<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني  هل ينجح آل سعود في شراء مزيد من المرتزقة لحربها على اليمن؟

 

 

 

هل ينجح آل سعود في شراء مزيد من المرتزقة لحربها على اليمن؟

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني 

 

النظام السعودي يواجه تحديات جدية تعود الى الانخفاض الحاد في أسعار البترول العالمية التي شاركت بها العائلة المالكة السعودية على أمل خلق مشاكل وضغوط اقتصادية وسياسية على كل من روسيا وإيران، والى السياسات الخارجية الخاطئة والكارثية في سوريا والعراق واليمن.

ففي اليمن لم تحقق السعودية أي من أهدافها السياسية نتيجة عدوانها العسكري المباشر منذ آذار الماضي واحتلال أجزاء من اليمن تحت ذريعة الشعار الخادع نصرة وعودة الشرعية الممثلة بالرئيس هادي الذي لم يعد في اليمن أي فريق سياسي يريده في قمة الهرم السياسي حتى من اتباعه الذين يتآمرون عليه الان لصالح رئيس وزراءه البحاح. لم يدرك آل سعود ان تدخلهم في اليمن سيفتح عليهم أبواب جهنم وعلى انهم سيغرقون في المستنقع اليمني وان اليمن لن تكون لقمة سائغة كما تصوروا أو صور لهم. لقد أثبت الشعب اليمني مرة أخرى انه عصي على الغزاة بالرغم من الدمار الذي أحدثه العدوان السعودي الصهيو-أمريكي.

 وقد نجح الجيش اليمني واللجان الشعبية في الدخول الى الاراضي السعودية الجنوبية في الأشهر القليلة الماضية وتدمير العديد من المراكز الحدودية للجيش السعودي بالإضافة الى عدد كبير من الدبابات وآليات العسكرية والسيطرة الكاملة على أجزاء داخل الأراضي السعودية وخاصة في مناطق جيزان وعسير ونجران. وهذه جميعها مناطق يمنية أصلا قامت السعودية بضمها اليها في الثلاثينات من القرن الماضي عندما أقام آل سعود بالتحالف مع الحركة الوهابية مملكتهم. ولقد انتهج الجيش اليمني ومقانلي انصار الله من الحوثيين والمقاومة في اللجان الشعبية استراتيجية التقدم شمالا واختراق الأراضي السعودية كرد على العدوان الهمجي المستمر على اليمن منذ شهر آذار الماضي للان، وعدم وجود اية بوادر على توقف هذا العدوان الاجرامي ورفض السعودية لكل المبادرات التي طرحت من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة الحالي السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد كما رفضت محاولات المبعوث الاممي الأسبق السيد جمال بن عمر.

 ومما يدلل على أن السعودية ماضية في عدوانها ومحاولاتها البائسة واليائسة لتركيع الشعب اليمني وإنها لا تسعى الى الحلول السياسية في اليمن هو لجؤها قبل عدة أيام الطلب من الحكومة الموريتانية بإرسال وحدات من الجيش الموريتاني للمشاركة في الحرب على اليمن تحت ذريعة الدفاع عن الأماكن المقدسة الإسلامية في السعودية. وفي مقابل هذا تتعهد السعودية بتقديم استثمارات بمليارات الدولارات في موريتانيا بالإضافة الى شطب الديون الخارجية على موريتانيا وخاصة تلك المستحقة لدولة الكويت. هذا طبعا عدا عن القيام بدفع رواتب سخية للجنود المشاركين في "الجهاد" للدفاع عن آل سعود وولي الامر، والتكفل بكل مستلزمات المعيشة لهم، بنفس الطريقة عندما تم بها استحضار وحدات من الجيش الباكستاني بعد نجاح الثورة الإيرانية عام 1979 حيث بقيت هذه الوحدات مدة ما يقرب من العشرة سنوات في البيت السعودي مدفوعة الاجر. آل سعود درجوا ومنذ تأسيس مملكة القهر على شراء امنهم ورفاهيتهم وعهرهم بالأموال الطائلة التي يحصلون عليها من بيع البترول، ومن خلال اتفاقيات ومعاهدات دولية. ولقد بدأت هذه الاتفاقيات بالميثاق بين الولايات المتحدة ومؤسس مملكة القهر الملك عبد العزيز حيث استند هذا الميثاق الى النفط السعودي مقابل مظلة أمريكية لحماية المملكة من أي عدوان خارجي والحفاظ على امن عائلة آل سعود المالكة على وجه الخصوص.

والمؤشرات الأخرى التي تدلل على الاستمرار في العدوان السعودي والصهيو-امريكي على اليمن هو الصفقة الجديدة الجديدة التي ابرمت مع البنتاغون بشراء مروحيات مقاتلة بمبلغ يقارب نصف مليار دولار، الى جانب شراء شحنة أسلحة جديدة من الكيان الصهيوني كما أشارت مؤخرا صحيفة معاريف الإسرائيلية المقربة من الدوائر السياسية في الكيان الغاصب. ولو ارادت الولايات المتحدة ان توقف العدوان المستمر على الشعب اليمني لمدة سبعة أشهر لغاية الان لتوقفت عن تزويد آل سعود بالأسلحة والذخائر والصواريخ الى جانب الأسلحة المحرمة دوليا. ولكنها مستمرة بكل هذا الى جانب تقديم الدعم اللوجيستي والمشورات العسكرية عن طريق خبراء الموت في غرفة العمليات المشتركة في الرياض، لأنها ترى ان هذه الحرب العدوانية تعمل على مزيد من تدمير الدول الوطنية، ووسيلة للإبقاء على صناعاتها العسكرية عبر صفقات الأسلحة وساحة ميدانية لإجراء التجارب على الأسلحة التي تنتجها مصانع دمار البشر والحجر.

 

آل سعود يجابهون الان ازمة حقيقية على الساحة اليمنية وهي أزمة متعددة الابعاد اقتصادية وعسكرية وسياسية انعكست على الداخل السعودي وعلى الصراعات داخل عائلة آل سعود الحاكمة، حيث يتهم بعض الامراء الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع بالتسرع في التدخل العسكري في اليمن دون الاخذ بعين الاعتبار بوضع استراتيجية للخروج. ومن الواضح ان العديد من الدول الخليجية أبدت عدم استعدادها منذ البداية للانخراط في المستنقع اليمني بإرسال وحدات من جيوشها للقتال بالنيابة عن آل سعود. وحتى الامارات التي أرسلت وحدات من قواتها الى اليمن فقد ارسلتهم لأجندة خاصة بها وليس دعما او حبا في آل سعود ولا يبدو أن الامارات لديها الرغبة في التقدم شمالا باتجاه صنعاء وزج جنودها في معارك برية شمال اليمن، خوفا من الخسائر التي يمكن ان تتكبدها وهي التي قد فقدت العديد من جنودها مما اثار احتجاجات داخل الامارات. والقوات الإماراتية تشكل القوة البرية الرئيسية لقوات العدوان على اليمن.

ومن هنا كان توجه آل سعود الى موريتانيا بعد ان فشلت المجهودات التي بذلتها مع بعض الدول العربية وخاصة مصر لزيادة دعمهم العسكري في الحرب على اليمن. وكانت ان فشلت السعودية سابقا من جلب قوات عسكرية باكستانية على الرغم من إبداء استعدادها لدفع ما يقرب من 10 مليارات دولار للحكومة الباكستانية.

قد ينجح آل سعود في استحضار مرتزقة من قوات موريتانية للقتال بالنيابة عنهم في اليمن. ولا شك ان هنالك أطراف موريتانية تتطلع الى ما يمكن ان تجنيه من أرباح مادية نتيجة ارسال هذه القوات، وخاصة في ظل أوضاع اقتصادية متردية وظروف معيشية صعبة وانتشار البطالة في أوساط الشباب ووجود مديونية خارجية عالية لا تقوى الدولة على سدادها، مما يفاقم ازماتها الداخلية، وهو ما يعول عليه آل سعود لدفع الحكومة للقبول بالعرض السعودي المغري.

ولكن ما نريد ان نؤكد عليه في النهاية الى ان المرتزق يبقى مرتزقا لا يعول عليه عندما تشتد المعارك، فهو يحارب من اجل حفنة من الدولارات وسينهزم في اول لحظة يشعر ان حياته أصبحت على كف عفريت بحسب ما نقول بالعامية.

bahij.sakakini@gmail.com  

 

 

تاريخ النشر

16.10.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

16.10.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org