قصر "دولمه باهجي" بين الحكومة ووفد حزب الشعوب الديمقراطي. لقد سد القائد عبر هذا الموقف الطريق أمام الحرب والمواجهات. ولكن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورغم علمه بكل ما جرى من مباحثات ولقاءات، اعترض على لقاء 28 شباط/فبراير، وعمل على أجهاضه ووقف كامل العملية التفاوضية ومباحثات السلام، ومن ثم فرض حالة من العزلة المشددة على القائد أوجلان، وأعلن الحرب على حركة التحرر الكردستانية. بهذا الموقف فرض أردوغان مرحلة جديدة من الحرب والمواجهات. كل ذلك لكي يفرض نفسه ديكتاتورا اوحدا على البلاد، ويخلق نظام حكم شمولي لا يقبل التعددية والحوار مع الآخر. صلاح الدين دمرتاش رد على موقف أردوغان المعادي لمبحاثات السلام وفرضه العزلة على القائد أوجلان، وقال بان حزب الشعوب الديمقراطي لن يقبل بأردوغان رئيسا مطلقا، وسيساهم في تدمير مخطط أردوغان الرئاسي ذاك. طبعا الموقف كان صائبا وفي محله. شخص جاء ووضع حدا لمرحلة سلام عمل الكثيرون سنوات طويلة لكي تنجح وتطرح حلا عادلا للقضية الكردية، وفضل الحرب والتصعيد على السلام والاستقرار، لا يجب أن يكون رئيسا للجمهورية. عدم قدرة أردوغان على أن يصبح رئيسا مطلقا، أمر جيد وبشرى خير. هذا الرجل الكذاب، المجرد من الأخلاق، ومن أجل أن يصبح رئيسا مطلق الصلاحيات، عمل على تخريب مباحثات حل لأكثر القضايا تعقيدا واهمية في تركيا، وفتح الطريق أمام الحرب والمواجهات العسكرية. هكذا رجل لا يجب أن يصبح رئيسا مطلق الصلاحيات. من اجل منصبه يريد تخريب البلاد. إنه يشبه نيرون الذي أشعل روما وجلس يتفرج على آثار الحريق وكيف تلتهم النار كل شيء. الآن ما يفعله أردوغان هو نفس ما فعله نيرون. إنه يعرض تركيا للحريق والدمار ويتفرج على نتائج عناده ورهانه على الدم والخراب.
من الواضح بأن الدولة التركية تضغط على القائد اوجلان في السجن، ولكنه يرفض الضغط ويرفض سياسة حزب العدالة والتنمية المراهنة على الحرب والحسم العسكري. القائد الآن يقول لهم: " كل ما كان في استطاعتي أن افعله من أجل السلام وحل القضية الكردية، قمت به. لكنكم انتم من عطل المرحلة وبدأتم بحملة حرب وتصفية جديدة. أنا لم يعد لدي شيء، اذهبوا وحاوروا حزب العمال الكردستاني، فهو من يحمل السلاح. انا لن اقرر في هذا الشأن". كيف يطلبون من القائد أوجلان التدخل، وهم من خرب عملية السلام، وهم من يفرضون عليه العزلة ويشنون الحرب في الخارج على حركة حرية كردستان والشعب الكردي؟. مالم تطرح الدولة التركية معالم الحل وتوقف حملات الحرب والتصفية، فان أي حديث عن الهدوء هو ضرب من ضروب الخداع. الحل يجب أن يستند على تضمين هوية الشعب الكردي وحقوقه في الدستور، وكذلك ضمان الادارة الذاتية الديمقراطية وحق التعلم والتعليم باللغة الكردية.
دعوة حزب العمال الكردستاني إلى الهدنة ووقف اطلاق النار، يجب ان يترافق معها تحديد معالم الحل ووضع خطة الحل السياسي الشامل للقضية الكردية. دون ذلك خداع. الطلب من حزب العمال الكردستاني رفع يديه وعدم الدفاع عن نفسه وعن الكرد، دون تقديم ضمانات تحوي معالم الحل، غير مقبول. إنه بمثابة دعوة حزب العمال الكردستاني إلى القاء سلاحه والاستسلام دون مقابل. حركة التحرر الكردستانية، وبعد الانتخابات مباشرة، اعلنت عن ضرورة نقل مباحثات الحل إلى البرلمان والحوار حول خطوات الحل السلمي ووضع القوانين المرجوة من اجل حل النزاع ومنح الشعب الكردي حقوقه والتوقف عن حملات الحرب وسياسة الاقصاء والامحاء. لكن الحكومة وعوض اللجوء إلى صوت العقل، عملت لكي تشطب نتائج الانتخابات وتعلن الحرب الشاملة على الكرد من جديد. بنت الحكومة المزيد من النقاط العسكرية وزجت بالمئات من الساسة والنشطاء في السجون. وشددت العزلة على القائد أوجلان، مرفقة ذلك بالضغط النفسي الكبير. في حال عدم رفع العزلة عن القائد ووقف الحملات العسكرية وحملات الحرب والاعتقال، والعودة بالمباحثات إلى الاطر السياسية العليا، وبضمانات قانونية، فإن أي حديث آخر ليس له معنى. حديث يبقى في الهواء لا قيمة له على أرض الواقع...
* الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني.
صحيفة (Yeni Özgür Politika) الكردية.
الترجمة: المركز الكردي للدراسات.
تاريخ النشر
07.08.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
07.08.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |