%@ Language=JavaScript %>
المنطقة الخضراء: ديمقراطية النخبة
حمزة الحسن
اذا كان خبر فتح المنطقة الخضراء امام الناس صحيحا،
فهو يهدف الى احد أمرين:
1 اما دفع سكانها الى الهروب منها بعد رفع الغطاء.
2 او امتصاص وتفريغ الغضب العام عبر قرارات متدرجة.تأسست المنطقة الخضراء بقرار أمريكي قبل الاحتلال بشهور،
الجمع بين الهندسة والسياسة،
حصر النخبة في مكان للعزل،
وجعلها تمارس في ما بينها ما تسميه وثيقة التوجهات السرية الامريكية المتعلقة بالتعامل مع نظم حكم جديدة بعد اسقاط دكتاتورية" غير منضبطة"،
وغير" موالية للغرب"،
بـــــــــــ" ديمقراطية النخبة المنخفضة الحدة"،
وليست ديمقراطية الشعب،
وهذا المفهوم ليس من اختراعنا بل هو في صميم هندسة هذا المنطقة والوثيقة الامريكية.وهذا النوع من الديمقراطية في بناء هندسي معزول،
يوفر لنخبة الحكم ممارسة كل اشكال الديمقراطية القشرية في ما بينها،
من صياغة قوانين وتشريعات وادارة خلافات،
وعقد ندوات ومؤتمرات،
بالاضافة الى حياة مرفهة تكون " الجدار الثاني من العزل"،
مع جدران العزل الاخرى: الحيطان، الحراسات، الكاميرات والخ.كما ان هذا العزل الهندسي والسياسي والاجتماعي يوفر للسفارة الامريكية وغيرها فرصة ادارة البلاد عن قرب، وفي أمان، دون الظهور في الواجهة،
ومفهوم" دون الظهور في الواجهة" ليس من اختراعنا ايضا بل هو مثبت في وثيقة التعامل مع نظم حكم جديدة بعد تدخل مسلح امريكي،
للحفاظ على" الهيبة" هيبة الحكام الجدد أمام الشعب،
ومفهوم " الحفاظ على الهيبة" ليس من اختراعنا أيضا ومن المصدر نفسه.الديمقراطية منخفضة الحدة في العزل الجغرافي والهندسي والسياسي والعسكري ـــ نظام الحمايةــــ اتاح للطبقة الحاكمة التي بلا خبرة في الادارة ولا في السياسة ولا في الثقافة،
الشعور بالطمأنينة من الجمهور العام المشغول ، قصداً، بتلبية الحاجات البدائية، وليست الحقوق السياسية والثقافية، كالأمن والغذاء والصحة والنظافة والكرامة والخ.واتاح لها فرصة مثالية، بعيدا عن الشعب، لممارسة كل انواع الفساد السياسي والمالي والاخلاقي والديني والاقتصادي.
لذلك يؤدي رفع او الغاء بؤرة الفساد هذه الى وضع الطبقة السياسية الفاسدة في مواجهة الجمهور الغاضب،
وهو أمر اذا لم يحدث قريبا، لا شك سيحدث يوماً،
وهو أشبه بوضع الماء في جحور الفئران ودفعها للهروب.لكن المشكلة ان" مدن العزل النخبوية" انتشرت في العراق كله،
وصار كل بيت من بيوت قادة الحكم منطقة معزولة عن الناس،
أي انتقلنا من" مدن الرفاق" المعزولة سابقاً،
الى " مدن السادة" اليوم،
أي ان السلطة في هذا البلد تدار بعقلية الكهنوت النخبوي المعزول بصرف النظر عن الشعارات والخطابات والأزمنة.نظرة واحدة الى ثكنات ومعتقلات وقصور النظام السابق التي تعوي فيها الكلاب،
وينعق فيها البوم والخراب،
تعطي الدليل على زوال القوة.دار الملوك المظلمة لا يمكن أن تضاء "بسروج"،
وليس من قلة الخيل،
"نربط عالكلاب سروج".
حمزة الحسن
عن موقع الكاتب على الفيس بوك
https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf
تاريخ النشر
29.08.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
29.08.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |