<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن شايل دبره ويفتر بيه، اسمع يا الشامت

 

 

شايل دبره ويفتر بيه، اسمع يا الشامت

 

 

حمزة الحسن

 

 

المؤتمر الصحافي لفائق الشيخ علي لا يضيف جديداً
لأننا نعرف هذه الشخصية قبل الاحتلال،
وبعده وكيف أعلن العصيان في سفارة العراق في الكويت بعد السقوط،
ونصب نفسه سفيرا بالقوة،
حتى طُرد من السفارة بالقوة،
أي انه إخترع منصباً لنفسه ودوراً قبل توزيع الوليمة.

لم لا؟ أليس حباً وغراماً بالجماهير؟
الجماهير التي تسقط في أحضان هذه النماذج سقوطاً مروعاً من خطابات مسطحة، باكية، منافقة، تتغزل بالفقر والشعب والحرية،
وتقع في غرامها هي الأخرى،
دون أن تربط بين كرامتها وعيشها وأمنها القادم وبين إختيار هؤلاء،
دون الحد الأدني من الوعي وكشف العلاقة بين اختيار هذه النماذج وبين الرغيف والضوء والنظافة والعدالة والبيت الآمن وكل التفاصيل الانسانية الأخرى.

الجماهير التي تنادي بالعدل والحرية والقانون والأمن،
وتنطر سنوات بثمن فادح،
لكن هذه النطارة كحراسة الضفدع الذي يسهر طوال الليل من الأفعى وينق لكنه ينام في الفجر ولا يعرف ان الافعى متربصة به في انتظار غفلة الفجر،
لذلك جاء المثل" نطارة العكروك".

لكن هذا المهرج قادر على الدخول من النوافذ اذا طرد من الابواب الخلفية،
وركوب الموجة والتلاعب بعواطف الناس،
ودموعه لا تهطل على حب الجماهير الا في المقابلات المتلفزة،
والعتب ليس على هذا الممثل البائس،
بل على الجمهور الاثول الذي انتخبه،
وعلى الناس أن تتحمل ثمن خياراتها وليس شتم اللصوص فحسب،
لأن اللصوص لا يأتون إلا اذا استدعيناهم بالجهل والغفلة وفتح الابواب.

عن أي شيء تحدث الشيخ في مؤتمره الصحافي؟
عن تفاصيل مقززة في مراحيض مجلس النواب،
ولم يبخل علينا بشرح عن انواع الصراصير وغيرها،
وكيف ان الداخل عليه ان يرفع بنطاله للركب،
أي ان هذا النائب مشغول بخراه والناس والعراق في قلب العاصفة.

ليست هذه هي المرة الاولى التي ينشغل هذا النفاج والنفاخ بموضوع تافه.
خلال ساعات اقتحام صلاح الدين خرج علينا في صفحته في الفيس بوك عن اختراع غريب وهو ابسط الطرق للف البطانية.
ليست هناك مشكلة غير المرحاض، للمعدة، والبطانية للنوم.

هذه هي مخلوقات المنطقة الخضراء التي تحوِّل هؤلاء من انصاف بشر الى مسوخ،
وبالرفاهية والعزلة والثروة يتحول عالم احدهم التافه الى العالم الوحيد الجدير بالانشغال،
لا مذابح ولا بطيخ، ولا شعب يتساقط في الشوارع.

هذا الرجل ليس حالة فردية،
لكنه صفيق ووقح،
وعند الغضب يتحول هذا التبن المحشو في بنطال وربطة عنق الى قاموس لغة الحانات والشوارع الخلفية.

هذا نموذج لظاهرة عن النظام السياسي الحاكم في العراق،
في المؤسسات القيادية، في الحكومة والبرلمان، والرئاسة، والهيئات الاخرى،
وانا أشك في ان هذا وغيره قد تم انتخابهم بطريقة صحيحة،
بل ان العاب الحاسوب الانتخابي لعبت دورا في انتاج هؤلاء لكي تتم عملية لجم ومسك القرار السياسي لزمن طويل.

عزل القيادات والهيئات والزعماء عن الشعب في المنطقة الخضراء كانت هدفاً دقيقاً للغاية قبل الحرب الاخيرة، وكان مخططا لها قبل شهور من الاحتلال،
وتسمى" الديمقراطية المنخفضة الحدة"،
اي ديمقراطية نحبة الحكم ولتذهب الجموع الى التقطيع والموت والبحث عن الحاجات البدائية لكي يبقى الهرم السياسي سليما والنهب مستمراً،
وهو عزل ليس في المكان بل عن الناس وعن عذابات الجمهور،
وخلق نخبة منتفعة من هذا النماذج لحماية مصالح عليا ليست عراقية،
وإلا هل كان الجنرال اديرينو يقول ما قال يوم أمس عن تقسيم العراق،
وعن نصيحته بتقديم هذا الطلب الى الرئيس الأمريكي، وليس الشعب العراقي، لكي يقرر مصير ومستقبل وطن،
لو لم تكن هذه المسوخ الذليلة في الحكم؟

هذا البرلماني المشغول بخراه في هذه المذبحة،
يستحق الاهزوجة التاريخية التالية:
" شايل دبره ويفتر بيه،
اسمع يا الشامت".

 

حمزة الحسن

ـــ قد يخرجنا هؤلاء عن طورنا يوماً.

 

تاريخ النشر

15.08.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

15.08.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org