<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني قوات خاصة أمريكية لسوريا واجتماع فيينا .....ماذا وراء اللأكمة؟؟؟؟

 

 

قوات خاصة أمريكية لسوريا واجتماع فيينا

 

.....ماذا وراء اللأكمة؟؟؟؟

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

تصعيد عسكري أمريكي في سوريا مخالفا للقوانين والأعراف الدولية التي تقف بالضد من التدخل العسكري المباشر في أراضي دولة ذات سيادة عضوا في الأمم المتحدة التي من واجبها الحفاظ على الامن الدولي ولكن أمينها العام كالعادة فضل صمت القبور خوفا ربما من احالته على المعاش والمجيء بغيره. كما أن ارسال هذه القوة وبغض النظر عن عددها سواء أكان عشرة ام خمسون كما أعلن أو أكثر من ذلك فالإعلان بحد ذاته له دلالة فقد اريد منه ارسال رسالة الى روسيا بان الإدارة الامريكية من الممكن أن تقوم بخطوات من شأنها أن تعرقل تحقيق إنجازات للجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية من أنصار الله والقوات الجوية الروسية. كما انها رسائل طمأنة للحلفاء الإقليميين وخاصة السعودية وتركيا الذين يشكون ليلا ونهارا من التردد التي تبديه إدارة أوباما في عدم التعامل بشكل أكثر عدوانية مع الدولة السورية. والخطوة أيضا تأتي في ظل هجوم شديد تتعرض فيه إدارة أوباما من المحافظين الجدد داخل ادارته وخارجها بعدم القيام بأي عمل لردع الدخول الروسي على الساحة السورية وقد وصل بالبعض أمثال عضو الكونغرس جون ماكين صديق الدواعش أن طالب إدارة أوباما بالصدام العسكري مع روسيا على الأراضي السورية.

لا شك ان الدخول الروسي على الساحة السورية قد أربك المشهد والحسابات لكل الأطراف التي عملت وما زالت على إيذاء الدولة السورية ومحاولة تدميرها كمقدمة لإنهاء دورها المحوري في المنطقة كدولة فاعلة ومؤثرة ومتصدية للإستراتيجية  الأمريكية في المنطقة التي تسعى الى الهيمنة الكاملة على المنطقة ومقدراتها وذلك بتحويلها الى أداة طيعة كغيرها من الدول الكرتونية في المنطقة من خلال عملية تغيير النظام فيها وازاحة رأس هرم القيادة السياسية المتمثل بالرئيس الدكتور بشار الأسد.

ولقد جاء الدخول الروسي ليكشف عورة السياسة الامريكية والكذبة الكبرى التي حاولت الادارة الامريكية ترويجها من انها تحارب تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا من خلال الائتلاف الدولي التي شكلته على عجل تحت مظلتها وقيادتها واستبعدت قوى دولية فاعلة مثل روسيا والصين وإقليمية مثل إيران لغرض في نفس يعقوب كما يقول المثل. لم يقضى على التنظيم الإرهابي ولا حتى تحجيمه حيث تمدد التنظيم الارهابي كالسرطان ليستحوذ على مزيد من الأراضي في كل من العراق وسوريا كما تمكن من الاستيلاء على آبار نفط ومحطات تكرير وقطع أثرية نادرة مما أتاح له تكديس مئات الملايين لشراء مزيد من الأسلحة وتجنيد عدد أكبر من المرتزقة.

ومنذ الأسبوع الأول استطاعت الطائرات الروسية توجيه ضربات مؤلمة للمجموعات الإرهابية وخاصة في المناطق التي كانت تهدد الدولة والجيش السوري، واستطاعت المؤازرة الجوية الروسية تغيير موازين القوى على الأرض لصالح الجيش السوري والمقاومة من حيث انتقالها الى حالة الهجوم المتصاعد والمتنامي على جميع الجبهات بدلا من حالة الهجوم في منطقة والدفاع في الأخرى مما كان يعطل أو يعرقل تحقيق إنجازات سريعة. وبدأت المجموعات الإرهابية تتهاوى وتنهار ويستنجد كل منهم بالأخر ويتهم كل منهم الاخر بالتخاذل والخيانة لتركه موقعه وعدم الدفاع عنه. وأسقط مخطط الهجوم من الحدود الشمالية عبر المنطقة الساحلية، وكان أن سقط مخطط "عاصفة الجنوب" من الحدود الجنوبية بالرغم من كل التحضيرات العسكرية لها والدعم اللوجيستي الكامل من قبل العدو الصهيوني والتسليح والتدريب الذي اشترك فيه الأمريكي والبريطاني والفرنسي والباكستاني ودفع المليارات من قبل آل سعود. لم تسقط العاصمة دمشق الابية وبقية عصية على الغزاة.

ومنذ اللحظات الأولى للدخول الروسي رفضت الولايات المتحدة أي تعاون مع القوات الروسية لمحاربة الإرهاب في سوريا حتى وان اقتصر على داعش واكتفت بعد فترة بالتنسيق الخاص بالاجواء السورية منعا من حدوث اصطدامات بين الطائرات الامريكية والروسية في الفضاء الروسي.  ومنذ اللحظات الأولى جند الاعلام الغربي وخاصة في الولايات المتحدة والابواق الإعلامية الإقليمية للأدوات والاقزام في محاولة لخلق رأي عام عالمي واقليمي معادي للدخول الروسي، وتداعت أيضا الى شيطنة الرئيس بوتين وادانته الى جانب القول بان التدخل الروسي لصالح النظام في سوريا مكتوب له بالفشل. ومن ثم قامت وسائل الاعلام هذه بتوجيه التهم بأن الضربات الجوية الروسية لا توجه الى تنظيم داعش بل الى "المعارضة المعتدلة" الذي سبق وان قال عنها الرئيس أوباما انها لا تعدو عن كونها فانتازيا. ومن ثم وجهت التهم لروسيا بان طائراتها تقصف المدنيين في سوريا وتوالت ارقام الضحايا الوهمية لضربات وهمية في أماكن وهمية. طبعا كل التهم هذه دون تقديم أي دليل مادي على حصولها. ثم جاء التلفيق من ان الصواريخ التي أطلقت من بحر قزوين وقطعت البحار والأجواء الإيرانية والعراقية وضربت مواقع الإرهابيين بدقة متناهية في الداخل السوري، قيل عندها إنها سقطت في إيران بالخطأ ليتبين ان هذا لم يكن الا أوهاما وتمنيات وفبركات إعلامية لاعطاء الانطباع ان الأسلحة الروسية غير متطورة وعديمة الفائدة. وكل هذا يدخل بالطبع ضمن إطار الحط من قدرات الاخر وإدارة حربا نفسية للتقليل من الفعل الروسي على الأرض والتغطية على العجز الأمريكي لعدم قدرته على فعل شيء إزاء الدخول الروسي الذي فاجأ المحور المعادي. وحاولت وسائل الاعلام الغربية كالعادة من دق اسفين بين ايران وروسيا كالقول مثلا بان "التدخل الروسي" جاء على حساب النفوذ الإيراني في سوريا وان هنالك خلافات بين روسيا وايران ..الخ من الكلام السخيف الذي ليس له أساس من الصحة. وقيل ان هنالك صفقة بين روسيا والولايات المتحدة أو ان ما يجري هو بموافقة الولايات المتحدة وكأن روسيا موظف عند إدارة أوباما.

أما الأدوات والاقزام مثل قطر والسعودية فقد هددوا بالتدخل العسكري في سوريا "لحماية المدنيين"، واوعز للمشايخ وأئمة السلاطين وامراء وملوك الخليج وعلى رأسهم مفتي الفتنة القرضاوي بالمناداة "بالجهاد" في سوريا ضد الكفرة. طبعا لم يذكره أحد بان هنالك بلد اسمها فلسطين تستباح ارضها ومقدساتها كل يوم، ربما لان الزهايمر أصبح ينتشر بسرعة فائقة عند هذه الفئة الضالة والمنافقة والمتآمرة على كل ما هو حر وشريف ووطني.

وتداعى السلطان العثماني الجديد وادلى بالمزيد من حقده على الشعب السوري وحاول التطاول على الرئيس بوتين وروسيا وهدد وتوعد بالتراجع عن الاتفاقيات التي وقعها مع روسيا وخاصة بشأن استيراد الغاز وانه سيحصل عليه من مصادر أخرى. وتنطح رئيس وزراءه اوغلو وهدد بضرب الطائرات الروسية إذا ما اخترقت الأجواء التركية وقد فعلت ذلك ولأكثر من مرة فماذا فعلت التهديدات البهلوانية؟ وقام بإغراق دول الاتحاد الأوروبي بالمهجرين السوريين وغيرهم ممن أعطوا شهادات قيد مزورة في تركيا ودفعهم الى الشواطئ الأوروبية بهدف الضغط على الدول للموافقة على إقامة "منطقة آمنة" أو "عازلة" أو "حظر جوي" أو "خالية من داعش" كلها مسميات هدفت لقضم جزء من الأراضي السورية كما حصل عندما قضم لواء الاسكندرون.

ضمن هذه الأجواء والاحداث وعلى خلفيتها جاء اعلان ارسال عدد من القوات الامريكية والخبراء العسكريين لمحاربة داعش على الأراضي السورية. فقط الساذج سياسيا وعسكريا من الممكن ان يعتقد ان ارسال 50 جنديا من القوات الخاصة الامريكية يستطيعوا ان يحاربوا داعش حتى لو أردنا الاعتقاد بان كل واحد منهم "رامبو" الأمريكي الذي يستطيع ان يقضي على عشرات الالاف ويبقى حيا كما تصوره هوليود فالأمريكي هو استثنائي ما شاءالله بكل المقاييس وخاصة في مجال "القوة" و "نشر الديمقراطية" و "مساعدة الشعوب" للتخلص من "الاستبداد" والحكام "الطغاة" و"الديكتاتوريون" ومن يشك في ذلك عليه أن يقرأ تاريخ أمريكا اللاتينية والدول الافريقية والمنطقة العربية ليرى الحنية الامريكية ومحبتها للديمقراطية وحرية الشعوب.

لن يكون من المستغرب ان هذه الدفعة الجديدة من الخبراء والقوات الخاصة ( فهي أول دفعة يعترف رسميا وعلانية بإرسالها ولا شك انه هناك من سبقها) قد يراد لها أن تنتشر على الأرضي السورية وفي المناطق التي تتواجد فيها القوات الإرهابية المرتبطة بالمخابرات المركزية الامريكية لجعل هذه المناطق آمنة من الضربات الجوية الروسية وربما السورية باعتبار انها مناطق تتواجد فيها قوات أمريكية و "معارضة معتدلة". بمعنى ان هذه القوات الامريكية على الأرض السورية ستستخدم "كدروع بشرية" لإنقاذ الإرهابيين والمرتزقة الذين جندوا وتم تسليحهم في محاولة لإسقاط النظام السوري أو على الأقل استخدامهم كورقة في المباحثات والمفاوضات التي ستستكمل في فيينا. فقد صرفت بلايين الدولارات على هذه المجموعات الإرهابية ولا يعقل ان تترك هكذا للمصير المشؤوم والقصف الجوي للطائرات الروسية والتقدم الميداني للجيش السوري وحلفاؤه في المقاومة اللبنانية. ومن هنا فان الغرض الرئيس ليس محاربة داعش بل محاولة انقاذ الإرهابيين في الساحة السورية.

ومن هنا أيضا جاء الترتيبات السريعة لعقد اجتماع فيينا تحت دافع "إيقاف نزيف الدم" في سوريا كما يدعي السيد كيري. ويريدنا نحن البسطاء أن نصدقه وهو الذي لم يوفر أي جهد في الإبقاء على حالة عدم الاستقرار والذبح اليومي للأطفال السوريين والشعب السوري بكافة اطيافه ومكوناته. فهل استفاق السيد كيري وإدارة اوباما بعد خمسة سنوات وهل كان نياما مع أهل الكهف طيلة هذه الفترة؟ أم أن محبة الإنسانية والحنية سكنت داخلهم نتيجة عمل ساحرة ماهرة؟

وكيف يراد تطبيق وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية في الوقت الذي يتم فيه القاء مئات الالاف من الاطنان من الأسلحة باعتراف البنتاغون بذلك "للمعارضة المعتدلة" الى جانب تدريب قوات تركمانية وغيرهم على ايدي خبراء أمريكيين لإدخالهم الى المناطق الساحلية في الشمال السوري القريبة من اللاذقية حيث يتقدم الجيش السوري على هذا المحور والطائرات الروسية تدك معاقل واوكار الارهابيون في تلك المنطقة؟

ان نقل 500 مقاتل من الإرهابيين من القاعدة والدواعش في طائرات تركية واماراتية وسعودية الى اليمن للقتال الى جانب المرتزقة الذين جمعوا بأموال آل سعود لدليل إضافي لارتباط الإدارة الامريكية بهؤلاء الإرهابيين التي تريد الإدارة وادواتها الإقليمية حمايتهم في سوريا. فلا يعقل ان يتم نقل هؤلاء الارهابيون الى اليمن وانزالهم في مطار عدن دون علم الإدارة الامريكية التي تتحكم من خلال غرفة العمليات المشتركة في الرياض مع قوات "التحالف" السعودي بالاجواء اليمنية كلها فلا تطير ذبابة في الأجواء الا بإذنها وبعد التأكد من هويتها.

ان كل من يعتقد ان الولايات المتحدة وحلفاؤها قد يقدمون على تغيير دراماتيكي في مواقفهم مستدلين على ذلك من التصريحات التي تبدي نوع من المرونة في مواقفهم، عليهم أن يدققوا في توجهاتهم وتحليلاتهم. ان ارسال القوات الامريكية وبغض النظر عن اعدادها انما يهدف بالأساس استخدامهم كدروع بشرية لحماية الإرهابيين المرتبطين بالأجندات الامريكية والإقليمية، وان اجتماع فيينا ووقف اطلاق النار على كافة الأراضي السورية ( إذا ما تم بالفعل فانه يثبت العلاقة العضوية بين الإرهابيين والحلف المعادي الذي يدعي محاربته) ما هي محاولات لكسب الوقت وإعطاء فرصة للمجموعات الإرهابية ان تلتقط أنفاسها ويعاد صياغتها وتأطيرها في اشكال جديدة ربما، ويبقى هدف اسقاط الدولة السورية قائما. ولا شك ان روسيا ومحور المقاومة يعون هذا بشكل جيد كما يستدل عليه من مجريات ووقائع في الميدان ولن يسمحوا باي حال من الأحوال أن يحقق المحور المعادي أهدافه مهما كان الثمن وخاصة وان القضية كما يتضح يوما بعد الاخر أنها أكبر من الساحة السورية، وان ما ستؤول اليه الأوضاع في سوريا ستحدد الكثير على المستوى الإقليمي والدولي.

 

 الدكتور بهيج سكاكيني

bahij.sakakini@hotmail.com

 

 

 

 

 

تاريخ النشر

05.11.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

05.11.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org