<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان شرعنة الجنس وإجازته

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

شرعنة الجنس وإجازته

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

لقد لا حظت من متابعتي لاحدى الندوات التلفزيونية حول التحرش الجنسي والظواهر والممارسات الجنسية بمختلف صورها  الذي تناولت جانب منه في مقال سابق فقد وجدت من المفيد والضروري ان اتوسع في حقيقة اعماقه وجذور دوافعه لما اجده من اهتمام متزايد من قبل العديد من القنوات الفضائية وتناول هذه الامور بشكل دائم... وتفشي كبير للممارسا ت الجنسية المنحرفة  في الوقت الحاضر... خاصة في مصر وبعض البلدان التي تحكمها التيارات الاسلامية وردود  الافعال لها من قبل بعض الاوساط الشعبية السلبية والايجابية منها باعتبارها ظاهرة اخلاقية مثيرة للجدل مستفحلة ومشينة سببت الكثير من المشاكل والمضايقات لدى العوائل  المتشددة والمتحررة ومواقفها المتناقضة منها وبما قد تتعرض بناتهم ونسائهم من حرج... فاخذ البحث يدور في الندوات التلفزيونية بشكل متكرر وغدت مشكلة قائمة بذاتها تتطلب الحل السريع ما دفعت القنوات الفضائية لااستضافة الخبراء وعلماء الاجتماع  للمناقشة والحوار  فيها وايجاد الحلول لها باعتبارها ظاهرة مستجدة في مثل هذه المجتمعات فقد تابعت الندوة التي استضافت سبعة من علماء الاجتماع واساتذة الجامعات واثنان من قادة التيارات الاسلامية وبدات المناقشات بين شد وجذب واخذوا يتحدثون عن هذه الظاهرة وبيان اسبابها وطريقة معالجتها وقد اتجه مدار الندوة الى نزعتين نزعة تبناها اساتذة الجامعات من الضيوف ونزعة تبناها قادة التيارات الاسلامية حيث طالب الاسلامييون بمكافحة هذه الظاهرة باشد وسائل العنف محملين الفتيات المراهقات والنساء جربرتها باعتبارها فساد اخلاقي ودعارة مفضوحة تمارسها هذه الفتيات في الشوارع العامة تدفع الشبان الى التحرش بهن بسبب مظهرن الفاضح وتواجدهن بشكل دائم في الاسواق والمحلات  العامة وهو ما يجب ان يوقف ويمنع وتتخذ الاجراءات الصارمة بحق تلك النساء اللواتي يظهرن سافرات وسارحات الشعروبثياب تظهر مفاتنهن واعتبارهن هن المسبب لهذه المشاكل بظهورهن بهذا المظهر المخالف للشريعة والاخلاق الحميدة ..كما دعى هذان المتشددان الى غلق جميع مرافق السياحة واللهو المفسدة للاخلاق التي هي عامل اثارة للغرائز حيث اشاروا الى السينمات والمسارح والمسابح والنوادي  وعدم التطرق الى المواضيع الجنسية واعتبارها من المحرمات وطالبوا بوجوب غلق اماكن اللهو ومنعها وعدم السماح باستمرارها فهي سبب الفساد الذي عم البلاد وتحريم جميع  الفنون التي يمارسها الشبان فهي سبب فسادهم وانحطاط خلقهم و عدم السماح باختلاط الجنسين في المؤسسات الفنية طالبين العزل التام واحتكار العمل فيها  إن كان ولابد  للرجال فقط.... وعدم السماح للمراة الخروج خارج نطاق بيتها فمجرد خروجها هي مفسدة يجب التصدي لها ومنعها منعا مطلقا ...فمكان المراة بيتها ولا مجال لها للعمل خارجه ..فهي عورة بحسب وجهة نظر المتشددين المتحاورين والعورة لا يجوز كشفها على الناس بل عليها ان تبقى حبيسة جدران بيتها كي تخدم زوجها وتنشيء اولادها بما يفيد الدين ويرضي الله ورسوله .. فخروجها والعمل مع الرجال يثير الغرائز ويدفع الشبان الى التحرش فهو سبب كل هذه المظاهر التي تعاني منها الشعوب الاسلامية في الوقت الحاضر.....  ناهيك عن بقية الممارسات الخلاعية الداعرة مثل ما يسمونه بالفنون كالتمثيل والرقص والى غير ذلك من الممارسات الوضيعة فهي مرفوضة وغير مقبولة على الاطلاق .. وقد استمعت الى احاديث الضيوف الاخرين من المتحررين ما ينم على عكس ما ذهب اليه المتشددون حيث انبرى احد الاساتذة الجامعيين ورد على الداعية المتشدد حيث قال  .. قد يكون التمثيل  او الرقص  شكل من اشكال الدعارة ولكنه في الوقت نفسه طريقة تنفيس عن الكبت الجنسي الذي يتفاعل داخل الجسد ولا يمكن التجرد منه أو ازاحته كما  لايمكن كبته وتحمل ضغوطه او اغفاله 00 فاتجاه الملايين من البشر الى هذا المجال من العمل لدليل قاطع على تاثيره الفعال في اشباع الشهوات الجنسية بطريقة مقبولة اجتماعيا على الاقل عند الغالبية العظمى من الناس 00 فالممثلة بحجة التمثيل تعانق العشرات من زملائها الممثلين في احتضان حميمي وقبلات حارة مشتعلة تثير حتى الصخر فتشعر بالراحة والاشباع ناهيك عما يتم في الغرف المغلقة وفي خفايا الجدران او ما قد يتم من زواجات متكررة بين الممثلين انفسهم لمدد قد تطول او تقصر لعدة ايام او اشهر  وكثير ما يعمها الطلاق لتبدا مرحلة ثانية وثالثة    مع غيره او غيرها من جديد وحتى لو استمرت لعدة سنين فكثير ما تشوبها المشاحنات وتنتهي الى نفس المصير بعد ان تتخللها العديد من الخيانات والمغامرات مع غير الازواج من الممثلين او المنتجين او المخرجين  او العشاق من خارج الوسط الفني فعلى اية حال  هذه حياتهم ليس لنا دخل فيها وهي بنفس الوقت تعبر تعبيرا حقيقيا لما يعانيه الشباب في المجتمعات الاسلامية  من ضغوط بسبب الاحاسيس الجنسية التي تشتعل في اجسادهم. وعدم قدرتهم التنفيس عنها ويجدون بما يفعله الممثلون تعبير صادق عن هذه الاحاسيس ...وهكذا تستمر حياة الممثلين والفنانين في اشباع غريزي مستمر وهو بلا شك نوع من الزنا وشكل من اشكال الدعارة ولكنه ليس قسريا يفرض على المرء فرضا فمن يرغب أن بلج هذا الوسط أو يتقبله  فهو حر ومن لا يوافق عليه فبامكانه ان يسلك طريقا اخرمن طرق الحياة فهي متشعبة وكثيرة من اقصى اليمين المتشدد المتدين الى اقصى اليسار المنفلت كالذي تمارسه المومسات والبغايا فالحياة مليئة بالمتشعبات.... فللمتدينين اماكنهم الخاصة داخل المساجد والكنائس... وللممثل استديوهات التمثيل ودور العرض السينمائي كل يؤدي طقوسه كيفما يشاء .. فللتمثيل معجبيه ورواده وفي نفس الوقت له رافضيه وكارهيه وكل حر فيما يتخذه من موقف ولكن دون الاعتداء على الاخرين او محاولة منعهم من ممارسة ما يحبوه ويبتغونه .. ولكن في الاماكن المخصصة لذلك واما الشوارع والمحلات العامة فهي ملك الجميع ومسؤولية الدولة في حفظ النظام ولكل انسان ذكر كان ام انثى الحق في التواجد في هذه الامكنة العامة بالشكل والمظهر  الذي يرغب أن يظهر فيه.... فالمظاهر والسلوك تحدده القوانين أو الاعراف في بعض الاحايين فالطربوش كان يلازم جميع رؤوس المصريين حتى قيام ثورة يوليو 1952 كما كانت السدارة هي السائدة في العراق حتى وقت قريب ولا زال البعض يضعها على راسه حتى يومنا هذا ..وكذا الحال بالنسبة للمراة فهي حرة في لبس الحجاب او الخروج سارحة الراس فهو امر لا يخدش الحياء ولا تمنعه القوانين فليس من حق المواطنين الاعتراض عليه ولا يمكن ان يعطي المبرر للشبان من التحرش بالسافرات باعتبارهن داعرات او عاهرات فهو اعتداء على حرية الاخرين   كما  تجرمه القوانين ... ثم بدا عالم الاجتماع الحاضر الاخر في الندوة  بطرح مقترحا جريئا... وقال بانه هو الحل الوحيد لانهاء ظاهرة التحرش وجميع الاختناقات النفسية التي يعاني منها الشباب في العالم الاسلامي والشرقي بشكل عام وهو الاقرار بحتمية وجود الاحاسيس الجنسية عند الكائنات الحية ومنها البشر وضرورة التعامل معها بايجابية وايجاد المعالجات  والتوافق معها بالشكل الذي يرضي الجميع وتقضي على هذه المظاهر السلبية التي تسببها الغريزة الجنسية ..... فمجابهتها بالتصدي لها خطا فادح سوف يفاقمها ويزيد من ظاهرة التحرش بل قد يؤدي الى كوارث اجتماعية لا تقوى السيطرة عليها التيارات الدينية المتشددة .. وعليه فقد قدم مقترحا مفاده قيام الحكومات بايجاد اماكن خاصة للمومسات كما هو موجود في العديد من الدول  حتى الاسلامية منها مثل تركيا أو كما كان موجود في معظم محافظات  العراق حتى اغلقها عبد الكريم بعد ثورة 14 تموز محاولا صرف المومسات للعمل في المعامل  كعاملات والتوقف عن ممارسة الدعارة ولكن فقد فشلت تلك المحاولات وتكاثرت اعداد المومسات وكثرت مشاكل الشباب...... فاعادة فتحها ضروري ولكن بطريقة شرعية بان يوضع مكتب خاص  في نفس مناطق تواجد المومسات يتواجد فيه شخص مخول لعقد قران الشاب مع من يختارها من المومسات خلال الفترة التي يقضيها معها وبذلك يكون الشاب قد ساير الشرع فيما يفعله ولا يعتبر عمله هذا نوع من الزنا فهو مجاز شرعا بموجب هذا العقد وتعتبر المومس حليلته فهي زوجته طيلة تلك الفترة  وهو السبيل الوحيد للتخفيف عن معاناة هذه الجماهير الغفيرة من الشباب  كي  يتمكنوا من التردد على هذه الدور  كلما احتاجوا الى ممارسة الجنس وباجر بسيط ودون أي حرج وبذلك سوف يتوقف التحرش طالما يشبع هؤلاء الشباب شهواتهم وتتلاشى هذه المشاعر التي تدفعهم لمثل هذه التصرفات المشينة مع الفتيات في الشوارع او الاسواق  العامة كما اقترح ان تجد الحكومة وسيلة بالنسبة للفتيات ايضا من المراهقات اللواتي لم يجدن فرص الزواج او انهن لازلن طالبات يتلقين العلم  في المدارس والجامعات ولم يكملن دراستهن بالامكان ان تجد الحكومة  لهن مخارج للتنفيس عن غرائزهن المشتعلة في اجسادهن بالسماح لهن بالزواج العرفي او بزواج المتعة الموقت الذي قد لايستغرق بضعة ايام او بضعة اشهر بعقد قران يبرمه فيما بين  الفتاة وزميلها  شخص مخول يعترف امامه الطرفان بالقبول والايجاب وفقا للشريعة الاسلامية التي تتطلب مثل هذه الامور وبيان مقدار المهر الذي يمكن ان يكون ولو خاتم من حديد تماشيا مع  الحديث النبوي (( التمس ولو خاتم من حديد )) وبهذه الطريقة يمكن لاي فتاة ان تمارس الجنس بحرية و بشكل شرعي مقبول من قبل الاهل  والمجتمع فتتخلص العديد من الفتيات من الكثير من المنزلقات فيما لو ارتبطن بعلاقات عاطفية او جنسية  مع الشبان دون مسوغ شرعي وخلافا للاعراف والتقاليد والوضع الاجتماعي المحافظ  . ... فوجود عقد نكاح حتى لو كان موقتا هو طريق شرعي يجنبها كل المشاكل التي قد تثور بوجهها دون هذا الغطاء الديني...... فتدخل احدالمتشددين وسأل العالم الاجتماعي ... ماذا لو حملت الفتاة من زميلها الطالب معها في المدرسة أو الكلية  ؟؟؟؟ فاجابه احد الحاضرين .... ان ما يتوفر اليوم من وسائل منع الحمل الحاسمة والفعالة  كفيلة باستحالة حدوث الحمل.... وحتى لو حصل ذلك فيكون الحمل شرعيا ويمكن ان يربى الطفل عند الاهل او يودع في احد المؤسسات المختصة التي يجب على الحكومة افتتاحها لمثل هذه الاغراض وكما هومعمول به في العديد من الدول الغربية وهكذا يمكن تجاوز مثل هذه الاحتمالات البعيدة الحدوث إلا نادرا كما يمكن اجازة الاسقاط في مثل هذه الحالات كي تتمكن الطالبة من الاستمرار في الدراسة دون الانشغال بامور الحمل  او تربية الطفل الولود.... كما ان مثل هذه الزيجات معمول بها في العديد من الدول الاسلامية كما ذكرنا وباشكال مختلفة وعند مختلف الظوائف من زواج المسيار والمصياف والمؤانسة والعرفي والمتعة فهو ليس بالامر الغريب على العالم الاسلامي وليس مخالف له  ..وبعد ان اكمل العالم الاجتماعي وبين وجهة نظره هذه انتفض الداعية الاسلامي وبدا يصرخ ويصيح في وجه العالم الاجتماعي ووصل حد الشتائم بينهما واتهمه بالتحريض على الفساد والترويج له .. حتى تدخل مقدم البرنامج واعلن عن انتهاء وقت البرنامج.... وعندها اخذت الافكار تتوالى في ذهني حول مادار في هذه الندوة... وظللت حائرا بين وجهتي النظر.... فمن منهم المصيب ومن منهم المخطيء؟؟؟؟ وحيث اني وجدت تلك الندوة فريدة في الطرح لمثل هذه المواضيع الحساسة ولربما لم يتسنى للعديد من الممواطنين من مشاهدتها فقد وجدت من المفيد عرض ما جرى فيها واترك للقاريء الكريم ان يبدي وجهة نظره فيما طرح من اراء ومقترحات دون ان ابدي انا أي راي فيها..... كما اننا لا يمكن اغفال مواضيعها فقد استشرت في العديد من الدول الاسلامية ظاهرة التحرش والعلاقات المحرمة شرعا بين الالاف من الطلاب والطالبات  وما يجري خلال  السفرات والاحتغالات والمناسبات المختلفة التي تهيأ الاجواء الملائمة في غياب الاهل  لممارسة الجنس فيما بينهم ..... فهي انعكاسات دفعت بعض التيارات الاسلامية لمحاولة التصدي لها كردة فعل عن طريق التعرض للفتيات في الشوارع لمنعهن من الظهور سافرات او غير محجبات كي يرتدعن ويلتزمن بيوتهن وعدم الخروج بهذه الازياء الفاضحة كما يدعون..... وهل هذا  هو الاسلوب الامثل لمكافحة الفساد والحفاظ على  الفضيلة  و الاخلاق الحميدة  ؟؟؟؟؟ وهل يتم ذلك عن طريق التحرش؟؟؟؟ ام ان التحرش نفسه عمل مسيء لسمعة هذه الشريحة المتدينة ....ام ان من يقومون به كما يشاع ... اجراء وعملاء لجهات اجنبية باسم التيارات الاسلامية لاثارة الحزازات والخصومات مع الطوائف الاخرى من ابناء الشعب خاصة من المسيحيين المعروفين بالتحرر وعدم لبس الحجاب والابقاء على التخلف والعودة الى الوراء وانتزاع أي مظهر من مظاهر الحضارة والتطور في البلد؟؟؟؟؟ ..فمهما يكن من امر فعلى الحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ان تتحرك للتصدي لمثل هذه الاساليب المتخلفة في حياة الانسان وايجاد الحلول المنطقية لمسالة الغرائز كي لاتبقى الامور منفلتة تتقاذفها الاراء بين هذا الطرف وذاك دون ان تجد لها حل حاسم وتكبر مع الايام وتتفاقم مثل كرة الثلج وقد تصبح ظاهرة من ظواهر الصراع الاجتماعي وعاملا مضافا لتناحر الشعوب واثارة القلاقل ..   

المحامي يوسف علي خان

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا