<%@ Language=JavaScript %> د. أعلية علاني الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته عربيا ودوليا

 

 

الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته عربيا ودوليا

 

 

د. أعلية علاني

 

المغرب (صحيفة يومية تونسية مستقلة) التفاصيل

السبت 25 جويلية / يوليو  2015

http://www.lemaghreb.tn/images/articles/2015/j-juillet/2015-07-25/max/23201.jpg

نشر المقال كذلك في صحيفة "المغرب" الورقية في نفس اليوم صفحة 1 و5

رابط المقال

http://www.lemaghreb.tn/سياسة/23201-الاتفاق-النووي-الإيراني-وتداعياته-عربيا-ودوليا

 

د. أعلية علاني - جامعة منوبة- تونس(أكاديمي وباحث في التيارات الدينية المتشددة)

 لن ينسى الإيرانيون تاريخ 14 يوليو 2015 الذي له دلالاته إيرانيا وأمريكيا وشرق أوسطيا وذلك بعد إمضاء الدول الست الكبرى للاتفاق النووي مع إيران. اتفاق جاء بعد 22 شهرا من التفاوض حول برنامج إيران النووي انتهى بحلول وسطى تخدم كل الأطراف. وقد أكد أوباما وممثلة الاتحاد الأوروبي أن تغييرا هاما وعميقا سيحدث في العلاقات الدولية إثر هذا الاتفاق. فما هي أبرز ملامح هذا التغيير إقليميا وعربيا ودوليا؟ وهل هناك إمكانية لإقامة علاقات متوازنة مستقبلا بين إيران والدول العربية؟

ملامح العلاقات الدولية إقليميا وعربيا ودوليا بعد الاتفاق الإيراني
على المستوى الإقليمي لا شك أن إمضاء إيران للاتفاق النووي سيسمح لها ضمنيا بممارسة دور ما في القضايا الإقليمية أي أنها ستصبح لاعبا إقليميا بمباركة أوروبية أمريكية آسيوية، وهو دور ليس بالضرورة عسكريا، فالحروب الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عززت إلى حد ما دور إيران كداعم لبعض الأطراف لكنها خلقت لها في نفس الوقت عداء مع أطراف أخرى. وبالتالي يصبح من الضروري تجاوز هذه المرحلة من طرف الجميع وأن تكون هناك أدوار مستقبلية إيرانيا وعربيا للحد من هذه التوترات.
وأعتقد أن إمضاء الاتفاق النووي الإيراني فرصة ملائمة لإعادة ترتيب الأوراق والأولويات شرق أوسطيا وعربيا، لأن إيران أكدت للعالم من خلال هذا الاتفاق أنها لا تهرول في اتجاه امتلاك سلاح نووي لن يحل بالتأكيد مشاكلها الاقتصادية الداخلية. وتعرف إيران جيدا أن كوريا الشمالية لم تجن شيئا كبيرا، على الصعيد الاقتصادي والاستراتيجي من امتلاكها لقدرات نووية. وبالتالي فإن الاتفاق النووي الإيراني يرسل رسالة إيجابية لجيرانها والعالم العربي بأن أهداف إيران وأولوياتها في عهد حكم الرئيس روحاني أصبح يغلب عليها الطابع الاقتصادي وأن هناك تغييرات ستحدث تدريجيا بالتأكيد داخل إيران اقتصاديا وسياسيا وحتى ثقافيا، حيث أن عودة أكثر من 150 مليار دولار المجمدة للخزينة الإيرانية واستئناف تصدير النفط بوتيرة أقوى ستنعش الاقتصاد وربما تزيد في شعبية التيار الليبرالي داخل إيران، وستدفع التيار المحافظ إلى مزيد من العقلانية والواقعية، وهو ما سيسمح لإيران أن تصبح قوة اقتصادية إقليمية كبرى. وهنا يكون من الأفضل للدول الخليجية والعربية تغيير استراتيجياتها تجاه إيران في اتجاه تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية لمحاربة خطر الإرهاب أولا، ولحل النزاعات الإقليمية سلميا ثانيا.

وأعتقد أنه آن الأوان لكي تبادر المملكة العربية السعودية وحلفاؤها، وكذلك إيران وحلفاؤها بالجلوس إلى مائدة التفاوض لإيجاد الحلول لكل الخلافات فليس هناك حل مستعص إذا ما كانت الإرادة السياسية متوفرة، وإذا ما كانت الرغبة في التجاوز قائمة، تجاوز كل المشاكل العرقية والطائفية والمذهبية لصالح علاقات أكثر ودية ونفعية في نفس الوقت.

أما على المستوى الدولي فإن التسابق المحموم للشركات الغربية نحو إيران يؤكد أن هذا البلد يمتلك مخزونا هاما من الثروات ويدا عاملة مختصة وتقنيات جديدة اكتسبتها إيران زمن الحصار. وبما أن الشركات الغربية تستعد لإقامة شراكات اقتصادية هامة فلماذا لا يستفيد الطرف العربي شرقا وغربا من هذه الشراكات وبذلك يربح الجميع. ويكون لذلك تأثير إيجابي في خفض التوتر عربيا وإقليميا.

مستقبل العلاقات العربية الإيرانية بعد الاتفاق النووي
أعتقد أن أمام العرب وإيران فرصة تاريخية لإقامة علاقات أكثر توازنا. وأقترح على إيران والدول العربية بذل قصارى جهدهم لتكريس سياسة الوفاق والبحث عن تنمية المشتركات وتطويرها، والتباحث في الاختلافات بروح إيجابية يتم فيها تقديم تنازلات متبادلة بين العرب وإيران. وأعتقد أن الاختلافات المذهبية والطائفية يمكن تحويلها إلى عامل إثراء ثقافي وحضاري ومعرفي لا عامل صراع وعداء. ويتوقف هذا الأمر على توفر الإرادة والعزيمة السياسية.

إن عالما عربيا وإسلاميا ناجحا هو عالم يستفيد من كل مكوناته العرقية والطائفية مثلما تفعل الدول المتقدمة، ولذلك لا بد من تجاوز عقدة السنة مقابل الشيعة، والعرب مقابل الأكراد والبربر. فالتناقضات التي تحدث بين هذه المكونات يمكن حلها بتوفير التنمية الشاملة والمستدامة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتربويا، وحينها لن تجد داعش والنصرة وأنصار الشريعة والقاعدة مكانا لها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

وأعتقد أن تركيا بدأت تخطط أيضا لتفاهمات جديدة مع إيران، ويكون من الأولى أن لا ينفرد الغرب بإيران بل لا بد من خلق قطب جديد إيراني عربي يكون اقتصاديا في البداية ويتطور مستقبلا نحو تفاهمات سياسية واستراتيجية إذا اقتضى الأمر. وتكون لهذا القطب كلمته وتأثيره فيما يحصل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويصبح هذا القطب كذلك مخاطبا كفئا مع الدول الكبرى شرقا وغربا ومتعاونا معها وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وروسيا والصين واليابان والهند إلخ وذلك من أجل ازدهار الشرق الأوسط وإفريقيا اقتصاديا وأمنيا.

د. أعلية علاني – جامعة منوبة- تونس – أكاديمي وباحث في التيارات المتشددة

 

 

تاريخ النشر

26.07.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

26.07.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org