<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان وهكذا فازت برواز

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

وهكذا فازت برواز

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

كان لفوز الفتاة الكردية برواز في مسابقة (عرب ايدل)  دليل قوي ومغزى عظيم كان على العرب جميعا من المحيط الى الخليج ان يتنبهوا له وينظروا الى الحدث الذي قد يبدو حدثا تافها وبسيطا يتعلق بشريحة من المجتمع وهو الوسط الفني الطربي إذ قدمت فيه فتاة هاوية اغنيتها خلال اختبار اللجنة المشكلة لهذا الغرض من اجل تقييم الاصوات وابراز المواهب والقدرات الغنائية ومنحهم الفرص للانتشار والظهور كمطربين ومطربات داخل العالم العربي او غيره من انحاء العالم .. كما انه في حقيقته برنامج تجاري يعده اشخاص او شركات متخصصة في عالم الاعلام او من اجل الكسب المادي الصرف... ولكنه بنفس الوقت يتيح الفرص لاصحاب المواهب والاصوات الجميلة ان تثبت وجودها وجدارتها امام الجماهير لنيل رضاها والتعرف عليها والاستمتاع بغناها وهو الطريق الذي سلكه معظم المطربين والمطربات اللذين برزوا واشتهروا في عالمنا العربي بل وقسم منهم استطاع ان ينطلق بصوته ويحي الحفلات في مختلف دول العالم ويستمعوا اليه بشغف ويشيدوا بصوته وينال رضاهم... حتى مما لم يفهم اللغة العربية كما تمكن العديد منهم ان يغني ويطرب حتى باللغات الاجنبية المختلفة لقدراته الخارقة على التكيف والاستيعاب  ..

وبذلك فان هذا البرنامج وغيره من البرامج مثل برنامج ix facter وفويس قد قدموا خدمات جليلة لاصحاب المواهب وعرفونا باصوات رائعة مثل صوت امال ماهر ويسرى محنوش وغيرهم من المطربين والمطربات  الذين اثبتوا جدارة في الغناء منقطعة النظير .. استطاعوا ان يخففوا الكثير من الضغوط النفسية عن الملايين من الشعوب العربية التي انهكتها المشاكل وارهقتها الحروب ... وعليه فان ما قامت به هذه المؤسسات الطربية امر مستحب وجيد بغض النظر عن الاهداف الخفية التي قد تنشدها من وراء هذا العمل الفني البحت ...إن الذي لفت نظري عندما تقدمت احدى الفتيات الكرديات المدعوة (برواز) التي لا تجيد اللغة العربية كما ادعى المترجم لها الذي رافقها وغنت اغنية عربية فشلت بتأديتها بشكل يرضي اللجنة مما دفع المطرب راغب علامة الطلب منها بتقديم اغنية كردية نالت رضاهم كما زعموا ولربما كان ذلك مجاملة او لاسباب ادارية اخرى.. إذ انها لم تكن موفقة حتى في غنائها الكردي لكثرة النشازات التي تخللتها اغنيتها وعدم كفاءة صوتها من تادية الاغاني فهي ومن خلال خبرتي الموسيقية التي تعلمتها خلال دراستي في معهد الفنون الجميلة فان صوتها لم يكن يصلح للغناء اطلاقا ومع ذلك فقد نقلتها اللجنة الى المرحلة التالية التي تعتمد في التصويت على المستمعين وقد جلست  واستمعت لها وكان برفقتي عدد من الاشخاص قرروا جميعهم عدم صلاحيتها للغناء وبانها سوف لن تحوز على درجة الفوز .. غير اني عارضتهم بذلك وقلت لهم بانها سوف تفوز فوزا ساحقا ولربما ستحضى على اكثرية الاصوات التي سيحضى عليها غيرها من المتسابقين وقد تحققت نبوئتي لا لجودة صوتها فصوتها لا يصلح للغناء ولكن لتوحد الاكراد واتفاقهم الضمني او لربما بتوجيهات من القيادات الكردية بوجوب التصويت لها. او ان هناك توجيه من قبل المعدين للبرامج بوجوب فوزها وان اعلانهم بحصولها على اغلبية المصوتين قد لا يكون حقيقيا فليس هناك ما يؤكد عدد الاصوات المؤكدة التي حازت عليها .. فانا في الوقت الذي اطرح رايي بعدم صلاحية صوت برواز للغناء فاني اقدم لها عظيم تقديري  على شجاعتها بالتقدم للاختبار فإن فشلت او لم يكن لها القدرة على الغناء فهو ليس نهاية الطريق ... فقد يكون لها مواهب اخرى في مجالات متعددة مثل الرسم او النحت او التمثيل او الرياضة او الاعلام يمكن ان تجد فيها طريقها الى النجاح... فمجالات الحياة كثيرة ومتشعبة  لابد ان يكون للانسان في احداها موهبة يمكنه ان يبرز من خلالها فانا لا اقصد الانتقاص من شخصها وانما اعطي رايا في صوتها وقابليتها على الغناء فقط..... وهي على اية حال مجرد وجهة نظركما ان هذا لا يعني بان بفية الاصوات التي تقدمت للاختبار كانت جيدة فقد كان هناك العشرات منهم من لم يكن يستحق الفوز والانتقال الى المرحلة الاخرى ولكن على ما يبدو فان معدي البرامج لا يريدون ان تختار اللجنة في مرحلة واحدة الجيد منهم وانما قصدت اطالة الحلقات من اجل المنافع المالية او لغير ذلك من المقاصد ....والشيء الغريب في الامر أن لدى الاكراد اصوات رائعة كان بامكانهم تقديمها للاختبار كما ظهر من المطربين والمطربات العديد من الاكراد في الماضي امثال (حيدر كجل)  الذي كان احد اعز اصدقائي فقد كان اشهر من نار على علم في اربيل فقد كان احد وجهاء المدينة ومن كبار تجارها و الذي كان يمتلك صوتا اوبراليا رائعا يفوق ما كان يملكه مغني اوبرا المشهور كاروزو ...وقويا لم يكن بحاجة الى مكبرات للصوت....

كما سمعت سيدة كردية قبل اربعين عام وهي تغني في جلسة خاصة فلا زال صوتها الشجي يرن في اذني فقد كانت ذات صوت رخيم لاتملكه اجمل الاصوات العربية غير انها كانت سيدة محافظة لم تستطع ان تغني في المناسبات والحفلات...

كما انه وبالتأكيد فيوجد في الوقت الحاضر العديدات مما تمتلك الاصوات الجميلة من الشريحة الكردية  كان بالامكان تقديمهن للاختبار ولنجحنا بمقدرة وكفاءة عالية بدلا من برواز التي منحت لها الفرصة دون وجه حق ولربما لدوافع دعائية دفعت الالاف من الاكراد للتصويت لها إن كان ذلك قد حدث فعلا ....  وهكذا فقد انتقلت الى المرحلة الاخيرة إذ حضيت باغلبية الاصوات من خلال الجماهير الكردية التي صوتت لها كما  اعلن عن طريق الرسائل الاكترونية وهو ما اتفق عليه الاكراد ان يعملوا به دائما كفريق واحد موحدين داخل المحيط  العربي في كل الميادين السياسية والاجتماعية والفنية...  ولربما سوف تفوز حتى في المرحلة النهائية رغم كل النشازات التي تعثرت بها اثناء الغناء وعدم قدرتها على اخراج الاصوات الموسيقية وفقا للسلالم الموسيقية والطبقات الصوتية  قياسا لبقية الاصوات الجيدة التي تفوقت عليها واقعيا  خلال تأديتهم الغناء على مسرح المؤسسة المعد لهذا البرنامج....  غير ان الاكراد تكاتفوا كعادتهم  على ان يدفعوا ممثلتهم في هذا المجال الى درجة الفوز المؤزر  وهو ما حصل وما كان....

وذلك بفضل التماسك الشديد بين الفئات الكردية والتعصب \المطلق لقوميتهم واعتزازهم بها وهو امر جيد جدا يحسدون عليه ... مع ما قد يحصل فيما بينهم بين اونة واخرى  من خلافات ونزاعات وخصومات قد تؤدي في بعض الاحيان الى الاحتراب غير انك تجدهم يقفون وقفة رجل واحد تجاه القوميات الاخرى.... 

على عكس العرب الذين ( اتفقوا على أن لا يتفقوا )  فعرفوا بتناحرهم وتقاتلهم بشكل مستمر لم يستطيعوا ان يتفقوا فيه موحدين حتى في القضايا القومية التي تمسهم جميعا التي تستوجب توحدهم وتكاتفهم تجاه الهجمات الضارية التي تعرضوا اليها فخسروا جميع معاركهم بسبب تفرقتهم وسوف يستمرون في هذه الخسارة ما بقي العرب على قيد الحياة .. فان فازت برواز على العرب في الغناء فهو فوز للاكراد جميعا .... وسوف يكون الفوز محتما للاكراد في نضالهم فيما يبتغون تحقيقه من مارب او اهداف ان كا ن في فدرالياتهم التي ينشدون تحقيقها في بقية الاقطار التي يتواجدون فيها او في غيرها من الاهداف والغايات لتحقيق المكاسب والمنافع وسيبقى العرب هم الخاسرون بشكل دائم طالما لايستطيعون ان يتوحدوا ولو على ادنى المستويات من التوحد ....!!!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا