%@ Language=JavaScript %>
لا تثقوا بالولايات المتحدة : (30)
حرب أمريكا ضد الإرهاب أكثر وحشية من حرب الإرهاب نفسها
ترجمة وإعداد : د. حسين سرمك حسن
بغداد المحروسة – 2015
(عام 1985 عام للإرهاب لمقتل أمريكي واحد وليس لمقتل آلاف العرب بالعمليات الإرهابية الصهيونية - حتى الإستراليين يكرهون الولايات المتحدة - الحرب ضد الإرهاب تعني الحرب هي الإرهاب - أي وحوش هؤلاء الذين يقودون الحرب ضد الإرهاب ؟ - القنبلة الكروية؛ سلاح أمريكا الشيطاني، هل لدى الإرهابيين مثله؟ - وهل يمتلك الإرهابيون قنابل عنقوديّة ؟ - الخداع الأميركي في الحرب ضد الإرهاب: صفقة إبن لادن - ماذا أخفت أمريكا في خطّة الحرب ضد الإرهاب في الصومال ؟ - استغلال الإرهاب لإنعاش تجارة السلاح: حداداً على ضحايا 11/9 إلغاء كل النشاطات الثقافية والإبقاء على معارض بيع السلاح - من النفاق الأمريكي في الحرب ضد الإرهاب : إزدواجية في استغلال معاناة السجناء السياسيين - سفالة ونفاق : فضيحة الكوبيين الخمسة - لعبة القوائم الإرهابية : أمريكا تسلّم الأنظمة الديكتاتورية قوائم باسماء الديمقراطيين لغرض ذبحهم: قوائم أمريكية سبّبت إعدام آلاف الشيوعيين في العراق، قوائم أمريكية سبّبت إعدام آلاف الشيوعيين في إندونيسيا - داعية الإرهاب النفسي المعتمد على القوة النووية : "نظرية المجنون" في السياسة الدولية - بسبب خطوط أنابيب النفط : عرض العضلات الإرهابية في آسيا الوسطى - ونفاق أمريكي في العلاقة بطالبان الإرهابية - ونفاق مقابل 200 ألف قتيل في الشيشان - وتجاوز مذبحة تيانامين في الصين - وتأييد ذبح الأكراد في تركيا - ودعم الديكتاتورية في باكستان - الولايات المتحدة أكبر مموّل عالمي للإرهاب - أمريكا الدولة الوحيدة في العالم التي تسن قانوناً لدعم الإرهاب - ملاحظة عن هذه الحلقات).
# عام 1985 عام للإرهاب لمقتل أمريكي واحد وليس لمقتل آلاف العرب بالعمليات الإرهابية :
-------------------------------------------------------------
# يقول تشومسكي : "جاء عام 1985 ليمثل "سنة الإرهاب في الشرق الأوسط" ، ورُشّحت ثلاثة أعمال بشعة لا يدانيها عمل آخر :
# الأول تفجير سيارة مفخخة في بيروت قرب مسجد لقتل رجل دين كشفت التحليلات ضلوع الـ CIA والمخابرات البريطانية بشكل لا يقبل اللبس في هذه الجريمة التي راح ضحيتها ثمانون قتيلا ومئتان وخمسون جريحا ومنهم أطفال قُتلوا وهم نائمون في فراشهم بسبب شدة القنبلة .
# أما الحدث الإرهابي الثاني فهو قصف الكيان الصهيوني تونس بالقنابل الذكية التي مزّقت الناس أشلاء وراح ضحيتها خمسة وعشرون فلسطينيا وتونسيا كلهم من المدنيين . ولم يُخبر الأسطول السادس تونس التي هي حليفة الولايات المتحدة بالهجوم من أجل عيني "إسرائيل" . كان أول رد فعل لوزير الخارجية الأمريكي "جورج شولتز" هو الاتصال بوزير الخارجية "الإسرائيلي" وتهنئته بنجاح العملية ومعبرا عن تعاطفه مع الهجوم !! ، ثم امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار اتخذه مجلس الأمن بالإجماع يدين "إسرائيل" !! .# أما الحدث الإرهابي الثالث الذي جرى عام 1985 ، فهو اكتساح الجيش "الإسرائيلي" لجنوب لبنان لعملية قادها " حزب السلام " – زيّفوا حتى المصطلحات !! - حيث قُتل آلاف الأشخاص بفعل المذابح الوحشية ، ولم يتم إحصاؤهم لأن الولايات المتحدة و"إسرائيل" لا تحصي من تقتلهم ، وتحصي من يُقتلون منها حتى لو كان فردا واحدا . وهنا تظهر الانتقائية والمقاييس المزدوجة . فالولايات المتحدة اعتبرت عام 1985 ذروة الإرهاب ليس للكوارث الإرهابية الثلاث السابقة التي راح ضحيتها عشرات الألوف بل لحادثين قُتل في كلّ منهما شخص واحد فقط هو شخص أمريكي : الأول حادث اختطاف قُتل فيه ضابط عسكري أمريكي واحد ، والثاني حادث الباخرة " أكيلي لاورو" الذي قُتل فيه شخص واحد هو " ليون كلينفوفر " الأمريكي المُقعَد !! .
وفي نفس الوقت سحقت الدبابات الصهيونية رجلا مقعدا فلسطينيا كان يسير على كرسي متحرك وحاول الخلاص من الدبابة فلم يستطع ، كما ماتت مواطنة فلسطينية على كرسي متحرك ومصابة بعجز الكلى عندما منعها "الإسرائيليون" من الوصول إلى المستشفى . وكذلك تخلّت أمريكا - من أجل سواد عيون "اسرائيل" العاهرة المقدّسة - عن حياة مواطنتها "راشيل كوري" التي سحقها بلدوزر "إسرائيلي" ، ومزّق جسدها أمام أحد المخيمات الفلسطينية .
وتظهر الإنتقائية في التقلب الأمريكي الإنتهازي في تحديد الأعداء الإرهابيين ، فلمن لا يعلم كانت الولايات المتحدة وحتى عام 1988 تُصنّف " نيلسون مانديلا" وحزبه المؤتمر القومي الأفريقي بأنهم " أبرز المجموعات الإرهابية في العالم " عندما كانت حكومة جنوب أفريقيا تطابق ما تريده الولايات المتحدة بقيامها بأعمال وحشية في البلدان المحيطة بها ( موزامبيق وأنغولا ) أدت إلى قتل مليون ونصف مواطن وخسارة ستين مليار دولار بسبب أعمال السلب والنهب ناهيك عن الضحايا داخل جنوب أفريقيا . (تشومسكي : القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية).ومع ذلك يتساءل الساسة الأمريكيون "ببراءة " وخصوصا بعد هجمات 11 أيلول : لماذا تكرهنا شعوب العالم ؟ .
# وقفة : حتى الإستراليين يكرهون الولايات المتحدة :
---------------------------------------------------
عملت سياسات بوش على تنفير حتى الإستراليين من الولايات المتحدة وهم المؤيدون تقليديا لها. وثمة مسح أجري في عام 2005 وجد أن هناك أغلبية تعتبر "الخطر الخارجي الذي تشكله السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتطرف الإسلامي على السواء مبعث قلق أولي ومتساوٍ ، في مقابل ثلث المستطلعين الذين أوضحوا أنهم قلقون حيال الصين . فقط 58% ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة إيجابية ، بالمقارنة مع 94% إلى نيوزيلندة و86% إلى بريطانيا ، و84% إلى اليابان ، و69% إلى الصين . والنصف يحبّذون عقد اتفاقية للتجارة الحرة مع الصين بينما الثلث لا غير يحبذون ذلك مع الولايات المتحدة . (تشومسكي : الدولة الفاشلة) .
# عودة : الحرب ضد الإرهاب تعني الحرب هي الإرهاب :
------------------------------------------------------
عندما قال ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي إن "الحرب ضد الإرهاب" يمكن أن تستمر لخمسين عاما أو أكثر ، فإن كلمته هذه قد أعادت إلى الأذهان ذلك العمل الروائي التنبؤي الرائع الذي كتبه جورج أورويل : ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين ، فيبدو أنه ينبغي علينا أن نعيش تحت وطأة التهديد والتوهّم بوجود حرب لا تنتهي ، ليكون ذلك مبرراً للتحكم الاجتماعي المتزايد ، وللقهر من جانب الدولة ، في الوقت الذي تواصل فيه القوى العظمى سعيها نحو بلوغ السيادة الكونية . فواشنطن قد أخذت مكان "أيرستريب" في الرواية الشهيرة تلك، وأصبحت جميع المشكلات ناجمة عن وجود ذلك "العدو" أو "جولد شتاين" الشرير كما دعاه "أورويل" . ويمكن أن يكون هذا العدو هو أسامة بن لادن ، أو من يأخذون مكانه من دول "محور الشر" .
وفي الرواية هناك ثلاثة شعارات تحكم المجتمع : الحرب هي السلام ، الحرية هي العبودية ، والجهل هو القوة ، أما شعار "الحرب ضد الإرهاب" فيمكن أن يكون له بدوره معنى عكسي : الحرب هي الإرهاب . وأمضى الأسلحة في هذه الحروب هي المعلومات المُخادعة التي لا تختلف إلا في الشكل عن تلك التي وصفها أورويل، والتي تحيل إلى عالم النسيان ما هو غير مرغوب في وجوده من الحقائق والإحساس التاريخي ، فالخلاف يمكن السماح به في إطار الحدود "الاجتماعية" بما يدعم الوهم القائم بأن هناك "حرية" في نقل المعلومات وإبداء الرأي . (ويليام بلوم: الدولة المارقة).
# على ذكر محور الشر اقرأوا هذه المفارقة:
الكوريون الجنوبيون يخشون أمريكا أكثر من كوريا الشمالية :
--------------------------------------------------------------
في 20 يناير من عام 1999، أعلن وزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين عن تخصيص مبلغ 6.6 مليار دولار لتمويل نظام الدفاع الصاروخي، ولتبرير هذه الإنفاقات قال كوهين بأن التهديد الوحيد القادم هو الذي تشكله كوريا الشمالية "الدولة التي لا تستطيع إطعام مواطنيها وتريد أن تطلق صواريخ ضد الولايات المتحدة"، فقد أبرزت الإدارة الأمريكية كوريا الشمالية كخطر مُحقّق على أمريكا، وقال بيل كلينتون عام 1993 : "إنه ليس من مصلحتهم (الكوريون الشماليون) تطوير صواريخ نووية، لأنهم في حال استخدامها فسيكون ذلك نهاية دولتهم"، لكن المفارقة التي يلاحظها المؤلف أن "ذي إيكونوميست" البريطانية نشرت في يونيو 1994 استطلاعاً للرأي كانت نتيجته أن الكوريين الجنوبيين يخشون من الولايات المتحدة الأمريكية ست مرات أكثر مما يخشون من جارتهم كوريا الشمالية. (الدولة المارقة) .
# أي وحوش هؤلاء الذين يقودون الحرب ضد الإرهاب ؟ :
---------------------------------------------------------
يقول "جون بجلر " في كتابه "حكام العالم الجدد" :
(لم تكن الحرب إطلاقا أمرا باعثا على السرور" كان هذا ما أعلنته الصحيفة الليبرالية "إندبندنت أون صنداي" خلال حرب الخليج عام 1991 ، واضافت "هناك أعمال معينة لا يمكن لمجتمع متحضّر أن يفكر فيها على الإطلاق ، وليس هناك من يُنكر أن عمليات القصف الممتدة على نطاق واسع هي أمر مرعب . ولكن هذا لا يجعل منها أمراً خاطئاً" .
وفي حرب أخرى في حقل مغمور بالمياه لزراعة الأرز كانت ثلاثة أعمدة من القذائف المتتابعة تبدو في السماء ، وما إن تصل قذيفة إلى الأرض حتى تغطي النار مساحة ممتدة ، وتنبعث أصوات كالرعد على امتداد الأودية العميقة ، والتي كانت تبدو كما لو أنها تتماوج وتقذف بالحمم بأكثر مما كانت تتعرض للانفجار . كانت هذه هي القذائف التي تطلقها ثلاث طائرات بي 52 المحلقة في تشكيل واحد ، والتي تتعذر رؤيتها وهي فوق السحاب . ومن هذه القاذفات كان يسقط نحو سبعين طناً من المتفجرات على ما كان يُعرف باسم "الصندوق الطويل – long box" وهو التعبير العسكري الذي يُطلق على المساحة التي تغطيها القذائف ، ويعني أن كل شيء داخل هذا الصندوق يكون مستهدفا تدميره.
وعندما وصلتُ الى قرية داخل هذا "الصندوق" كان الشارع قد تحوّل إلى حفرة ، أما الناس الذين كانوا على بعد مائة ياردة من سقوط القذيفة فلم يعد هناك أثر حتى لأشباحهم المحترقة على نحو ما حدث لقتلى هيروشيما وإنما تحولت جثثهم إلى أشلاء ممزقة ، أما الأطفال فقد تطايرت أجسامهم في الهواء بفعل القصف ، وبدت جلودهم متغضنة مثل الأوراق الجافة، وتجمعت في ذهني عندئذ مخاوف غريبة : كنتُ أخشى أن أخطو على جثة شخص ما أو أن أزعج أحد الذين لقوا حتفهم .
مثل هذه التجارب كانت هي التي دفعتني إلى التساؤل عن طبيعة هذه القوة المفروضة من بعيد ، ليس فقط بواسطة هؤلاء المحلّقين فوق السحاب ، وإنما بواسطة هؤلاء الأشخاص البعيدين الذين يبدون معصومين من الخطأ ، الذين يصدرون أوامرهم بالقتل الجماعي للناس ، وبواسطة هؤلاء الذين يبررون جرائمهم بتصويرهم للضحايا على أنهم إرهابيون ، أو على أنهم مجرد أرقام بلا اسماء ولا وجوه ولا تاريخ ، أو على أنهم ضحايا حتميون لأخلاقيات سامية) .
# القنبلة الكروية؛ سلاح أمريكا الشيطاني، هل لدى الإرهابيين مثله؟:
------------------------------------------------------------------
لقد أعلن وزير الدفاع البريطاني "جوفري هون" في البرلمان : "إن استخدام القنابل العنقودية في أفغانستان هو أمر مناسب تماما ، فمن أجل الوصول إلى أهداف معينة ، تكون هذه أفضل أسلحتنا وأكثرها فاعلية" .
كنتُ – والحديث لجون بجلر - واقفا في الشرفة المطلة على هونجاي ، وهي مدينة الصيد واستخراج الفحم الواقعة على شواطىء ها لونج الجميلة في خليج تونكين في فيتنام الشمالية ، وقدر الدكتور "ليوفان هوت" أن عشرة في المائة من أطفال المدينة قد أصبحوا مصابين بالصمم الآن ، وقال : "كان الأمر يبدو لي كما لو أن طبلاً قويّاً يُضرب عليه داخل رؤوسنا" ، فعلى مدى ثلاثة أيام في يونيو 1972 كانت القاذفات المقاتلة الأمريكية تقوم باثنتين وخمسين طلعة على هونجاي ، وذلك على مدار الساعة ، وكان يُعتقد عندئذ أن هذا رقم قياسي ، وظلت هونجاي تتعرض للقصف على مدى ست سنوات لأقسى عمليات القصف وأكثرها تركيزا .
وكانت السمة الأخرى للمدينة هي أنها كانت واحدة من الأهداف التي تعرضت لما كنا نطلق عليه اسم "القنبلة الكروية" نسبة إلى كرة حجرية كانت تُستخدم كقذيفة في القرون الوسطى ، والتي تعد النموذج الأول للقنيلة العنقودية ، وكان هذا السلاح الجديد تنطلق منه المئات من الشظايا التي يأخذ الكثير منها شكل السهام ، وفي المدرسة الوحيدة هناك التي سُوّيت بالأرض وجدتُ خطابا مدسوسا بين الحطام . كانت كاتبة الخطاب هي فتاة صغيرة اسمها نجوين ثي آن ، علّقت المعلمة : "كان الأطفال في تلك الأيام يكتبون الكثير من الخطابات إلى أنفسهم" .
" ... استمعت إلى صوت صافرة الإنذار وسارعت بالتوجه إلى الملجأ القريب ، كنت أستطيع سماع هدير محرك الطائرة تعقبه اصوات انفجارات ، وعندما انطلقت الصافرة من جديد خرجت عائدة ، وهناك كان والداي : أمي وأبي ، ممدّدَين تغطيهما الدماء ، وكذلك الحال بالنسبة لأخي نجوين سى كوان ولأختي نجوين ثى بنه ، كانت أجزاء معدنية تخترق جسد أختي وكذلك دميتها ، كانت تواصل النواح : "أين أبي وأمي ؟ أين دميتي ؟" إن شارعي شارع ها لونج قد أصبح مدمرا بالكامل. هذه هي نهاية خطابي" .
كان الشارع الذي تعيش فيه أسرة نجوين قد تم قصفه بهذا النوع الجديد من القنابل ، ووفقا لما قاله الدكتور ليو فإن السهام قد اخترقت جسد أخت ثي آن بنه ، وظلت في حالة من الحركة داخل جسدها لعدة أيام ، مُحدثة جروحا داخلية أدت في النهاية إلى موتها ميتة سريعة . كانت هذه السهام من النوع البلاستيكي يصعب الكشف عنه بواسطة أشعة أكس ، وسمعتُ بعد ذلك أن مُصمّمي هذا السلاح كانوا يقصدون ذلك . (جون بجلر: حكام العالم الجدد)
# وهل يمتلك الإرهابيون قنابل عنقوديّة ؟ :
-----------------------------------------
كانت أكثر أنواع القنابل العنقودية شيوعا والتي كانت معروفة في الولايات المتحدة باسم الصخور – rockeyes يجري اختبارها على شعب دولة لاوس المجاورة .
وكانت عند انفجارها تنشطر إلى مائة وستين شظية أو "قنيبلة" يظل نصفها ملقى على الأرض حتى يخطو فوقها إنسان أو حيوان ، أو يقوم بالتقاطها أحد الأطفال على نحو ما يحدث عادة ، وعندئذ يتم انفجارها ، وبعد مرور ثلاثين عاما ظلت هذه القنابل مستمرة في قتل وتشويه الضحايا الذين بلغ عددهم عشرين ألفا سنويا في لاوس ، وهي البلد الصغير الذي لم يدخل إطلاقا في حرب مع أمريكا والتي تعرضت لقصف كعمل جانبي لعملية تدمير فيتنام وكمبوديا ، ومع قدرتها على إلحاق هذا القتل طويل الأمد ، فإن القنابل العنقودية قد صُمّمت لتكون سلاحا إرهابيا في الأساس ، أوهى سلاح "مضاد للأشخاص" وفقا للتعبير العسكري . (المصدر السابق نفسه)
# الخداع الأميركي في الحرب ضد الإرهاب: صفقة إبن لادن:
---------------------------------------------------------
قامت الولايات المتحدة بتخريب عرض كان من المحتمل أن يؤدي إلى تسوية الأمور سلميا في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 ، فقادة الحزبين الإسلاميين في باكستان ، ذكروا أنهم قد تفاوضوا حول تسليم أسامة بن لادن إلى باكستان، وذلك على الرغم من أن الأمريكيين لم يقدموا أي دليل يمكن محاكمته بناء عليه بشأن الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك، ووفقا لهذا العرض كان سيتم وضع إبن لادن رهن الإعتقال المنزلي في بيشاور . وقد تمت الموافقة على هذه الخطة من قبل إبن لادن نفسه ومن جانب "الملا عمر" زعيم الطالبان، وكان الاقتراح بأن تقوم محكمة دولية بالنظر في دلائل الاتهام لتُقرر ما إذا كانت ستتولى محاكمته أو أن يتم تسليمه إلى أميركا . وصرّح وزير اعلام الطالبان : "نحن لن نقف إلى جانب أي شخص مسؤول عن ارتكاب هذا العمل سواء كان أسامة أم غيره ، وقد طلبنا من الوفد الباكستاني أن يقدم لنا الدليل على أن أسامة قد ارتكب هذا العمل ، حيث كيف يمكن أن نسلّمه دون تقديم هذا الدليل" . ولكن الرئيس الباكستاني "مشرف" نتيجة ضغوط من جانب واشنطن، اعترض على هذه الخطة . وعندما بدأ قصف أفغانستان كان الإدعاء الكاذب من جانب الحكومتين الأمريكية والبريطانية بأنه "لم يكن مطروحا على الإطلاق أي بديل سلمي آخر" . وقال توني بلير : "ليست هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية مع مثل هؤلاء الناس ، ليس هناك سوى خيار واحد : إما ان تهزمهم وإما أن يهزموك" . وقال جورج بوش : "لقد أعطيتهم فرصة عادلة" .
إن قصف أفغانستان قد استهدف استبدال قبائل غير مرغوب فيها بقبائل أخرى مفضلة . وكون أن كلتا الجماعتين ، وفقا لما هو شائع في اللعبة الحديثة يدخل في نطاق "الإرهابيين" هو هنا أمر خارج الموضوع ، الفرق هو أن الرئيس بوش يصف السادة الحاليين للعاصمة كابول من قوات تحالف الشمال بأنهم "أصدقاؤنا" ، وهؤلاء هم أنفسهم الذين تم الترحيب بهم في عام 1992 ليقوموا عقب ذلك بقتل ما قُدّر بخمسين ألف شخص على مدى أربع سنوات ، خلال عمليات اقتتال أهلي ضروس .
في عام 1994 وحده ، على نحو ما ذكر مرصد الحقوق الإنسانية في نيويورك "كان هناك ما يقدر بخمسة وعشرين ألف شخص لقوا حتفهم في كابول ، وأغلبهم من المدنيين ، خلال الهجمات التي استُخدمت فيها الصواريخ والمدافع ، وتحوّل ثلث المدينة إلى أنقاض . واليوم - وبعد أن عذّبوا وأعدموا المئات من أسرى الحرب ، وبعد أن نهبوا مخازن المساعدات الأجنبية - فإن الأبطال الجدد قد استعادوا في هدوء احتكارهم لتجارة الهيرويين ، ولكن هذه كلها لا تعد أخبارا تستحق النشر في الصحافة الأمريكية.
ليست هناك في الحقيقة "حرب ضد الإرهاب" ، فمثل هذه الحرب ليست ممكنة مادام "الإئتلاف" الذي يشنها يضم من الدول التي تقود الإرهاب في العالم : الجزائر وروسيا والصين وأندونيسيا ، ويخوضها متحالفا مع الولايات المتحدة . إن عملية البحث عن اسامة بن لادن تبدو مشهدا هزليا . إن الهدف هو فرض السيطرة من خلال الأنظمة التابعة على جمهوريات آسيا الوسطى "السوفيتية" سابقا، وهي المنطقة الغنية بانفط والمعادن، وذات الأهمية الاستراتيجية العظمى في مواجهة الدول المنافسة وهي : روسيا والصين .
فمع بلوغ فبراير 2002 ، أقامت الولايات المتحدة قواعد أميركية دائمة في جميع جمهوريات آسيا الوسطى فضلا عن أفغانستان ، التي تحظى حكومة ما بعد الطالبان فيها بالمباركة الأميركية ، وعن هذا يقول كولن باول وزير الخارجية الأميركي : "إن أمريكا سيكون لها في وسط آسيا مصالح مستمرة ووجود مستمر بشكل لم نكن نحلم به قبل 11 سبتمبر" . وليست هذه سوى البداية . فالهدف النهائي هو غزو أمريكي أوسع مدى بكثير وعلى المستويين العسكري والاقتصادي . وهذا هو الهدف الذي تم التخطيط له خلال الحرب العالمية الثانية . ووفقا لما يقول نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني "فإنه قد لا ينتهي إنجازه خلال فترة حياتنا" .
وما أن تراجعت قوات طالبان من كابول في اتجاه الجنوب حتى أوضح تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد ذلك بكل جلاء ، فأمريكا كانت تخطط للعمل ضد ما يتراوح بين أربعين وخمسين دولة ، والصومال التي ادّعى أنها "ملجأ" لتنظيم القاعدة انضمت إلى العراق لتكون على رأس الدول المستهدفة . ولم يشر رامسفيلد إلى أن الصومال وجانب من المنطقة الواقعة شمال غرب المحيط الهندي تحتوي على احتياطي هائل للنفط والغاز ربما بكميات أضخم من تلك التي تحتويها منطقة بحر قزوين . هناك ايضا كان للشركات الأمريكية تطلعاتها ومطالبها ، وكانت في انتظار فرض أنظمة موالية للغرب .
لم يكن هناك أي دليل على أن تنظيم القاعدة له قوات في الصومال . الأمريكيون يستندون إلى فريق من الميليشيات يتلقى الدعم والتوجيه من جانب أثيوبيا المجاورة والتي طالما سعت إلى الإبقاء على الصومال ضعيفة ومُقسّمة . (ويليام بلوم: الدولة المارقة).
# ماذا أخفت أمريكا في خطّة الحرب ضد الإرهاب في الصومال ؟ :
---------------------------------------------------------------
كان الهدف من حرب الصومال عام 1992 التي أخذت الإسم الكودي (الشفري) "عملية استعادة الأمل" هو أن تكون بمثابة اختبار طريق لاستراتيجية أُطلق عليها "التدخل لأغراض إنسانية" كان مخططا لها أن تكون بديلا لاستراتيجية "الحرب ضد المخدرات" . وعندما وصل المارينز إلى شواطىء الصومال بهدف "إطعام الجياع" نشرت مجلة "تايم" صورة ملونة على صفحتين لأطفال صوماليين يمدون أيديهم إلى جندي أمريكي للحصول على "هدية الأمل" والواقع أن المجاعة كانت قد انتهت تماما في ذلك الحين .
ولاح شيطان ملائم من طراز نورييجا ممثلا في شخص الجنرال "محمد فرح عيديد" . ولأنه "أمير حرب" سبق له الموافقة على التفاوض مع الأمم المتحدة ، فقد اصبح عيديد هو "الشرير" الأساسي الذي يسعى المارينز الأمريكيون إلى القبض عليه "حيّاً أو ميّتاً" . عندئذ فقط كما قال البنتاجون ، يمكن أن تتوقف عمليات نهب المخزونات الغذائية . وكان كل هذا خرافة مالوفة . فالمخزونات الغذائية كان يتم نهبها لأنه لم يكن هناك ما يكفي من الغذاء لأن الصومال كانت مفلسة بعد رحيل النظام الدموي لمحمد زياد بري ، وهو عميل أمريكي سبق له الإنضمام إلى "اللعبة الكبرى" لإلحاق الهزيمة بالنفوذ السوفيتي في القرن الأفريقي ، بعد أن قام بتحويل ولائه من جانب إلى آخر . وكان هناك أيضا المسألة الخاصة بحقول النفط الصومالية ، فقد كان عيديد مجرد قائد لواحد من خمسة عشر فصيلا يتقاتلون لسد الفراغ ، ولم يكن ، كما هو الحال بالنسبة لطالبان وقوات تحالف الشمال في أفغانستان ، يزيد أو يقل دموية عن خصومه .
(في الوقت الحالي تقوم الولايات المتحدة بتمويل ابن الجنرال عيديد عدوّها السابق، حسين عيديد ، الذي يدعي بأن في إمكانه أن يقود الأمريكيين إلى إرهابيي القاعدة) .
وقد خدم غزو الصومال في صرف الاهتمام عن المحاولات المحمومة التي كان يبذلها الرئيس جورج بوش الأب الذي كان في ختام حياته السياسية عقب هزيمته من بيل كلنتون لإصدار عفو عن هؤلاء الذين يمكن أن يكونوا قد ورّطوه في الجرائم الخاصة بفضائح إيران – كونترا . وكانت النتيجة التي حققتها عملية استعادة الأمل هي وفاة ما يتراوح بين سبعة وعشرة آلاف صومالي . وهذه الأرقام ، المستندة إلى تقديرات وكالة المخابرات المركزية ، لم يتم نشرها ، في وسائل الإعلام العامة ، التي كان ، تركيزها على السخط الناجم عن وفاة ثمانية عشر من الأمريكيين ، الذين تم مؤخراً تمجيد ذكراهم في فيلم أنتجته هوليود باسم "سقوط الصقر الأسود - black hawk dawn" على غرار أفلام التزييف التي أعقبت حرب فيتنام ، والتي احتفت بالغزاة ، وصوّرتهم على أنهم كانوا ضحايا .
في أعقاب قصف أفغانستان كتب المحرر السياسي لصحيفة الجارديان يقول : "إن ثمانية عشر جنديا أمريكيا قد قُتلوا بوحشية في الصومال عام 1992 ، وأن هناك الآن فرصة متاحة لتصفية الثأر القديم " . ومرة أخرى لم يكن هناك إشارة إلى الآلاف من الصوماليين الذين قُتلوا بوحشية بواسطة هؤلاء الذين قدِموا ليجلبوا لهم "هدية الأمل" . (جون بجلر: حكام العالم الجدد) .
# استغلال الإرهاب لإنعاش تجارة السلاح: حداداً على ضحايا 11/9 إلغاء كل النشاطات الثقافية والإبقاء على معارض بيع السلاح:
-----------------------------------------------------------
في 11 سبتمبر 2001 في الوقت الذي كانت أمريكا تتعرض فيه للهجوم المُدوّي الذي أقام الدنيا ، كانت حكومة "توني بلير" تستضيف "معرضا للسلاح" في لندن شهده العديد من منتهكي حقوق الإنسان .
وتقديرا لضحايا القتل الجماعي الناجم عن الهجوم على برجي المركز التجاري كان تأجيل المؤتمر السنوي لاتحاد النقابات ، وكذلك الحال بالنسبة للمهرجانات الرياضية والأحداث العامة، ولكن معرض السلاح لم يؤجّل وظل قائما لأن فيه دولارات . وعقب ذلك بفترة قصيرة وخلال مقابلة صحفية مع دافيد فروست أعلن "توني بلير" أن الوسيلة لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين هي التصدي لـ "هؤلاء الناس الذين يزودونهم بالسلاح" . لم يعلق فروست بشيء ولم يقل لهذا الكذّاب السافل : أنت الذي تزوّد العالم بالسلاح .
وفي الولايات المتحدة يُعد بيع وتصنيع السلاح أمراً أساسيا لتحقيق "الإزدهار" الإقتصادي . فالمجمع الصناعي العسكري الأمريكي إنما يحلق عالياً من خلال ما يعقده من صفقات لبيع الأسلحة والمعدات العسكرية المرتبطة بها . إن أربعين سنتا من كل دولار ضريبي تنتهي إلى البنتاجون الذي وصل إنفاقه خلال العام المالي 2001 و2002 إلى ما يزيد على 400 بليون دولار (وتصاعد ليصل هذا العام 2015 إلى 578 مليار دولار) . فالحرب تحقق الرواج الاقتصادي ، وفي أعقاب حرب الخليج زادت مبيعات الأسلحة بنسبة 64 في المائة ، وأدى هجوم الناتو على يوغسلافيا إلى زيادة في مبيعات السلاح تبلغ 17 بليون دولار ، وفي أعقاب 11 سبتمبر كان هناك "ازدهار" يلوح في مجال تجارة السلاح .
ففي اليوم الذي أعيد فيه فتح سوق الأوراق المالية عقب هذا الهجوم ، كانت الشركات القليلة التي زادت قيمة أسهمها هي شركات الصناعات العسكرية ريثيون ، تكنيكال سيستمز ، نورثروب جرومان ، ولوكهيد مارتن ، وكأكبر مورد أمريكي للسلاح ، ارتفعت قيمة أسهم شركة لوكهيد مارتن بنسبة ثلاثين في المائة . ويقع المصنع الأساسي لهذه الشركة في ولاية تكساس موطن الرئيس الأمريكي جورج بوش . وفي عام 1999 وصلت قيمة مبيعات الشركة من الأسلحة إلى أكثر من 25 مليار دولار ، وتجاوزت قيمة تعاقداتها مع البنتاجون 12 مليار دولار . وخلال ستة أسابيع من الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي ، حققت لوكهيد مارتن أكبر صفقة للأسلحة في التاريخ : عقدا بلغت قيمته 200 مليار دولار لإنتاج طائرة مقاتلة . وسوف يتم إنتاج هذ الطائرة في فورت وورث بولاية تكساس ليترتب عليها إيجاد 32 ألف وظيفة جديدة ، ويعقّب أحد مسؤولي الشركة : "وسط كل الأنباء السيئة في هذه الأيام فإن ما تشهده أعمالنا في أمريكا يعد أخباراً طيبة" .
كما أن صناعة السلاح البريطانية قد ازدهرت بدورها منذ 11 سبتمبر ، وقت كتابة هذه السطور تقوم شركة لأنظمة BAE ببيع نظام دفاعي جوي إلى تنزانيا التي تعد إحدى أفقر دول العالم ، فهناك لا يتجاوز نصيب الفرد من الدخل القومي 250 دولارا سنويا ، وأكثر من نصف السكان لا تتوافر لهم مياه جارية ، ويموت طفل من بين كل أربعة قبل أن يبلغ الخامسة . ورغم أن البنك الدولي قد عارض هذه الصفقة فإن بلير قد أولاها مساندته . (ويليام بلوم: الدولة المارقة).
# من النفاق الأمريكي في الحرب ضد الإرهاب :
إزدواجية في استغلال معاناة السجناء السياسيين :----------------------------------------------
في مايو 1986 نُشرت مذكرات السجين الكوبي "إرماندو فالاديرز" . وسرعان ما أصبحت حديث الإعلام وهجوم على "كاسترو" الديكتاتور المجرم .. وهكذا. استُقبل هذا الرجل في البيت الأبيض بيوم حقوق الإنسان واختير من قبل الرئيس "ريغان" ممثلا للولايات المتحدة في لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حيث تمكن من تقديم خدمات بالدفاع عن حكومتي غواتيمالا والسلفادور ضد التهم الموجهة إليهما بارتكاب جرائم وحشية تجعل أي شيء عانى منه "فالا ديرز" يبدو ضئيلا !
كان هذا في مايو 1986 ، لكن في نفس الشهر تم القبض على أعضاء مجموعة حقوق الإنسان في السلفادور وعُذّبوا . ومن بينهم قائد الجماعة "هيربرت أنايا" رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في السلفادور ، وأُرسلوا إلى سجن الأمل "لاسبيرانتزا" . وبينما هم في السجن، واصلوا الدفاع عن حقوق الإنسان ، فقد كانوا محامين بلغ عددهم (432) محامياً في هذا السجن . وقد قاموا بتوقيع بيان كتابي وقّعه (43) محاميا شرحوا فيه أساليب التعذيب التي لاقوها بالكهرباء وغيرها ، وهذا التقرير مكوّن من (16) صفحة تم تسريبه خارج السجن . بالإضافة إلى شريط فيديو صُوّر فيه الأفراد وهم يقدمون شهاداتهم داخل السجن حول التعذيب . وقد تم توزيعه . رفضت الصحافة الأمريكية القومية وقنوات التلفزيون الأمريكية تغطيتها . لم يكن "أنايا" هدفا لأي ثناء ، ولم يُدع إلى حفل حقوق الإنسان ، كما لم يُعين بأي منصب ، قد تم الإفراج عنه في صفقة تبادل للسجناء ، ثم اغتيل بواسطة قوات أمنية تساندها الولايات المتحدة . ولم تطرح وسائل الإعلام تساؤلات حول ما إذا كان كشف هذه الجرائم بدلا من السكوت عليها لربما أنقذ حياته من الموت . وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على الطريقة التي يُدار بها نظام جيّد لتصنيع الإجماع أو "هندسة الموافقة – ingineering of consent " وعند مقارنة ما كشفه "هيربرت أنايا" في السلفادور فإن مذكرات "فالاديرز" تبدو أشبه بالحبّة إلى جانب الجبل. (تشومسكي : النظام العالمي الجديد والقديم).
# سفالة ونفاق : فضيحة الكوبيين الخمسة :
------------------------------------------
ولنتفحص وضع الكوبيين الخمسة الذين صدر بحقهم الحكم في ميامي بالعام 2001 نتيجة اتهامهم وإدانتهم بعضوية شبكة ارهابية.. ومن أجل استيعاب مثل هذا الوضع، الذي أدّى الى إثارة موجة عارمة من الاحتجاجات الدولية، فإن من الواجب الأخذ بالحسبان قصة العلاقات البائسة ما بين أمريكا وكوبا (متجاوزين للحظة الحصار العشري الخانق الذي تضربه امريكا الشمالية على الجزيرة).
فلقد كانت الولايات المتحدة قد بدأت بتنظيم هجمات ارهابية ضد كوبا على نطاق ضيق وآخر واسع، منذ عام 1959 بما في ذلك عملية خليج الخنازير، بالاضافة الى المؤامرات الشاذة العديدة الهادفة الى اغتيال كاسترو. ولكن التورط المباشر لحكومة الولايات المتحدة في محاولات الإغتيال كان قد اعتُبر منتهياً - رسمياً على اقل تقدير - بنهاية اعوام السبعينات. وفي عام ,1989 كان جورج بوش الاب قد منح العفو للمدعو أورلاندو (راجع الحلقة (27) أمريكا حامية الإرهابيين وملاذهم الآمن)، الذي يعتبر واحداً من اكثر الارهابيين عداوة لكاسترو، والمتهم بكونه العقل الاجرامي لعملية التفجير التي نُفذت ضد إحدى الطائرات الكوبية في العام 1976، وبذلك يكون بوش قد ألغى قرار وزارة العدل التي كانت قد رفضت بموجبه طلب اللجوء المُقدم من اورلاندو هذا.
ونتيجة للعلم بأن الولايات المتحدة كانت توفر ملاذاً للارهابيين المعادين لكاسترو، فقد تمكن عملاء كوبيون من اختراق شبكتهم.. وفي عام 1998 كان ضباط كبار من جهاز المخابرات الفيديرالية الأمريكية (اف. بي. آي)، أوفدوا الى هافانا، قد تسلموا آلاف الصفحات من الوثائق، ومئات الساعات من التسجيلات على أشرطة فيديو خاصة بعمليات ارهابية تم تنظيمها من قبل خلايا تتخذ من فلوريدا مركزاً لها.
وجاء رد فعل الأف.بي. آي. من خلال اعتقال الرجال الذين زودوهم بالمعلومات. وكان من بينهم أعضاء فيما تسمى بمجموعة الكوبيين الخمسة.. وتبع عملية الإعتقال هذه، محاكمة استعراضية عقدت جلساتها في ميامي. وصدر الحكم بادانة أولئك الخمسة، بحيث حُكم على ثلاثة منهم بالسجن المؤبد، بتهمة التجسس ; أما قائد المجموعة "جيراردو هيرنا نديس"، فقد حكم عليه بالإعدام بتهمة التآمر. وفي اثناء ذلك، فإن هناك عدداً من الشخصيات التي تم تصنيفها من ضمن الإرهابيين الخطرين (وفقاً لسجلات الاف. بي.آي. ووزارة العدل)، ما زالت تعيش برغد في الولايات المتحدة، مواصلين التآمر وتنظيم العمليات الاجرامية (راجع الحلقة 27) . (امريكا ... معبد الارهابيين المقدس: موقع مغرس)
هذا وكانت كوبا قد مثّلت لوقت طويل الشغل الشاغل والرئيسي بالنسبة للولايات المتحدة. فقد ورد في وثيقة كشفت عنها وزارة الخارجية الامريكية مؤخراً، وتعود الى عام 1964 أن فيديل كاسترو انما يعتبر تهديداً لا يُحتمل لكونه يمثل تحدياً صارخاً بالنسبة للولايات المتحدة ، ورفضاً لمجمل سياستها المتبعة في القارة الأمريكية، والممتدة على مدى قرن ونصف من الزمن، أي منذ أن تم إقرار مبدأ مونرو الذي ينص على عدم التساهل من الآن فصاعداً بخصوص أي تحدٍ لسيادة الولايات المتحدة على العالم أجمع.
# لعبة القوائم الإرهابية : أمريكا تسلّم الأنظمة الديكتاتورية قوائم باسماء الديمقراطيين لغرض ذبحهم:
---------------------------------------------------------------
# قوائم أمريكية سبّبت إعدام آلاف الشيوعيين في العراق :
قال "روبرت كومر" المعاون في المجلس القومي : "قدمت وكالة المخابرات المركزية عام 1963 قوائم بأسماء آلاف الشيوعيين وسواهم من اليسارييين لقيادة البعث عام 1963 ، مثلما حصل في غواتيمالا عام 1954 ، وإندونيسيا عام 1965 ، فتم قتل عددٍ لا يُحصى من أفراد النخبة المتعلمة ، ومن بينهم المئات من الأطباء والمدرسين والتقنيين والمحامين وأصحاب المهن الأخرى فضلا عن العسكريين والشخصيات السياسية" .
وقد ذكر "حنا بطاطو" في كتابه المعروف : "الطبقات الاجتماعية القديمة والحركات الثورية الحديثة في العراق" أن الملك حسين ملك الأردن قد أشار إلى أن الإستخبارات الأميركية قدمت قوائم بخمسة آلاف اسم في الأيام الأولى للحكومة العراقية كي يصار إلى أعدامهم بعد انقلاب عام 1963.# قوائم أمريكية سبّبت إعدام آلاف الشيوعيين في إندونيسيا :
وفي عام 1990 كُشف الستار عن تصرف رخيص لوكالة المخابرات المركزية هو تقديم قوائم تحمل أسماء آلاف من قادة الحزب الشيوعي الأندونيسي للجيش الأندونيسي الذي كان يصطاد القادة اليساريين ويقتلهم . عدد الأسماء كان 5000 . بهوياتهم التفصيلية . استخدمها الجيش كقوائم إعدام . والأفظع هو أن موظّفي السفارة الأمريكية كانوا يقومون بشطب أسماء الأشخاص الذين يُقتلون من القوائم بمتابعة مستمرة ويبرّر المسؤولون عمليات التصفية بالصعوبات التي تترتب على اعتقال هؤلاء الأشخاص وإطعامهم !! (تشومسكي : الغزو مستمر، الدولة الفاشلة) ..
# داعية الإرهاب النفسي المعتمد على القوة النووية : "نظرية المجنون" في السياسة الدولية :
-----------------------------------------------------------------
وثيقة سرية قامت بها القيادة الاستراتيجية عام 1995 المسؤولة عن الترسانة النووية عنوانها : "أساسيات ردع ما بعد الحرب الباردة " غيّرت فيها الولايات المتحدة استراتيجية ردعها من الاتحاد السوفيتي الميت إلى ما يُدعى بـ "الدول المارقة" مثل العراق وكوريا الشمالية وكوبا وليبيا . الوثيقة تؤيد استغلال الولايات المتحدة لترسانتها النووية كي تصوّر نفسها غير عقلانية وانتقامية إذا ما هوجمت مصالحها الحيوية ، وتوصي الوثيقة بأن هذا السلوك ينبغي أن يكون جزءا من الشخصية القومية التي نبرزها لجميع الخصوم ، وخاصة الدول المارقة . وتقول إن من المؤلم أن نصوّر أنفسنا بأننا عقلانيون بشكل كامل ومسالمون ناهيك عن التزامنا بتلك السخافة التي تُدعى القانون الدولي وإلزامات المعاهدة . إن حقيقة أن بعض عناصر الحكومة الأمريكية يمكن أن يُظهروا أنهم "خارج السيطرة" يمكن أن يكون مفيدا لخلق وتدعيم مخاوف وشكوك في أذهان صانعي قراراتٍ أعداء . يعيد التقرير بعث "نظرية المجنون" لريشارد نيكسون الذي قال : "يجب أن يعرف الأعداء أن الجنون مسّنا ، ولا يمكن التنبؤ بما سنفعله، بقوة تدمير فائقة للعادة تحت أمرتنا ، وهكذا سوف يركعون لإرادتنا خائفين" . ومن المعروف أن حزب العمل "الإسرائيلي" الحاكم هو الذي ابتكر هذا المفهوم في الخمسينات ، وقد وعظ قادته "لصالح أفعال الجنون" كما قال رئيس الوزراء "موشي شاريت" في يومياته مُحذرا من أننا سنُجن إذا اعترضتنا مقاومة ، وهذا "سلاح سري" مُوجّه إلى الولايات المتحدة جزئيا . هذا يعني أن تعتبر الولايات المتحدة نفسها "دولة خارجة على القانون" . (تشومسكي : الدولة الفاشلة).
# بسبب خطوط أنابيب النفط :
عرض العضلات الإرهابية في آسيا الوسطى :
---------------------------------------------
بالنسبة للغرب فإن ثلث المخزون العالمي من النفط والغاز موجودة على بحر قزوين (أكبر الحقول في كازاخستان واذربيجان ، وأصغرها في تركمانستان وأوزبكستان) .
خلال التسعينات أرسلت الولايات المتحدة 500 من المظليين التابعين للوحدة المحمولة الثانية والثمانين في كارولينا الشمالية . وهي أطول عملية نقل جوي في التاريخ العسكري ، وقُصِد منها على حد قول جنرال في البنتاغون "إظهار أنه لا توجد دولة على وجه الأرض لا يتسنى لنا الوصول إليها" . يُضاف إلى ذلك المبرر الظاهري وهو أن الولايات المتحدة معنية بتنمية قدرات "الدول المستقلة ذات السيادة القادرة على الدفاع عن نفسها" .
وفي صراحة فاضحة قال "بيل ريتشاردسون" وزير الطاقة في حكومة كلنتون بأن الجمهوريات السوفيتية السابقة تعني كل شيء بالنسبة لتأمين الطاقة لأمريكا و "يجب أن يكون هناك توافق بين خريطة خطوط الأنابيب وبين السياسات" . ..
# ونفاق أمريكي في العلاقة بطالبان الإرهابية :
-------------------------------------------
وهناك ثلاثة طرق يمكن أن تمتد منها خطوط الأنابيب : من خلال روسيا أو إيران أو أفغانستان . وبالنسبة لروسيا فهو أمر مُحرّم بالنسبة لواشنطن ، أما إيران فهي البلد الذي أمضت أمريكا عقودا طويلة تعمل على عزله . ولم يكن مفاجئا أن الطالبان حين استولت على السلطة في كابول عام 1996 قد وجدت اللوبي النفطي الأمريكي يتودد إليها ، وعينه على "واحدة من الجوائز الكبرى للقرن الحادي والعشرين" على نحو ماذكرت صحيفة ديلي تلجراف . وتضيف الصحيفة "إن الحلم الخاص بتأمين خط الأنابيب عبر أفغانستان هو السبب الذي جعل أمريكا توافق في هدوء على اكتساح الطالبان لأفغانستان" .
وعقب 11 سبتمبر 2001 لم يكن هناك من هو أكثر حماسا في الدعوة إلى الإطاحة بنظام الطالبان من صحيفة وول ستريت جورنال . ورغم ذلك فقبل حمس سنوات كانت هي الصوت الأصيل الذي يطلق نغمة مُخالفة تماما . كانت نفس الصحيفة تصرّح بأن "الطالبان هي اللاعب الأكثر قدرة على إقرار السلام في أفغانستان خلال هذه اللحظة من التاريخ" ، وفضلا عن ذلك فإن نجاحها على نحو ما تقوله ذات الصحيفة يُعد أمراً بالغ الحيوية لتأمين أفغانستان كطريق اساسي إلى موانىء الشحن لصادرات آسيا الوسطى الهائلة من النفط والغاز وغيرهما من الثروات الطبيعية .
ولم تجد الطالبان ترحيبا في واشنطن فحسب ، بل إن قادة الطالبان قد طاروا إلى تكساس ، التي كان جورج بوش حاكماً لها عندئذ حيث تمت استضافتهم في هوستون من جانب كبار المسؤولين في شركة النفط "يونوكال – Unocal" . ووفقا لما يقول جورج مونبيوت : "عرضت الشركة أن تدفع لهؤلاء "البرابرة" خمسة عشر سنتا مقابل كل ألف قدم مكعب من الغاز يتم ضخها عبر الأراضي التي قاموا بغزوها" . وعلق مسؤول في إدارة كلنتون بأن أفغانستان يمكن أن تصبح مثل السعودية مستعمرة نفطية بدون ديمقراطية ويجري فيها اضطهاد النساء قانونيا ، وقال معقبا : "إن في إمكاننا التعايش مع ذلك الوضع" .
في عام 1998 قام نائب رئيس شركة يونوكال للعلاقات الدولية جون ماريسكا بإبلاغ لجنة استقصاء تابعة للكونجرس بأنه ببلوغ عام 2010 يكون بإمكان الشركات الغربية زيادة انتاجها النفطي إلى أربعة ملايين ونصف المليون برميل يوميا بما يحقق زيادة تزيد على خمسمائة في المائة خلال خمسة عشر عاما . وكانت دعوته الى تهيئة مناخات ملائمة في المنطقة ، وكان يعني بذلك (إن إنشاء خط الأنابيب الذي اقترحنا إقامته عبر أفغانستان لا يمكن البدء فيه إلا مع وجود حكومة معترف بها ويكون في إمكانها كسب ثقة الحكومات والمقرضين و "شركتنا" ) ، وكان يقصد بذلك حكومة من الطالبان الإرهابية . ولم يُبدِ المسؤول النفطي أي إشارة إلى الطبيعة "البربرية" للنظام أو إلى إرهابيي القاهرة الذين كان يُقال إن الطالبان يستضيفونهم.
وعندما قامت شركة يونوكال في نهاية الأمر بتوقيع مذكرة تفاهم لمدّ أنابيب من تركمانستان إلى باكستان عبر أفغانستان فإنها قد فعلت ذلك نيابة عن كونسورتيوم يضم شركات إيزون وأموكو وبريتش بتروليوم وشيفرون وإكسون وموبيل . وكان القائمون على إبرام هذه الصفقة هم ديك تشيني وزير الدفاع السابق ونائب الرئيس الأمريكي مستقبلا ، وجيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ، وبرونت سكوكروفت مستشار الأمن القومي الأسبق ، وجميع هؤلاء قد سبق لهم العمل في حكومة جورج بوش الأول ، وكان تشيني وبيكر قد انخرطا في الصناعة النفطية ، وربما كان تشيني هو الشخصية الأكثر نفوذا في البيت الأبيض ، كما أن بيكر قد ظل محتفظا بنفوذ رفيع المستوى كما هو الأمر بطبيعة الحال بالنسبة لبوش الأب وهو الذي أطلق عليه اسم "الرئيس النفطي – oil man president" ، والحاشية المثيرة هنا هي أن بوش الأب ظل يعمل كمستشار مدفوع الأجر لعائلة بن لادن من خلال مجموعة كارلايل ، والتقى بالأسرة مرتين .
وتهاوت هذه الصفقة عندما تعرضت للتفجير سفارتان أمريكيتان في شرق أفريقيا في نيروبي ودار السلام ووجه الاتهام إلى تنظيم القاعدة . ومنذ ذلك الحين انتقل "الهيام" الذي ربط بين واشنطن والطالبان – على الرغم من قصره – إلى الجمهوريات القزوينية الغنية بالنفط ، والتي يتوافر لها جميعا سجل حافل مريع في مجال التعدي على حقوق الإنسان . وفي الوقت الذي كان يتم فيه الإعداد لقصف أفغانستان ، كان رامسفيلد يقدم وعودا بعشرات الملايين من الدولارات إلى طاجيكستان وأوزبكستان واللتين تشتركان مع أفغانستان بحدود طولها 900 ميل . (ويليام بلوم: الدولة المارقة).
# ونفاق مقابل 200 ألف قتيل في الشيشان :
-------------------------------------------
ولم يكن الروس غير سعداء بهذا الترتيب عن اعتقاد بأن هذه الجمهوريات سوف تتحرك قريبا من موسكو لكي تحقق توازنا مقابلا لعلاقاتها مع الأمريكيين ، وكان التعاون الذي أبداه فلاديمير بوتين محلا للتقدير في واشنطن، وتمثل ذلك في الإتجاه إلى المزيد من التخفيض في الأسلحة الإستراتيجية والسماح له بالمضي في "الحرب ضد الإرهاب" التي يخوضها لحسابه في الشيشان حيث قُدّر عدد القتلى بمائتي ألف شخص . وفي الوقت الذي كانت فيه القاذفات الأمريكية تقوم بقصف أفغانستان كان بوتين يحل ضيفا على جورج بوش في مزرعته بتكساس . "إنه صديقي الجديد المقرب" . كان هذا ما قاله بوتين عن بوش ، وهو يلوّح من عربة الجولف.
# وتجاوز مذبحة تيانامين في الصين :
-----------------------------------
أما العضو الرئيسي الآخر في الإئتلاف ضد الإرهاب وهو الصين فقد كان الأسرع إلى تقديم المواساة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 ، وبعد أن تحولت الصين ، من خصم محتمل إلى صديق خلال ستة أشهر ، كانت المكافأة التي حصلت عليها هي دخولها منظمة التجارة العالمية بدعم قوي من جانب الولايات المتحدة ، أما العقوبات المفروضة على المبيعات من المعدات العسكرية التي فُرضت عقب مذبحة ميدان تيانامين عام 1989 فقد تم تخفيضها بما يسمح للصين بشراء قطع الغيار اللازمة لطائرات الهليكوبتر (بلاك هوك) التي زوّدتها بها أمريكا في الثمانينات . اما موضوع التبت ، والتجاوزات الفاحشة لحقوق الإنسان ، فلم تعد الآن محل اعتبار ، كما كان الحال بالنسبة للإساءات التي ارتكبها الطالبان ضد حقوق الإنسان عام 1996 .
# وتأييد ذبح الأكراد في تركيا :
-----------------------------
وبالنسبة لتركيا ، الدولة المسلمة الوحيدة في حلف الناتو ، فقد تم منحها قروضاً من جانب صندوق النقد ، والبنك الدوليين ، بناء على تعليمات من الأمريكيين ، أمّا العمليات المحمومة للتطهير العرقي التي قامت بها الدولة التركية ضد الأقلية الكردية فلم تعد بدورها محل اعتبار من جانب الولايات المتحدة. في تركيا :
هرب أكثر من مليون كردي بين 1990 و1994 ؛ دمر الجيش الريف وشرّد مليونين ، قتل 3200 على يد فرق الموت بين 1993 و1994 بالاضافة إلى التعذيب وتدمير 2000 قرية وقصف بالنابالم وعدد مجهول من القتلى يُقدر بعشرات الآلاف . هذا العام 1994 أصبحت تركيا أكر مستورد للسلاح الأميركي بنسبة 80% وكلها تُستخدم ضد الأكراد.
# ودعم الديكتاتورية في باكستان :
--------------------------------
والدكتاتورية العسكرية في باكستان قد تم رفع الحظر الغربي المفروض عليها عقب إجرائها لتجارب الأسلحة النووية ، وقام صندوق النقد ، والبنك الدوليان ، بإعادة جدولة للديون المستحق سداداها . وسارع مجلس الشيوخ الأمريكي إلى إصدار قاون يسمح بمنح باكستان مساعدات عسكرية طارئة .
وكل ذلك كان يمضي على خطى ذلك النمط الذي سبق إرساؤه من قبل ، فـ "الإئتلاف" الذي هاجم العراق عام 1991 ، بقيادة الولايات المتحدة ، قد تم التأليف بين المشاركين فيه من خلال تقديم أضخم الرشاوي التي شهدها التاريخ . (المصدر السابق نفسه).
# الولايات المتحدة أكبر مموّل عالمي للإرهاب :
---------------------------------------------
هذا هو عنوان المفكّر والصحفي الفرنسي "تييري مايسان" الذي نشره في في مطلع عام 2014 في شبكة فولتير التي قدّمت له بالقول :
"كشف العديد من الكتاب الصحفيين إبان الحرب ضد السوفييت في أفغانستان, عن دور الولايات المتحدة المؤكد في تمويل الإرهاب الدولي. مع ذلك, فقد ظلت هذه العمليات تجري حتى وقت قريب في إطار العمليات السرية, التي لم تمولها واشنطن بشكل علني في أي يوم من الأيام. بيد أن هذا لم يمنع واشنطن من اتخاذ خطوة حاسمة ازاء سورية حين صوت الكونغرس على قانون تمويل وتسليح منظمتين تتبعان للقاعدة في سورية. فما كان يعتبر حتى هذا التاريخ أحد أسرار المشعوذين ولاعبو الخفة, صار الإرهاب, منذ الآن فصاعدا, السياسة الرسمية المعلنة " لبلد الحريات".
# أمريكا الدولة الوحيدة في العالم التي تسن قانوناً لدعم الإرهاب :
--------------------------------------------------------------
يقول تييري ميسان :
"في انتهاك واضح لقراري مجلس الأمن 1267 و 1373, الكونغرس الأمريكي يصوت على قرار تمويل وتسليح جبهة النصرة وداعش, وهما كما يعرف الجميع منظمتان تتبعان لتنظيم القاعدة المصنفة من قبل الأمم المتحدة كتنظيمات ارهابية. هذا القرار ساري المفعول حتى غاية شهر أيلول - سبتمبر 2014.
كان الأسبوع الأول من مؤتمر جنيف2 حافلا بالأحداث. ومن المؤسف عدم معرفة الرأي العام الغربي بما جرى, بسبب الرقابة الصارمة المفروضة عليه.
الخبر الرئيس الذي تم حجبه في وسائل إعلام جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي, هو الخبر المتعلق بعقد الكونغرس الأمريكي جلسة سرية للتصويت على تمويل وتسليح "المتمردين" حتى غاية شهر أيلول-سبتمبر 2014.
اقرأوا الجملة التالية جيدا :الكونغرس يعقد جلسات سرية يمنع على وسائل الاعلام الغربية الاتيان على ذكرها.
لهذا السبب فإن الخبر الذي نشرته رويترز [1] بهذا الخصوص, قد تم تجاهله تماما في كل وسائل الاعلام المقروءة كما المرئية في الولايات المتحدة, كما في معظم وسائل الاعلام في أوروبا الغربية ودول الخليج.
وحدهم, باقي سكان المعمورة, كان لهم شرف معرفة الحقيقة.
هذا مع أن حرية التعبير وحق المواطنين في الحصول على المعلومة, هي إحدى الشروط الأساسية للديمقراطية, التي يتم احترامها - حسب رأيي- في سورية وروسيا وايران أكثر من دول الغرب.
أظنكم قد قرأتم جيدا أيضا أن الولايات المتحدة التي تزعم أنها ضحية ارهاب القاعدة في 11 أيلول – سبتمبر 2001, والتي جعلتها منذ ذلك الوقت قائدة "الحرب الكونية على الإرهاب", تدعم بالأموال البؤرة الرئيسية للإرهاب الدولي. وهكذا, لم تعد المسألة مجرد مناورات خفية تقوم بها أجهزة الاستخبارات, بعد أن أصبحت قانونا معترف به علنا.
وهكذا أيضا, تحول الخطاب السنوي للرئيس باراك أوباما عن حال الاتحاد إلى تمرين استثنائي على الكذب, خصوصا حين أعلن أمام 538 عضوا في الكونغرس الذين وقفوا مصفقين له بالقول: " هناك شيء لن يتغير: إنه تصميمنا على منع الارهابيين من شن أي هجمات ضد بلدنا. أما في سورية فإننا سندعم المعارضة التي ترفض برامج الشبكات الارهابية ".
حين قدم وفد الجمهورية العربية السورية في جنيف2 إلى من يفترض أنهم يمثلون "معارضته", مقترحا مبني أساسا على قراري مجلس الأمن 1267 و 1373 اللذين يدينان الارهاب, أعلن وفد المعارضة فورا عن رفضه المقترح, دون أن يثير ذلك أي احتجاج لدى واشنطن.
سبب ذلك, هو أن الارهاب شأن أمريكي, وأن وفد المعارضة يتلقى الأوامر مباشرة من السفير روبرت فورد.
في أثناء ذلك, وفي العاصمة واشنطن, يواصل الرئيس أوباما ممارسة النفاق ويضرب الطاولة بقبضة يده أمام أعضاء الكونغرس الذين يصفقون له تلقائيا وهم واقفين : " نحن لانكافح الارهاب بفضل المعلومات الاستخبارية والعمليات العسكرية فحسب, بل باستمرارنا في الوفاء للقيم والمثل التي يجسدها دستورنا وبما يجعلنا قدوة للعالم أجمع. (...) وسوف نواصل العمل مع المجتمع الدولي كي يلد المستقبل الذي يستحقه الشعب السوري- مستقبل من دون ديكتاتورية أو رعب أو خوف". (شبكة فولتير – تييري ميسان).
# الإرهاب إسلامي برغم أن معظم الهجمات الإرهابية نفذها غير المسلمين!
-----------------------------------------------------------------------
كشف التقرير السنوى لوضع الإرهاب وتوجهاته فى الاتحاد الأوروبى لعام 2011، الذى أعده مكتب الشرطة الأوروبية (يوربول)؛ أن عدد الهجمات الإرهابية فى أوروبا بلغ 249؛ نفذت الجماعات الانفصالية 160 هجوما منها. أما الباقى فنفذته جماعات يسارية وفوضوية (45 هجوما)، فيما نفذ الإسلاميون 3 هجمات (فقط).
وفى عام 2009 بلغ عدد الهجمات الإرهابية فى أوروبا 294؛ نفذت الجماعات الانفصالية 237 هجوما منها، فيما نفذ الإسلاميون هجوما واحدا فقط (المصدر: التقرير السنوى لوضع الإرهاب وتوجهاته فى الاتحاد الأوروبى لعام 2010).
هذه الأرقام توضح بما لا يدع مجالا للشك، أن 99% من العمليات الإرهابية ينفذها غير المسلمين على عكس الرواية المعلنة من مسئولية المسلمين عن معظم أعمال العنف. والمهم كذلك فى التقرير أنه صادر عن جهة أوروبية لا عربية ولا إسلامية. (موقع جريدة الشعب الجديد المصرية).
وبالرغم من كل هذه الأدلة الإحصائية الموثّقة فإن الماكنة الإعلامية الأمريكية - وبفعل تصميم رجال الإدارة الأمريكية الإرهابيين - تشحن الرأي العام الغربي خصوصاً والرأي العام العالمي عموماً ، يوميا ، بأن المسلمين مسؤولون عن الإرهاب في العالم.
# ملاحظة عن هذه الحلقات :
----------------------------
هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9 ، القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم .. وغيرها الكثير.
تاريخ النشر
30.07.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
30.07.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |