%@ Language=JavaScript %>
تظاهرة "حضارية " في ساحة التحرير
عبد الجبار نوري
الدستور العراقي لسنة 2005 من الدساتير المدنية الديمقراطية المثالية الشاملة عندها أعلنت اللجنة المستقلة للأنتخابات في العراق أن نحو 78 %من الناخبين العراقيين صوتوا ب " نعم " لهذا الدستور بجوٍ ديمقراطيٍ مفتوح ، جاء في المادة 38 وفقراته 1 ، 2 ، 3 فيما تخص الحريات والحقوق أكدت حرية التعبير عن الرأي ، وحرية الصحافة ، وحرية الأجتماع والتظاهر السلمي ، وتُنظمْ هذه الفقرات بقانون ، فالشرارة الأولى للتظاهرة أنطلقت من البصرة في الأول من تموز المنصرم وجوبهت بالرصاص لهدف تفريقها وقد كتبتُ عنها مقالاً موسوماً " البصرة / والديمقراطية العرجاء " ، ومن البصرة الفيحاء أنطلقت ايضاً الشرارة الأولى للأنتفاضة الشعبانية المباركة في 1991 بيد أنها سُحقتْ بعنفٍ مُفرطْ من قبل النظام الصدامي .
ما حصل في جمعة 31-7-2015 في ساحة التحرير العاصمة بغداد هو ترجمة لمفهوم الديمقراطية المؤدية حتماً إلى التغيير الأيجابي وخارطة طريق لحل الأشكالات السياسية والمجتمعية ، وهي بالتأكيد كما قال فيها رئيس الوزراء أنها جرس أنذار لتنبيه الحكومة عن مواقع الخلل في البرنامج الحكومي ومعرفة مطاليب الشعب الآنية والأستراتيجية ، فهبتْ الجماهير العراقية وبأسلوبٍ حضاري وسلمي خالي من أي عُنف ، سادين الطريق أمام المندسين من الخونة وعملاء الأجندة الخارجية مثيري الفتن لأضعاف الجيش العراقي في حربه المقدسة ضد داعش الأرهابي ، ولم يحصل أي خرق بل العكس حرص الشباب المنتفضين على نظافة الساحة والشارع وجمع النفايات بعد أنتهاء التظاهرة وتسليم المطاليب الشعبية التي خرجو من أجلها إلى ممثل الحكومة ، وبالمقابل والحق يقال صحيح نزول قوة عسكرية من مكافحة الشغب واقفين على بعد من التظاهرة ،وهو شيءٌ عادي في الدول الديمقراطية وهي واقفة عن بعد لحماية المتظاهرين من أي أختراق بل قامت بتوزيع قناني الماء على المتظاهرين ، والمطاليب ليست تعجيزية بقدر ما هي تتعلق بحاجات المواطن الأساسية واليومية من نقصٍ في تجهيز الكهرباء ، ومياه الشرب ، وكشف السراق والمفسدين ومحاسبتهم ، وبتوفير الصلاحيات لمجالس المحافظات ، وتوفير فرص عمل للتخفيف عن البطالة المستشرية في البلاد ، وأنّ المتظاهرين لم يخرجوا فقط لطلب الكهرباء والماء وأنما ترجموا أحاسيسهم ومشاعرهم الوطنية مما يعاني البلاد والعباد من فاقة وحرمان ، في وطن ممزق يطحنهُ الشحن الطائفي ، وتربة مدنسة بالأحتلال الداعشي ، ونساء عراقيات معروضات للبيع في أسواق الخلافة الداعشية للنخاسة ، وخزينة خاوية كانت تمُدْ العراق ب116 مليار دولار أمريكي بسبب فرهود لصوص المال العام ، وذيّلوا هذهِ المطالب العادلة الحقّة والمشروعة بهذه العبارة { لقد بعتُمْ العراق في مزاد العهر السياسي } --- توقيع / الشعب العراقي المبتلى والمظلوم .
أنطباعاتي عن التظاهرة
**مشاركة كثيفة وهائلة بجموعٍ غفيرةٍ غير معهودة . ** غلب الطابع المدني المتحضر عليها ، لم نجد أعتداء على المال العام ودوائر الدولة وممتلكاتها . ** تضاهرات سلمية خالية من العنف . ** تنوع المشاركين بين يساري وليبرالي وعلماني مستقل وأسلاموي غير متحزب . ** الشعار الرئيسي هو " العراق " والهدف الأساسي هو فشل الدولة في تقديم الخدمات وضد الفساد بكل أشكاله .** ظهر فيها علم وراية واحدة هو العلم العراقي فقط . ** قوى الأمن منضبطة تستحق التقدير . ** حضور المرأة العراقية المناضلة دوماً كان قليلاً . ** التضاهرة لم تكن مجيّرة لطرفٍ معيّن . ** بالرغم من مشاركة قيادات من الحزب الشيوعي العراقي ، ولكنّهم لم يظهروا شعاراتهم لكونهم آثروا على أن تغلب على التظاهرة الطابع الوطني . ** تظاهرة عفوية . ** تظاهرة تميزت بحضور كبير و كثيف للشباب ، وبشعارات مدنية واعية . ** وتتمدد وتنتشر وتتوسع يوماً بعد يوم من ساحة التحرير مركز بغداد إلى البصرة ثغر العراق . ** الشارع العراقي يتناغم مع أرتفاع درجات الحرارة والغليان الشعبي يتصاعد . ** رئيس مجلس النواب العراقي السيد الجبوري يعلن تضامنه للتضاهرة . ** فتظاهرات بغداد صورة مشرقة للديمقراطية وحرية التعبير والثبات بأصرار على تغيير خارطة الطريق المعوّجة ، وأستمرارها وأنتشارها في باقي المحافظات لهو دليل وعي وتحسس شعبي بالعوز والفاقة والظلم فهي بشارة أمل بالتغيير طبقاً لنبوءة العم "ماركس" ( ليس المهم الجوع والفقر بل توفر الوعي والتحسس بالظلم والجور هو الذي يأتي بالتغيير ) والذي يزيدنا أملاً وتفاءلاً هو أنتشارها في باقي المحافظات بشكلٍ سريع ففي اليوم 3 آب الناصرية خرجت بشعار " يتعلق بمصير وطن وتغيير المشهد السياسي ، والسماوه تطالب بألغاء مجالس المحافظات وتحسين الخدمات ، وبابل : الفساد الأداري والمالي وتردي الخدمات ، والنجف : تدق أبواب المرجعية لأصدار فتوى تحريم سرقة المال العام -----
ونصيحتي الوطنية العراقية الصميمة لحكومتنا أقول : { أنصتوا للشارع وحذاري من نفاذ صبر الحليم لأنّ لهُ حدود } --- وأسمعوه وهو يردد قول الشاعر عريان السيد خلف " --- والله جا ملْ أو جزعْ لو قصتي أعلى أيوب تسدي " !!!
في 3 / آب / 2015
تاريخ النشر
05.08.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
05.08.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |