<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان صراع الحكم الاخواني والمعارضة في مصــــر

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

صراع الحكم الاخواني والمعارضة في مصــــر

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

 

كلنا يعلم اليوم بان الاسلاميين هم الذين يحكمون مصر وهذه الفرق الا سلامية قد جزأت نفسها الى قسمين رئيسيين فصيل اطلق على نفسه  بالسلفيين والقسم الاخر احتفظ باسمه السابق الذي نشا منذ سنة 1928وهم جماعة الاخوان المسلمين التي اسسها حسن الساعاتي الملقب بحسن البنا .. فالمنبع واحد حيث استقى الجميع هذه الافكار والتوجه الاسلامي المتشدد من الوهابية التي نشات في السعودية خلال القرن الثامن عشر واستنبط منها حسن البنا بعض توجهاتها واضاف عليها وعدل البعض منها وصاغها على شكل مباديء نسبها لنفسه واسس جماعته على ما وضعه من مباديء لا زال يسير عليها الاخوان المسلمون.... ولكن كل هذه المباديء تسير على المذهب السني كما هو الحال بالنسبة عند السلفيين الذين يتبعون نفس المذهب ولكن بقيادات مختلفة وباسلوب دعوي مختلف ايضا    .. والفرق الاسلامية بشقيها السلفي والاخواني يسيطرون على الادارة المدنية بجانبها التنفيذي متمثلة برئاسة الجمهورية  ومجلس الوزراء   والتشريعي متمثل بمجلس الشورى الذي يقوم مقام مجلس الشعب الذي اصدرت المحكمة الدستورية قراراها بعدم شرعيته وتم الغائه  باستثناء القوات المسلحة المتمثلة بالجيش المصري الذي يقف على الحياد حتى الوقت الحاضر والى جانبه المخابرات المصرية وهذان المرفقان الحيويان في الدولة لا زال الاخوان عاجزون عن السيطرة عليهما رغم كون الدستور المصري قد اعتبر رئيس الجمهورية هو القائد العام للقوات المسلحة غير ان الرئيس الاخواني لم يستطع ان يحكم قبضته رغم رئاسته الشكلية له فبقي وزير الدفاع والقيادات العسكرية هي المسيطر الفعلي في دائرة مغلقة كما بقيت المخابرات خارجة نطاق الهيمنة الاخوانية رغم كل المحاولات لاختراقها لكنها بقيت صامدة محافظة على سريتها بعيدة عن السيطرة كذلك محتفظة بكيانها المستقل... اضافة للسلطة القضائية التي اعلنت التيارات لاسلامية الحرب عليها وخاصمتها منذ اللحظة الاولى التي سيطرت على الحكم في مصر فهي خارج نطاق الهيمنة الاخوانية مع محاولاتها المستميتة في ضربها والقضاء عليها بعد أن عجزت عن اخضاعها لارادتها  .... كما ان هذه التيارات الدينية قد شكلت  في الوقت الحاضر جبهة موحدة ضد التيارات اللبرالية والعلمانية الاشتراكية منها والقومية مع ما يدعيه الفريقين الاخواني والسلفي من اختلاف  ...وهم في صراع دائم مع الفصائل اللبرالية والعلمانية  التي يتهمونها في سريرتهم بالكفر او الالحاد  ..خاصة بعد ثورة 25 يناير حيث اوقد نارها اللبراليون واقتطف ثمارها الاسلامييون وهم يتبنون اسلوبا في الادارة والحكم مبني على مبدأ يعارض اهم ركن في الاسلام وهو الصدق.مع أن اهم خصال الرسول الكريم وصاحب الدعوة الاسلامية هي الصدق لذلك فقد اطلق عليه بالصادق الامين... وهم يخالفون اهم شريعة في الاسلام وهي الصدق .. اضافة لمخالفتهم الكثير من المباديء الدينية الاخرى التي يدعو اليها الدين الاسلامي للتمسك بها  ومع ذلك فهم الوحيدون الذين يرفعون شعار تطبيق الشريعة الاسلامية كحكم وعبادة  ويتمظهرون بمظهر التدين ويرتدون جلبابه باطالة اللحا ولبس العمائم وكأنه هذا هو الدين فقط في المظهر دون الجوهر ... وما يهمنا في مقالنا هذا هو احد ادعاءاتهم التي يرفعون شعارها ويدعون التمسك بها في مواجهة خصومهم من المعارضة وهي المرونة والمناقشة والتحاور  ولكنهم في الخفاء وفي السر يتخذون موقفا صارما وحازما ومضادا لجميع طروحاتهم  ...كما انهم يتبنون اسلوبا مراوغا وخطيرا اتجاه هذه  الفصائل المعارضة لهم كي يسكتونهم ويفشلون مواقفهم ويعرقلون نشاطاتهم ... وهو اسلوب التاييد التام ظاهريا  غير انهم يعملون خلافه على ارض  الواقع .. ففي جميع المؤتمرات والندوات التي تعقد مع خصومهم ومعارضيهم نجدهم يؤيدون جميع توجهاتهم بشكل مطلق ويوافقون عليها ويدعون بانهم ليس لديهم اي اعتراض عليها وانهم اصحاب حق فيها   كي يظهروا امام الراي العام بانهم موافقون ومتفقون مع الجميع ولا خلاف بينهم وبين غيرهم من التيارات السياسية الاخرى ولكنهم لا ينفذون أي مطلب من المطاليب التي وافقوا عليها في العلن ويعملون ضدها.... لا لكونها تختلف اختلافا جوهريا مع ايديولوجياتهم وتعاليم مكتب الارشاد الذي ينصاعون له ويتلقون الاوامر منه من منطلق مبدا السمع والطاعة الذي يؤمنون به ... بل لانهم  ضد المشاركة الحقيقية  بشكل تام ولا يعترفون بوجود تنظيم غير تنظيمهم. فإما معهم أو ضدهم (((وهو مبدأ بوش المعروف))) .. فلهم زعامتهم الاممية وما يطلقون عليها بالخلافة الاسلامية  المنبثقة من مرجعيتهم وهي  مكتب الارشاد  ويقفون في الضد وبموقف عدائي صارخ مما لايتضوي تحت هذه المظلة الاخوانية  ويتصرفون معهم بافضع اساليب البطش الوحشية.باعتبارهم من الكفار فالاسلام حكر عليهم فقط فمن ليس اخواني فهو كافر ... ويتبعون للقضاء على المعارضة عدة طرق ولكن بشكل خفي وبتكتم شديد ...فانهم يعلنون الانفتاح بشكل مطلق على الاخرين معلنين اطلاق الحريات بكل اشكالها كي يعبر الناس عن ارائهم المخالفة لهم خاصة حرية التعبير التي تكفلها القوانين الدولية بمختلف صورها كا لكتابة والكلام والتظاهر مدعين تمسكهم بروح التسامح وقبول الرأي والرأي الاخر ويدعون بصورة مستمرة الى التحاور  فهو الاسلوب السفسطائي الذي يعتبرونه ركيزة طريقتهم في التعامل مع الخصوم كي يكسبوا الوقت لاطول مدة ممكنة دون أن ينفذوا شيئا مما يتوصلون الاتفاق عليه .... فيتخلصون من المجابهة الحدية الحاسمة ويعتقدون بان الوقت كفيل بتغيير الامور لصالحهم وتمييع القضايا واذابتها ...غير انهم يتخذون في الخفاء خلال تلك الفترة  اجراءات صارمة تقضي على وجود أي مظهر من مظاهر التعبير .. فإن وجدوا كاتبا يكتب نقدا أو كشفا لسلبية يراها تمارس من قبل الاجهزة الادارية التي يديرونها اتخذوا عدة اجراءات ضد ذلك الكاتب او المتحدث فقد يلفقوا له التهم ويقيمون عليه الدعاوي لدى المحاكم التي يسيطرون عليها إذ انهم قد قاموا منذ تسلطهم على الحكم بتعيين قضاة موالين لهم يحكمون بما يرتأؤنه هم وليس بما  يقتضيه الحق والعدل ...فيضطرون الكاتب او المتحدث الى السكوت والتوقف عن الكتابة وكشف السلبيات ... كما انهم ينشأون العديد من القنوات الفضائية للدعاية لهم في الوقت الذي امروا فيه محاكمهم باصدار القرارات بغلق القنوات الفضائية المعارضة لهم.. كما فعلوا مع قناة الفراعين التي ظلت مغلقة لاكثر من سبعة اشهر حتى تم اعادة فتحها في الاونة الاخيرة مع استمرار ملاحقة صاحبها قضائيا الدكتور توفيق عكاشة وهو ما فعلوه مع قناة دريم ايضا  وغيرها من القنوات الخاصة الغير خاضعة لهم وبنفس الوقت هم يدعون بان القضاء مستقل وهو الذي اصدر هذه القرارات الجائرة ضدهم وهي اجراءات تعسفية استبدادية لا يقرها الشرع ولا الحريات العامة التي كفلتها القوانين الدولية ومباديء حقوق الانسان الصادرة عن الامم المتحدة ...فإن وجدوا بان الكاتب او صاحب القناة الفضائية لم يتوقف رغم كل الاجراءات التي تتخذ ضده حركوا عليه مليشياتهم واعوانهم لاغتياله كي يتخلصوا منه نهائيا كما حدث لابن بلعيد في تونس ... كما نجدهم في جميع ندواتهم التلفزيونية وفي المساجد والمنابر  يعلنون عن تمسكهم بالمباديء والقيم الاخلاقية الانسانية التي تحرم العدوان والجريمة والغش والكذب وتدعو للعدل والسلام وهي القيم التي  نادى بها الاسلام ....ولكنهم في السر يفعلون العكس تماما فتجدهم يرتكبون افضع الجرائم بحق معارضيهم فيقتلون ويعذبون وينتهكون الاعراض ويكذبون ومع ذلك فهم متمسكون بجلابيب الدين والدين منهم براء ...محاولين بهذه السياسة المخادعة التمويه لحجب الحقيقة عن السواد الاعظم من ابناء الشعب السذج وخداعهم ... ومن اجل القضاء على المعارضة.... ومستعدين ان يمدوا ايديهم الى اية جهة اجنبية تساعدهم على بسط سلطتهم وبقاء نفوذهم وفرض ارادتهم وباي مقابل دون قيد او شرط يفرضه عليهم الاجنبي... وهم مستعدون ان يفرطوا بحقوق شعوبهم و بموارد بلادهم ويهبونها لمن يقف معهم كي يستمروا في حكم مصر والانطلاق منها بعد ذلك الى بقية الاقطارلااعلان الخلافة الاسلامية مجددا بعد ان الغيت سنة 1924  فهم لا يعترفون بوجود الوطن ولا بالدول العربية القائمة في الوقت الحاضر بل يعتبرونها بلاد واحدة هي  بلاد المسلمين ولا يحق لغيرهم ان يقيم فيها ..... وغيرها من البلدان  فهي بلاد الكفار .... غير انهم يجابهون اليوم بقوى مضادة جامحة  وبمقاومة شديدة شاملة من قبل جميع قطاعات الشعب من اللبراليين وغيرهم حتى من المتدينين الذين لا ينتمون الى الاخوان او الخارجين عليهم ... بعد ان تكشفت نواياهم امام الشرائح العظمى من ابناء الشعب المصري الذين لم يقدموا لهم شيء مما وعدوهم به بل على العكس فقد ساءت احوالهم وتدهورت  الى الحضيض فاسكات فرد او عشرة او عشرين او قتلهم سوف لن يوقف هذا الزحف الجارف لملايين المواطنين الذين اشمازوا ونفروا وتضجروا  من حكمهم الذي لم يجلب لهم سوى الفقر ولم يحقق لهم ابسط ما وعدوا الشعب به من مشروع النهضة الذي طرحوه في معمعة الانتخابات .. واخذت المقاومة الداخلية تشتد يوما بعد يوم لا زاحتهم عن حكم مصر مهما استنجدوا بالدول الاخرى وقدموا لها من تنازلات مثل قطر وامريكا فهي لن تقوى على المقاومة الداخلية المعتمدة على الكمائن والحضائن الشعبية والتأييد العام الذي ادى في 25 يناير الى اسقاط حكم مبارك وهو ما سوف يحصل للاخوان بسبب خيبة الامل بعجزهم عن تقديم ابسط الخدمات لابناء الشعب مثل حل ازمة الوقود وانعدام فرص العمل وانعدام الامن ونشر الرفاه المعيشي وتحسين احوال الفقراء الذين انتخبوهم  وانتشار الجريمة وغيرها من المتطلبات الشعبية التي فشل في تحقيقها الاخوان المسلمون ...!!!  ا

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا