<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني فزعة لمحاربة الارهاب...ام لإنقاذه من براثن الموت يا هل ترى؟؟؟؟؟

 

 

 

فزعة لمحاربة الارهاب...ام لإنقاذه يا هل ترى من براثن الموت ؟؟؟؟؟

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 عندما بدأ الاطباق على انفاس الارهاب في سوريا والتضيق على خناقه وتجفيف موارده المالية وتدمير آلياته العسكرية وغلق الحدود الشمالية مع تركيا والجنوبية مع الأردن لمنع تدفق مزيد من الإرهابيين ومرتزقة آل سعود والامارات وقطر وتركيا الأدوات الرخيصة والقذرة للولايات المتحدة بما يعنيه من اغلاق الحدود من محاصرة المجموعات الإرهابية وضربها بلا هوادة من الجو بالطائرات الروسية والسورية والأرض بتقدم الجيش العربي السوري وحلفائه في المقاومة اللبنانية لحزب الله ومدعوما بالخبرات والمستشارين الإيرانيين، نقول في هذه اللحظات الأخيرة والواعدة للقضاء على الارهاب التقطت على ما يبدو أجهزة الرادار والاتصالات والتنصت الامريكية والفرنسية والألمانية والتركية والخليجية إشارات تقول "فزعة.. فزعة يا شباب...نحن نتعرض لهجوم قوي...وحرب إبادة ..من الطائرات الروسية ...والجيش السوري...والمقاومة اللبنانية ...والمجوس...اكرر ...فزعة ...فزعة ...يا شباب...لا تتخلوا عنا...جزاكم الله خيرا..."  انتهت الإشارة ربما للقصف الذي تعرض له المكان....

والذي يبدو ان من كان على الخط المقابل لم يدرك ضرب المكان لأنه ابرق يقول " الصمود ...الصمود...يا شباب الحوريات في الانتظار ....ونحن قادمون اليكم من فرنسا وألمانيا وامريكا وتركيا والخليج العربي...ونحاول استنهاض العربان ليجهزوا لكم عشرات الالاف من جند الله المخلصين....اصمدوا ورابطوا...".

من الواضح ان الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وادواتها في المنطقة في حالة استنفار قصوى لأنها ترى ان صنيعتها وربيبتها من المجموعات الإرهابية من داعش الى النصرة وبقية المجموعات الإرهابية القاعدية وغيرها أصبحت الان في وضع لا يحسدوا عليه وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الان فان ذلك يعني ببساطة القضاء على هذا الطفل المدلل الذي اسمه الارهاب الذي إذا ذهب ستذهب آمالهم في تحقيق مآربهم واحلامهم في اسقاط الدولة السورية وتفتيت المنطقة الى كانتونات طائفية ومذهبية وعرقية الى غير رجعة. ولا يمكننا ان نتفهم هذه الفزعة لهذه الدول المارقة التي انضمت اليها المانيا مؤخرا (التي لا نعتقد انها ستكون الأخيرة) الا لإنقاذ الارهاب من براثن الموت المحقق لان ما زال له دورا ووظيفة يؤديها خاصة على طاولة مفاوضات ان كتب لها ان تتحقق.

لو كانت هذه الدول المنافقة التي تتميز بازدواجية المعايير على الساحة الدولية والإقليمية ان تحارب الارهاب لاتبعت وصفة بسيطة دون ان تكلف نفسها عناء كل هذا الحشد والتكاليف المالية (هذا لا يعني انها تنفق من جيبها) وتعريض بعض من قواتها وخبرائها لخطر الموت في ساحات القتال والاشتباك.

الوصفة تكمن في غلق حدود الدول المجاورة لسوريا لمنع تسلل الارهاب والأسلحة ومواد التموين والدعم له، والالتزام بعدم دعم الارهاب ماديا ولوجيستيا وعسكريا، وملاحقة الدول والافراد التي تدعم الارهاب ومراقبة حركة الأموال في البنوك والتحويلات وتجميد ارصدة هؤلاء ...الخ ومقاضاتهم كما نص قرار مجلس الامن الأخير.

وهذا بالطبع طلب الشيء المستحيل من هؤلاء لان هنالك الكثير ما يجمعهم بالتكفيرين من الوهابيين الإرهابيين ان كانوا داعش ام النصرة أم آخرين الذين ينضون كل يوم تحت اسماء ويافطات واعلام متعددة الألوان تبعا لمشغليهم الذين ينشطون اليوم لملمتهم في بوتقة جديدة وزي جديد في محاولة لعرضهم كمعتدلين حالقي الذقون ربما حتى ينقذوهم من الضربات المحتمة والموت الذي ينتظرهم. انهم لن يقوموا بتنفيذ الوصفة البسيطة لأنهم ان فعلوا ذلك يكونوا كمن يطلق النار على نفسه كما يقول المثل، بالإضافة الى ذلك فانه يعني أيضا فقدان المرابح الطائلة التي تحققها شركات التصنيع الحربية في الدول الغربية من دول الخليج العربي على وجه التحديد الذين يقوم حكامهم بتكديس الأسلحة في المخازن ومن ثم يجوبون البلاد بحثا عن المرتزقة للدفاع عن اراضيهم من أخطار وهمية من نسج خيالهم، أو للاعتداء على اراضي الدول المجاورة كما حدث مؤخرا في اليمن أو العراق او سوريا وهكذا.

السيد كيري يتحدث عن تشكيل جيش عربي للتدخل في سوريا أما جون ماكين وليندسي غراهام العضوين الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي فانهم دعوا الى تشكيل جيش قوامه 100000 جندي للقتال في سوريا يشكل من جيوش عربية وتركية وامريكية ولقد أقر العضوين بان الدول الخليجية ليس في مقدورها ان تقدم شيء ملموس في هذا الإطار وعلى ان القوة الرئيسية يجب ان تكون من الجيش المصري والتركي بالإضافة الى 20000 جندي امريكي يتوزعون في كل من العراق وسوريا.

وعندما يصرح السيد كيري ان الحدود مع تركيا لم يتم اغلاقها بالكامل وانه ما زال هناك ما يقرب من 90 كيلومترا مفتوحة فان هذ يعطي الحجة والتملص من مسؤولية ادخال مزيد من العناصر الإرهابية الى الداخل السوري الى جانب ادخال الالاف الاطنان من الذخيرة والأسلحة لهذ المجموعات الإرهابية كما فعلت تركيا وقطر والسعودية وامريكا بذلك. هذا بالإضافة الى محاولة عرقلة التقدم للجيش السوري وحلفائه تحت الغطاء الجوي الروسي لمؤازرة التقدم على ارض الميدان. وما اسقاط طائرة السوخوي 24 القاذفة الروسية الا محاولة يائسة لمنع هذا التقدم او عرقلته في الوصول الى الحدود مع تركيا   وذلك لقطع الطريق على تسلل الارهابيين من الأراضي التركية وقطع طرق وصول الامدادات لهم وتهريب البترول السوري عبر الأراضي التركية.

الواضح ان المحور المعادي لسوريا الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفائها وادواتها لم يسقطوا خياراتهم في اسقاط الدولة السورية او تقسيم الوطن السوري. وما هذه الحشود الا محاولة أخيرة يائسة للتقليل من الفعل للمؤازرة الروسية وتحجيم الدور الروسي الجديد في المنطقة ووزنه المتنامي بمعدلات غير مسبوقة على الساحة الدولية الذي لم تتوقعه كل أجهزة امنهم واستخباراتهم ومراكز ابحاثهم كما يتضح ذلك من حالات التخبط والتردد في ردود افعالهم وتصريحاتهم التي تبدو متناقضة ومتضاربة حتى تلك التي تطلق بين ليلة وضحاها.

الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة واذنابها في المنطقة يشعرون ان الزلزال قد اشتد من تحت اقدامهم وانهم يفقدون رويدا رويدا مخططاتهم للمنطقة وما بنوه لسنوات بدأ ينهار امام عيونهم مثل احجار الشطرنج، وهم يدخلون الان بشكل مباشر لحماية الوحش الذي اوجدوه ورعوه ارهابهم بهدف الحصول على بقعة من الأرض السورية يستطيعون السيطرة عليها لعلهم يستطيعوا ان يحصلوا على بعض الأوراق التي قد تؤهلهم للجلوس على طاولة المفاوضات. فعاجلا ام آجلا لا بد من ان يكون هنالك حلا سياسيا في سوريا لكن ليس قبل ان يقضى على الارهاب ويجتث من جذوره. ويجب ان يفهم ان الارهاب لا يقتصر على داعش أو النصرة فقط بل على كل من حمل او يريد ان يحمل السلاح ضد الدولة السورية.

نعم ان المصالحات التي جرت بين أبناء الوطن الواحد التي بنيت على أساس تسليم السلاح للدولة وتسوية أوضاع المقاتلين قد نجحت في بعض المناطق، وما زالت الدولة السورية تتبنى هذه السياسة لتجنب مزيد من القتل والدمار للوطن وابناءه، ولكن هنالك من السوريون من يرفض ان يلتحق بهذا المسار المتسامح للدولة. هؤلاء لا يمكن اعتبارهم الا جزءا لا يتجزأ من الارهاب الذي لا بد من القضاء عليه، جنبا الى جنب مع كل مرتزق قدم من بقاع الأرض ليدنس أرض سورية الطاهرة ويعتدي على أهلها الكرام.

في النهاية نود ان نؤكد على ان طريق القضاء على الارهاب لا يحتاج الى كثير من الفذلكات الفكرية وتحاليل الخبراء والمتخصصين واستخدام العبارات الرنانة والفضفاضة او تلك التي لا نفهمها نحن البسطاء. ما يفهمه الانسان العادي وبحس عفوي ان التدخل العسكري المتسارع للمعسكر المعادي في المنطقة والتهرب والجدل في تعريف الارهاب والمجموعات الارهابية من قبل هذا المحور لا ينم البتة على ان تدخله هو لمحاربة الارهاب بل هو محاولة يائسة لإنقاذه من براثن الموت.

 

bahij.sakakini@gmail.com

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

تاريخ النشر

06.12.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

06.12.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org