<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان  الجهل سلاح الامبريالية النافذ

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الجهل سلاح الامبريالية النافذ

 

 

 

المحامي يوسف علي خان 

 

قد تصل الانانية وهي أعلى درجات النرجسية عند الانسان فيندفع ببرقع الدين لقتل اخيه المسلم باتهامه بخصال قد لاتكون فيه... وحتى لو كانت فيه فهو غير مخول لمعاقبته عليها كا لكفر والالحاد   اشباعا لنرجسيته والحصول على مرضاة الله كما يتصور وابتغاءا لدخول الجنة... وليس  دفاعا عن الاسلام وحماية للدين والشواهد على ذلك كثيرة بما شاهدناه ولا زلنا نشاهده بام اعيننا  ما يفعله بعض رجال الدين والغلاة من المسلمين في العديد من الدول الاسلامية وهي تمارس هذه الافعال الشنيعة وعلى مراى ومسمع من العالم وامام الكاميرات وفي الساحات العامة وبدون وجه حق.... فحساب البشر عند الله وحده لا شريك له في تنفيذ العقاب على العصاة لفروضه.... فهو الذي يقدر الافعال بمقاديرها ويفرض العقاب على مستحقيها ...حتى لو كانوا كفارا  او ملحدين غير ان الانانية الذاتية والمصلحة الشخصية تدفع بعض الجهلة والنفعيين بأسم الدين او الوطنيو او المباديء السياسية أو العرقية  لارتكاب الكبائر بالعدوان على الاخرين... كما انهم مستعدون لفعل أفضع الجرائم من اجل الدخول الى الجنة... وليس من اجل مرضاة الله المجردة كما يدعون... بل بعتقدون لجهالتهم بانها الطريق الاكيد للوصول اليها...وفاتهم بانهم بافعالهم هذه سوف تغلق امامهم كل ابوابها وتفتح بدلها لهم ابواب الجحيم يصلون فيها على ما تقترفه ايديهم وتدفعهم اليها عقولهم المريضة المتخلفة  ..... فالجنة لا يدخلها القتلة والمجرمون...فهم ليسوا مسلمين لانهم يفعلون خلاف ارادة الله حيث قال (( من قتل نفسا بدون وجه حق فكانما قتل الناس جميعا...(((( والحق)))) يقدره الله ويقتص من الكافر والملحد.... فالله ليس بحاجة لمساعدين من بني البشر كي  يصنفوا الحق والباطل وفق امزجتهم وهواهم...وسبب كل ما يرتكبه هؤلاء المجرمون المنفذون هو الجهل ولا شيء غير الجهل.... فانالذين يرتكبون مثل هذه الكبائر  هم الجهلة والمتخلفين... فمن الصعب ان تجد مثقف يرتكب امثال هذه الجرائم إلا ما ندر.... فالمثقف ينصرف من خلال وعيه وادراكه الى الاعمال الخيرة وما يفيد نفسه وبلده ولا يضر بمصلحة الاخرين .... اما الجاهل فليس له عقل ولا ادراك فتدفعه غرائزه وانانيته الذاتية للقيام بتلك الافعال الشنيعة دون الاحساس بفضاعة ما يفعل ...وان افعاله هذه سوف تبعده عن طريق الجنة ولا تقربه منها كما يتصور ويعتقد خطأ..... أو انه يندفع الى الجريمة بتحربض من بعض المثقفين ذوي الطباع الاجرامية  والاطماع الذاتية من الذين ينصبون انفسهم على الجهلة والمتخلفين قادة وزعماء ... فلو لاحظنا وامعنا النظر مليا لاكتشفنا بان اكثر من 90% من الجرائم المختلفة يرتكبها سكان الريف في مصر والدول العربية الاخرى  من القرويين الاميين ولكن ليس بمبادرة مباشرة منهم بل بقيادة وتوجيه من بعض سكان المدن الاشرار من المثقفين من اصحاب المصالح  الواعين والمدركين لما يفعلون.... فالمُحرض يعرف ما يريد وماذا يهدف والقروي مثل البهيمة ينفذ وينقاد ويُدفع دفعا لتنفيذ الجرائم مقابل اغراءات تافهة قليلة من المال أو انطلاقا من النزعات الدينية المترسخة في نفوسه التي يثيروها فيه هؤلاء القادة  فيرتكب الجرائم  لانه جاهل ..غير انه ليس كل ابناء المدينة من المثقفين هم مجرمين بالطبع...... كما ان الثقافة وحدها لا تكفي لخلق انسان متنور وسوي فهناك عوامل بايولوجية موروثة تدخل في تكوين الانسان كما ادعى عالم الاجتماع لامبروزو وهناك عوامل مؤثرة خارجية ومكتسبة تدفع المرء الى الجريمة ولا تستطيع الثقافة مهما علت درجتها أن تمحي وتقضي على هذه النزعة الاجرامية في داخل الانسان ....فقد يولد المرء وفي جيناته دوافع احرامية تتضخم وتكبر مع نشاته وتدرجه العمري ويزيد الامر سوءا وبما تؤكده الوقائع عندما يترعرع هذا المولود داخل عائلة مجرمة وفي اجواء اجرامية فسوف تكون تلك عوامل اضافية لايغاله في عالم الجريمة وهو ما لاحظناه في بعض العوائل التي اشتهرت في اوربا وامريكا مثل عائلة ال كابوني فالجد كان مجرما خطيرا فامتدت روح الجريمة الى الابناء ثم الاحفاد فشارك الجميع في ارتكاب افضع الجرائم التي هزت مدينة شيكاغو ونيويورك في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي وانتشر صيتهم في اصقاع العالم جميعا..... غير أن الجريمة فن وعلم مع انها متوجهة في طريق الشر لكنها بحاجة الى ثقافة ومعرفة وممارسة وخبرة متراكمة في اساليبها كي يتمكن المجرم من الاستمرار وإلا سقط في اول خطواته في ايدي السلطات وانتهى امره الى السجن او الى حبل المشنقة ... غير ان المجرم المثقف وهو القائد المحترف في جميع الحالات بثقافته الاجرامية وخبرته الواسعة تمكنه في معظم الحالات من التنصل من المسؤولية فيقع فيها الجهلة المتخلفون من ابناء الريف الاجراء وهو ما نشاهده بالتاكيد على ارض الواقع في العديد من البلدان المتخلفة في العالم الثالث فتزخر السجون والمعتقلات بابناء الريف من الفقراء والمعدمين الذين يكونون ادوات مسخرة لجهلهم  بايدي اولائك الجلاوزة فيقعون لوحدهم بالمصيدة   ولا نجد في داخلها من الكبار المثقفين المحترفين فهم الناجون الابرياء  دائما ....ولذلك فالامبريالية تحاول جاهدة  أن تحجب الثقافة عن ابناء الريف وتتخذ عملائها من سكان المدن المثقفين وهم القادة الموجهون والمجرمون الحقيقيون الذين تختارهم من الفئات الانتهازية الذين يمكن شراء ذممهم بسهولة ويسر... فيعمد هؤلاء بتحريض ابناء الريف الجهلة في الوقت الذي يقومون هم بالتخفي وراء احجبة وبراقع يعرفون بثقافتهم وخبراتهم كيف يختارونها ليتنصلوا من المسؤولية وينفون صلتهم بما يرتكبونه الجهلة من جرائم ويتحمل جريرتها ابناء الريف وحدهم فقط..... إذ يكونوا هم في الصورة دائما والمجرمون الحقيقيون في مامن ويدعون البراءة .. فالجهل هو سبب كل هذه الجرائم الجماعية التي نشاهدها ونتعايش معها فلو امتنع الجهلة ورفضوا الاغراءات البخسة وادركوا خطأ ما يرتكبوه لما وجد المخططون والمحرضون من اصحاب المصالح من ذوي النزعة الاجرامية من الطبقة المثقفة من سكان المدن وهم قلة من تنفيذ جرائمهم .. فالمجرم بحاجة الى اذرع ينفذ جرائمه بها وهم هؤلاء السذج من الفقراء والمعدمين الجهلة الذين يدفعهم الايمان الصادق بدينهم وعقيدتهم الراسخة او بوطنيتهم وقوميتهم وغيرها من المشاعر النفسية الداخلية  التي يستغلها المشعوذون واصحاب المصالح الشخصية واعداء البلاد لاستثارتهم من خلالها.....والاصطفاف الديني لاينحصر في فئة معينة او طائفة واحدة بل هو يشمل جميع الكتل والطوائف والعقائد.... فليس هو حكر على جهة معينة  دون اخرى كما يحاول البعض تصوير ذلك... فالجميع يمارس هذا المكر وهذا الاحتيال  وهو على اية حال لا يحدث بالمجان بل من دون شك بمقابل ... فالتظاهر والاعتصام  او العكس  الدعم والتأييد كله بثمن فلا يمكن ان يساهم المرء باي حشد ويترك عمله ومورد رزقه إلا إذا قدم له ما يفوق اجره اليومي إن كان عاملا او ما يمنح من مال يعينه على اعالة عائلته إن كان عاطلا عن العمل.... فليس هناك من هو مستعد بالتضحية بمورد رزقه وخروجه للتظاهر او الاعتصام لعدة ايام او لربما قد يطول الامر لعدة اشهر  من اجل وطنه او دفاعا عن شعبه  أو مرضاة لوجه الله  فهذه مجرد شعارات لا وجود لها على ارض الواقع ...فلا بد أن يكون هناك من يعوض هؤلاء الافراد المحتشدين عن خسارتهم الواقعية والمحتملة طيلة اشتراكهم في تلك التظاهرات والاعتصامات فقد تكون الجهة حكومية للداعمين لها أو جهة اجنبية لها مصالحها في ادامة هذه التظاهرات والاعتصامات وكما يحث في مصر أو في سوريا وغيرها ...  اضافة الى قبول ما تقدمه لهم تلك الجهات من ادواة قتل وتدميرمقابل اجر مغري وهم لا يدركون خطورة ما يفعلون وما يسببونه لانفسهم من اضرار فادحة  في حقيقة الامر  أي كانت الجهة الممولة..... فلولا الدعم المالي لما اقدم فرد واحد بالخروج والتظاهر إن كان  الدعم في حالة المعارضة أو في حالة التأييد... ولبقي الجميع في بيوتهم ساكتين خاضعين قانعين لا يحركهم سوى بريق الدولار .. بينما المثقف الوطني إن وجد وهو عملة نادرة في هذا الزمان .... فمن الصعب ان ينصاع او يخدع فهو قادر على اكتشاف النوايا الخبيثة بسهولة ويسر ولن تنطلي عليه احابيل العملاء أو اصحاب المصالح   مهما تجلببوا ووضعوا من اقنعة وبراقع ...فالثقافة هي الحصن الامين والدرع الواقي المتين لكل الهجمات  العدوانية التي يحاول الاعداء ان يوجهونها الى الشعوب فقد انتهى عهد الاسلحة التقليدية والحروب المباشرة وبدا عهد جديد وجيل اخر من الحروب وهي الحروب السا يكولوجية التي تعتمد على اثارة المشاعر والنعرات بين شرائح الشعب الواحد والتطعيم والتمويل والاغراء  فهي الاسلحة الفعالة في سحق الشعوب وطحن انفسها بانفسها  ونخرها من الداخل والقضاء على جميع مرتكزاتها فيسهل احتلالها دون جيوش  او عتاد...!!!  

 

المحامي يوسف علي خان 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا