<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني ردود الفعل الروسية المتدحرجة على اسقاط السوخوي 24

 

 

 

ردود الفعل الروسية المتدحرجة على اسقاط السوخوي 24

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

ما زالت ردود الفعل الروسية على اسقاط طائرة السوخوي 24 من قبل تركيا هذا الاعتداء والعدوان الغير مبرر على

الاطلاق تحت أي ذريعة او ادعاء لان جميعها ليس فقط غير مقنعة بل لأنها ملفقة بدلالة انه لا يتواجد اية دلائل أو حقائق مادية على المبررات التي قدمت والتي لم تقنع لا العدو ولا الصديق. وتبقى الحقيقة بأن تركيا أقدمت على اسقاط طائرة روسية كانت في مهمة قتالية لمحاربة الارهاب الدولي، وان أي اعتذار من اردوغان او رئيس وزراءه لن يكون مقبولا فليس هذه هي طريقة للتعامل مع دولة كبرى وعظمى بقدر روسيا. ونحن على ثقة ان حتى هذا الاعتذار لن يأتي وخاصة وان كلاهما ما زالا يتبجحا ويطلقا التصريحات النارية دون تحفظ أو الحفاظ أي خط رجعة. ولقد بلغت الوقاحة برئيس الوزراء أوغلو بالاتصال بوزير الخارجية الروسي لافروف الذي الغى زيارته المقررة الى تركيا بعد الحادثة، فقد اتصل به اوغلو وكأن شيئا لم يحدث آملا ان لا يكون للحدث اي تداعيات على علاقة البلدين. أما كيف يكون هذا فالعلم عند الله. وليس هذا فحسب بل يطل علينا السيد اردوغان وهو بكامل قواه العقلية ليصرح بان نظام الأسد وحلفاءه هم الذين يدعمون ويمولون تنظيم داعش. يعني أن السيد اردوغان يكذب كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لكافة الدول الغربية التي تؤكد بعكس ذلك. وعلى ان تركيا ماضية في دعم التركمان الذين يقاتلون الأسد والمعارضة السورية المعتدلة الذي قال عنها الرئيس أوباما انها لا يعدو كونها فانتازيا بناء على تقيم أجهزة مخابراته.

 بالإضافة الى ذلك فان تركيا طلبت مباشرة بعد اسقاط الطائرة اجتماعا استثنائيا لحلف شمال الأطلسي لبحث هذا التصعيد وأردوغان لم ينتظر بالأساس ماذا سيخرج به مثل هكذا اجتماع فقد صرح بان الحلف من واجبه حماية تركيا. الدعوة لاجتماع حلف شمال الأطلسي من قبل تركيا مباشرة بعد اسقاط الطائرة الروسية يدل بشكل واضح على النية التي كانت مبيتة ومبرمجة لافتعال هذا الحادث. بمعنى وببساطة ان تركيا هي المعتدية وليس المعتدى عليها وان الطائرة التي اسقطت هل طائرة روسية وليست طائرة تركية لكي تطلب تركيا حماية الأطلسي لها بتفعيل المادة الرابعة من الحلف التي تنص على حق الدولة المعتدى عليها من دول الحلف 28 طلب المساعدة العسكرية وتدخل الحلف لحماية هذه الدولة.

لا يمكن لأي انسان عاقل ان يعتقد بان دولة من دول حلف الناتو كتركيا يمكنها ان تتصرف هكذا بدون علم مسبق على الأقل ان لم نقل بالتخطيط مع قيادة الحلف ودون علم مسبق بالتحديد مع الولايات المتحدة التي من المفترض انها تقود "التحالف الدولي" لمحاربة الارهاب وتركيا دخلت مؤخرا كعضو في هذا التحالف، هذا بالإضافة الى ان هنالك تنسيق بين القيادة العسكرية الامريكية والروسية فيما يخص الطلعات الجوية لأي منهم فوق الأراضي السورية لمنع اية صدامات في هذه الأجواء وهنالك تفاهمات واتفاقيات وقع عليها كلا الطرفين. وهذا يعني ببساطة ان الولايات المتحدة شاءت ام ابت خططت ام لم تخطط مع انقرة هي شريك في العملية وتتحمل مسؤولية عن ذلك.

لا شك ان القيادة الروسية العسكرية والسياسية تضع نصب اعينها مجموعة من الحقائق والمعطيات قبل الولوج في اتخاذ الخطوات والإجراءات التي تراها مناسبة والتي ستاتي ردا على هكذا عملا عدوانيا بامتياز وغير متوقع وغير مسبوق منذ دخول الجانب الروسي لمؤازرة الجيش السوري في حربه على الارهاب الدولي على الأرض السورية.

ومن الواضح ان المتتبع للسلوك الروسي على مسار الازمة السورية وفي التعاملات الدولية لم تسمح القيادة الروسية لنفسها بالانزلاق الى ردود فعل عاطفية على الاطلاق وربما هذا كان واضحا جدا في التعامل مع الازمة الأوكرانية التي وبالرغم من كل الاستفزازات الامريكية والاعمال الإرهابية التي ارتكبت بحق المدنيين من الأصول الروسية وهم يمثلون اغلبية السكان في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك في شرقي أوكرانيا، لم تتدخل روسيا مباشرة بل سعت وبكل طاقاتها لإيجاد الحلول السياسية للازمة وهو ما توصلت اليه في معاهدة مينسك مع الحكومة الانقلابية الفاشية في كييف وبمشاركة دول الاتحاد الأوروبي. وحتى هذه الاتفاقية نسقتها تدخلات البيت الأبيض، حيث قام البيت الأبيض بتدريب العناصر من المليشيات القاشية والنازية وتزويدهم بالسلاح واثارة المناوشات على الحدود الروسية وجلب قوات الناتو الغير مبرر الى الدول المجاورة بحجة التصدي للسياسة العدوانية الروسية وصد أي هجوم افتراضي للقوات الروسية.

لقد تعاملت القيادة الروسية بحكمة منقطعة النظير مع كل هذه الاستفزازات وكشفت زيف الادعاءات الغربية ووسائل الاعلام الامريكية على وجه التحديد وبينت ان السياسة والمواقف المبدئية الروسية الملتزمة بحل الصراعات ضمن مظلة الأمم المتحدة التي تراعي القانون والأعراف الدولية هي السياسة الصائبة وان سياسة تغيير الأنظمة عن طريق العنف التي تنتهجها الولايات المتحدة هي سياسة خاطئة ولا تؤدي الا الى الكوارث للبلد المعني وتؤثر سلبا على الامن والسلام الدولي. وليبيا والعراق وسوريا واليمن أمثلة ساطعة في هذا المجال.

الرد الروسي كما بدأ يتضح ويتبلور بعد اسقاط الطائرة وان لم يأخذ بعد شكله النهائي للان وذلك لوجود بعض القضايا والتحقيقات ما زالت قيد الدراسة، الرد يتمحور في ثلاثة ركائز اساسية العسكرية والاقتصادية والسياسية.

 أما من الناحية العسكرية فيمكن تلخيص أبرز ما ورد في هذا المجال وما طبق على الأرض مباشرة يتركز في قطع كل أنواع التنسيق العسكري مع الجانب التركي فيما يختص المجال الجوي السوري وطلعات الطائرات الروسية كلية. ادخال مجموعة صواريخ اس-400 الى الميدان السوري بالإضافة الى جلب سفينة أخرى تحمل صواريخ اس 300 المطورة للاستخدام على السفن الحربية والاعلان أيضا عن توظيف مزيد من المقاتلات والطائرات القاذفة. روسيا ومن خلال تصريحات القيادة السياسية والعسكرية لن تسمح بوجود اية ثغرة في المجال الجوي السوري واستخدامه لضرب معاقل الإرهابيين. ان الرد الروسي الاولي في هذا المجال تريد من وراءه القيادة الروسية ارسال رسائل واضحة الى تركيا وحلف الأطلسي في آن واحد انها لا تعتزم التراجع قيد انملة عن مواقفها وأنها ماضية الى النهاية في حربها على الارهاب كل الارهاب عل الأراضي السورية. ولن نستبعد ان تكون هنالك مؤازرة صينية وان كانت من الممكن ظهورها بشكل رمزي.

 الى جانب ذلك التأكيد على ان النشاطات الجوية للطائرات الروسية تشمل جميع المناطق ضمن الحدود السورية وهذا استخدام شرعي وقانوني لأنه جاء بالأساس بطلب من الحكومة الرسمية الشرعية للبلاد. وعلى انها ستقوم بضرب معاقل الإرهابيين أينما كانوا على الأرض السورية دون تمييز. وتأكيدا على هذا الكلام الذي قيل قصفت الطائرات الروسية القاذفة اليوم (26 نوفمبر) شحنات أسلحة وامدادات ذخيرة كانت قادمة من الحدود التركية الى مدينة اعزاز السورية. وقد تم استهداف الشاحنات على بعد حوالي كيلومتر واحد من الحدود مع تركيا. وما زالت بعض المجموعات الإرهابية من جبهة النصرة حركة احرار الشام والجبهة الإسلامية المرتبطة بتركيا وقطر والسعودية تستخدم المعابر الحدودية باب الهوى وباب السلامة للحصول على الامدادات العسكرية. وقد أفادت بعض المصادر على ان قطر قامت بشراء صفقة من الأسلحة مؤخرا من أوكرانيا للقيام بإيصالها الى المجموعات الإرهابية وربما كانت هذه جزء من هذه الشحنة ( فولتير نت 22 نوفمبر 2015 )

ان عملية تثبيت حق ضرب الارهاب على مساحة الأرض السورية وعدم المهادنة أمر مطلوب أكثر من أي وقت مضى، وربما لسببين أساسيين على الأقل.

أولا: عدم السماح بإقامة أي منطقة آمنة للإرهابيين في الشمال السوري تحت اية مسميات "منطقة آمنة" او " منطقة حظر جوي" او "منطقة خالية من داعش" أو "منطقة بدون مخاطر" أو آخر ما حرر من السيد أردوغان "منطقة إنسانية". وجميعها تصب في خانة الحفاظ على المجموعات الإرهابية من الضربات الموجعة للطيران الروسي ومنع او عرقلة تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه على الأرض بالإسناد الجوي للطائرات الروسية. ولكن الابعد من ذلك فان المراد إقامة حكومة سورية مؤقتة يكون مركزها مدينة اعزاز يسيطر عليها قوات تقوم تركي بتدريبهم حاليا خارج إطار المجموعة التي تدربها المخابرات المركزية الامريكية. وقوام هذه المجموعة 1000 مقاتل سيقال انهم من "الجيش الحر" وسيتم تسليم إدارة المنطقة الى حكومة مشكلة من "الائتلاف" السوري المعارض وعلى امل ضم حلب في مرحلة لاحقة (جريدة الشرق الأوسط اللندنية 3 أغسطس & 22 نوفمبر 2015). وأشارت الصحيفة ان الامر قد اتفق عليه مع الأمريكيين وان المنطقة ستكون بطول 98 كيلو مترا وعمق 50 كيلو مترا قابل للتغير بحسب الظروف. وقد تم الاجتماع  مع يو اس ايد ضم ممثلين عن الائتلاف وتركيا والولايات المتحدة الامريكية لتحديد المعونة المادية اللازم تقديمها لهذا الكيان.

ثانيا: منع تقسيم الوطن السوري هذا المخطط الذي ما زال يسعى اليه المحور المعادي للدولة السورية الذي تترأسه الولايات المتحدة التي تريد ان تمرر هذا المخطط عبر ادواتها في المنطقة وعلى راسهم تركيا وقطر والسعودية. ودعوة وزير الخارجية السعودي الجبير بالدعوة الى تمثيل كل الأقليات في سوريا في وفد المعارضة يندرج ضمن هذا الاطار، لانه  يعني تفتيت النسيج الاجتماعي لمكونات الفسيفساء السوري. واطلاق كلمة الأقليات تحمل في ثناياها تقسيم سوريا الى كانتونات على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وهو المخطط الصهيو-امريكي في المنطقة. وللأسف فان هذه المشاريع بدأت تنفذ أو يعد لها من قبل دول عربية لدول عربية أخرى كما يجري الان من وراء الكواليس لتقسيم ليبيا تحت مظلة الفيدرالية او كونفدرالية كما المح الرئيس الجزائري بوتفليقة مؤخرا بكل غير مباشر ( ميدل ايست اون لاين 28 أكتوبر 2015). وضمن هذا المخطط المعد له أرسل 50 "خبيرا" أمريكيا من القوات الخاصة الى عين العرب السورية ذات الأغلبية الكردية وذلك بالتنسيق مع الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ورئيسه صالح مسلم وذلك لتدريب قوات اطلق عليها اسم "سوريا الديمقراطية" وهي تجمع لأكراد وعرب وسريان بحسب ما قيل وذلك لتحرير جرابلس والرقة من ايدي داعش، مع إمكانية زيادة القوات الخاصة الامريكية. فقط هم الساذجون اللذين يصدقون ان رواية "تحرير" مناطق من داعش دون التنسيق مع الجيش العربي السوري القوة الوحيدة مع حلفائه على الأرض الذين يحاربون التنظيم الإرهابي داعش ومن لف لفهم.  ان وراء سيناريو "تحرير" الأرض من الدواعش التي لا تتأتى بالتنسيق مع الدولة السورية والجيش العربي السوري لا يمكن النظر اليها الا على انها خطوة على طريق تقسيم سوريا.

لا يغرنكم البتة الحديث المنمق عن السلام والحل السياسي الذي يتحدث به محور الأعداء فهذا المحور يسعى الى الالتفاف على ما يحقق من انجازات للجيش السوري وحلفائه على الأرض بالمساندة والدعم الجوي للصديق والحليف الروسي، خاصة في الشمال السوري لأنه أفسد المخطط الأسود المعد لسوريا المتمثل بإسقاط النظام وتفتيت الوطن السوري.

الرد الروسي لم يقتصر على الجانب العسكري وان كان هو الأبرز الان نظرا لأهميته ودلالته وما يترتب عليه للحفاظ على وحدة سوريا وقطع الطريق عن طريق مخطط التقسيم والقضاء على الارهاب على الساحة السورية، حيث ان هنالك رد على المستوى الاقتصادي ولكن هذا لن يظهر أثره الا على المدى المتوسط أو الطويل فالعقود الاقتصادية المبرمة بين روسيا وتركيا كغيرها من العقود الاقتصادية بين الدول تبرم على المدى المتوسط على اقل تقدير. ومن هنا فان تأثيرها لن يكون آنيا كما هو الحال على الجانب العسكري.

لعل أبرز ما يطفو على السطح هنا هو ان تركيا تستورد ما يقرب من 60% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا وهذه نسبة عالية جدا وتحصل عليها تركيا بأسعار تفضيلية بمعنى اقل من الأسعار التي تباع في الأسواق الأوروبية. ويكفي ربما ان نشير الى ان تركيا تستهلك يوميا ما يقارب من 230 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا. وهذه كميات لا يمكن تعويضها بهذه السهولة "بكبسة زر" على حسب ما يقول المثل. بالإضافة الى ذلك على ما يبدو ان خط الانابيب تيركش لاين الذي من المفترض ان يبنى من الأراضي الروسية الى الأراضي التركية لإمداد أوروبا بالغاز بدلا من ساوث ستريم الذي عملت الولايات المتحدة جاهدة لتعطيله بالضغط على الدول الأوروبية، لا بد ان القيادة الروسية الان ستعيد النظر في هذا المشروع لكون ان النظام في تركيا لا يمكن الاعتماد عليه كما هو الحال مع أوكرانيا. واغلب الظن ان روسيا ستعتمد على الحليف الإيراني ولن نستغرب ان يكون ضمن الترتيبات والتفاهمات مع إيران خطوط امداد للغاز واتفاقيات لإمداد أوروبا بالغاز الطبيعي الروسي بما يضمن حصص للبلدين دون تنافس بين الحلفاء. بمعنى اننا نرى ان تركيا هي الخاسر الأكبر بعملها العدواني الأحمق هذا سواء باندفاع المتهور الارعن الرئيس اردوغان أو بدفعه لارتكاب هذه الحماقة لكونه أداة من قبل الإدارة الامريكية.

ما يمكن ان يعود بالضرر على تركيا لا يقتصر على الجانب المتعلق بمصادر الطاقة من الغاز الطبيعي بل يتعداه الى الكثير من الاستثمارات الروسية في بعض قطاعات البنية التحتية في تركيا وخاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية التي تحتاج الصناعات التركية الحصول عليها بأسعار اقل مما هي عليه الان. وهنالك عقود مبدئية وقعت بين شركات روسية وتركيا لبناء محطات لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية. كما ان هنالك علاقات في مجالات القطاع الزراعي حيث تستورد روسيا ما يقارب من 20% من احتياجاتها من الخضار والفواكه من تركيا وهذه من الممكن ايقافها بسهولة وخاصة مع وجود البدائل من مصر ودول المغرب العربي وسوريا.

والجانب الاخر الذي قد يتضرر هو القطاع السياحي الذي يدر على تركيا ما يقارب 36 مليار دولار سنويا. ويشكل السياح الروس حوالي 10% من مجموع عدد السياح الذي يبلع عددهم 42 مليون سائح سنويا. وقد أوقفت العديد من شركات السياحة الروسي رحلاتها الى تركيا على أثر الحادثة. وأصدرت الخارجية الروسية بيانا تحث فيه المواطنين الروس بعد التوجه الى تركيا بسبب الأوضاع الأمنية التي لا تقل خطورة عن تلك القائمة في مصر التي أوقفت رسميا كل الرحلات اليها الى اشعار آخر على أثر العمل الإرهابي في تفجير الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ على ايدي تنظيم داعش.

هذه بعض الجوانب الاقتصادية التي قد تعود بالضرر على تركيا ويجب التذكير ان حجم التبادل التجاري الاجمالي بين البلدين قد بلغ ما يقرب من 25 مليار دولار عام 2010 وكانت هنالك إمكانية زيادة هذا الى 100 مليار دولار في المستقبل كما ورد على لسان بعض المحللين بعد الزيارة الأخيرة للرئيس بوتين الى تركيا التي وقعت فيه التفاهمات على إقامة خط أنابيب الغاز تيركش لاين والعديد من الاتفاقيات الاقتصادية التي ستكون الان في مهب الرياح.

اما على الجانب السياسي فان روسيا ممثلة بالرئيس بوتين ووزير خارجيتها لافروف ماضين على دعم الشرعية السورية بالحكومة السورية والقيادة السياسية الممثلة بالرئيس بشار الأسد في كافة المحافل الدولية. وربما الاحداث الأخيرة التي تعرضت اليها روسيا من الحادث الإرهابي للطائرة الروسية في سيناء بالإضافة الى اسقاط طائرة السوخوي 24 في الأراضي السورية من قبل تركيا بدفع أو موافقة او تشجيع أمريكية لن تؤدي الا مزيد من تمسك روسيا بالركائز التي اعتمدتها في سياساتها الخارجية والتي يمكن ايجازها باحترام المواثيق والقوانين الدولية للأمم المتحدة وحق شعوب الدول في تقرير مصيرها دون تدخلات اجنبية الى جانب الوقوف ضد سياسة تغيير الأنظمة باستخدام العنف المتبعة من قبل الولايات المتحدة وحلفاؤها وعدم الاستئثار والهيمنة على الساحة الدولية والعمل على بناء نظام مشاركة دولي لحل النزاعات بما يضمن مصالح الدول مجتمعة لكونه النظام الوحيد الذي يضمن الامن والسلام الدولي.

في النهاية نؤد ان نؤكد على ان الأهداف من وراء اسقاط طائرة السوخوي 24 الروسية على ايدي تركية لم ولن تتحقق وأنها ستفتح بابا لمزيد من التمسك بالثوابت لحل الازمة السورية وهي القضاء على الارهاب كل الارهاب أولا على الساحة السورية قبل البدء في عملية سياسية، وان الشعب السوري وحده هو من يحدد مصيره ضمن نظام سياسي وقيادة سياسية دون تدخل أجنبي. ولا شك ان مواقف حلفاء سوريا الأوفياء ستزداد صلابة وايمانا في دعم الشرعية السورية حكومة وجيشا وقيادة وشعبا.

Bahij.sakakini@gmail.com

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

تاريخ النشر

28.11.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

28.11.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org