%@ Language=JavaScript %>
تحالف؟ أم هروب الى الأمام؟
حمزة الحسن
من تقاليد السياسة السعودية عبر كل الحقب،
خلق قضية مضادة جديدة،
بعد كل فشل أو فضيحة ، وخلق اكذوبة يتم طبخها على عجل لغرض اشغال الرأي العام عن الفضيحة الأصلية،
وليس من المهم أن يكتشف العربي الاكذوبة بعد ذلك،
بعد أن تكون قد أدت الغرض والغاية،
والناس في خضم الاحداث تنسى كل شيء.حكاية التحالف السعودي الجديد ضد الارهاب هو كذبة ضخمة،
والاكاذيب الضخمة، في علم النفس ، تشل قدرة العقل على التفكير،
ومع ضخ اعلامي كبير وموجه ومكرر تصبح الاكذوبة واقعاً،
في حين يتحول الواقع الحقيقي، الفضيحة الاصلية، الهزيمة، الى اكذوبة.متى تم اطلاق حكاية التحالف الجديد ضد الارهاب؟
في اللحظات التي اعترفت السعودية بهزيمتها في اليمن،
وقبلت الجلوس في مفاوضات مع من كانت تطلب منهم الاستسلام،
وخربت البنية التحتية للشعب اليمني النجيب والمسالم بذرائع ملفقة،
وكان هذا الحدث قد طرح أسئلة على المستوى المحلي السعودي والعربي والدولي تستحق الاجابة عن مبرر هذا العدوان الوحشي ،
لذلك هربت المملكة الى الأمام بخلق قضية بديلة صارت هي قضية محورية في وسائل الاعلام بما في ذلك الوطنية،
وتراجعت الفضيحة الاصلية الى الوراء وهو الهدف الرئيس من هذا البالون الضخم.كما تم اطلاق هذا البالون أيضاً في وقت ارتفاع السخط الاوروبي الشعبي والرسمي ضد الوهابية السعودية،
ووصل الأمر الى ان طلاب المدارس الصغار صاروا يسمعون من مدرسيهم ومعلميهم لأول مرة عن الارهاب القادم من المملكة،
وفي النرويج يخضع الطلاب الى دورات تدريبية غريبة على هذا البلد عن طريقة اخلاء المدارس عند قدوم ارهابي،
وهو الأمر نفسه في مؤسسات ومراكز ومحطات قطارات ومطارات غربية،
ويعرف صناع القرار في المملكة ان غضب الرأي العام الأوروبي ليس هو نفسه غضب الرأي العام العربي،
لأن الغضب الأول يتحول الى أفعال وقرارات وعقاب في صناديق الاقتراع.لذلك سارعت المملكة لاطلاق قنابل دخان ضخمة، ونكرر ضخمة، لأن ضخامة الكذبة تعمي البصر والبصيرة وتلغي خيارات الانسان وخاصة العربي ، في البحث عن الحقائق في دوامة مستمرة من العنف الوحشي.
لا تحالف ضد الارهاب تقوده المملكة ولا هم يحزنون، لأنها هي الارهاب نفسه،
ولكن يراد لنا أن ننشغل عن العار الأصلي،
عار فضيحة قتل الشعب اليمني،
وعار التعرية الدولية،
وأبسط طريقة لمقاومة هذه الاكذوبة هو عدم الانجرار خلفها وابقاء القبضة مشدودة على الارهاب السعودي الوهابي،
فلا يمكن لهؤلاء البلداء الذين تاجروا بثروة شعبهم وتاجروا بدماء شعوب المنطقة النجاح كل مرة في خداع الناس.المغرد السعودي المنشق، وهو من أمراء المملكة" مجتهد" كتب على صفحته، وهو صاحب المصداقية والمواقف الواضحة وخبير اسرار العائلة الحاكمة، يقول:
هذا تحالف استعراضي ورقي،
من بين اغراضه صراع داخل المملكة بين ولي العهد وبين ولي ولي العهد،
وليس هناك أي تحالف على ارض الواقع.لا تحتاج المملكة الى تحالف دولي لممارسة الارهاب،
بل تعتمد على مأجورين وأنذال محليين كما في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وسابقا في افغانستان،
وتمدهم بالمال والسلاح والذريعة لممارسة الارهاب،
في حين تقوم المملكة بتوريط العالم عن طريق عقد مؤتمرات مزعومة ضد الارهاب للتغطية والخداع والتلويث.الدعوة الى مثل هذا التحالف، بصرف النظر عن الغايات، هي نوع من الارهاب،
اذا نظرنا الى التعريف السعودي للارهاب وهو تعريف طائفي.آخر قنبلة دخان لخلق قضية بديلة عندما قبض الأمن اللبناني على عضو قيادي سعودي في القاعدة،
لكنه، فجأة، مات في المستشفى، دون أن يكون مريضاً أو جريحاً، لكي تدفن الأسرار،
وللتغطية على الاغتيال السعودي الواضح قامت المملكة، لخلق قضية بديلة، باعلان عن تسليح الجيش اللبناني بثلاثة مليار دولار من سلاح فرنسي،
لكن لم يصل حتى اليوم خرطوش رصاص ولا غيره،
ولا يهم أن يكتشف اللبناني الخدعة بعد أن تكون قد أدت وظيفتها في خلق خلق قضية بديلة،
وصرف انظار الناس عن الجريمة الأصلية،
للأكاذيب السياسية وظيفة ظرفية وهو الأهم.هل نذكّر ، أيضاً، بحكاية الــــ النصف مليار دولار لنازحي الموصل بعد احتلال داعش التي تبرعت بها السعودية؟
كان الغرض نفسه:
صرف أنظار الناس عن جريمة اغتيال مدينة عريقة وتهديد حياة الناس في العراق.لا حاجة للقلق من تحالف هاتفي كزواج المسيار،
بلا جلسات برلمان أو حكومات الدول لمناقشة قرار خطير كالحرب:
لا تحالف ولا بطيخ،
من قبل مملكة واعوان اثرياء ودول تابعة و" تحالف" واسع،
فشل في انزال الهزيمة بقييلة يمنية لا تملك غير السلاح البسيط،
وكرامة شعب.
حمزة الحسن
عن صفحة الكاتب على الفيس بوك
https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf
تاريخ النشر
18.12.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
18.12.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |