<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن شبح حسنة الحشاشة يجول في شوارع أوروبا

 

 

شبح حسنة الحشاشة


يجول في شوارع أوروبا

 

 

 

حمزة الحسن

 

هل يعقل ان حسنة الحشاشة "المضطربة نفسياً"،
" التي لم تفتح القرآن يوما" بشهادة شقيقها،
وكانت تفرط في الكحول ومرافقة الحشاشين،
وعبد السلام صلاح صاحب مقهى مشبوهة مغلقة في بلجيكا بتهمة تعاطي المخدرات،
وشقيقه ابراهيم الذي فجر نفسه أمام ملعب في باريس،
وقبلهم ايوب الخزاني صاحب محاولة فاشلة لقتل ركاب قطار بين باريس وامستردام،
والذي حسب المخابرات الاسبانية بائع مخدرات صغير ولص،
حتى عبد الحميد ابا عود الذي يوصف بـــــ " الرأس المدبر" كان سجينا بتهمة السرقة،
هل يعقل ان يتمكن هؤلاء ومن على صورهم بهز فرنسا ودفعها لتغيير دستورها العريق،
وقلب النظام في اوروبا؟

هل يُعقل ان كارل ماركس في " البيان الشيوعي" الذي افتتحه بعبارات مرعبة متوعدة" هناك شبح يجول شوارع أوروبا هو شبح الشيوعية" لم يفهم اوروبا،
وهو يعترف ان طبعة الكتاب لم تسدد نفقات التبغ ولا فك معطفه المرهون،
هل يُعقل ان شبح حسنة الحشاشة يجول مع حفنة من حثالات المخدرات شوارع اوروبا هو البديل عن نبوءة الصراع الطبقي وعن عالم ما بعد الحداثة،
ويجبر اوروبا على تغيير قوانينها ويضعها في حالة رعب؟

لو عدنا قليلا الى كانون الثاني الماضي والى برنامج" مبعوث خاص" الذي عرض في القناة الفرنسية الثانية ـــــ وأزيل من اليوتوب لاشعارات من جهات خارجية ــــ وعلينا ان نسأل من هي الجهات المتضررة من النشر، وفيه تسجيلات موثقة ومصورة عن اسلوب مكتب التحقيقات الفدرالي FBI الامريكي في تجنيد حثالات من المسلمين،
وتحويلهم الى ارهابيين،
واستغلال معاناة عائلية او مالية او مشاكل نفسية سلوكية لتجنيد هؤلاء دون أن يكونوا على معرفة تامة بخلفية جهة التجنيد ولا الدوافع الحقيقية. ولا هوية المسؤول الرئيس.

من بين الشهود، كما عرض البرنامج، شهادة غريغ موتان مخبر سابق في الاف بي آي الذي اصبح يحمل اسم فاروق عزيز مع زي اسلامي خاص.

كان غريغ، كما يعترف هو، قبل ان يتحول الى فاروق، تاجر مخدرات قبل ان يُجند من الاف بي آي،
وكان دوره هو اختراق التجمعات الاسلامية في لوس انجلس للتنصت على المصلين،
وتحريك النزعات الجهادية فيهم،
ويعترف انه فشل مع الاغلبية الساحقة في الدفع نحو تبني مواقف ارهابية.

يقول" كنت احمل مفاتيح يدوية تحتوي على ميكرو يقوم بتسجيل الاحاديث،
وكنت اترك مفاتيحي في المساجد وأعود بحثا عنها وتلك كانت طريقة للتنصت"

كشف البرنامج عن عميل اخر لدى الاستخبارات الامريكية اسمه شاهين حسين،
قام بتجنيد اربعة اشخاص في ولاية أوريغون في تفجير كنيس يهودي واسقاط طائرة،
وتم ذلك بدفع مبلغ 250 الف دولار لأحد هؤلاء الذي كان يعيش تحت خط الفقر مع أسرته،
واعترف هذا المجند، الضحية، ان شاهين حسين هو من كلفه بالأمر وفي الوقت نفسه قام بالابلاغ عنه.

مفتاح حل الالغاز حول عمليات باريس الاخيرة هو ان بريطانيا وامريكا والمغرب واسرائيل والعراق حذرت فرنسا من عمل ارهابي وشيك:
كيف كانت هذه الدول تطل على نافذة غرفة مغلقة تحضر لعمل ارهابي سري على درجة عالية من الخطورة؟

بل ان اسرائيل قدمت معلومات تفصيلية قبل وبعد الحادث وهي أكثر دول العالم خبرة ومهارة في تجنيد الحشاشين والعاهرات في الموساد في الاغتيالات،
أبعد من ذلك ان المخابرات المغربية هي من أرشد فرنسا الى شقة حسنة وعبد الحميد وغيرهما بسرعة قياسية،
وهذا يعني ان كل ارهابي من هؤلاء مرتبط ،من دون علم، بجهاز مخابرات عن طريق مسؤول متنكر في هوية مجاهد.

حسب المنطق السليم وقراءة كل الاحتمالات لا يمكن أن يكون ذلك إلا أحد أمرين ولا يقبل أي احتمال آخر:
1 إما ان هذه الدول أو بعضها شريك في العمل.
2 أو ان هذه الجماعات مخترقة ومجندة من هذه الدول.

لو عدنا ايضا الى حديث رئيس وزراء فرنسا السابق دومنيك دوفلبان بعد حادث قتل صحفيين في جريدة شارلي ايبدو من ان " داعش هو طفل الغرب الوحشي المدلل"،
لوجدنا ان الرجل وضع معلوماته الاستخباراتية في صيغة وجهة نظر كرجل دولة مسؤول.

اذا نجحت حسنة الحشاشة في قلب النظام القانوني والسياسي والعائلي الفرنسي والاوروبي،
وبدلت قواعد الحياة اليومية والغت المواعيد والمسارح ورحلات الطائرات وغيرت حركة القطارات واغلقت المقاهي والشوارع وصالات الموسيقى،
وغيرت المشاعر والعواطف والافكار،
وهو أمر فشل فيه من قبل مولير وسارتر وكامو وبودلير وغيرهم،
فهذا يعني أننا أمام احتمالين:
إما ان هذه المجتمعات تعيش هشاشة في العمق على المستوى السياسي والاخلاقي في الأقل وهو أمر محير،
وتبدو مجتمعاتنا العربية أكثر صلابة وهي تواجه القتل اليومي والعوز وكل اشكال القمع،
وإما ان حسنة الحشاشة وجلاوزتها هم صورة الضحية المغفلة،
التي يقف خلفها جلاد خفي خلق هذا الوحش لقتلنا،
ولم يعد قادرا على السيطرة عليه.

في كشف جديد ظهر ان حسنة المراقبة من ثلاثة أجهزة أمنية وادارية وجنائية قبل الحادث بتهمة المخدرات وكانت حسب جريدة التلغراف البريطانية تحلم ان تكون مجندة في الشرطة أو الجيش الفرنسي،
لم تفجر نفسها كما زعموا أول الأمر،
بل صرخت طالبة المساعدة لكن الشرطة أطلقت عليها وابلاً من الرصاص:
على من أطلقوا الرصاص؟
على حسنة أم على السر؟

 

حمزة الحسن

عن موقع الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn/posts/10153365565617266

 

 

 

 

تاريخ النشر

21.11.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

21.11.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org