<%@ Language=JavaScript %>  حمزة الحسن العبادي وحفلة التيس

 

 

العبادي وحفلة التيس

 

 

حمزة الحسن

 

لو ان المرحوم حيدر العبادي قرأ أو تصفح،
تاريخ القادة الذين نصبتهم أو دعمتهم الولايات المتحدة،
في لحظات حرجة من التاريخ،
وكيف إنتهى هؤلاء، فربما تيقظ قبل فوات الأوان، إن لم يكن قد فات،
خاصة والعبادي قد قطع كل جسور العودة،
وقرر بإرادته المضي الى حتفه بظلفه،
ولا يمكن انقاذ انسان يريد أن يموت أبداً.

ومع ان الذكرى لم تعد تنفع المؤمنين ولا غيرهم،
لكن من الضروري التوثيق للتاريخ فقط وقرع جرس الانذار للمرحوم العبادي الغارق في مسلسل الأكاذيب التي يعرف جيدا وبدقة ان المجتمع العراقي لم يحاسب زعيماً يوماً على أكاذيب تتعلق بمصير وكرامة الناس وبالثروة والأرض والمستقبل،
لكن هذا المجتمع على جهوزية فورية لمحاسبة ومعاقبة أي كاتب على نص أو عاشق على عاطفة،
أو بائع نفط جوال على تأخر.

سقط رئيس وزراء اسبانيا السابق ماريا أزنار عندما زعم ان تفجير قطارات مدريد عام 2004 ــــ 200 ضحية ــــ كانت من عمل منظمة الباسك الاسبانية الانفصالية، قبل يوم أو أكثر من الانتخابات، لكن الجمهور الاسباني عاقب أزنار على كذبة واحدة عندما اكتشف ان القاعدة هي من نفذ العمل الارهابي.

الكذبة او الإهانة التي أراد أزنار تسويقها للجمهور الاسباني كان ثمنها باهظا عندما عاقبه الجمهور، حالاً، وخسر الانتخابات،
فليست كل المجتمعات تبلع الاكاذيب المتعلقة بمصيرها.

هل قرأ العبادي مصير الزعماء أو في الأقل بعض هؤلاء الذين نصبتهم الولايات المتحدة في بلدان تخوض حروبا او صراعات أهلية سياسية وتم التخلص منهم ، اغتيالاً،
في نهاية الدور أو فشل في ضبط الاوضاع أو التمرد على الدور المرسوم؟

هل يعرف مصير الجنرال رفائيل تريخو رئيس الدومنكان الدمية والتابع للولايات المتحدة الذي قام دبلوماسيون في السفارة الامريكية تذكرهم جريدة الواشنطن بوست بالاسماء بتصفيته في الشارع في 30 ايار 1961،
بعد عجزه عن" ضبط" الأوضاع؟
الروائي البيروي الحاصل على نوبل ماريا فارغاس يوسا تعرض لهذا الاغتيال في روايته الكبيرة" حفلة التيس" بتفاصيل دقيقة بعد قراءة سجلات وشهادات واعترافات القتلة.

ومصير الرئيس الفيتنامي الجنوبي دنـــــه ديـــــــم مع انه مأجور وعميل براتب من السي آي ايه في ذروة الحرب الفيتنامية ومع ذلك تمت تصفيته مع شقيقه علناً في 2 تشرين الثاني 1962،
لأن الحرب خرجت عن نطاق السيطرة؟

أما الرئيس الفلبيني الحليف القوي للولايات المتحدة رومان غيسيه، وعضو السي آي أيه، فتم التخلص منه باحداث خلل في طائرته في عام 1957 لأنه اكتشف نفسه ووطنيته، متأخراً، وشرع في سلسلة اصلاحات سياسية واقتصادية لا تتناسب مع المصالح الأمريكية.

أما نهاية دكتاتور كوريا الجنوبية "بارك هي" الصديق المؤتمن للولايات المتحدة، فجرى التخلص منه بطريقة أقرب الى أفلام الكابوي،
عندما كُلف رئيس المخابرات الكوري بقتله خلال اجتماع باطلاق النار عليه من خلف طاولة الاجتماع في 12 كانون الأول 1979 وتعيين القاتل رئيساً.

هذه نماذج من مسلسل طويل من تصفية حلفاء،
فهل يتعظ العبادي من لعب دور أمريكي منظم ومبرمج تم اختياره هو لهذا الدور،
وأخطر مراحله تقسيم البلد،
سواء كان يدري أو لا يدري والمصيبة أعظم؟

اذا كان اختيار العبادي لهذا الدور، فلا شك ان مصيره يتوقف على نهاية هذا الدور ونجاحه وفشله،
وهو مشروع مدمر في كل الأحوال،
وليس من المستبعد، والعبادي معزول ومحاصر بالاعداء، حسب مخطط أمريكي للتحكم به،
أن يكون هو الضحية يوماً في نهاية الدور لتفجير أزمة كبرى به،
عندما يضيع دمه بين القبائل.

هل نحن أمام" حفلة تيس" أخرى في الأفق؟

 

حمزة الحسن

 عن صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf

 

 

تاريخ النشر

11.12.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

11.12.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org