<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة :(43) كيسنجر يفشل في اغتيال صحفي معارض فيؤسّس شركة لخدمة الأنظمة القمعية

 

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة :(42)

 

 كيسنجر يفشل في اغتيال صحفي معارض فيؤسّس شركة لخدمة الأنظمة القمعية

 

 

 

ترجمة وإعداد : د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة - 2015

 

(سابعاً : كيسنجر ومحاولة اغتيال صحفي يوناني معارض في واشنطن- الطغاة العسكريون يتبرعون بـ 549,000 دولار لحملة نيكسون وكيسنجر الانتخابية- الدولة الديمقراطية تريد طرد الصحفي المعارض للديكتاتورية- كيسنجر يخطط للخلاص من الصحفي المعارض للديكتاتورية- هامش الربح : وعبادة الدولار سبب كل هذه المذابح- السياسي الرأسمالي في خدمة النظام الشيوعي- المجرم يؤيد مجزرة ميدان تيانانمين من أجل أعمال شركته- ويؤيّد التفاهم مع السفّاح سلوبودان ميلوسيفيتش من أجل تقاسم الأرباح- كيسنجر وسيط تزويد صدّام حسين بالسلاح- كيسنجر شريك في استثمار اعظم منجم للذهب في العالم على حساب حقوق الإنسان- مبادرة لا يفكّر بها حتى الشيطان- هل يخطط الشيطان المجرم لمذبحة جديدة مماثلة لمذبحة تيمور الشرقية؟- هنري كيسنجر منظّر الإبادة البشرية- بعد ثلاثين عاماً : كشف الدور السرّي للمجرم "هنري كيسنجر" في كارثة "بوبال" هيروشيما الصناعات الكيمياوية- هنري كيسنجر راعي لعنة الأيدز- هنري كيسنجر داعية تزويد إيران بالطاقة النووية في السبعينات يرفض امتلاك إيران لها الآن !!- ملاحظة عن هذه الحلقات الخاصة بالمجرم هنري كيسنجر- ملاحظة عن هذه الحلقات).

 

# سابعاً : كيسنجر ومحاولة اغتيال صحفي يوناني في واشنطن :

------------------------------------------------------------

كما رأينا الآن ، فإن لدى كيسنجر ميلاً نحو "شخصنة - personalize " السياسة (أي إضفاء بعد شخصي على الحوادث السياسية). سياساته سبّبت موت مئات الألوف بل الملايين من البشر المجهولين ولكنها أيضاً شملت استهداف أشخاص محدّدين غير مناسبين مثل : الجنرال شنيدر، والمطران ماكاريوس ، وشيخ مجيب الرحمن . ولدى كيسنجر كما رأينا في أكثر من تلميح نزعة خاصة نحو الثأر المقصود.

ويبدو ممكناً أن تلكما النزعتين تلتقيان في حالة محدّدة هي : التخطيط لخطف وقتل "إلياس ديمتراكوبولوس" ؛ الصحفي اليوناني المميّز صاحب السجل المشرّف في مقاومة الديكتاتورية العسكرية في أثينا التي حطّمت وطنه بين 1967 و1974. خلال تلك السنوات أقام هذا الصحفي في واشنطن ، وأعان نفسه مادّياً بالعمل في مؤسسة محترمة في وول ستريت.  عدد لا يُحصى من رجال الكونغرس والشيوخ والدبلوماسيين والصحفيين قدّموا شهادات لحملة هذا الرجل غير الإعتيادي التي قادها ضد العصابة العسكرية التي انتزعت السلطة في أثينا. ولأن هذه العصابة تتمتع بالعطف من بعض مراكز القوى في واشنطن فقد كان على هذا الرجل أن يقاتل على جبهتين، فخلق بعض الأعداء الرسميّين.

بعد سقوط الديكتاتورية في اليونان عام 1974، استطاع ديمتراكوبولوس الوصول إلى أرشيف الشرطة السرية في أثينا، وتأكّد مما كان يتوقعه طويلاً : كان هناك أكثر من محاولة لخطفه والتخلّص منه. كشفت أضابير الـ KYP (وهي الوكالة اليونانية الاستخبارية الموازية للـ CIA)، أنّ "جيورجيوس بابادوبولوس" الديكتاتور اللاحق ونائبه لشؤون الأمن "ميكائيل روفوجالس" قد اتصلا عدة مرّات بالبعثة العسكرية اليونانية في واشنطن لهذا الغرض. مختومةً بكلمة "حصري"، هناك مجموعة من الرسائل الإستخبارية تتفق كلها في التأكيد على الرغبة في خطف ديمتراكوبولوس وإعادته من واشنطن إلى الوطن . اغتياله في واشنطن قد يسبّب حرجاً كبيراً ، ثم هناك حاجة لاستجوابه قبل قتله . وقد اقترحت عدّة طرق لتهريب ديمتراكوبولوس منها نقله بالخطوط الجوية اليونانية، أو في طائرة عسكرية يونانية ـ أو في غوّاصة. وإذا لم يكن هذا معبّراً عن لامنطقية وهوس قيادات المجلس العسكري اليوناني فإن الاختيار الأخير عبارة عن فانتازيا .

هناك جملة واحدة في هذه البرقية ذات دلالة خطيرة :

"يمكننا الاعتماد على الوكالات الأمنية المختلفة في حكومة الولايات المتحدة ، ولكن نتوقع أن يكون ردّ فعل الكونغرس ضارياً" . وبحثاً عن أي نوع من "التعاون" فإن هذا قد يكون اشتغال ديمتراكوبولوس كمحام عن "ويليام دوبروفير" مدير شرمة دوبروفير في واشنطن في قضية تتعلق بقانون حرية المعلومات وقانون الخصوصية . كان قادراً على الحصول على مئات الوثائق من مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ووزارة العدل والبنتاغون ووزارة الخارجية. وعدد من هذه الوثائق كان يشير إلى أن نسخاً منها قد أُرسلت إلى مجلس الأمن  القومي حيث مملكة هنري كيسنجر. ولكن أي محاولة للحصول على وثائق من هذا المصدر ستذهب سدى لأن كيسنجر قد ارتهن الحصول على وثائقه بعد أن صنّفها بصفة "شخصي" وحفظها في مكتبة الكونغرس بشرط أن تحتفظ بها لها بصورة خاصة. لهذا اصطدم ديمتراكوبولوس بجدار صخري عندما استخدم القانون للحصول على أي شيء من مجلس الأمن القومي. لكن في آذار 1977 استجاب مجلس الأمن القومي أخيراً للطلبات القانونية المتكررة ، بإطلاق المؤشرات الكمبيوترية فقط (عناوين الأضابير فقط) المرتبطة بأضابير ديمتراكوبولوس، ومتصفحاً هذه الأضابير لفت انتباهه ما يأتي :

برقية تتحدث عن "وفاة ديمتراكوبولوس في أثينا"

علّق ديمتراكوبولوس على ذلك قائلاً : "هذا أمر لا يحصل كل يوم . أن تقرأ عن موتك في وثيقة للدولة".

كتب محاميه سلسلة رسائل إلى كيسنجر يطلب فيها نسخاً من الأضابير التي تعود إليها تلك العناوين . ولسنوات عديدة امتنع كيسنجر عن التفضّل على محامي ديمتراكوبولوس بأي ردّ. وعندما استجاب ذات مرّة كان هذا من خلال محاميه الخاص الذي كتب بأن جهوداً قد بُذلت للبحث عن مجموعات من نسخ تلك الوثائق التي تنطبق على الوصف المُقدّم ولكن للأسف لم نجد مثل هذه النسخ.

سنُترك الآن مع السؤال : هل كان كيسنجر يعرف أو يبارك أو من الجزء الذي يقول : "تعاون مختلف وكالات الحكومة الأمريكية" " والتي تعتمد عليها تلك الدوائر، في ترتيب خطة الاختطاف والتعذيب والإعدام ؟

لنبدأ بسؤال واضح : لماذا يكون لزاماً على شخص في موقع كيسنجر أن يعرف عن ، أو يهتم بوجود صحفي معارض وحيد ؟

هذا السؤال الإجابة عليه سهلة جدا : كشف السجل أن كيسنجر يعرف جيّداً من هو ديمتراكوبواوس وإنّه فوق ذلك يمقته ؟ لقد التقى الرجلان فعليّاً في أثينا في 1965 ، وذلك عندما أقام ديمتراكوبولوس حفل عشاء للبروفيسور الزائر في فندق غراند بريتاغن.

خلال العقد اللاحق كان ديمتراكوبولوس من بين أبرز الناشطين في مجال التحذير من ومقاومة تدخل الجيش اليوناني في السياسة اليونانية. في الوقت الذي كانت فيه وكالة المخابرات المركزية تحبّذ مثل هذا التدخل، وتحتفظ بصلات وثيقة مع من يخطّطون له. في تشرين الثاني 1963 وقّع مدير وكالة المخابرات "جون مككون" رسالة داخلية تسأل "هل هناك معلومات مهمة ضد ديمتراكوبولوس يمكن استخدامها لمنعه من دخول الولايات المتحدة ؟" لم يكن مثل هذه المعلومات متوفّراً ، وعندما حصل الإنقلاب كان بإمكان ديمتراكوبولوس أن يستقر في واشنطن العاصمة ويبدأ حملته في المنفى.

# الطغاة العسكريون يتبرعون بـ 549,000 دولار لحملة نيكسون وكيسنجر الانتخابية:

---------------------------------------------------------------------

بدأ ديمتراكوبولوس حملته مستبشراً بنشر معلوماته السلبية عن نيكسون وحملة شريكه أغنيو الإنتخابية عام 1968 . هذه الحملة التي تلوّثت أصلا بخيانة مفاوضات السلام الفيتنامية ، استلمت تبرعات من ديكتاتوريي اليونان العسكريين . وكان مصدر الأموال من مايكل روفوجالس عبر الـ KYP وقد تم تسليمها نقداً لجون ميتشل عبر رجل أعمال أمريكي يوناني هو "ثوماس باباس" . وكان المبلغ الكلّي هو 549,000 دولار وهو مبلغ كبير في حسابات تلك الايام. واستلام هذه الأموال غير قانوني بصورة مزدوجة : الحكومات الأجنبية ممنوع عليها القيام بحملات تبرع في الولايات المتحدة حسب القانون الأمريكي، وكون الـ KYP كانت حلقة في الإستلام كمنح للـ CIA ، يترتب خطر آخر إضافي هو أن أموال المخابرات الأمريكية يُعاد تدويرها لتعود إلى العملية السياسية الأمريكية في خرق مباشر لميثاق الوكالة نفسها .

حمل ديمتراكوبولوس استقصاءاته إلى "لاري أوبرين" رئيس اللجنة القومية الديمقراطية الذي أصدر دعوة للتحقيق في نشاطات باباس والعلاقات الحميمة بين حملة نيكسون – أغنيو ومجلس أثينا العسكري. عدد ممن المؤرخين يتأملون في ما إذا كانت هناك دلائل على هذه "العلاقة اليونانية" بإمكاناتها الكامنة على الإضرار ، وأنها ما كان لصوص نيكسون – ميتشل يبحثون عنه حين تسللوا إلى مكتب أوبرين ووترغيت تحت جنح الليل. وقد أُعطي وزن كبير لوجهة النظر هذه من خلال حقيقة بارزة تقول : حين يفتش نيكسون البيت الأبيض عن أموال رشوة لشراء صمت اللصوص ، يتم الإتجاه نحو ثوماس باباس لتأمينها .

معلومات ديمتراكوبولوس الخطيرة هذه عن هذا السرّ الآثم، وحملته المتواصلة في الصحافة ضد نيكسون وعلى حكومة كيسنجر العسكرية في أثينا، جذبت إليه انتباهاً غير حسن. بعدها قام بمقاضاة مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية ليصبح الشخص الأول الذي يقوم بذلك بصورة ناجحة ويحصل على إقرار مفتوح من كلا الوكالتين تشير إلى أنهما لا تمتلكان أي معلومات سلبية عنه. وفي خضم هذه القضايا حصل أيضاً على إقرار من مدير مكتب المباحث الفيدرالي "ويليام وبستر" بأنه كان تحت مراقبة شديدة بين التواريخ التالية : 1967 – 1969، و 1971 – 1973، وفي 1974.

# الدولة الديمقراطية تريد طرد الصحفي المعارض للديكتاتورية :

-------------------------------------------------------------

وغير مدركٍ للبعد الحقيقي لاستقصاءاته هذه ، وجد نفسه أكثر من مرة يُحذّر وبشدة من مغبة التمادي في هذه الاستقصاءات : "إترك باباس . يمكن أن تقع في مشكلة. يمكن أن تُطرد من البلاد. إنها ليست سياسة حكيمة. أنت تعرف أن توم باباس هو صديق للرئيس نيكسون". وفي 27 تشرين الأول 1971 قام باباس نفسه بتهديد ديمتراكوبولوس في أحد المطاعم مشيرا إلى أنه يمكنه أن يثير المشاكل لكل من يطلب التحقيق معه. لكنه في 12 تموز شهد أمام اللجنة الفرعية الأوروبية حول تأثير باباس على السياسة الأمريكية الخارجية وعلى الديكتاتورية اليونانية . وفي 17 أيلول قدّم ديمتراكوبولوس مذكرة عن نشاطات باباس إلى اللجنة الفرعية نفسها .. وقد كتب بعض الصحفيين أن مواقفه هذه أثارت غضبا كبيرا في البيت الأبيض.

ثم وصلته رسالة من صديقته السيدة "لويس غور" إبنة عم نائب الرئيس "إل غور" تخبره فيها بأن المدعي العام جون ميتشل غاضب عليه جداً بسبب شهادته ضد باباس وأنه ظل – طوال العشاء - يهدّد بترحيله من البلاد ..

هذه المعلومات تشير إلى أن ديمتراكوبولوس كان موضوعا تحت الرقابة وأنه يمتلك معلومات خطيرة ومؤذية عن زبون مهم (باباس) لنيكسون وكيسنجر ، وأن هويته معروفة للذين في السلطة ، في كل من أثينا وواشنطن. هنري تاسكا سفير الولايات المتحدة في اثينا في ذلك الوقت ، كان رفيق كيسنجر ونيكسون وموقفه متعاطف جدا مع الديكتاتورية اليونانية (شهد لاحقاً أمام جلسة مغلقة في الكونغرس بأنه كان يعلم بدفعات عام 1968 من البوليس السري اليوناني لحملة نيكسون) . في تموز 1971 وبعد مدة قصيرة من شهادة ديمتراكوبولوس أمام اللجنة الفرعية أرسل تاسكا رسالة من أربع صفحات تبدأ كما يلي :

"لفترة من الزمن شعرتُ بأن إلياس ديمتراكوبولوس يترأس منظمة تجسسية مُحكمة تتطلب التحرّي الجاد والشديد. لقد شاهدنا كم هو مؤثر في مقاومة سياستنا الراهنة في اليونان. غايته تدمير علاقاتنا باليونان، وضعضعة تحالفنا مع الناتو، وإضعاف الموقف الأمني للولايات المتحدة في شرق المتوسط".

ثم يختمها بالقول :

"لهذا أضع هذا الأمر في دائرة اهتمامكم الشخصية بأمل العثور على طريقة للتحقيق مع ديمتراكوبولوس لتحديد من يدعمه ، مصادر تمويله، غاياته، أساليبه في العمل ، ومن يعمل معه من جواسيس..

اضع هذا الموضوع في دائرة اهتمامكم الآن معتقداً أنه كمقيم أجنبي في الولايات المتحدة يمكن إخضاعه لنوع من التحقيق المختص لمكتب المباحث الفيدرالي الذي يمكن أن يكشف جانبا من اللغز" .

هذه الرسالة كانت معنونة كالمعتاد من السفير إلى وزير الخارجية وليام روجرز. ولكنها كانت معنونة أيضاً – وبصورة غير متوقعة بدرجة عالية – إلى المدّعي العام جون ميتشل الذي كان يهدد بطرد ديمتراكوبولوس . ولكن ما هو أخطر هو أن جون ميتشل هو المدعي العام الوحيد الذي خدم تحت إشراف هنري كيسنجر في لجنة الأربعين.

وكما ينبغي حثّت وزارةُ الخارجية وزارةَ العدل للقيام باي شيء ممكن لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا القيام بدعوى عملاء خارجيين أو أي نوع من القضايا ضد ديمتراكوبولوس . وبطبيعة الحال ، وكما كُشف لاحقاً ، لم توصل هذه التحقيقات إلى نتيجة، لأن تأثير ديمتراكوبولوس غير مستقى من أي مصدر أو ممول شرير أو متآمر. ولكنه عندما يقول بأن الديكتاتورية في اليونان قد هشّمت المجتمع، واستخدمت القمع والتعذيب، وهدّدت قبرص، واشترت لنفسها تاثيراً سياسياً في واشنطن ، فإنه كان ينطق بحقائق دامغة. نيكسون نفسه كشف الصلة بين الديكتاتورية في اليونان وباباس وتاسكا في تسجيل صوتي بعد ووترغيت في 23 مايس 1973. كان يتحدث إلى سكرتيرته المؤتمنة المشهورة "روز ماري وودز" : في هذا التسجيل قال نيكسون أن باباس قد تبرع عبر جون ميتشل لحملته الإنتخابية وأنّه زاره في 7 آذار راجياً منه إبقاء هنري تاسكا سفيرا للولايات المتحدة في اليونان..

هذه الديكتاتورية نفسها ألغت في حزيران 1970 جنسية ديمتراكوبولوس اليونانية ، ولهذا فهو شخص بلا دولة ينتمي إليها ويسافر بوثائق مهلهلة تجعل من الصعب عليه إعادة دخول الولايات المتحدة. وهذه الحقيقة اكتسبت أهميتها في كانون الاول 1970 عندما كان أبوه الأعمى يُحتضر، بسبب إصابته بمرض ذات الرئة، وحيداً في أثينا . لقد بحث بكل الطرق عن وسيلة تتيح له زيارة وطنه ثم العودة وكان قادراً على تثبيت أسماء العديد من اصدقائه من أعضاء الكونغرس ، وقد وقع العديد منهم رسالة إلى الحكومة اليونانية والسفير تاسكا تطلب السماح لديمتراكوبولوس بزيارة أثينا والعودة إلى واشنطن.

لا الحكومة اليونانية ولا السفير تاسكا ردّ بصورة مباشرة ولكن في 20 كانون الأول ، بعد أربعة أيام من وفاة الأب العجوز دون أن يرى ولده الوحيد، جاءت برقية من السفارة اليونانية في واشنطن تطلب من ديمتراكوبولوس أن يقوم بمراجعة السفارة شخصياً لملء استمارة ، وهو طلب غريب يُقدّم إلى رجل ألغي جوازه وجنسيته من قبل الديكتاتورية نفسها قبل وقت وجيز. إن ذهاب ديمتراكوبولوس إلى السفارة معناه إماكنية خطفه حسب السيناريوهات السابقة التي ذكرناها ، وهذا الأمر من الصعب تنفيذه من دون مساعدة مسؤولي الإستخبارات الأميركية المحليين.

وقد اتصل السيناتور "تيد كنيدي" بديمتراكوبولوس وطلب منه عدم مراجعة السفارة ، وعدم قبول أي ضمانات بأمن شخصي منها . وقد كانت هواجس السيناتور كنيدي في محلها حيث كشفت برقية رُفعت السرّية عنها من السفير تاسكا في أثينا إلى مساعد كيسنجر، جوزيف سيسكو، في وزارة الخارجية . ففي اتصال مؤرّخ في 14 كانون الأول 1970 من سيسكو إلى تاسكا قال السفير :

"إذا سمحت حكومة اليونان لديمتراكوبولوس بالدخول ، يجب أن يكون واضحا أن لا نكون في أي وضع نعطيه فيه ضمانات بالعودة" .

وتزامناً مع هذه الملاحظة الغير طبيعية ، اضاف تاسكا بأن هناك احتمالاً أن يحضر السيناتور جرافيل [من المناصرين لديمتراكوبولوس] مأتم ديمتراكوبولوس الأب. وكما كتب السفير :

"وبلا شك سيستغل ديمتراكوبولوس زيارة السيناتور ليقدّم أدلة على أن الظروف هنا مازالت قمعية كما طرحها من قبل. وقد يقوم بترتيب مظهر من مظاهر العنف مثل قنبلة صغيرة".

غرابة هذا الأمر تتمثل في أن ديمتراكوبولوس ليس له سجل في الدعوة إلى العنف أو ممارسته. وهذا يعكس نوع الذريعة التي تحتاجها الطغمة العسكرية لتكون غطاء لتغطية "الإختفاء".

والآن انظر إلى لائحة الكمبيوتر المُتخمة، بعد سنوات من المطالبات القضائية ، بملفات مجلس كيسنجر للأمن القومي . وهذه برقية تحمل تاريخ 18 كانون الأول 1970 تُعلم أعضاء الكونغرس الذين التزموا جانب ديمتراكوبولوس بأن ديمتراكوبولوس قد بلغ نهايته في سجن بأثينا . هل كانت هذه خطة تصادفية ؟ قصة للتغطية ؟ مادام الدكتور كيسنجر محتفظاً بصمته العنيد ، وبالسيطرة على أوراق دولته "الخاصة" ، من المستحيل أن نقرّر الجواب الصحيح .

# كيسنجر يخطط للخلاص من الصحفي المعارض للديكتاتورية :

-------------------------------------------------------------

وبتخلصه من الفخ الذي يبدو أنه قد نصب له في 1970، احتفظ ديمتراكوبولوس بهجماته في التسريب والكشف ، قاصداً تكذيب الطغمة العسكرية اليونانية وإحراج اصدقائها الأمريكان . وقد حذّر أيضاً مما تخطط له الطغمة لقبرص وعدم اهتمام الأمريكان أو تواطؤهم مع هذه السياسة . وفي هذا الإطار اصبح مصدر إزعاج لهنري كيسنجر .

في مذكرة للإيجاز مقدّمة إلى الرئيس فورد في تشرين الأول 1974 هناك إحالة إلى "إشارات سلبية في ملفاتنا" عن ديمتراكوبولوس، وإلى "مذكرة كيسنجر الطويلة عنه". ومن جديد ، لم يرد كيسنجر على طلبات المحامين المتكررة حول أين اصبحت هذه الأوراق ، أو إلقاء أي ضوء على مضمونها.

مجلس كيسنجر للأمن القومي طلب من مكتب المباحث الفيدرالي جمع أي معلومة تساعد على طرد ديمتراكوبولوس ، وبين 1972 و1974 ، وحسب الوثائق التي رُفعت عنها السرية، فإن المكتب قد زوّد كيسنجر بمعلومات كاذبة وتشهيرية ، من بين أشياء عديدة ، مثل علاقة رومانسية لديمتراكوبولوس بامرأة متوفية الآن، وعلاقة مثلية مفترضة بينه وبين دانيال إلسبرغ ، وهو رجل لم يلتق به ابداً .

قد تبدو هذه المعلومات تافهة ، لكنها ليست كذلك بالنسبة إلى "كونستانتين باناياتاكوس" سفير الطغمة العسكرية إلى واشنطن. فقد وصل لاستلام منصبه في شباط 1974 ، كما كتب السفير في مذكراته، المعنونة : "في خط الدفاع الأول" :

"تم إعلامي حول بعض الخطط لاختطاف ونقل ديمتراكوبولوس إلى اليونان .. خطط تذكرني بوسائل الكي جي بي .. في 29 مايس نُقلت إليّ وثيقة من "أنخيلوس فلاشوس" السكرتير العام لوزير الخارجية ، تعرض وجهات نظر سفير الولايات المتحدة هنري تاسكا الذي يتفق معه حول أكثر السبل فاعلية للتعامل مع أنشطة ديمتراكوبولوس كاملة..

لاحقاً كتب السفير باناياتاكوس رسالة تفصيلية تبيّن أنه كانت لديه معلومات تفصيلية عن خطة لخطف ديمتراكوبولوس من واشنطن، وقد تعزّزت شهادته بشهادة موقّعة من قبل "شارالامبوس بابادوبولوس" الذي كان في ذلك الوقت مستشارا سياسيا في السفارة اليونانية، وكان في أواخر مايس 1974 مدعواً للعشاء مع السفير والملحق العسكري العميد "سوتوريس ياأونيس" . وفي العشاء تناول ياأونيس موضوع خطف ديمتراكوبولوس الذي كان مُخطّطاً أن يُهرّب في غواصة يونانية من حلف الناتو من ميناء في ولاية فرجينيا.

بابادوبولوس الذي كان سفيرا لليونان في باكستان في الوقت الذي أقسم فيه على شهادته، قال بأنه قد تأكّد بأن هنري كيسنجر كان على علم كامل بالعملية المفترضة. ومع تلك المرحلة ، كان لدى الطغمة العسكرية أسابيع قليلة لتعيشها بسبب جرائمها في قبرص. ومنذ سقوط الديكتاتورية تم كشف دلائل هائلة على خطط الطغمة للإغتيال .. ولكن هذا النظام كان من النوع الذي لا يستطيع العمل دون "تفهّم" واشنطن. وقد ظهرت دلائل على أن كيسنجر قد اتصل برئيس لجنة التحقيقات في نشاطات وكالة الاستخبارات في الكونغرس لكي يطوي صفحة القضية المتعلقة بديمتراكوبولوس !!

بعض هذه الوقائع قد تبدو خيالية ، ولكننا نعرف الآن أن كيسنجر كان يأخذ بثأره من ديمتراكوبولوس (وكما كان يفعل السفير تاسكا) ، صرنا نعرف بأن كيسنجر كان مساهماً في تحالف عالي المستوى مع الطفمة العسكرية، وكانت لديه معلومات مسبقة عن المؤامرة لاغتيال المطران ماكاريوس ؛ وكذلك صرنا نعرف بأنه قد استخدم السفارة الأميركية في شيلي لتهريب الأسلحة لتنفيذ عملية قتل الجنرال رينيه شنيدر.

ولهذا فإن قصة ديمتراكوبولوس التي تُعرض لأول مرة كاملة هنا تكشف أن هنري كيسنجر كان على الأقل يعرف بوجود خطة لخطف وقتل شخص مدني وصحفي في واشنطن . ولرفع أي درجة من الغموض ، لا نحتاج سوى أن يرفع كيسنجر الخصوصية عن أوراقه .

# هامش الربح : وعبادة الدولار سبب كل هذه المذابح :

----------------------------------------------------

في اجتماعه العاصف في وارة الخارجية في 18 كانون الأول 1975 ، بعد لحظة تواطؤه مع الجنرالات الإندونيسيين التي انتهت بمجزرة تيمور الشرقية بوقت قصير، قام كيسنجر بالتعليق الغريب التالي :

"أنا لا أهتم إذا بعنا تجهيزات لإندونيسيا أم لا . أنا لم أحصل على أي شيء منها . أنا لم أحصل على أي عمولة"

قد يصدق أحدنا بحقيقة أن وزيرا للخارجية ليست له مصلحة في بيع الأسلحة إلى ديكتاتورية أجنبية، ولا أحد في الإجتماع فكّر في شيء من هذا القبيل. أليس غريباً أن كيسنجر يُنكر اتهاما لم يكن قائماً ، ويجيب على سؤال لم يُسأل ؟! من الذي سأله عن العمولة في السماح ببيع السلاح إلى إندونيسيا الذي استُخدم في ذبح سكان تيمور ؟ من الذي اتهمه بأخذ عمولة من رفع الحظر على بيع السلاح للجيش الإندونيسي ؟

من غير الممكن أن نوضح بتأكيد قاطع متى بدأ كيسنجر يستفيد ماليّاً شخصياً من مساهماته مع الدوائر الحاكمة في إندونيسيا، ولا نستطيع الجزم بشكل نهائي أن هذه المنفعة كانت جزءاً من أي "تفهّم" حصل في 1975. ومع ذاك فهناك تناغم مؤكد بين مجلس السياسة الخارجية لكيسنجر وبين ارتباطاته العملية الخاصة. يمكن لنا أن نسمّيه "هارموني" وتناغم بين المصالح أكثر منه "تصارعاً" .

كان شركاء كيسنجر في شركته التي أسّسها : " شركاء كيسنجر - Kissinger Associates هم : الجنرال برنت سكوكروفت ولورنس إيغلبيرغر وكلاهما كان قد اشتغل معه في السياسة الخارجية وفروع الأمن القومي للحكومة.

# السياسي الرأسمالي في خدمة النظام الشيوعي :

----------------------------------------------

هناك شواهد عديدة على التناغم بين هذه المؤسسة وإدعاءات كيسنجر السياسية يمكن مراجعتها. ولعل أفضل تلك الشواهد هو ما يتعلق بجمهورية الصين الشعبية. فقد ساعد كيسنجر العديد من الكارتلات الأميركية خصوصا H. J. Heinz في الحصول على فرصة في الأسواق الصينية. وكما لخّص ذلك "أنثوني أورايلي" المدير التنفيذي لشركة هينز :

"كيسنجر ومشاركوه قاموا بإنجاز حقيقي، ونحن نعتقد أنهم مفيدون جدا في البلدان التي يخطط لاقتصادها مركزيا حيث اللاعبين الأساسيين والديناميات الأساسية بين اللاعبين الأساسيين ذات أهمية حاسمة. وهذا مهم بشكل خاص في الصين حيث هناك رقم شعبي هائل يُنظر إليه باحترام بارز.

عن الصين ، أساساً ، كنّا سائرين في طريقنا لإقامة وجود لأغذية الأطفال قبل دخول هنري . ولكن بمجرد أن قررنا العمل ، كانت لديه نقطة عملية يقدمها ، مثل العلاقة بين تايوان وبكين . كان مفيدا في رؤية أننا لم نتخذ خطوات ليست مفيدة في بكين. ملاءمته تختلف بوضوح من سوق إلى آخر. ولكنه يكون في أفضل قدراته على المساعدة في ذلك العالم الغامض المبهم".

والمصطلح الصيني لهذا القطاع المبهم الظلّي هو guanxi ، ويعني نظام من شبكة علاقات اجتماعية وعلاقات مؤثرة تيسّر الأعمال والصفقات التجارية.

وبخطاب أمريكي يمكن ترجمة المصطلح هذا إلى "access" ويعني الوصول أو الإذن بالدخول . فبيع أغذية الأطفال في الصين يبدو حميداً وغير مؤذٍ بدرجة كافية، ولكن حين يوجّه النظام الصيني بنادقه ودباباته نحو أطفاله انفسهم في ميدان تيانانمين عام 1989 فلن يجد مدافعاً متحمّساً مثل هنري كيسنجر مجرم الحرب الخبير والكذّاب الكبير.

# المجرم كيسنجر يؤيد مجزرة ميدان تيانانمين من أجل أعمال شركته :

-----------------------------------------------------------------

لقد ناقش هذا المجرم بقوة عجيبة جداً ضد الحصارات التي من المُحتمل ان تُفرض على الصين ، وكتب : "تبقى الصين مهمة جدا للأمن القومي الأمريكي إلى الحد الذي لا يجب المخاطرة بالعلاقات معها وفق عواطف اللحظة" . وأخذاً بنظر الإعتبار وجهة نظر الرئيس الصيني "دنغ زياو بنغ" حول الاضطراب الديمقراطي أضاف : "لا توجد حكومة في العالم تتحمل أن يكون الميدان الرئيسي في عاصمتها محتلاً لثمانية أسابيع من قبل عشرات الآلاف من المحتجين" . هكذا يقف هذا الكلب المسعور ضد أرواح الشباب الذين سحقتهم دبابات الحكومة الصينية في الميدان . يقف ضد الديمقراطية ومع نظام الحزب الشيوعي الواحد بخلاف الجعجعة "الديمقراطية" التي يطنّ بها عندما يريد تمرير صفقة أخرى. ومن المؤكد أن خدمات كيسنجر ليست محصورة بالأنظمة الستالينية في رومانيا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية التي استسلمت لمثل هذه الغطرسة الشعبية لاحقاً في نفس السنة.

لم يقف تأثير كيسنجر عند حدود بيع منتجات أغذية هينز. لقد ساعد Atlantic Richfield/Arco في تسويق مخزونات النفط المكتشفة في الصين. ساعد شركة ITT (وهي التي ساعدته في إسقاط نظام ألندي في شيلي من قبل) في الحصول على استثمارات كبرى في الصين ، كما قدم خدمات مماثلة لديفيد روكفلر ولبنك مانهاتن  الذي عقد مؤتمراً للجنة الاستشارية العالمية في الصين والتقى بدنغ شخصياً .

ستة أشهر قبل مجزرة ميدان تياننمين أسّس كيسنجر شركة استثمار مساهمة اسمها China Ventures التي ترأسها شخصيا . وقد أشار كتيّب الشركة إلى أنها تضطلع فقط بالمشروعات التي تسعد الشعب الصيني" مثلما أسعد شعب تيمور وبنغلاديش وفيتنام وكمبوديا ولاوس وشيلي .. فيا له من سافل كذّاب.

ظهر أن هذه الحركة غير ناضجة ؛ كان المناخ للاستثمار على الأرض الصينية متعسرا بعد قمع ميدان تياننمين والحصارات المحدودة التي باركها الكونغرس. وهذا بلا شك يعود إلى استثارات كيسنجر على الانتقادات الموجهة لدنغ . ولكن بينما استمرت  China Ventures فإنها سحبت التزامات كبيرة من أميركان أكسبريس وكوكا كولا وهينز وشركة تعدين ضخمة مختلطة اسمها  Freeport-McMoRan ..

كان كيسنجر يتخذ كل مواقفه وأفعاله وقراراته السياسية – على الأقل ظاهريّاً – تحت شعر معاداة الشيوعية . ولهذا فمن المضحك أن تجده يضع نفسه في خدمة نظام يقوم على حكم الحزب الواحد ، والإيديولوجيا الواحدة، ولا يؤمن بحرية السوق وحركة الرأسمال ، ونظام عمل يقوم على العبودية والسجن !! # ويؤيّد التفاهم مع "السفّاح" سلوبودان ميلوسيفيتش من أجل تقاسم الأرباح:

-------------------------------------------------------------------

وليست الصين هي المثال الوحيد على هذه الحالة . فعندما غادر لورنس إيغلبيرغر وزارة الخارجية عام 1984 ليصبح سفيراً في يوغوسلافيا، صار – في الوقت نفسه – شريكاً في مؤسسة شركاء كيسنجر Kissinger Associates ، ومديرا لبنك  LBS ، وهو بنك فرعي تملكه لاحقا نظام بلغراد ، وصار أيضاً الممثل الأمريكي في مشروع "يوغو للسيارات الصغيرة -  "Yugo" mini-car" . ثم أصبحت "يوغو" – بصورة رسمية - زبوناً لدى مؤسسة كيسنجر ، مثلما أصبحت مؤسسة بناء يوغسلافية عملاقة تُسمّى Enerjoprojeckt زبونا للمؤسسة . واليوغو Yugo لها أهمية خاصة لأنها نتاج مجّمع عسكري – صناعي في يوغوسلافيا لإنتاج الأسلحة . هذا المجمّع سيطر عليه لاحقاً سلوبودان ميلوسيفيتش من خلال جيش يوغوسلافيا الوطني Yugoslav National Army واستخدم في توسيع تأثيرات الحرب لتمتد إلى أربع جمهوريات مجاورة، وفي كل أوقات تلك الأزمة الرهيبة "حرب يوغوسلافيا" - وبخلاف كل زملائه الصقور - كان كيسنجر يدعو إلى اتباع سياسة متماسكة تقوم على أساس المصالحة والتوافق مع نظام ميلوسيفيتش (والسيّد إيغلبيرغر يُرشَح للعودة إلى وزارة الخارجية كمساعد للوزير ، وقد يُرشح كوزير للخارجية . وسارت الأمور هكذا !! والسيّد إيغلبيرغر أيضاً لقّبته الصحافة الفرنسية بلورانس صربيا على غرار لورانس العرب ، وذلك لانحيازه الفاضح لصربيا إلى حد الإنكار العلني لجرائم الإبادة التي اقترفها جيش يوغوسلافيا الوطني وقت ميلوسوفيتش وقال إن هذا الجيش لم يقترف أي مجزرة !!).

# المجرم كيسنجر وسيط تزويد صدّام حسين بالسلاح :

----------------------------------------------------

ونفس الشيء يُقال عن الدور المزدوج الذي لعبه "الشركاء" مع صدّام حسين . فعندما كان صدام في أوج تألقه في نهاية الثمانينات وكانت لنظامه صلاته بوزارة التجارة والزراعة الأمريكية، ويرمي بالأموال يميناً وشمالاً مثل بحّار مخمور ، ويستخدم الاسلحة الكيمياوية ضد المواطنين الأكراد بلا أدنى احتجاج من واشنطن، كانت مؤسسة الأعمال العراقية الأمريكية آلة للثمار الناضجة من عقود وصفقات وفرص لا تُحصى. كان شريك كيسنجر "ألان ستوغا" الخبير الاقتصادي الذي كان في وقت الرئيس ريغان يعمل في لجنة أمريكا الوسطى، يذهب سائحاً إلى بغداد حيث المآدب والصفقات، وفي الوقت نفسه كانت مؤسسة كيسنجر تمثل الوكيل لبنك إيطالي هو Italian Banca Nazionale del Lavoro الذي ثبت لاحقاً بأنه كان يقدم قروضاً غير قانونية لنظام صدام حسين بلغت 5 مليارات دولار بين 1985 و1989 لشراء اسلحة ومعدات عسكرية ، وعند كشفها سُمّيت هذه الفضيحة بـ (عراق جيت - Iraqgate) .

# كيسنجر شريك في استثمار اعظم منجم للذهب في العالم على حساب حقوق الإنسان :

-------------------------------------------------------------------

وفي نفس هذه السنة 1989 أقام كيسنجر علاقته المُربحة مع فريبورت مورغان Freeport-McMoRan وهي مؤسسة عالمية مقرها في نيو أورليانز ، وعملها الاساسي هو استخراج النفط والغاز والمعادن. مديرها هو "جيمس موفيت" الذي وهبته صحافة الاقتصاد والأعمال أعلى الألقاب فهو موهوب وراسمالي مغامر وقويّ مبهرج .. في عام 1989 منحت شركة فريبورت كيسنجر اكرامية قدرها 200,000 دولار ، ورسوم أتعاب قدرها 600,000 دولار ، ووعد بعمولة قدرها 2% عن كل الاستثمارات الراسمالية المقبلة التي تتم بنصيحة شركاء كيسنجر.

كما جعلت فريبورت كيسنجر عضواً في مجلس إدارتها براتب سنوي مقداره 30,000 دولار . وفي 1990 ذهبت المؤسستان للعمل في بورما حيث أقذر وأشرس وأوسخ نظام في جنوب آسيا . فريبورت ستحفر بحثا عن النفط والغاز حسب الإتفاق وشركاء كيسنجر و"شركة دايو – Daewoo" ستقوم ببناء المشروع. وفي تلك السنة خسر جنرالات بورما المنضوين تحت عنوان SLORC (مجلس استعادة النظام وقانون الدولة) الانتخابات العامة لصالح المعارضة الديمقراطية بقيادة "أونغ سان سيو كايي - Aung San Suu Kyi" فقرّرت إلغاء النتائج . هذا التطور – مع تصاعد المطالبة بعزل الطغمة العسكرية – لم يكن في صالح كيسنجر – فريبورت – دايو ، فانتكس المشروع.

لكن في السنة التالية – في آذار 1990 - ، عاد كيسنجر إلى إندونيسيا مع السيّد موفيت ، لإكمال صفقة لثلاثين عاما في استغلال منجم الذهب والنحاس العظيم. هذا المنجم كان مهما جدا لثلاثة أسباب : الأول هو أنه يعمل كجزء من مجمّع برتبط بالحكومة العسكرية الإندونيسية ومع أعلى قادتها العسكريين (أين اصبحت الديمقراطية يا هنري ؟) . الثاني إنه يقع في جزيرة أيريان جايا (وهي منطقة كانت تُسمى سابقاً أيريان الغربية) جزء من الأرخبيل مثل تيمور الشرقية، وهي جزء من إندونيسيا عن طريق الإحتلال (اين القانون الدولي يا هنري ؟) ، والثالث أن عملياته بدأت عام 1973 قبل سنتين من زيارة كيسنجر لإندونيسيا التي أعطى فيها الضوء الأخضر لحمام الدم في تيمور الشرقية، من خلال رفع حظر السلاح لمن سيصبحون شركاءه في المستقبل (أين المصداقية يا هنري ؟).

وهذا لا يعني أكثر من "تناغم" المصالح كما وردت الإشارة سابقاً . ليست أكثر - بعبارة أخرى - من مصادفة سعيدة. وما هو ليس مصادفة هو ما يلي :

(1)منجم فريبورت العملاق في ايريان جايا مُتهم بالتسبّب بكارثة بيئية واجتماعية رهيبة في المنطقة. فقد تسمّمت الأنهار بسبب المخلفات (220,000 طن من المخلفات السامّة تُرُمى في النهر الرئيسي يوميا !) وحصلت آثار صحّية خطيرة على السكان (الشركة تدّعي أن الماء نقي والصيادون لا يستطيعون تقديم دليل علمي على تسمّم الأسماك والمحار والناس الذين يأكلونها كما لا يستطيعون إثبات أن الجبال الضخمة من مخلفات الشركة تمتصها المياه الجوفية !). لقد دمّر 514 ميلا مربعا من الأراضي الزراعية (يصر مسؤولو الشركة على أن المساحة هي 51 ميلا مربعا ستزهر قريبا بالموز والأناناس !).

(2)السكان المحليون هم "شعب الأمونغمي" الذي احتج على اغتصاب البيئة وعلى ظروف العمل السيئة، فهاجمهم الجنود الإندونيسيون النظاميون الذين وضعوا في خدمة شركة فريبورت بأوامر من الديكتاتور سوهارتو. وفي آذار 1996 حصلت اضرابات واسعة أغلَقتْ المنجم تقريبا وتسبّبت في أربعة قتلى وعشرات الجرحى. كان الجيش يأتي بطائرات وزوارق وشاحنات شركة فريبورت ، ويهاجم المواطنين المحتجين وينقلهم بشاحنات الشركة ، ويعتقلهم في حاوياتها.

شنّت فريبورت حملة واسعة في واشنطن بمساعدة كيسنجر للحصول على تعويض يكون ساري المفعول وذلك من خلال تأمين مقداره 100 مليون دولار لإصلاح المنجم، ومعالجة الأضرار في بيئة المنطقة المحيطة به. كل ذلك صار موضع نقاش بعد أن تم إسقاط سوهارتو ، بل اعتقاله هو نفسه، والكشف عن تورّطه هو وأفراد عائلته وزملاؤه العسكريين وبعض الشركات العابرة للقوميات المقرّبة منه في عمليات فساد هائلة.

# مبادرة لا يفكّر بها حتى الشيطان :

---------------------------------

لكن فجأة حصلت مناورة جديدة لا يخلقها إلّا عقل الشيطان :

فقد أعلن هنري كيسنجر عن قبوله دعوة الرئيس الإندونيسي عبد الرحمن وحيد ليصبح مستشاراً للحكومة الإندونيسية . وقد قبل كيسنجر الدعوة : "تقديرا لعلاقة الصداقة التي تربطه بالشعب الإندونيسي، وللأهمية التي يضعها على الأمّة الإندونيسية".

نعود لنذكّر بسلوك الشيطان :

قبل 25 عاماً ، وفي 6 كانون الأول 1975، قام كيسنجر مع الرئيس جيرالد فورد بزيارة صداقة إلى جاكارتا ، وفي اليوم التالي شنّ الرئيس سوهارتو حملته الدموية على تيمور الشرقية لاحتلالها وإلغاء حلمها بالإستقلال . كيسنجر الآن يُسمّي المذابح التي أودت بحياة 200,000 تيموري "شيء مؤسف" !.

وحتى هذا اليوم يستمر كيسنجر في الكذب والإدعاء بأن زيارته جاكارتا كانت مجرّد صدفة، وأن الولايات المتحدة ليس لها دور في الغزو، ولكن وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي رُفعت عنها السرّية جزئياً، ومحاضر اجتماع يوم 6 كانون الأول ، واجتماعه يوم 18 كانون الأول بمستشاريه ، والوثائق الأخرى كانت كافية لإقناع كل المؤرخين بان الولايات المتحدة كانت متواطئة في التخطيط والتسليح والتجهيز والمساندة لهذا الغزو الدموي.

وفي افتتاحية في مجلة Asian Times جاء العنوان : "كيسنجر كذّاب بارع في خدمة بلاده وصورته الشخصية بدون ذكر حساباته البنكية". واشارت إلى أن قوّة صداقته للشعب الإندونيسي لا تضاهيها سوى ارتباطاته المالية بأعظم منجم ذهب في العالم ، والذي يقع في إيريان جايا (التي تُسمّى الآن بابوا الغربية). كيسنجر يتربع على هيئة إدارة شركة فريبورت مورغان للذهب والنحاس في نيو أورليانز ، التي تمتلك أغلب أسهم المنجم العظيم ، والتي يصادف أنّه دافع الضرائب الأكبر للحكومة الإندونيسية، والتي يصادف أيضا أن أصدقاء وعائلة سوهارتو الذي أُسقط في عام 1998 ، مازالوا يملكون جزءا كبيرا من اسهم المنجم.

وفي مصادفة أخرى ، تأتي زيارة كيسنجر لجاكارتا في وقت تتصاعد فيه عدم ثقة الإندونيسيين بعمليات التعدين في هذا المنجم العظيم ، وبشروط العقد المُجحفة مع شركة فريبورت مورغان. فبعد سلسلة من زيارات المسؤولين التشريعيين الإندونيسيين أعلنوا رفضهم لتصريحات مسؤولي الشركة حول تطوير البيئة الذي يتحقق في ظل عمليات الشركة.

لقد أعلنت الحكومة الإندونيسية أنها سوف تراجع شروط العقد المتعسفة مع الشركة ، ولكن بعد أن استقر كيسنجر في موقعه الاستشاري الجديد قدّم كلمات حكمته الأولى وذلك بتوبيخ حكومة جاكارتا لفشلها في ضمان الإلتزام الدقيق بشروط العقد الموقع في الماضي، وحذّر من أنه "في مصلحة إندونيسيا تقدير العقد لأن المستثمرين يتوقعون الإطمئنان إلى تطبيق القانون" . وقد ذكّر رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب بهذا أكثر من مرّة !! .

# هل يخطط الشيطان المجرم لمذبحة جديدة مماثلة لمذبحة تيمور الشرقية؟

----------------------------------------------------------------------ويكاد التاريخ يعيد نفسه ، ففرض القانون الذي يدعو إليه كيسنجر يعيد إلى الأذهان مذبحة تيمور الشرقية، فبابوا الغربية تتهم فريبورت بخرق حقوق الإنسان، وكما أن حركة بابوا الحرّة – مثل نظيرتها في تيمور الشرقية – تكافح منذ مدة طويلة من أجل الاستقلال عن جاكارتا . وخلال الـ 32 عام من حكم سوهارتو قام الجيش الإندونيسي المسلّح بالأسلحة الأمريكية باتباع سياسة الأرض المحروقة بقصف القرى والمدن بلا رحمة للتخلص من مجموعات المعارضة الصغيرة سيّئة التسليح.

فهل يخطّط هذا الكلب المسعور لمذبحة جماعية جديدة من أجل هامش الربح والظفر بالدولارات ؟

لكننا لن نستطيع فهم دوره الجديد بعد أن غادر المواقع السياسية إلّا إذا تاملنا شركته التي أسسها في مساره الجديد وهي شركة شركاء كيسنجر.

# هنري كيسنجر منظّر الإبادة البشرية genocide:

-------------------------------------------------

"تقليص عدد السكان يجب أن يكون أسبقية كبرى في سياسة الولايات المتحدة الخارجية تجاه دول العالم الثالث، لأن اقتصاد الولايات المتحدة سيحتاج كميات كبيرة ومتزايدة من المعادن من الخارج ، وخصوصا من البلدان الأقل تطوّراً"

هنري كيسنجر

مذكرة الأمن القومي 200

"سكان العالم يجب أن ينخفضوا بنسبة 50%"

هنري كيسنجر

22/5/2013

"السلطة هي الهدف النهائي ، والشيوخ هم الآكلون عديمو الفائدة"

كيسنجر

# كيسنجر منظّر الإبادة السكّانية genocide:

--------------------------------------------

ويبقى شيء لا يقل خطورة عن جرائم الحرب والتآمر وخرق القانون الدولي وسحق حقوق الإنسان التي ارتكبها هذا المجرم ، وهو المرتبط بسلوكه وتنظيراته لموضوعة تقليل عدد سكان العالم الثالث بما يشكل الأرضية والغطاء النظري للإبادة البشرية genocide. فهنري كيسنجر، هو أول مسؤول أمريكي (وزير خارجية ومستشار أمن قومي) ، يقدّم مذكرة إلى الرئيس الأمريكي (جيرالد فورد آنذاك) تتناول الأزمة السكانية العالمية كما وصفها باعتبارها تهديداً من الدرجة الأولى لأمن الولايات المتحدة القومي.

وتقليص عدد السكان Depopulation والذي يُسمّى أيضاً علم تحسين النسل eugenics ، هو شيء آخر واقتُرح أوّلاً في ظل النازي خلال الحرب العالمية الثانية ، ولكنه سلوك أمريكي مستمر منذ قرون تم بواسطته استئصال السكان الأصليين في العالم الجديد على أيدي المستعمرين الإنكليز (الأمريكان) من 112 مليون هندي إلى ربع مليون هندي محدد السكن في ما يشبه معسكرات الإعتقال (أي قبل معسكرات الإعتقال النازية) في بداية القرن العشرين كما سنرى لاحقا في حلقة مستقلة . إنّه القتل الاختياري المقصود لعدد كبير من السكان وخُصّص لسكان العالم الثالث في وقت إدارة الرئيس "المؤمن" جيمي كارتر ، من خلال المجموعة المتعلقة بالسياسة السكانية التابعة لمجلس الأمن القومي .

ولكن المبادرة الأولى كانت على يد المجرم الدكتور هنري كيسنجر من خلال مذكرة الأمن القومي 200 الشهيرة التي قدمها في 24 أبريل 1974 إلى الرئيس جيرالد فورد وكان عنوانها "عواقب النمو السكاني العالمي على أمن الولايات المتحدة ومصالحها في ما وراء البحار - National Security Study Memorandum 200: Implications of Worldwide Population Growth for U.S. Security and Overseas Interests (NSSM200) " .

تمّ تبنيها كسياسة رسمية للولايات المتحدة من قبل الرئيس جيرالد فورد في نوفمبر 1975 . وصُنّفت أصلا كوثيقة سرّية ثم رُفعت عنها السرّية وطرحت للباحثين في بداية عام 1990 .

# كيسنجر : سكّان البلدان النامية خطر على الأمن القومي لأمريكا:

---------------------------------------------------------------

إن الفرضية الاساسية للمذكرة هي أن النمو السكاني في البلدان النامية هو مصدر قلق للأمن القومي للولايات المتحدة ، لأنه يميل للمخاطرة بالاضطراب المدني وعدم الاستقرار السياسي في البلدان التي لديها إمكانيات عالية للتطور الاقتصادي. وتعطي السياسة "أهمية هائلة" لطرق السيطرة على النمو السكاني وتشجيع التعقيم ومنع الحمل في 13 بلدا كثيف السكان . وهذا من أجل السيطرة على النمو السكاني السريع الذي تعتبره الولايات المتحدة مصدر ضرر على النمو الاقتصادي والاجتماعي – السياسي لتلك البلدان وللمصالح القومية للولايات المتحدة . ولأن اقتصاد الولايات المتحدة سيحتاج كميات كبيرة ومتزايدة من المعادن والمواد الخام من الخارج (من بلدان العالم الثالث بشكل رئيسي)، فإن تلك البلدان يمكن أن تنتج قوى معارضة مُربكة ضد الولايات المتحدة .

تسمية البلدان : وردت أسماء ثلاث عشرة دولة تمثل مصدر إشكال كبير بالنسبة للأمن القومي للولايات المتحدة  هي : الهند ، بنغلاديش ، باكستان، إندونيسيا ، ثايلاند، الفليبين ، تركيا ، نايجيريا ، مصر ، إثيوبيا ، المكسيك ، كولومبيا ، والبرازيل . فهذه البلدان من المتوقع أن تحقق 47% من النمو السكاني العالمي .

ومن الأحداث المهمة التي تكشّفت مؤخرا هو اختراع فيروس الأيدز الذي وُضع – ويا للعار من قبل منظمة الصحة العالمية التي سُخّرت لهذا الغرض – في لقاح الجدري ليحصد الأفارقة المساكين ، ثم ينتقلون به إلى البرازيل وبعض دول أمريكا الوسطى . والخطير في الأمر هو أن هذا الفيروس القاتل قد تمّ تطويره بإشراف من هنري كيسنجر نفسه.

ويدعو التقرير إلى تشجيع التثقيف والتعقيم وباقي وسائل السيطرة السكانية ، موضحاً أن "ولا دولة قلّلت نموها السكاني بدون اللجوء إلى الإجهاض" .

كما طرح قضية أن تخصص الولايات المتحدة مساعدات غذائية تفضيلية للبلدان التي يُعتقد أنها بنّاءة في استخدام وسائل السيطرة على النمو السكاني ، وتُقنّن أو تُقطع تلك المساعدات الغذائية عن الدول التي لا تذعن لسياسة الولايات المتحدة .

واقترحت الوثيقة اختفاء أمريكا من الصورة تجنباً لإحراج زعماء هذه البلدان، وتكليف صندوق الأمم المتحدة للسكان بتنفيذ هذه المهمة على أن يديره رجل ملوّن حتى لا يثير الشبهة! ولو قال بعضنا جزءاً مما ورد في الوثيقة لدُمغ بأنه مسكون بنظرية المؤامرة. وفعلا فقد تم تكليف الفلبيني الكاثوليكي "رافائيل سالاس" منسّقا عاما للصندوق باقتراح من جون روكفلر.

وقد ذكرت الواشنطن بوست يوم 12 شباط 1998 نقلا عن وثيقة حكومية أن الحكومة فرضت "كوتا" محددة لعملية التعقيم ، وأن اعتمادات فُتحت لأطباء تعهدوا بتنفيذ المهمة ، وأن هذا التعقيم تم بالإكراه .

لقد أصبحت الإبادة السكانية لدول العالم الثالث أولوية كبرى لمجلس الأمن القومي ونادي روما وصنّاع السياسة الأمريكية مثل الجنرال ألكسندر هيغ وسايروس فانس وإد موسكي وهنري كيسنجر . وحسب تصريح للناطق باسم مجلس الأمن القومي فإن الولايات المتحدة تؤمن بوجهة النظر التي طرحها رئيس البنك الدولي السابق روبرت ماكنمارا (وهو مجرم حرب سابق أيضاً فهو وزير الدفاع في ظل الرئيسين كنيدي وجونسون، وهو المهندس الأول وحامل المسؤولية الرئيسي للمذبحة التي وقعت في الهند الصينية، من أيامها الأولى حتى عمليات التصعيد غير العادية، وللقمع العنيف للحركات الشعبية في بيرو)  عندما وصف "الأزمة السكانية" بأنها الخطر الأعظم الذي يهدد الأمن القومي الأمريكي بصورة تفوق الإبادة النووية ! .
وفي عام 1975 أنشأ هنري كيسنجر مجموعة تخطيط سياسي في مكتب الشؤون السكانية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. وهذه المجموعة هي التي توّلت وضع التقرير الشهير "العالم 2000 - 
GLOBAL 2000" والذي صادق عليه الرئيس جيمي كارتر .

وليس غريبا أن هذه السياسة تاسست في عهد الرئيس كارتر بمساعدة كيسنجر وبيرجنسكي ، وكلهم وثيقو الصلة بديفيد روكفلر . فعائلة بوش ، وعائلة هاريمان – رجال أعمال وول ستريت شركاء بوش الذين موّلوا هتلر من قبل – وعائلة روكفلر ، هم نخبة حركة تقليل السكان (تحسين النسل) الأمريكية . وحتى الأمير فيليب في بريطانيا وهو عضو مجموعة بيلدربرغ -  Bilderberg Group" (هذه المجموعة الخطيرة سوف نتناولها في حلقة مستقلة) منحاز إلى سياسة الإبادة السكانية حيث يقول :

"لو قُدّر لي أن أبعث من جديد فأنا أرغب في أن أعود إلى الأرض في صورة فيروس قاتل لأقلل عدد البشر" .

ويقوم وزير الدفاع الأمريكي الأسبق "دونالد رامسفيلد" بإنشاء وتمويل مختبرات للأسلحة البايولوجية من المستوى الثالث والرابع في أماكن كثيرة من الولايات المتحدة وحتى في مجمعات الجامعات العلمية وفي الأحياء المكتظة بالسكان ، ويمكن لبكتريا واحدة تتسرّب من المختبر أن تشكل خطرا مرعبا على السكّان.

ومن المعلومات الخطيرة هي أن أكثر من 40 عالما بايولوجيا قُتلوا منذ عام 2002 في الولايات المتحدة وبريطانيا وكلهم كانوا يعملون على تطوير أسلحة بايولوجية عرقية !!

وتقوم السياسة التي صمّمها هنري كيسنجر على أساس إبادة 2 مليار من البشر من خلال الحروب والمجاعات والأمراض والوسائل الضرورية الأخرى ، وقد استخدمت الولايات المتحدة – لحد الآن - وسيلتين فعّالتين لتحقيق هذا الهدف : الأولى هي العامل البرتقالي الذي أباد شعب فيتنام الذي لا يزال يعاني من تأثيراته حتى يومنا هذا . هذا العامل استُخدم بإشراف هنري كيسنجر ، والثاني هو اليورانيوم المنضب الذي سيدمّر المستقبل الوراثي للسكان الذين يعيشون في المناطق التي تعرضت له مثل العراق وفلسطين ويوغوسلافيا .. وأخيرا في ليبيا .

وقد أنشأ كيسنجر هذه المجموعة بعد مناقشات مع نادي روما في مؤتمرات السكان التي عُقدت في بوخارست وروما عام 1974. ونادي روما هو الوكالة الأساسية في الإبادة البشرية.

لقد أصدر نادي روما تقريرا اسماه The First Global Revolution في عام 1991 وكان من أعضائه كيسنجر وروكفلر وآل غور وفيه نجد العبارة التالية :

"في بحثنا عن عدو جديد يوحّدنا ، توصّلنا إلى أن فكرة التلوّث ، ، تهديد الاحترار العالمي ، نقص المياه ، المجاعة ، وغيرها تفي بالغرض ، وكل هذه المخاطر ناجمة عن تدخل الإنسان .. إذن ، العدو الحقيقي هو الإنسانية ذاتها".

لكن في الواقع إن هؤلاء – كيسنجر وجماعته – هم أعداء الإنسانية بالرغم من براقع العلمية التي يلتحفون بها . لقد أفسدوا حتى العلم وسخّروه لهذه الغاية الشيطانية . صارت البحوث على تقليص عدد السكان ومنع الولادات المستقبلية تجري الآن بصورة سرّية من خلال شركات التقنية الحيوية ، التي تستطيع سحق كل من يقف في طريقها . ولا تستطيع هذه الشركات البدء ببحوث وأعمال خطيرة من هذا النوع دون ضوء اخضر سياسي ، هذا الضوء الأخضر أعطاه هنري كيسنجر الذي يؤكّد في مذكراته "سنوات البيت الأبيض" ولعشرات المرّات على ضرورة إشاعة الإجهاض ووسائل منع الحمل وإلغاء الإخصاب لدى الرجال والنساء . على سبيل المثال الدكتور "إغنازيو شابلا" مختص بالبايولوجيا الدقيقة في جامعة كاليفورنيا اكتشف أن نوعاً من الذرة البرية في المناطق النائية من المكسيك ملوّث بحمض نووي مختبري يصيب الرجال بالعقم ويتم إنتاجه في الولايات المتحدة. هذا الاكتشاف جعل منه تهديداً لصناعة التقنيات الحيوية .

حُرم شابلا من حق التثبيت الوظيفي في الجامعة عندما طرح هذه المعلومة على المجتمع العلمي ، بالرغم من الإحراج الذي اصاب مستشار الجامعة الدكتور "بردال" الذي حرمه من التثبيت العلمي ، وهو [أي بردال] الذي يتقاضى مرتبا كبيراً هو 400,000 دولار سنويا من شركة بحوث LAM للأبحاث البيولوجية في تكساس .

شغل بردال منصب رئيس جامعة تكساس قبل أن ينتقل إلى جامعة بيركلي . وخلال جلسة قدّم فيها شابلا قضيته كشف عن وجود ذرة قاتلة للحيامن صُنّعت من قبل شركة في الولايات المتحدة ويتم اختبارها على البشر في المكسيك ، والرجال الذين يأكلون هذه الذرة ينتجون حيامن غير فعّالة وبالتاي يكونون غير قادرين على الإخصاب .

هذا السلوك الإبادي الذي رافق الأمّة الأمريكية منذ أيام نشأتها الأولى ورافقها حتى يومنا هذا ، كان المجرم هنري كيسنجر هو أول من قام بالتنظير له رسميّاً من خلال مذكرته الشهيرة تلك National Security Study Memorandum 200.

 

# بعد ثلاثين عاماً :

كشف الدور السرّي للمجرم "هنري كيسنجر" في كارثة "بوبال" هيروشيما الصناعات الكيمياوية :

-----------------------------------------------------------------------

وجه هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق ضغوطاً شديدة على الحكومة الهندية للموافقة على تسوية قانونية تتيح لشركة "اتحاد كاربايد – Union Carbide" للصناعات الكيمياوية ، للتخلّص من كارثة موت 25000 شخص قُتلوا بسبب تسرّب الغاز السام في مدينة بوبال الهندية قبل ثلاثين عاماً .

فقد كشفت رسالة أعلنت تحت قانون حرية المعلومات أن قطب صناعة المعادن الهندية "جي دي أر تاتا" وكتبها سرّياً إلى رئيس وزراء الهند "راجيف غاندي" في مايو 1988 تحمل اهتمام كيسنجر الشديد بتأخير الوصول إلى اتفاق حول تعويض ضحايا بوبال .

في ذلك الوقت كان كيسنجر – الذي أصبح سيّء السمعة لارتباط اسمه في السبعينات بأكثر القرارات الأمريكية سوءاً وتشدّداً في السياسة الخارجية – مستشاراً لشركة يونيون كاربايد وشركات أمريكية كبرى أخرى .

يرى كيسنجر – كما كتب تاتا – أن الشركة كانت مستعدة لتقديم "اتفاق عادل ومُجزي" يستطيع "مواجهة أي انتقاد أو هجوم" لأنه كان أكثر من التعويض المؤقت المُقترح من قبل المحاكم الهندية" . وفي فبراير 1989 ، وافقت الحكومة الهندية على مبلغ قدره 470 مليون دولار كتعويض للضحايا.

وقد استُهجن هذا الإتفاق بدرجة كبيرة كتعويض غير كافآخذين بالإعتبار الطبيعة المرعبة والتركة المخيفة للكارثة التي وقعت في 3ديسمبر 1984 . وكجزء من الصفقة أُسقطت كافة التهم والدعاوى ضد شركة يونيون كاربايد ومسؤوليها ، على الرغم من أن المحكمة العليا في الهند قد عطّلتها في عام 1991 .

هذه الرسالة التي حصل عليها ناشطو بوبال مهمة جداً لأنها أكّدت الشكوك التي رأت أن الوايات المتحدة وتاتا كانوا متواطئين في السماح لشركة يونيون كاربايد بالتملّص من المسؤولية عن أسوأ كارثة صناعية في العالم. كما أطلق الناشطون برقيتان دبلوماسيتان في موقع ويكيليكس تكشف أن كيسنجر ساعد شركة كاربايد على بناء مصنع المبيدات الحشرية الذي أغرق بوبال بالغازات السامة . وأنه عندما كان وزيرا لخارجية الولايات المتحدة عام 1976 سهّل للشركة الحصول على قرض من أحد البنوك مقداره 1,3 مليون دولار يغطّي 45% من كلفة بناء المصنع .

خمس مجموعات من ناشطي بوبال كتبت الآن إلى الرئيس باراك أوباما تنتقد "الدور المركزي الذي لعبته الحكومة الأمريكية في خلق الكارثة في بوبال وفي إنكار حق الضحايا في العدالة" . واتهموا الإدارة الأمريكية بقيامها بحماية أرباح شركة على حساب صحة وحيوات الناس العاديين.

في عام 2001 اشترت شركة (داو – Dow) الكيمياوية الأمريكية العملاقة شركة كاربايد التي تساوي الآن 58 مليون دولار ، وكلا الشركتين ترفضان باستمرار الظهور فى المحاكم الهندية للإجابة عن الأسئلة التي تتهمهما ، وآخرها يوم 12 نوفمبر 2014.

قال "بالكريشنا نامدو" من الناجين من كارثة بوبال : "لقد جعل أوباما شركة "بريتش بتروليوم – British Petroleum" تدفع 20 مليار دولار بسبب تسرب البترول في حليج المكسيك .. ونحن نريدة أن نسأله كيف سمح له ضميره أن يساند شركتين أمريكيتين في تقديم كسر ضئيلة من تلك الكمّية لما يزيد بـ 2000 مرّة على الأضرار التي سببتها برتش بتروليوم .

وقد دعا "ساليل شيتي" السكرتير العام لمنظمة العفو الدولية أوباما إلى التدخل ، مشيراً إلى أن التعويض المقدّم في 1989 لا يمثل سوى 14% من التعويض المطلوب ، ولا يزيد على 1000 دولار للضحية الواحدة .

وقال إن "مقدار التعويض كان قاصراً بصورة محزنة ويعبّر عن مستوى مؤلم من اللاإكتراث والاحتقار للضحايا في الهند. كما أن يونيون كاربايد وداو قد حصلتا على ملاذ آمن من العدالة في الولايات المتحدة وأظهرتا "احتقاراً فظّاً" للنظام القضائي الهندي .

وقد أشار الناشطون إلى أن التعويض الذي قدّمته شركة داو بسبب المشكلات الصحّية التي سبّبهتا عمليات زرع الثدي بالسلكون في الولايات المتحدة ومقداره 3,2 مليار دولار يزيد بـ 100 مرّة على التعويض الذي أعطي لضحايا كارثة بوبال . كما أن شركة داو قد وافقت على دفع تعويضات لتأثيرات استخدام يونيون كاربايد للإسبست في الولايات المتحدة. وقد اعتبر الناشطون سلوك شركة داو معبّراً عن "المعايير المزدوجة" و "العنصرية البيئية" لأنها تضع قيمة اقل لحياة الضحايا الهنود.

وقد بدأت الكارثة عندما تسرّب غاز "مثيل آيزوسينيكيت" وهو غاز سام يستخدم في صناعة مبيدات الحشرات ، من خزانات مصنع شركة يونيون كاربايد المُحاط بحي سكني مكتظ بالسكان الذين كانوا نائمين . قدّرت الحكومة المحلية الخسائر المباشرة بـ 3787 ، ولكن الناجين قالوا إن الرقم الصحيح لعدد الضحايا هو 8000 .

لقد خرّب الغاز رئات كلّ من تعرض له وأحرق عيونهم . وفي العقود الثلاثة اللاحقة ارتفع عدد القتلى إلى 25000 والعدد في تصاعد مستمر بسبب تلوّث المياه والتربة المحيطة بالمصنع .

وما يزيد على 150000 إنسان يعانون من الأمراض المزمنة ، وتفشّي التدرن ، والسرطانات المميتة. وهناك ما يقارب الـ 50000 يعيشون جوار المصنع ويشربون المياه الجوفية الملوثة بسموم المصنع .

يولد الأطفال مُعاقين أو مرضى ، مع الأطفال الذين يمرضون بسبب التلوّث المتبقي ، ويملأون صالة العيادة الطبية في بوبال التي يراجعها بانتظام 200 طفل يوميا وعلى لائحتها 500 آخرون . (ويكيبيديا) .

# هنري كيسنجر راعي لعنة الأيدز :

-----------------------------------

يقول الدكتور "ليونارد هورويتز Dr. Len Horowitz " : "قمت بالتحرّي في وزارة الدفاع عن تخصيصات الحرب الجرثومية وعلمت أن خيار تطوير أسلحة من عوامل بايولوجية صناعية كبدائل للأسلحة النووية قد جاء من الدكتور هنري كيسنجر ، الذي كان قد أصبح كمستشار للأمن القومي في إدارة ريشارد نيكسون ، الرجل الأقوى في الحكومة، مدعوماً من نيلسون روكفلر ومناصروه في مجلس العلاقات الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك تحرّيت أين ذهبت تلك الأموال . فتوصلتُ إلى مؤسسة تسمّى "ليتون بايونتيكس - Litton Bionetics" فرع من مؤسسة عسكرية كبرى هي "ليتون أندستريس Litton Industries" التي رئيسها "روي آش" الذي كان يُعتبر بديلاً لهنري كيسنجر لموقع مستشار الأمن القومي. بدلا من ذلك أصبح روي آش رئيسا لمجلس مستشاري الرئيس للمنظمات التنفيذية في وقت الرئيس ريشارد نيكسون ومساعداً للرئيس كذلك.

تمّ منح ليتون إندستريس 5 مليارات دولار في عقود عسكرية خلال الفصل الأول من إدارة نيكسون ، ذهبت 5 ملايين دولار منها لتطوير فيروسات شبيهة بفيروس الإيدز .

وفي كتابه "فيروسات منبثقة : أيدز وإيبولا Emerging Viruses: AIDS and Ebola " ، كشف هورويتز كيف قام هنري كيسنجر وروكفلر وآخرون من مناصري النظام العالمي الجديد بتمويل وخلق الأيدز والإيبولا وفيروسات أخرى كأسلحة بايولوجية لتنفيذ خطتهم في الإبادة السكانية .

ومن خلال قراءة الكتاب ستتأكد من أن الدكتور روبرت غالو اختصاصي البايولوجيا الجزيئية الشهير في المعهد القومي للسرطان ، والمعفو عنه من قبل الرئيس كلنتون لمحالفاته العلمية وسوء سلوكه البحثي، والمصدّق باكتشاف فيروس الأيدز ، قد طوّر فيروساً شبيهاً بالأيدز يدمّر جهاز المناعة لدى الإنسان بالتعاون مع باحثي ليتون بايونيتكس الآخرين. لكن كيف تم "ابتكار" هذه اللعنة الشيطانية وكيف تمّ نشرها لإبادة سكّان العالم الثالث خصوصاً فحكايتها سنتابعها في الحلقة الخاصة بالأيدز إن شاء الله.

# هنري كيسنجر داعية تزويد إيران بالطاقة النووية في السبعينات يرفض امتلاك إيران لها الآن !! :

-------------------------------------------------------------------- يقول تشومسكي : "في سبعينات القرن العشرين أيّدت الولايات المتحدة بقوة تطوير الطاقة النووية في إيران، ورأى رامسفيلد، ونائب الرئيس ديك تشيني، وهنري كيسنجر، ونائب وزير الدفاع السابق بول ولفوتز، بأنها فكرة رائعة، وقدموا الكثير من المساعدة والدعم . حجّة كيسنجر آنذاك كانت أن إيران يجب أن لا تستخدم النفط من أجل الطاقة، وإنما يجب أن تدّخره وتحتاج إلى مصدر آخر من الطاقة النووية . اليوم نفس الأشخاص يقومون بعكس الحجة قائلين أن لدى إيران وفرة كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، وإن حاولت تخصيب اليورانيوم فإنها تقوم بذلك من أجل إنتاج أسلحة نووية. سُئل كيسنجر من قبل صحيفة الواشنطن بوست لماذا يقول الآن عكس ما كان يقوله آنذاك في وقت الشاه ، فأجاب بصراحة وصدق لأنهم كانوا حلفاءنا آنذاك، فقد كان الشاه حليفنا، لهذا كانوا في حاجة للطاقة النووية، والآن هم أعداؤنا، لهذا لا يحتاجون إلى طاقة نووية .

هكذا ترد "قحبة" السياسة الذرائعية بكل بساطة.

# ملاحظة عن هذه الحلقات الخاصة بالمجرم هنري كيسنجر :

---------------------------------------------------------

هي حلقات مُعدّة ومترجمة ومجموعة من المصادر الآتية :

-المصدر الرئيسي هو كتاب الصحفي كريستوفر هيتشنس : محاكمة هنري كيسنجر :

Christopher Hitchens: The Trial of Henry Kissinger –

Christopher Hitchens own site

-وتليه في الأهمية المصادر التالية :

Kissinger Head Of 9/11 Commission

HENRY KISSINGER IS A WAR CRIMINAL http://www.zpub.com/un/wanted-hkiss.html

Elite Watch Home - Kissinger Associates / - Kissinger McLarty Associates

THE TRIAL OF HENRY KISSINGER http://www.trialofhenrykissinger.org

The nation responded: http://www.thenation.com/capitalgames/index.mhtml?bid=3&pid=176 "

Regarding Henry Kissinger: The Making of a War Criminal

Henry Kissinger - 9/11 Encyclopedia

Henry Kissinger: War Criminal or Old-Fashioned Murderer?

Wanted -  - WAR CRIMES - Henry Kissinger

Pol Pot And Kissinger On war criminality and impunity by Edward S. Herman

Henry Kissinger: War Criminal Page

www.trialofhenrykissinger.org

http://www.cnn.com/2001/US/09/17/gen.kissinger.cnna/index.htm

Green Lights and Red Herrings  - By Stephen R. Shalom

With Friends Like These - Kissinger does Indonesia - by Terry J. Allen - In These Times, April 2000

Iraqgate - United States history - Written by: The Editors of Encyclopædia Britannica

THE ADMINISTRATION'S IRAQ GATE SCANDAL  - (BY WILLIAM SAFIRE)  - (Extension of Remarks - May 19, 1992)

Iraqgate (disambiguation) - Wikipedia, the free encyclopedia

 

The Case Against Henry Kissinger : Part One - The making of a war criminal - by Christopher Hitchens - Harpers magazine, March 2001

Kissinger Associates - Wikipedia, the free encyclopedia

Kissinger Associates / Kissinger McLarty Associat:- www.bibliotecapleyades.net/sociopolitica/elite/

Kissinger Associates, Inc. – SourceWatch :

www.sourcewatch.org/index.php/Kissinger_Associates,_Inc

# ملاحظة عن هذه الحلقات :

----------------------------

هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9 ، القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم .. ومقالات ودراسات كثيرة من شبكة فولتير .. وغيرها الكثير.

 

تاريخ النشر

22.10.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

22.10.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org