<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني تركيا اردوغان دولة...ام عصابة مافيا؟؟؟؟

 

 

تركيا اردوغان دولة...ام عصابة مافيا ؟؟؟؟

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

المنظمات الإرهابية عادة ما تلجأ الى عمليات ابتزاز للحصول على ملايين من الدولارات عن طريق احتجاز الرهائن مطالبة بأموال خيالية لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها. ولنا في إطلاق سراح جنود اليونفيل الذين اختطفتهم مجموعات إرهابية من الجولان المحتل عند النقطة الحدودية وقامت قطر بدفع مليون دولار مقابل كل رجل مختطف لإطلاق سراحهم. ومنظمات المافيا تلجأ الى نفس الأسلوب في عمليات الخطف واخذ الرهائن. وشيء آخر عادة ما تلجأ اليه المافيا وهو فرض مبالغ معينة على المحلات التجارية والمطاعم الكبرى واماكن لعب القمار والنوادي الليلية والمواخير.. ..الخ لحمايتهم، والا فان عناصر عصابة المافيا تقوم بحرق المكان او تدميره او تعريضه للخطر بمعنى انهم يتعهدون بحماية المكان من منظمتهم مقابل الاتاوة التي تدفع للمافيا. 

 وهذا ما فعلته تركيا اردوغان حين اغرقت الدول الأوروبية بالمهجرين والمهاجرين. فلوقف تدفق "المهجرين" السوريين وغيرهم من المهاجرين الى أوروبا عبر الأراضي التركية تمت عملية ابتزاز مادية رخيصة حيث تعهدت دول الاتحاد الأوروبي ( يعني المانيا ومن غيرها يستطيع الدفع)  بدفع 3 مليارات يورو وذلك مقابل تعهدات قدمتها تركيا عن طريق رئيس وزراءها داود اوغلو بمنع تدفق السوريين المتواجدين في المخيمات في تركيا، الى جانب مزيد من ضبط الحدود الجنوبية مع الحدود مع اليونان لان تركيا أصبحت نقطة العبور الرئيسية ترانزيت الى الدول الاوروبية .

ونحن لم نستخدم كلمة "المهجرين" السوريين اعتباطا بل نستخدمها للتدليل على ان معظم السوريون الذين قدموا الى اوروبا انما أتوا من المخيمات المتواجدة على الأراضي التركية الذين بدأت حكومة أردوغان باستقدامهم الى تركيا بعد ان جهزت لهم أماكن السكن حتى قبل بدء الازمة السورية. وكان الهدف وما زال استخدام هؤلاء وتوظيفهم في طموحات أردوغان السياسية بإقامة منطقة "إنسانية" "عازلة"، لقضم جزء من الأراضي السورية في الشمال ومنع إقامة كيان كردي مستقل في شمال سوريا خوفا من ان يكون خطوة نحو تكوين دولة كردية، هذا الإضافة الى ان هذه المنطقة "الإنسانية" ستؤدي الى حماية الإرهابيين من الضربات المؤلمة للطائرات الروسية وتقدم الجيش السوري في اتجاه الحدود المشتركة مع تركيا للإطباق على الإرهابيين ومنع تدفقهم الى الداخل السوري. ولا ننسى ان من ضمن الأهداف الاردوغانية محاولة لتقسيم سوريا بدعم المجموعات الارهابية واسقاط النظام السوري وبالتحديد إزاحة الرئيس الدكتور بشار الأسد عن الحكم، وهذا يندرج ضمن منظومة متكاملة تترأسها الولايات المتحدة ويقوم بتنفيذها الأدوات في الإقليم.

أردوغان أراد ان يأخذ أوروبا وأمن دولها وشعوبها رهينة ليمرر عملية ابتزاز لتحقيق اغراضه والذي يبدو انه قد نجح الى حد ما في ذلك وخاصة بعد المجزرة التي حدثت في العاصمة باريس والتي يتحمل اردوغان جانب من المسؤولية المباشرة او الغير مباشرة لحدوثها. وقد استطاع أردوغان ان يحقق مكاسب اقتصادية من وراء تهديد دول الاتحاد الأوروبي بمزيد من اللاجئين الذين يتدفقون اليها من الأراضي التركية. وهذا الامر غير مقتصر على السوريين فقط فقد أصبحت تركيا كما ذكرت سابقا محطة ونقطة عبور للعديد من البشر والجنسيات المختلفة. وهنالك مكاتب خلفية في مدن رئيسية تركية تستطيع ان تصدر هويات لإثبات أنك سوري من سكان مدينة تختارها حتى لو كنت من أي دولة أخرى لتساعدك على العبور الى أوروبا والحصول على اللجوء.

والى جانب المعونة المالية التي قدمت فقد تم الاتفاق على تفعيل الخطوات لانضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي والعمل على تسريع هذه الخطوات. هذا بالإضافة الى المضي قدما في الاجراءات لرفع القيود على الاتراك للتنقل ما بين دول الاتحاد الأوروبي دون الحصول على تأشيرات مسبقة.   

وطبعا هذا ليس بالمكسب السياسي الوحيد الذي تحقق لتركيا.  فالاتفاقية بحد ذاتها هي بمثابة إعطاء صك غفران لحكومة حزب العدالة والتنمية او بالأحرى لاردوغان وعصابته عن علاقتهم الحميمة بالمجموعات الإرهابية من داعش الى القاعدية والتي قدم بها دلائل مادية من مراكز دراسات وأبحاث استراتيجية وأجهزة امنية ومخابراتية لهذ ه الدول.

الاتحاد الأوروبي الذي اتحفنا بالحديث عن الحريات وحقوق الانسان واحترام حقوق "الأقليات"، ها هو يكافىء من يعتقل الصحفيين المناوئين لسياسته ويضعهم في السجون ويعتقل الضباط الاتراك الذين أوقفوا الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر التي كانت متوجهة عبر الحدود التركية الى المجموعات الإرهابية داخل الأراضي السورية، وتوجيه تهمة الخيانة العظمى اليهم، وذنبهم الوحيد انهم كانوا يقومون بالواجب الوطني الملقى على عاتقهم وهو حماية الحدود التركية.

وهؤلاء الذين يتشدقون بالقيم الديمقراطية وبالشفافية يكافئون الذي قام باعتقال المئات من النشطاء المناوئين لحزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات الأخيرة التي جرت في تركيا مما دعا بعض الاعلام الغربي التنويه بعدم نزاهة الانتخابات التي جرت تحت سيف الرعب والخوف.

 والاتحاد الأوروبي يكافىء اللذين أعلنوا الحرب على اكراد تركيا بعد فترة من الهدوء وتراجع اردوغان عن كل الوعود التي قطعها لهم خلال السنوات الماضية وحكومته ماضية للقضاء على آخر كردي من حزب العمال الكردستاني الذي يحظى بتأييد غالبية اكراد تركيا. ونحن هنا لا نتحدث عن "اقلية" كما يحلو للبعض ان يطلق على اكراد تركيا بل انهم مكون أساسي من النسيج الاجتماعي التركي ويشكلون 20% من مجموع السكان في تركيا.

 الاتحاد الأوروبي وضع يده في يد من تطلق عليه بعض الدول الاوروبية ووسائل الاعلام الغربية بالديكتاتور وذلك لسياسة الاقصاء والتهميش التي يتبعها لكل من لا يوافق على رايه ومخططاته، ولأنه صمم على تغير النظام السياسي في تركيا الى نظام رئاسي ذات صلاحيات موسعة تتيح له حكما ديكتاتوريا للبلاد والعباد.

 الاتحاد الأوروبي وضع يده في يد اللذين ينتهكون سيادة الدول المجاورة ان كانت سوريا او العراق. الاتحاد الأوروبي الذي يتغنى باحترام سيادة الدول يغض النظر عن الاعتداءات المتكررة لاختراق الطائرات التركية الأجواء العراقية وكذلك القوات البرية التركية للأراضي العراقية. اما سوريا فحدث ولا حرج. الاتحاد الأوروبي بتقديمه الدعم الاقتصادي والمكاسب السياسية لتركيا اردوغان التي تحققت لتركيا نتيجة الاتفاق الموقع انما يمثل اتاوة تدفع لمجرم حتى يكف شره عن الاتحاد الأوروبي وبالتالي فهو متطابق ومتشابه بالتمام والكمال للمبالغ التي تدفع لمنظمات المافيا كاستحقاقات حماية.

وكما لا تكتفي المافيا عادة بما تحصل عليه في البداية وترفع من استحقاقات حمايتها للضحية، فإننا نتوقع تركيا اردوغان التي أصبحت تتصرف كالمافيا نتيجة الخنوع الأوروبي فان تركيا اردوغان ستطالب قريبا بزيادة "استحقاقات الحماية" التي تقوم بها لدول الاتحاد الأوروبي. والخطر لن يتوقف عند هذا الحد فلا شك ان ما جرى سيفتح شهية مافيات (اذا جاز التعبير) أخرى للدخول على الخط. ونحن نتساءل ماذا سيكون عليه الموقف الأوروبي عندئذ؟

 

bahij.sakakini@gmail.com

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

تاريخ النشر

02.12.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

02.12.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org