<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني تهويد المسجد الأقصى المبارك والخطوط الحمر "للسلطة" الفلسطينية

 

 

 

تهويد المسجد الأقصى المبارك والخطوط الحمر "للسلطة" الفلسطينية

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

  

الاقتحامات المتكررة لباحات المسجد للأقصى المبارك والاعتداءات على المرابطين والمصلين ووضع القيود على اعداد المصلين وفئاتهم العمرية ليس بالشيء الجديد، بل هذ سياسة درجت عليها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بهدف تطبيق التقسيم الزمني والمكاني لهذ الصرح الإسلامي الديني المبارك والمميز. ومن هنا فان دولة المستوطنين القدامى والجدد تريد ان تطبق وتفرض ما فرضته سابقا في الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل.

ولا شك ان وتيرة الاعتداءات وطبيعتها ومدى العنف الذي أصبح يمارس من قبل الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود والجيش الاحتلال في تزايد مستمر ومتصاعد. وربما هذا ما يميز هذه الاعتداءات عن سابقاتها، وهذا ما يؤكد ان هذه الدولة المارقة العنصرية تؤكد مرة تلو الأخرى احتقارها لكل القوانين والأعراف الدولية واتفاقيات جنيف بما يخص الأراضي المحتلة والضرب بعرض الحائط "المجتمع الدولي" الذي ما زلنا نزحف على بطوننا استجداء وتوسلا له لان يتدخل لحماية المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية وتوفير الحماية لشعبنا الفلسطيني.

نعم تستطيع السلطة ان تدين الاعتداءات وتستنكرها وتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كما تدين وتستنكر مدغشقر (مع احترامنا لمدغشقر) وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية، ولكن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته وأماكن تواجده لا يريد من السلطة ان تكون كمدغشقر. كما أن الكلمات عن الخطوط الحمر وتجاوزها أصبحت كلاشيهات مكررة مقيتة خالية من المعنى والمضمون وفارغة وجوفاء لا تقنع حتى الطفل الفلسطيني.

نحن لا نريد بيانات وتهديدات وكلمات نارية سرعان ما تخبو كما خبتت في مناسبات عديدة قبل ذلك عندما احرق حيا الطفل محمد أبو خضير أو القتل المتعمد للمناضل الشهيد أبو العينين بدم بارد أو عندما أحرقت عائلة الدوابشة وهم نيام في بيتهم مما أدى الى استشهاد الطفل الرضيع ومن ثم والدته التي لم يجد رجال "الامن" الفلسطيني حرجا في حمل نعشها في القرية، "فالأمن الفلسطيني" مسؤولا عن دفن الشهداء بدلا من حماية القرى الفلسطينية من اعتداءات قطعان دولة المستوطنين. هذه الاحداث نسوقها كأمثلة وليس للحصر، لأنها ما زالت حية محفورة في الاذهان لقربها الزمني على الأقل.

الاستشراس والتوحش لدولة المستوطنين والاعتداءات المتكررة والمستمرة على الأرض الفلسطينية وما عليها ومحاولة تهويد الأقصى المبارك، ما هي بمجملها الا النتيجة الطبيعية للنهج الاستسلامي والانهزامي، نهج أوسلو بكل ابعاده وتداعياته الذي ما زالت السلطة الفلسطينية وليدة هذا النهج تتمسك به كما تتمسك بالمفاوضات العبثية التي أوصلتنا الى ما نحن عليه الان من حالة تشرذم وانقسامات ومزيد من الاستئثار والهيمنة والتفرد بالسلطة واحتكار القرار الفلسطيني من قبل حفنة وطبقة سياسية أصبحت منتفعة من وجود الاحتلال ومتأقلمة بالتعايش معه وفي ظله.

 فالتنسيق الأمني مع الاحتلال واجهزته الأمنية والعسكرية يجري على قدم وساق ولم ينقطع ليوم واحد، بالرغم من كل الممارسات الوحشية للاحتلال بحق شعبنا وارضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية. ولا تجد السلطة الفلسطينية أو رأس هرمها حرجا في الخروج عن قرارات الاجماع الوطني الفلسطيني التي نادت بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وعدم تطبيق هذه القرارات. هذا بالإضافة الى التصريح جهارة بأنها ستقف ضد أي انتفاضة شعبية في أراضي الضفة الغربية. هذا عدا عن العمل الدؤوب الأمني لرجال "الامن الفلسطيني" لمنع أي مقاومة مسلحة في الضفة الغربية على غرار ما هو الحال في غزة. الى جانب حملات الاعتقالات لكوادر الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية التي طالت في بعض الأحيان السجناء الذين أطلقت دولة المستوطنين سراحهم.

 ما يريده شعبنا الفلسطيني هو كنس نهج أوسلو ووقف التنسيق الأمني كلية مع الاحتلال وإذا أدى ذلك الى انهيار السلطة فليكن ذلك فمن الاجدر ان يعلم العالم باسره والسلطة الفلسطينية اننا شعب محتل وأن كل مظاهر "الدولة" التي يحاول البعض اظهارها للعالم ما هي الا مظاهر كاذبة وخادعة. ولتتحمل إسرائيل الكيان المحتل المسؤولية الكاملة عن المناطق المحتلة عام 1967 أمام العالم بأجمعه كما كان الحال قبل قدوم السلطة حتى لا يكون الاحتلال أقل كلفة من أي احتلال عرفته البشرية كما أشرنا في مقال سابق.

ما يريده شعبنا هو إعادة احياء منظمة التحرير الفلسطينية بعد عملية اقصاءها لسنوات طويلة من قبل الطرف المتنفذ والمهيمن عليها واستئثاره بالسلطة واحتكار ومصادرة القرار الفلسطيني، والعمل على ان تكون المظلة التي تجمع كافة الأطراف والفصائل الفلسطينية دون استثناء، والتوافق على برنامج وطني شامل ورسم استراتيجية موحدة للفترة المقبلة وخاصة ضمن المتغيرات المرتقبة في المنطقة ووجود توجهات لدول عربية لتصفية القضية الفلسطينية والقفز على حق العودة. ان تفعيل الإطار القيادي الموحد الذي اتفقت عليه كافة الفصائل في القاهرة أصبح ضرورة أساسية وملحة في هذه الفترة فكفى التهرب والتملص من هنا وهناك من استحقاقات كان لا بد من تنفيذها منذ زمن.

ما يريده شعبنا هو مجابهة الداء وليس افرازاته وبالتقسيط والتجزئة. الداء هو الاحتلال وكل ما نراه من أحداث واعتداءات ما هي الا افرازات هذا الاحتلال البغيض. فلتتوحد الجهود للقضاء على الاحتلال رأس الافعى وليس أطرافها.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

تاريخ النشر

16.09.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

16.09.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org