<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني قراءة في التدخل العسكري التركي في العراق

 

 

قراءة في التدخل العسكري التركي في العراق

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

اسودت الدنيا في وجه أردوغان  وهو يرى أحلامه وآماله التي بناها والتي كان من المفترض ان تجعله يتربع على عرش السلاطين من العثمانيين من اجداده ليعيد "امجاد" حقبة السلاطين، تنهار امام ناظريه الواحدة تلو الأخرى. وأول صفعة وجهت الى طموحاته هو السقوط المدوي لمشروع الاخوان المسلمين في المنطقة على أثر الضربة المؤلمة التي تلقاها هذا التنظيم في مصر، الى جانب التراجع الذي ابدته حركة النهضة في تونس أمام الجماهير التونسية وقواها من الأحزاب الوطنية العلمانية التي رفضت هيمنة حركة النهضة على المسرح السياسي في تونس والقضاء على التوجه العلماني للمجتمع التونسي. حيث ايقنت الحركة ان مصيرها لن يكون بأفضل حال من مصير مثيلتها في مصر, ولم تنجح كذلك حركة الإخوان المسلمين في ليبيا ولا الان في اليمن حيث اخذ الجيش اليمنى واللجان الشعبية من مقاتلي أنصار الله وغيرهم من المقاتلين من الشعب اليمني زمام المبادرة والتحول من مرحلة دفاع الى مرحة الهجوم في العمق السعودي كخيارات استراتيجية مع إمكانية استرجاع نجران وعسير وجيزان وهي أراضي يمنية ضمتها السعودية اليها سابقا.

ولا شك ان أكبر مصيبة مني بها أردوغان على المستويين الشخصي والسياسي هو عدم التمكن من النيل من الدولة السورية والصمود الأسطوري للقيادة والجيش والشعب هذا الثالوث المقدس امام هجمة كونية غير مسبوقة في التاريخ الحديث وذلك بفعل الاسناد والمؤازرة المبدئية لحلفاء سوريا وشعبها والتي كان آخرها المؤازرة الروسية التي دخلت بكل قوتها واصرارها على لمنع تكرار التجربة الليبية.

 أردوغان عمل المستحيل وانخرط في أقذر أنواع الأساليب والوسائل في العمل على اسقاط الدولة السورية. من فتح الحدود لكل من يريد ان يقاتل و "يجاهد" على الأرض السورية وبغض النظر عن هويته وجنسيته وأقام لهم معسكرات التدريب والإقامة المؤقتة في القرى التركية الحدودية وسمح بتهريب السلاح والمؤن والذخيرة وشراء وبيع النفط والقطع الاثرية وقطع المصانع التي نهبت وفككت وخاصة من حلب، وتقديم الدعم اللوجيستي والعسكري لكل المجموعات الإرهابية، والتآمر مع قطر والسعودية على وجه الخصوص ضد سوريا واستغلال قضية اللاجئين السوريين لأغراض سياسية محضة في استدعاء التدخل العسكري تحت مظلة حلف الناتو وإقامة منطقة "عازل" وحظر جوي اطلق عليها عدة أسماء من اجل تسويق الفكرة. ومن اجل هذا قام بإغراق أوروبا باللاجئين السوريين وسبب مشاكل للمشروع الاتحادي الأوروبي برمته الى جانب الهواجس الأمنية على اثر مجزرة باريس الإرهابية، مما اضطر الاتحاد الاوروبي تقديم ثلاثة مليارات يورو لزعيم المافيا كأموال حماية لإصدار اوامره بوقف تدفق المهجرين السوريين والغير سوريين من تركيا ودفعهم الى الأراضي الأوروبية.

وعندما اسقطت تركيا الطائرة الروسية القاذفة سوخوي 24 فوق الأراضي السورية عندما كانت متوجهة لقصف المجموعات الإرهابية التي تدعمها تركيا، كان السيد اردوغان يأمل في ان هذه العملية ستردع بوتين من ضرب تجمعات الإرهابيين في المنطقة الحدودية التي كانت تعد لعملية واسعة في الشمال السوري واعاقة الجيش العربي السوري من الوصول الى الحدود والسيطرة عليها. ارتد السحر على الساحر فبدلا من ان تشكل هذه الخطوة العدوانية للجيش التركي تجاه القوات الجوية الروسية عامل ردع زادت المواقف الروسية إصرارا على مؤازرة سوريا في حربها على الارهاب وقام بوتين بإعطاء الأوامر بزيادة التواجد العسكري الروسي النوعي على الأرضي والسواحل الروسية وادخلت منظومة صواريخ S-400  المتطورة الحديثة لأول مرة خارج الأراضي الروسية وارسلت بوارج روسية جديدة لتنضم الى تلك المتواجدة على السواحل السورية واغلق الساحل البحري والأجواء السوري ووضعت في حالة تأهب لأي عمل عدواني من قبل تركيا أو حلف الناتو. وبعثت روسيا بسفينة مجهزة بأجهزة لها القدرة على تعطيل الرادارات والاتصالات لأي طائرات او صواريخ والتشويش عليها قبل وصولها الى أهدافها. ولم تكتفي روسيا بالرد في المجال العسكري بل اتبعتها بإجراءات اقتصادية وسياسية بالإضافة الى ذلك. عندها أدرك اردوغان ان كل الطرق أقفلت من امامه بالنسبة لسوريا، ولم يبقى له الا ان يجرب حظه في العراق لعله يكون أوفر حظا في ذلك.

وجاء التدخل للجيش التركي في العراق بإرسال قوة مع دبابات بحجة محاربة داعش وضرورة حماية المدربين والخبراء الاتراك الذين يدربون قوات عراقية في محافظة نينوى تمهيدا لتحرير الموصل. وادعت تركيا عن طريق رئيس وزراءها ان التدخل جاء بناء على والترتيب مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع لنتكشف لاحقا ان هذا ما هو الا كذب وافتراء وفي محاولة لإضفاء شرعية كاذبة للتدخل والاعتداء على سيادة الدولة العراقية واراضيها خدمة لمشروع التقسيم الطائفي والعرقي المقيت للعراق الذي تحدث عنه السيد جو بايدن نائب الرئيس أوباما. وفي نفس الوقت محاولة للحفاظ على منطقة آمنة لإرهابي داعش في العراق.

هذا التدخل تم بالترتيب مع محافظ نينوى السابق النجيفي الذي قام بإنشاء معسكر "جبل بعشيقة" وجمع ما يقرب من 8500 مقاتل من أبناء العشائر تحت مسمى "الحشد الوطني" وهو حشد مبني على أساس طائفي للسنة التي تدعمهم تركيا لكي يكون لها موطىء قدم في العراق وجزء من صراعها مع السعودية لترأس "العالم السني" ( بحكم الباسها الصبغة الطائفية والمذهبية  للصراع في المنطقة)، كما انه جزء من صراعها مع ايران كقوة إقليمية الى جانب الدخول لدعم الاكراد وعلى وجه التحديد البيشمركة بقيادة مسعود البرزاني حيث ان المخطط هو ضم الموصل وسنجار بعد التحرير الى إقليم كردستان العراق كخطوة أولى لقيام الدول الكردية في العراق ضمن مخطط تقسيم العراق. ولقد أشار احد السياسيين العراقيين بان "الحشد الوطني " لا يدرب فقط من قبل الاتراك بل ان تسليحه يأتي من تركيا اردوغان متجاوزة الحكومة المركزية في بغداد، ليس هذا وحسب بل ان تركيا تقوم بدفع رواتب للمقاتلين والضباط لهذه الجيش "السني" ( مع اعتذارنا على استخدام هذا التعبير لأننا نؤمن بان الصراع مذهبي انما هو صراع سياسي بالدرجة الأولى كما أكدنا في العديد من الكتابات). ما نريد ان نؤكده الدعم التركي يأتي من ضمن هذه الرؤية التي تثير النعرات الطائفية والمذهبية في العراق ولا تعمل على التهدئة ومقاتلة الارهاب على أراضيه.

لم يثير رئيس حكومة إقليم كردستان العراق السيد مسعود البرزاني ضجة او استنكار حول دخول القوة العسكرية التركية الى الأراضي العراقية منتهكة ابسط القوانين والأعراف الدولية التي لا جدال عليها، واعتبر ان دخولهم هو مرتبط ببرنامج تدريب الحشد الوطني الذي يترأسه النجيفي المحافظ السابق لينيوى، واعتبر ان انقرة أرسلت خبراء ومستلزمات عسكرية الى المحافظة، وبالتالي فان القوات الكردية لم تتعرض لهذه القوات التركية. وهذا بحد ذاته عذر أقبح من ذنب ويبين التواطىء الواضح بين اردوغان ومسعود البرازاني وعن النية المبيتة لضم الموصل الى إقليم كردستان العراق وهي من المناطق المسماة "الأراضي المتنازع عليه" بين إقليم كردستان والحكومة المركزية الاتحادية في بغداد، فهنا ما شاءالله الذي اصبحنا نتحدث بلغة الاحتلال الصهيوني للأراضي التي احتلت عام 1967، فهذا هو العراق "الجديد الديمقراطي" حصيلة الغزو الأمريكي 2003.

اما السيد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول "العربية" فقد أتحفنا بتصريحه الذي به ادان التدخل "السافر" للقوات التركية في العراق ( ربما اختلف الامر لو كانت القوات هي قوات التحالف العربي كما هو الحال في اليمن) ويتبع التصريح بالقول بان الجامعة العربية "عاجزة امامه" بمعنى انه لا حول لها ولا قوة. سبحان الله لحشد كل الأمم ان تعمل على الاعتداء على سوريا بتدخل عسكري لم يترك العربي بلدا مهما في الحملة العسكرية والدعم السياسي للعدوان الا وزارها مع سيده آنذاك السيد حمد بن جاسم الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية لدولة قطر وأكبر المتحمسين لإسقاط الدولة السورية وتغيير النظام فيها للعمل كأداة وخادم مطيع للرئيس الأكبر في البيت الأبيض. ولم يدخر جهدا في الذهاب الى مقر الأمم المتحدة وحضور جلسة من جلسات مجلس الامن ويطالب "المجتمع الدولي" بالتدخل في سوريا تحت البند السابع.

  ولم تقف الجامعة العربية عاجزة للمشاركة في الاعتداء على اليمن. ولكنها وقفت عاجزة عن الوقوف لتدين القصف البربري والهمجي بكل المقاييس للشعب اليمني وتدمير البنى التحتية للبلد بشكل شبه تام وتدمير الحجر والبشر. كما انها وقفت عاجزة عن محاولة التحدث مع قتلة الأطفال والنساء في الرياض أو الدوحة على وجه التحديد وحثهم على إيقاف العدوان أو على الأقل وقف القصف الجوي لتوزيع المعونات الإنسانية والطبية وحتى اثناء شهر رمضان المبارك الماضي.

. وهي نفس الجامعة التي شرعنة تدمير ليبيا بمشاركة عسكرية عربية مع حلف الناتو، وتغيير نظامها من دولة عربية ذات سيادة الى وكرا للمجموعات الإرهابية وتجارة المخدرات وتهريب المهاجرين الى السواحل الاوروبية وتصدير ارهابيين مرتزقة بحسب الطلب، وتحويلها الى دولة فاشلة بكل المقاييس.

تركيا رفضت ان تنسحب من الأراضي العراقية لليوم وبعد انتهاء المدة (48 ساعة) التي طلبت منها حكومة العبادي رسميا منها بسحب قواتها، ولكنها قالت بانها ستوقف ارسال قوات إضافية. القضية ليست قضية عدد القوات التركية فجوهر القضية هو الاعتداء على سيادة الدولة العراقية وأراضيها، وهو عدوان صارخ مدان وبغض النظر عن الأسباب الواهية والمتدحرجة والتي تتغير وتتلون كل يوم.

لا أحد يمكن ان يقتنع بان تركيا دخلت في العراق لمحاربة داعش وهي التي امدت المجموعات الإرهابية بكل مستلزمات بقاءها وشكلت شريانا رئيسيا لتغذية توحشها في الداخل السوري. ولا زلنا نذكر التصرف التركي عندما وصلت داعش الى عين العرب السورية (كوباني) وحاصرت أهلها لفترة. ترك الاكراد وهم غالبية السكان في المدينة الى مصيرهم ومنعت تركيا طيلة أيام الحصار وصول اية امدادات إنسانية أو أسلحة لدعم صمود اهل المدينة. كما منع الجيش التركي الشبان الاكراد الذين تركوا المدينة مع اهاليهم من العودة للدفاع عنها. ولقد ظهرت بعض المقالات التي اشارت الى تواطىء تركيا أردوغان في استيلاء داعش على الموصل سابقا.

تركيا تريد ان تحقق من تدخلها العسكري في العراق على الأقل هدف من الأهداف التي لم تستطع ان تحققه في سوريا وهي استخدام الأراضي العراقية لتمديد خطوط أنابيب لنقل الغاز القطري على وجه التحديد الى الموانىء التركية لتصديره الى دول الاتحاد الأوروبي، بعد الفشل الذي منيت به في سوريا. والذي يبدو انه ضمن توتر العلاقات بين تركيا وروسيا على أثر اسقاط الطائرة الروسية وردود فعل روسيا على هذا العمل العدواني الاخرق وإيقاف العمل بخط "تيركش ستريم" الذي كان من المفترض ان يصل مصادر الغاز الطبيعي الروسي الى تركيا لزيادة ما تستورده تركيا من الغاز الروسي لسد حاجاتها من هذه السلعة الاستراتيجية، كان من الطبيعي ان تتطلع تركيا الى مصادر بديلة في حالة تطور الأمور الى ما هو أسوأ مما هي عليه الان.

وفي النهاية نود ان نؤكد على بعض النقاط التي نراها ذو أهمية هنا:

أولا :ان التدخل التركي في العراق وبغض النظر عن الأسباب الواهية التي قدمتها تركيا على لسان رئيس وزراءها او وزير خارجيتها أو الرئيس اردوغان، فان الجميع يجب ان ينظر اليه على انه اعتداء على سيادة الدولة العراقية وخرقا لكل الأعراف والقوانين الدولية ومن ثم يجب ان يدان بأشد العبارات من مجلس الامن الدولي.

ثانيا: ان عدم التنسيق مع الحكومة الاتحادية المركزية في بغداد من قبل اية قوات اجنبية لدخول الأراضي العراقية يعتبر تعديا على سيادة الدولة العراقية وفي هذه الحالة تعتبر هذه القوات قوات غازية وعدوة ويجب التعامل معها على هذا الأساس. ان التنسيق الجانبي مع أي طرف آخر هذا الشأن سواء من محافظة أو إقليم دون المرور بالحكومة المركزية يعتبر خرقا لقوانين البلد ومؤشرا على نية مبيتة لتشجيع تقسيم البلد والمس بسيادة الدولة العراقية.

ثالثا: ان التدخل التركي لا يمكن ان يأتي لولا التنسيق الكامل مع الولايات المتحدة الامريكية بكونها المتزعمة لما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا, كما وان كون تركيا عضوا في حلف الناتو فإننا نرى ان هذا الحلف يتحمل جانب من المسؤولية للتصرف العدواني لتركيا اردوغان. وهذا الحلف مطالب اليوم قبل غد بالعمل على الضغط على تركيا لسحب قواتها الغازية من الأراضي العراقية.

رابعا: ان الحكومة العراقية ورئيس وزراءها السيد العبادي مطالبة بالتصدي لهذا العدوان الصارخ وعدم التهاون مع هذا الخرق لسيادة الدولة العراقية والاعتداء على أراضيها، وبالقوة إذا لزم الامر ودون أي تردد ومهما كانت النتائج، وخاصة وان المهلة الزمنية التي حددتها الحكومة لانسحاب القوات العسكرية التركية قد انتهى. ان عملية البلطجة وعدم احترام سيادة الدول المجاورة من قبل تركيا اردوغان يجب ان يوضع لها حدا قبل ان يستفحل الامر وتزداد الأمور تعقيدا.

خامسا: ان على الحكومة العراقية وهي ترى المساس المتكرر لسيادتها من قبل تركيا اردوغان، الى جانب فشل " التحالف الدولي" في مكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا كما أظهرت الحقائق والوقائع على الأرض والتي كشفت وعريت بشكل كامل وخاصة بعد دخول روسيا على خط الازمة السورية وما حققه الجيش السوري على الأرض في محاربته المجموعات الإرهابية على الأرض بالمؤازرة الروسية الجوية، الى جانب النية المبيتة الامريكية لتقسيم العراق على أسس طائفية ومذهبية وعرقية والعمل على ذلك، يلقي على الحكومة العراقية مسؤولية ان تحدد موقف واضح وصريح تجاه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل صارم وعدم المراوحة في المكان على امل ان تتحسن الأمور والأوضاع. وعليها النظر بجدية ان التدخل التركي الأخير وبغض النظر عن حجمه الذي يناقش فيه البعض لتبريره على انه يأتي متناغما مع المخطط الأمريكي لتقسيم العراق.

 

bahij.sakakini@gmail.com

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

تاريخ النشر

09.12.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

09.12.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org