<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن اعادة صياغة العبادي

 

 

اعادة صياغة العبادي

 

 

حمزة الحسن

 

كما نفعل في الروايات باعادة صياغة الشخصيات الحقيقية، علينا اعادة صياغة السيد حيدر العبادي من جديد،
فربما نسي الرجل من هو كما حدث مع الناس ايضا.

علينا، أولا، تذكير حيدر العبادي ان اسمه حيدر يعني الأسد في اللغة،
وليس هناك أي شك في انه يعرف ذلك، لكن ماذا يستطيع أسد بلا مخالب ولا أنياب أن يفعل في غابة الضباع؟

السيد أسد العبادي عند استلام منصبه ــــ اذا استلمه حقا ــــ ظن ان الزمجرة والتهديد والوعيد ورفع الصوت سيخيف الخصوم،
ويخفض مخاوف الناس الذين يسحرهم الصوت العالي، لكن الخصوم يعرفون قدرة الرجل جيداً،
ويعرفون أيضا ان طرده الى البرية ممكن في أي وقت لأن تقليد كبش الفداء عريق في بابل.

علينا تذكير السيد العبادي ، ثانيا، ان نزع بنطاله في مطار انقرة مع داوود أوغلو ليس حدثا عابرا،
والرجل مؤمن بعالم الجن واشارات الغيب،
لكن الأهم ألا ينزع البنطال في غرف تناقش سيادة العراق ومصير الأرض والثروة والحرب مع اللصوص.

صحيح انه شد الحزام في انقرة بقوة،
لكنه تاه أمام حرس الشرف ولا يعرف ماذا يفعل،
وليس علينا مطالبة أسد ضائع هرم منزوع الأنياب بأن يعرف سلامة الاتجاه،
لكن الخشية في أن يضيع ونضيع معه.

علينا تذكير العبادي ، ثالثا، ان سقوطه من المنصة في الذكرى الثالثة للانسحاب الامريكي رغم تناقضه مع المناسبة،
ليس باهمية وقيمة ان يسقط من منصة كبرى وهي حياة وكرامة وثقة وعذاب الناس.

ربما لا يكون أسد العبادي قد سمع بالسياسي النمساوي/ الالماني مترنيخ الذي كان يجلس هادئاً وساكناً في مؤتمرات الدولة وفي جلسات البرلمان يوم كان سياسياً صغيراً،
حتى تركه الخصوم والاصدقاء واسقطوه من كل حساب لأنه يوافق على أي قرار،
لكنهم اكتشفوا فيما بعد ان مترنيخ كان يستعمل هذا غطاءً وفخاً،
وكان يحصي انفاسهم وخط السير،
وكان شعاره" تظاهر انك لا تفعل شيئاً"،
حتى جاءت اللحظة المُنتظرة لينقض على الجميع.

مترتيخ العبادي أمر مختلف لكن قد تكون بعض خصال مترنيخ الأصلي قد وصلته،
فطرح نفسه دائما كضحية وممنوع من الاصلاحات رغم كل القوى الكبرى والصغرى، المحلية والخارجية تقف الى جانبه،
هو سلوك داهية ومراوغ أكثر من غيره،
لأن السياسي العراقي ــــ والعربي الحاكم ــــ تتمحور السياسة عنده في ثلاثة اساليب مختزلة:
1
التخلص من الخصوم والمنافسين بدل مشاريع التنمية.
2
حماية أمنه الشخصي وليس الوطن.
3
خداع الناس.

قد يحدث العكس يوما اذا قد ينقض على العبادي الجميع،
وعندها لا ينفع كل التذكير بمعنى الإسم،
ولا ينفع شد الحزام على البنطال كما في انقرة،
وقد نبحث عنه بكل العدسات المكبرة ولا نجده بين الانقاض.

اذا كانت سقطة العبادي من المنصة في ذكرى رحيل الاحتلال الثالثة مجرد كبوة،
فهل سيكون السقوط الأكبر عودة متدرجة للاحتلال على يده؟

 

حمزة الحسن

عن موقع الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf

 

 

تاريخ النشر

01.11.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

01.11.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org