<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان قانون الضبطية في مصر هل هو قانون الفوضى المشرعنة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

قانون الضبطية في مصر

 

هل هو قانون الفوضى المشرعنة

 

 

 

المحامي يوسف علي خان 

 

لقد شرعت مصر الفوضى عندما اصدرت سلطة الاخوان المسلمين الحاكمة في مصر قانون الضبطية  في الوقت الحاضر فوضعت الامن الشخصي للمواطن بين كفتي عفريت اذ اودعت حفظ الامن بيد  مليشيات غير منضبطة من البلطجية والمرتزقة من منتسبيها او المؤيدين لها والداعمين لتنظيمها فنصبوا انفسهم بدائل عن قوات الشرطة التي امتنعت عن ملاحقة ابناء الشعب المصري والقبض عليهم وتعذيبهم في مقراتها المنتشرة في امكنة سرية اعدت لهذا الغرض ومنحتهم الشرعية بموجب قانونالضبطية  الذي كلفت منتسبيها من الاخوان المسلمين  وبتأييد من التيارات الاسلامية الاخرى السائرة وفق منهجيتها الدينية المتشددة داخل ما يسمى بمجلس الشورى الذي ادعت بانه جاء عن طريق انتخابات حرة ودعم شعبي كبير فاحيا هذا المجلس نفس القانون الذي كان قد اصدره نابليون سنة 1802 بعد احتلاله مصر وعجز قواته العسكرية عن ضبط الامن والسيطرة على الشعب المصري انذاك...

مما اضطره بالاستعانة ببعض المرتزقة والخونة من ابناء البلاد والانتهازيين وبعض الدخلاء الذين هاجروا الى مصر مستغلين فترة الاحتلال ... فشرع لهم قانون خاص بهم اطلق عليه قانون الضبطية ... كي تقوم تلك الجماعات الهمجية المجرمة  بكتم الانفاس والقضاء على المقاومة الشعبية  التي اخذت تشتعل وتشتد ضد تلك القوات الفرنسية المحتلة... اذ قامت المقاومة الوطنية بالهجوم على القوات الفرنسية وقتل المئات منهم مما تسبب بوقوع افدح الخسائر في صفوف الجيش الفرنسي حيث وجد نابليون بان خير ما يفعله للقضاء على هذه المقاومة تجنيد بعض الاشقياء والمجرمين من نفس ابناء البلد... فهم اعرف بحقيقة الاوضاع واكثر دراية بحياة الشعب وتحركاته وعلى احتكاك مباشر باهل البلد مما يسهل عليهم اكتشاف مكامن المقاومة وملاحقتها والقضاء عليها... وكان لابد له من اضفاء الشرعية على هؤلاء الزمر باصدار قانون لهم يضفي على ما يفعلون وما يرتكبونه من جرائم الصفة الشرعية اذ اصبحوا بظل  ذلك القانون بقومون بالاعمال التي تقوم بها الشرطة في وقتنا الحاضر ..وهو بالتأكيد قانون جائر لايجب ان تنخذخ اية سلطة وطنية تريد ان تحكم البلاد بشكل عادل ... فان فعلها نابليون وهو قائد جيوش اجنبية  غازية.. فهو غير جائز على الاطلاق ان يشرع مثيل له زعيم نفس الدولة أي مصر  او رئيسها ويضع بموجبه مليشيات مدنية   بديلا عن القوات المسلحة او الشرطة المحلية ...وقد استمر الصراع محتدما في حينه رغم صدور قانون الضبطية  بين الاهالي في مصر وبين هؤلاء الرعاع الاشقياء وتسببوا في خلق الرعب والخوف والفوضى بين ابناء الشعب المصري حيث ارتكبوا العشرات من المجازر بحق ابناء الشعب والقوا القبض على الالاف من الابرياء مما راوه غير موال للقوات الفرنسية او يشتبهون بنشاطه المعادي لهم ومقاومة تواجدهم في مصر بعد ان ابادوا المئات من المماليك الذين كانوا يحكمون مصر في حينه ... .. واستمر هذا القانون رغم توقف العمل به بعد سيطرة محمد على باشا واستطاعته حكم البلاد ومن بعده احفاده من العائلة الخديوية فبقي هذا القانون مجمدا طيلة حكم تلك العائلة الشركسية وحتى قيام ثورة يوليو سنة 1952 في مصر بزعامة مجموعة الضباط الاحرار حيث تم الغاء جميع القوانين او ايقاف العمل ببعضها ثم اصدار الدستور الصوري الذي اصدره جمال عبد الناصر حيث حكم البلاد حكما انفراديا ديكتاتوريا هو ومن جاء بعده من القادة امثال انور السادات ومن بعده حسني مبارك حتى قيام ثورة 25 يناير التي اختطفت بعد التأكد من نجاحها من قبل الاخوان المسلمين وحاولوا حكم البلاد بارادتهم المنفردة غير انهم عجزوا رغم كل الاساليب التي اتبعوها في السيطرة على شعب مصر وفرض نظام متعصب متشدد....

 فقد بدأت مقاومتهم بعد ان تكشفت نواياهم في ابعاد غيرهم من الكتل والاحزاب وعدم قبول شراكتها بتراجعهم عن كل وعودهم التي قطعوها للعديد من الاحزاب السياسية العريقة بمشاركتهم في حكم البلاد والتي ساعدتهم في الوصول الى سدة الحكم والفوز بالانتخاابات البرلمانية والرئاسية التي جرت ضد المرشح الاخر احمد شفيق... غير ان الاخوان غدروا بتلك الاحزاب والكتل فقد تكشف كذب ادعاءاتهم ووعودهم وعمت الفوضى ارجاء البلا د ولم يتحقق أي شيء مما وعدوا به الشعب الذي انتخبهم من خلال مشروعهم الذي طرحوه باسم النهضة فقد زاد الفقراء فقرا وانعدم الامن وصودرت الحريات ولم يكتفوا بذلك بل بداوا يتحرشون في القوات المسلحة التي كان لها هي ايضا الدور في نجاحهم والفوز في كرسي الرئاسة حيث بادروا ولاول وهلة بالسيطرة على قيادة الجيش بعزل المشير طنطاوي وتعيين احد اعوانهم بدلا عنه كما طرحوا شعار اعادة هيكلة  اجهزة الشرطة واعادة تنظيمها من اجل تصفيتها والقضاء عليها واحلال المليشيات الاخوانية بدلها حيث شعروا بعدم استعداد الشرطة والقوات المسلحة للخضوع لهم وتنفيذ مأربهم الخفية الظالمة  بتصفية خصومهم...

 فانتشرت المظاهرات في جميع انحاء مصر رغم كل المحاولات واستمرت المشاكل مما دفعهم اخيرا للجوء الى نفس قانون نابليون وهو قانون الضبطية الذي يبيح للمليشيات مسك الامن والسيطرة على الشارع واحلال المليشيات الاخوانية كبديل  عن اجهزة الشرطة التي رفضت رفضا قاطعا ملاحقة المواطنين والقبض عليهم دون وجه حق .. فكلفت مجلس الشورى التابع للتيارات السلفية الموالي لهم لتشريع قانون الضبطية مجددا وتفعيله بدلا من القوانين السائدة التي كانت تطبقها الحكومات المتعاقبة السابقة وبعد تشريعه واقراره بدأوا بنشرون مليشياتهم التي اخذت تظهر في الشوارع رافعة الاعلام الاسلامية وحاملة للسيوف والسكاكين والخناجر وهم ممتطين الموتوسيكلات ناشرين الرعب في الاسواق والمحلات وحتى في الازقة والمحلات وبين الدور والمساكن  ناشرين الرعب والخوف في قلوب المواطنين  وكان مصر عادت الف واربعممائة سنة الى الوراء لتقاتل اعدائها بالسيوف والاسهم والخناجر بدلا لما توصل اليه العالم من الاسلحة الحديثة المتطورة  ... وقد قاموا باعتقال المئات من الناشطين والمثقفين واخذوا يثيرون الاحقاد عليهم ويفقدون التأييد الشعبي الذي حضوا به عند الانتخابات وانسلخت عنهم شرائح كبيرة من ابناء الشعب حتى من الشرائح الفقيرة التي كانت تؤيدهم من منطلق الوازع الديني او التي كسبوا تأييدها بقيامهم بتوزيع المواد الغذائية عليهم من الزيت والرز  خلال الانتخابات .. حيث تأكد لهم بان الاخوان طلاب سلطة ارادوا من افعالهم تلك شراء الذمم للوصول الى الحكم فلما حصلوا على مبتغاهم تخلوا عن من وقفوا الى جانبهم تحت وازع الدين الذي لبسوا جلبابه واستجابة لما قدموه من مواد غذائية للفقراء الذين اعتقدوا بان هذه الهدايا سوف تستمر حتى بعد فوز الاخوان... فخاب املهم.. حيث ترد ت حالهم اكثر مما كانوا عليه في حكم مبارك وقبل الثورة فانقلب السحر على الساحر فانقلب الكثيرون ضدهم..... لهذا  ومن اجل  حماية سلطتهم واحكام قبضتهم على البلاد شكلوا مجاميع من المليشيات تقوم ببث الرعب والهلع بالنفوس والتصدي الى اية حركة وطنية تقوم ضدهم  فاصدر مجلس الشورى قانون الضبطية الذي منح الحق لمليشيات الاخوان أن تعبث في البلاد فاصبحوا  بديلا عن الشرطة التي رفضت الانصياع لهم...

اذ حاولوا ان يضعوها في وجه ابناء الشعب ويحملوها نتائج ما قد تضطر القيام به لضبط الامن ما قد يؤدي الى الصدام ووقوع ضحايا من المواطنين سوف تتحمله الشرطة ويتبرأون هم منه غير ان هذا القانون المتخلف واجه مقاومة صارمة من الشرائح المثقفة من ابناء الشعب وخاصة من النقابات المهنية الاعلامية ونقابة المحامين وجميع الاحزاب اللبرالية والوطنية حيث شكلت جبهة الانقاذ ضد جماعة الاخوان المسلمين والتي تألفت وانظمت اليها العشرات من الشخصييات السياسية البارزة ومن الاحزاب العريقة التي وقفت عند نجاح الثورة داعمة للاخوان فغدروا بها بعد تغلبهم على المرشح الاخر احمد شفيق الذي اعتبروه من اعوان النظام السابق فخاب ظن الجميع (( وتفرقت ايدي سبأ.)).. حيث اتجه الاخوان الى الماضي وحكم البلاد بعقلية الجاهلية حكما دينيا لا ينسجم وحياة المصريين الذين كانوا السباقين في نشر الوعي في العالم العربي وتقبل الحضارة الغربية الحديثة فحدث الصدام...كما اكتشف الاخوان وقوف الجيش والشرطة على الحياد من كل ما يحصل من مظاهرات شعبية رافضة لحكم الاخوان والتيارات الاسلامية ما دفعهم الاستنجاد بمليشياتهم للسيطرة على الاوضاع في البلد وضرب المتظاهرين وتشتيت شملهم بعد ان خذلهم الجميع فشرعوا لهم قانون الضبطية المشئوم السيء الصيت عسى ان يستطيعوا بموجبه السيطرة على الاوضاع والقضاء على المعارضة كي يستمروا في حكم البلاد ولكن ادى هذا القانون الى زيادة الهياج الشعبي ولا زالت الامور في طريقها الى التصعيد المستمر بشكل لا يعلم نتائجه إلا الله ولربما يكون هذا القانون المتخلف سببا للقضاء على حكم الاخوان وازاحتهم من السلطة وفقا لما خططه الغرب لتطبيق المرحلة الثانية في القضاء على التيارات الاسلامية وانهاء تواجدها في العالم العربي وعاملا فعالا في تقسيم هذه البلدان وتفتيت اوصالها ...  

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا