<%@ Language=JavaScript %>  الدكتور بهيج سكاكيني خاطرة لخبر جانبي ...."مكيروت" الإسرائيلية تقطع المياه عن معظم مناطق شمال الضفة الغربية!

 

 

 

خاطرة لخبر جانبي ....

 

"مكيروت" الإسرائيلية تقطع المياه عن معظم مناطق شمال الضفة الغربية!

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

"مكيروت" الإسرائيلية تقطع المياه عن معظم مناطق شمال الضفة الغربية. هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة المنار المقدسية (12 08 2015) للخبر. وقد جاء هذين السطرين بعد العنوان " قالت سلطة المياه، إن شركة ميكروت الإسرائيلية، قطعت المياه عن معظم الوصلات الخاصة المزودة للتجمعات الفلسطينية في مناطق شمال الضفة الغربية، بدءا من شمال نابلس وحتى قلقيلية، دون سابق انذار".

خبر يقرأه ربما الكثيرون ويمرون عليه مر الكرام دون ان يدركوا مدى خطورته ومغزاه، ربما لأنه أورد بسطرين أو لان البعض يريد منا أن نتأقلم ونتعايش مع الاحتلال وان نحارب افرازاته واحدة هنا وواحدة هناك بالمجزأ "والمفرق" على حسب الكلمة البلدية وعدم محاربته بكليته.

وهذا الحدث طبعا ليس حدثا منفردا عن الممارسات الإسرائيلية اليومية التي تريد بها سلطات الاحتلال ان تبين وبشكل جلي لكل من تراوده نفسه من الفلسطينيين من هو المتحكم والمسيطر هنا، وان "السلطة الفلسطينية" ما هي الا جسم هلامي لا يملك اية سلطة على الأرض وان كان لدينا "الوزارات" و"الوزراء" وأعضاء "السلك الدبلوماسي" والمناصب وكل المظاهر الوهمية للدولة. فكل هذه المظاهر في نهاية الامر لا تعني شيئا على الاطلاق. فموكب "لرئيس الوزراء" الفلسطيني على سبيل المثال  يستطيع أي جندي إسرائيلي أن يوقفه إذا لم يعجبه لون احدى السيارات في هذا الموكب، ويحتجزه لبضع ساعات لحين ان تجرى الاتصالات المحلية وربما الدولية ببرلين او باريس أو واشنطن قبل السماح للموكب باستكمال مسيرته الى المدينة المقصودة.

وطبعا الامر لا يرتبط فقط بالضفة الغربية، فقطاع غزة ليس بأفضل حال. وبالإضافة فان قطع الامدادات من الطرف الإسرائيلي لا يقتصر على المياه بل يتعداه الى الكهرباء والبترول والغاز والبضائع المستوردة من خارج البلاد سواء من السوق الإسرائيلية أو العالمية. كلنا شاهدنا المأساة التي عايشها أهلنا في القطاع (وما يزالون) عندما أوقف العمل في محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة لعدم توفر الوقود لتشغيلها عندما رفضت إسرائيل امدادها بالوقود اللازم، والكوارث البيئة والصحية التي تسببها هذا الانقطاع في الكهرباء، هذا عدا عن عدم توفر الماء الصالحة للشرب وغيرها من المصاعب والمصائب اليومية التي لا تعد ولا تحصى لسكان القطاع.

زد على ذلك التحكم الاسرائيلي في نقاط العبور للخروج والدخول من والى الأراضي المحتلة عام 1967 للبضائع والأشخاص لتكتمل صورة الهيمنة والسيطرة المباشرة والغير مباشرة للاحتلال على جميع مناحي الحياة الفلسطينية ومقوماتها الاساسية. نقول هذا لان البعض قد تناسى هذا الواقع أو انه يريد ان يتناساه لأنه منشغل ومنغمس كثيرا بالصراع على السلطة والمناصب والمكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي سيجنيها من هذا المركز او ذاك. والان هنالك نشاط محموم للبعض الذين يعقدون الاجتماعات في داخل الوطن المحتل وخارجه. ويبعث بالعيون لمراقبة من زار بيت فلان أو علان ولكم ساعة بالليل والنهار ومن قابل من وأين. كل هذا ليس طبعا لرسم استراتيجية لمقاومة الاستيطان السرطاني أو لمقاومة تهويد الأقصى التي تجري على قدم وساق، أو لوضع برنامج لمجابهة تفريغ مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والتوطين.....الخ. فهذه كلها موضوعة على الرف لان هذا الحراك المحموم منصب على من سيخلف الرئيس أبو مازن ومن سيكون بالطاقم الجديد القديم الى جانب تصفية الحسابات الجديدة والقديمة.

ولنا الحق أن نتساءل ويتساءل معنا الكثيرون أين أصبح الوطن والدفاع عن الأرض من هذه المعادلة؟

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

تاريخ النشر

22.08.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

22.08.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org