%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
الازمة الاقتصادية العالمية وبضاعة البالة
المحامي يوسف علي خان
البالة اسم اطلق على الالبسة القديمة المستعملة التي كان يستوردها بعض التجار في مختلف اقطار الدول الفقيرة وما تسمى بالنامية او العالم الثالث ولكن لم يطلق عليها ابدا بالعالم المتخلف الجاهل الامي وعدم تسميتها بصفتها الحقيقية أمر مقصود ومروج له من قبل الدول المتطورة والمتقدمة والاستعمارية كي لا تتنبه هذه الشعوب الى ما هي عليه من تخلف .. إذ لو اطلقت عليهم بالدول المتخلفة لاضحت التسمية حافز مثير ومحرك فعال للبدء بالتحرك للتثقف والتقدم والتطور ويكتشفوا الفارق الكبير بينهم وبين الدول الاوربية المتقدمة مثلهم كمثل الاعمى الذي لا يرى شيء في محيط حياته ومع ذلك يطلقون عليه بالبصير... محتجين رياءا ونفاقا بانهم لا يريدون جرح مشاعره بتسميته بالاعمى الذي لا يرى أي شيء امامه فهم بالحقيقة يخدعونه وينافقونه محاولين اقناعه بانه ليس اعمى بل بصير... وهو ما تفعله الدول الامبريالية تماما مع الدول المتخلفة ... فالدول النامية هي الدول المعدمة الفقيرة المتخلفة الجاهلة الامية التي لا يستطيع سوى نفر قليل جدا منهم ومتسلط عليهم يحضى بما يريد وينعم به اما البقية التي تشكل الغالبية العظمى من ابناء الشعب فهي معدمة لا تستطيع ان تحصل على ابسط ما ينتجه الغرب من حاجيات وبضائع جديدة مبتكرة... تدفعه (( أي الغرب )) رفاهيته بشكل مستمر الى التخلص مما لديه ليشتري ما يستجد من بضائع وادوات ويتخلى عن ما اضحى قديم ومتخلف بالنسبة له فيتلقفه تجار الخردة وما يسمى بالبالة فيصدروه الى الشعوب الفقيرة التي يمكنها ان تحصل على هذه البضائع القديمة باسعار زهيدة مناسبة لدخولها المتواضعة يمكنها ان تقضي بها حاجتها وتستر بها عورتها من الالبسة المختلفة او الادوات الضرورية .. وبما ان الصناعة في السنوات الاخيرة اخذت تتجدد وتتطور بشكل متسارع غير متصور وبنسب لوغاريتمية مهولة فلا يكاد يظهر في الاسواق مبتكر جديد من الاجهزة الكهربائية والمعدات حتى يظهر احدث منها خلال فترات قصيرة .. فيتخلى المواطن الغربي عن ما لديه مع انه لا يزال عاملا وفعالا كي يحصل على الاحدث وهكذا يظهر جليا هذا الامر ما سبب مشكلة اقتصادية باتت تهدد العديد من الشركات الصناعية بالافلاس وحدوث ازمة اقتصادية عالمية خطيرة خاصة في اوربا والولايات المتحدة لاسباب عدة سنتناول البعض منها فيما ياتي
1- الصناعة المكثفة والانتاج الكبير وتراكم كميات هائلة من الانتاج في مخازن المصانع
2- المكننة والاستغناء عن الالاف من الايدي العاملة والعمل بالروبوت والبرمجة التي اضحت بديلا عن الانسان ادى الى ازدياد البطالة وتحمل الدولة كلف الضمان
3- تراجع الاسواق من استيعاب هذا الكم الهائل من المنتج بسبب الاشباع وضعف القوة الشرائية
4- المنافسة القوية بين الدول في عرض السلع باسعار اقل من غيرها باستغلال انخفاض كلف الانتاج والواد الاولية الطبيعية ووجود مصادر الطاقة خاصة النفط وانخفاض اجور العمالة في بلدانها مثل الصين مثلا مما يتعذر على غيرها من الدول التي تفتقد الى احد هذه العوامل او كلها مما يرفع الكلف الاجمالية للسلع وهو ما يحدث في الدول الغربية
5- صرامة القوانين في بعض الدول التي تلزم المعامل بانتاج النوعيات الجيدة (( الايزو )) وتعرض المخالف للمسؤولية القانونية والغرامات الكبيرة وعدم وجود مثل هذه الرقابة او القوانين في دول اخرى
6- الاكتفاء الذاتي الذي تحاول معظم الدول اللجوء اليه لتشجيع الصناعة الوطنية ومحاولة دعمها بكل الوسائل المتاحة ومن ضمنها فرض ضرائب كمركية عالية على البضاعة المستوردة وتقييد الاستيراد باجازة الاستيراد المعمول بها في العديد من الدول لحماية صناعتها الوطنية وفرض شروط قاسية في مواصفات المستورد ومنع التهريب بمراقبة الحدود بشكل منتظم .. فمثل هذه الاجراءات على البضائع الاجنبية سوف تقلل من فرص تصريف تلك البضائع مما يزيد من زيادة الموجود على المباع فيدخل تلك الشركات المصنعة الاجنبية في ازمات اضافية لعدم استطاعتها تصريف بضائعها وايجاد اسواق لتصريفها في غيرها من الدول
7- الحروب الدولية وانعدام الاستقرار العالمي قد يخلق ردات فعل عن الشراء ومحاولة الناس على الحفاظ على ما لديها من اموال تحسبا لما قد يستجد من مفاجئات غير سارة لها واكتفاء الناس بشراء الضروريات من الطعام والحاجيات الضرورية لها انتظارا لانفراج الموقف وتوقف تلك الحروب وقد يستمر الحال في بعض الاحيان حتى الى ما بعد انتهاء الحرب لفترات طويلة بسبب ضعف القوة الشرائيى التي تسببها تلمك الحروب او بحدمث التضخم النقدي الذي يدمر قيمة العملة
8- انتشار الفقر والحاجة وانعدام فرص العمل في قطاعات كبيرة من الشعوب قد يضعف القوة الشرائية لها ويمنعها من تمكنها من شراء الكثير مما تحتاجه وتؤجل ذلك الى اوقات مستقبلية تتامل فيها أن تكون بحال احسن على عكس ما يكون عليه الحال في الدول ذات الشعوب المرفهة وهو ما يضر بصالح الشركات المصنعة التي يتعذر على القلة القليلة من النخبة المرفهة استيعاب كل ما تنتجه من بضائع مما قد يدفعها في بعض الاحيان الى الضغط على حكوماتها لمحاولة تحسين احوال شعوب الدول الفقيرة ونشر الرفاه الاقتصادي كي تتمكن من التوجه لشراء البضاعة الاجنبية لتلك الدول المصنعة
9- تخبط الشركات المصنعة وتغيير استراتيجياتها في التصنيع من وقت لاخر ... فهل تصنع البضاعة السيئة الرخيصة الكلف كي تكون بمتناول الشرائح ذات الدخل المحدود فتتمكن الشرائح الفقيرة الكبيرة العدد من شرائها ولكن ذلك سيؤثر على سمعة تلك الشركات واضعاف مركزها التنافسي مع البضائع الجيدة الصنع ذات الكفاءة العالية كما قد لايمكنها الاستمرار في تسويق بضاعتها الرديئة الى فترة طويلة فسوف يكتشف الناس ردائتها فينصرفون عن شرائها فيما بعد ويؤدي ذلك الى خسارتها المستقبلية ايضا بعد حين .. وإن انتجت سلع ذات جودة عالية وبكلف مرتفعة يتعذر على الفقراء واصحاب الموارد الضعيفة شرائها مما يؤدي الى تكدس البضاعة في مخازنها ويسبب لها خسائر فادحة .. وقد تلجأ في كثير من الاحايين الى تنوع في مواصفات بضائعها فتلجأ الى صناعة الجيد والسيء كي تكون في متناول الجميع بما يناسب كل شريحة في حدود دخلها الكبير او القليل ..
كل هذه الاوضاع وغيرها كثير يخلق ازمات اقتصادية وهو ما تعانيه العديد من الدول الغربية في الوقت الحاضر مما يدفعها الى اتخاذ اجراءات معينة للتخلص من هذه الازمات او على الاقل التخفيف منها وهي تبحث بالضرورة عن الدول ذات الموارد المالية الكبيرة التي تعتقد بانها كفيلة باستيعاب معظم منتجاتها والتي تجدها قد اضحت في حالة اكتفاء ذاتي من البضائع المستوردة واسواقها اضحت مليئة بها لا تجد من يشتريها فلا بد اذا ان تفعل ما يدفع هذه الدول من الاسئناف بشراء ما يصنع من منتج وذلك بوضعها في حالة احتياج للمزيد من هذه البضائع باتلاف ما لديها داخل منازل شعوبها او داخل مجمعات اسواقها .. فقد وجدت بانه ليس هناك من وسيلة فعالة لتحريك عجلة الشراء والتسوق سوى الحروب التي تخلقها داخل تلك الدول الغنية بمواردها الطبيعية وباموالها المختزنة في خزائنها او في البنوك المنتشرة في معظم بقاع العالم... حيث تحدث تدمير وتخريب في بنيتها التحتية وتحطيم كل ما لدى تلك الشعوب من اثاث وبضائع في ايام قليلة او اشهر او حتى سنوات بجعل الحروب مستمرة لاتتوقف لاطول مدد ممكنة مما يجعلها بحاجة ماسة الى كل ما تنتجه المصانع الغربية من منتجات يمكنها بيعها لها خاصة السلاح الباهض الثمن .. ولكن كيف يمكنهم ان يبيعوا لالاف من اطنان السلع الاخرى من الالبسة والاجهزة الكهربائية التي تكدست في مخازن مصانعهم وهي لا تجد لها سوقا تبيعها لها فكان لابد أن تلجأ الى لعبة البالة .. فقد عرفت اسواق الدول النامية خلال القرن الماضي البالة والمتمثلة بما كان يجمع من البسة قديمة كانوا يرتدونها وتغيرت موديلاتها فيتخلون عنها حتى ولو كانت على حالتها الجيدة بل وربما خلال سنة من عمرها فيستبدلونها بالفصالات الاحدث .. وحيث ان منازل الغربيين صغيرة ومختصرة ومعضمها ليس فيها مخازن يختزنون القديم فيها ولم يعودوا بحاجة اليها فيتبرعون بها الى الجمعيات الخيرية لا رسالها الى المناطق الفقيرة في العالم الثالث من الدول النامية كي توزع عليهم بالمجان فيستغلها بعض التجار ويرزمونها على شكل اكياس محكمة الربط اطلقوا عليها (( بالبالة )) ويجلبونها الى هذه المناطق الفقيرة ليبيعونها لاصحاب الدخل البسيط وللفقراء باسعار زهيدة كما قد تلجأ بعض المحلات الكبيرة في اوربا الى تغيير معروضاتها بما يستجد ان كان من الالبسة او من البضائع الاخرى ويدفعون بالموجود لديهم من الجديد منها وبحسب المواسم والتي يطلقون عليها ((بالستوكات )) الى الجمعيات الخيرية لتوزيعها على الفقراء ايضا.... وهكذا يتجمع كميات كبيرة من البضائع الجديدة والقديمة وتصدر الى الدول النامية وقد راجت وشاعت مثل هذه التجارة وامتدت في العقود القليلة الماضية الى الشرق الاوسط حيث ينتشر الفقر والفاقة فيها مع عظم موارد المنطقة الطبيعية مثل النفط والغاز وغيرها من المعادن الاخرى التي سيطر عليها حكامها وحرموا شعوبهم من الحصول على فوائدها التي اخذت تدر عليهم المليارات بينما بقيت شعوبهم فقيرة يلجأ تجارها لاستير اد البالات كي يبيعون محتوياتها من الالبسة والبضائع الاخرى على ضعاف الحال و الفقراء التي تتناسب دخولهم البسيطة على شراء مثل هذه الالبسة المنتهية صلاحيتها او االمتغيرة الموديل والفصال او في كثير من الاحايين الرديئة الصناعة يضطرون لشرائها لرخص ثمنها ..وقد اكتسحت سوق البالة في هذه البلدان الفقيرة جميع الاسواق التي تحوي الالبسة الحديثة الموديل او العالية الجودة التي تبقى معظمها غير مباعة معلقة في فاترينات المحلات لمدد طويلة دون ان تجد من يشتريها والتي كثيرا ما تؤدي لمن يتورط باستيرادها من التجار الى خسارتهم واضطرارهم بالنتيجة لبعها باسعار قد تكون اقل من كلف استيرادها بل ويعرضوها على انها بضاعة بالة والحقيقة هي من الانواع المستوردة التي ظلت مدة طويلة ولم تجد من يشتريها .. او قد يحدث العكس كما ذكرنا ان بعض اصحاب المحلات يشترون البضاعة البالة ليعرضوها في بداية المواسم على انها جديدة ومستوردة لحساب التاجر ولمعرضه الفخم ويبيعها للمتمكنين باسعار باهضة فيربحون اضعاف اضعاف اسعارها الحقيقية ويوقعون العديدين في عملية نصب وتدليس .. مما ادى الى اضطراب الاسواق وعدم الاستقرار وحدوث حالات الغش المتكررة ... وقد اقتصر موضوع البالات حتى القرن الواحد والعشرين حيث حل هذا القرن الجديد وهو يحمل بوادر ازمة اقتصادية عالمية واوربية خطيرة كان سببها الاساسي تراكم البضائع وعدم قدرة الاسواق الاوربية على استيعابها وتصريفها مع ما اعتاد عليه الاوربييون من استبدال البضائع القديمة نسبيا واستبدالها باجهزة مبتكرة حديثة لكنها مع ذلك فكمية الانتاج ظلت اكبر من احتياجات المواطن الاوربي مما ادى الى تكدسها في الاسواق بل وبقي الكثير منها في مخازن مصانعها في اغلفتها جاهزة للبيع دون ان تجد من يطلبها ويشتريها .. وبنفس الوقت تظهر في الاسواق بضائع اكثر حداثة وادق ابتكارا وبمواصفات اكثر فعالية تضطر الشركات لطرحها بالاسواق منطلقة من باب المنافسة على تقديم الاحدث والاجود بين مجاميع هذه المصانع والشركات فيتهافت عليها المشترون متغافلون عن الموديلات الاقدم مما دفع الشركات الكبرى الى محاولة تسويق هذه المنتجات الجديدة التي بقيت في مخازنها دون ان تجد من يشتريها لظهور الاحدث منها ان تصدرها الى اسواق الدول النامية ومحاولة بيعها باقل من اسعار كلف انتاجها للتخلص منها على انها بضاعة بالة والتي تصطدم بقضية تؤثر على احجام الكثير من الناس على شرائها مع رخص اثمانها بسبب عدم توفر الادوات الاحتياطية لاصلاح ما يعطب منها حيث ان المعامل تتوقف عادة عن تصنيع الادوات الاحتياطية للموديلات التي يمر على صنعها فترة من الزمن والاكتفاء بصنع الادوات الاحتياطية للموديلات الحديثة والتي لا زالت تجد لها سوقا رائجة تشجعها على صنع الادوات الاحتياطية لها لاصلاح ما يعطب في احد اجزائها وهي مشكلة مهمة اخذ الكثير مما تورط بشراء يضاعة البالة يعاني منها في الوقت الحاضرمما ولد ردة فعل مضادة لدى الكثيرين من الناس من الاحجام عن شراء بضاعة البالة مع رخص اثمانها بسبب احتمال عدم امكان اصلاح ما يعطب فيها لعدم توفر الادوات الاحتياطية لها ..وهو امر ذو اهمية كبرى لدى اصحاب الدخل المحدود الذين يصعب عليهم التخلي عن هذه الاجهزة التي تتعطل لديهم ولم يتمكنوا من اصلاحها ..وقد ادى هذا التردد في شراء اجهزة البالة الجديدة الى تراكم اعداد هائلة منها حيث اعلن قبل فترة قصيرة من على شاشات التلفزة عن وجود باخرة في البحر تحمل ما يزيد عن اربعة ملايين جهاز تلفزيون ذو الشاشات الانبوبية دون ان تجد من يشتريها في دول الخليج بارخص الاثمان بسبب ظهور التلفزيونات ذوات الشاشات المسطحة البلازما او الال سي دي والتي حاولت الشركات المصنعة بالاتفاق تأخير طرحها بالاسواق العالمية لمدة سنتين غير ان ذلك لم يكن مجديا ولم يستطع ان يخفف من الازمة الحادة التي طوقت اعناقها واوشكت القضاء عليها حيث ظلت اسعار التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة مرتفعة الثمن بسبب شحة تواجدها واحجام الشركات عن طرح كميات كبيرة منها املا في بيع الموديلات القديمة للتخلص منها ففشلت هذه الخطة ايضا ... ثم عرضوها في نهاية المطاف باستلامها بالمجان فرفضت استلامها جميع دول الخليج ايضا مما دفع ربان الباخرة بامر من الشركة المصنعة لها رميها جميعها في البحر للتخلص منها وهو نفس الشيء قد حدث بالنسبة للمسجلات الشريطية (( الكاسيت )) بعد ظهور الحاسبات الالكترونية والاقراص المدمجة .. وهكذا فقد تسبب هذا الاجراء الى خسارة الشركات المصنعة ملايين الدولارات وهذا الامر لربما قد يتم مع الكثير من البضائع المصنعة الاخرى التي يبتكر الاحدث منها بتسارع منقطع النظير ففي كل سنة بل وفي كل شهر تخرج علينا الشركات بمصنعات حديثة تغدوا ما صنع قبلها غير مرغوب فيه فتسبب الخسائر تلو الخسائر للشركات وبالتالي تؤدي الى ازمات اقتصادية خطيرة للمصانع الاوربية والاقتصاد الاوربي بشكل عام وهذا دفع الشركات الاوربية ان تفكر في ايجاد حل لمثل هذه المشاكل وهذا يسري على صناعة الاسلحة التقليدية ايضا التي تكدست هي الاخرى داخل الدول الاوربية المصنعة لها ما جعلها في موقف اقتصادي مرعب لابد لها ان تجد لها منفذا تنقذ فيه الموقف الذي اوشك ان يدفع بالعديد من الشركات الى اعلان افلاسها والتوقف عن الانتاج وتسريح الالاف من العمال .. وهو ما دفعها الى الاتجاه الى عملية البالة بالنسبة لجميع المنتجات المصنعة الجديدة التي لم تجد لها سوقا لتصريفها بل واخذ البعض من الشركات بالعودة الى تصنيع الادوات الاحتياطية لهذه الاجهزة التي تحاول بيعها في الدول النامية كي تخلق الاطمئنان في نفوس الفقراء بامكانية اصلاح ما يعطب فيها .. ولكن هذا الامر سيسبب لها ارباكات وخسائر اضافية .. فكل هذه الزمات الخانقة دفعت حكومات هذه الشركات الكبيرة الاوربية للتخطيط في وضع مشروع الشرق الاوسط وطرح شعار الربيع العربي لاثارة الحروب التدميرية التي تكتسح وتدمر كل ما يمتلكه مواطنوا هذه الدول الغنية بمواردها كي تضطرها في نهاية الامر لاعادة بناء ما دمر وشراء ما كدس من بضائع اوربية داخل هذه الدول مقابل مليارات مالديها من اموال تنعش بها اقتصادها المنهار من جديد .. فقد كانت الحروب هي الوسيلة الفعالة التي اخذت تعتمد عليها الدول الاوربية بمساعدة الامبريالية العالمية كي يكون اقتصادها في انتعاش مستمر دائم ... فكانت الحروب وسيلة فعالة يدمر بها الغرب والامبريالية البنية التحتية والممتلكات البشرية لهذه المنطقة الغنية التي بامكانها امتصاص واستيعاب كل ما ينتجه الغرب من منتجات صناعية او على الاقل اغلبها خاصة اذا استطاعوا تدمير مالدى شعوب هذه المنطقة من اجهزة عن طريق احداث هذه الحروب فنفذوا خططهم باحكام تام وهم واثقون بان أي منطقة او دولة يتم تدميرها سوف تبدأ بالبناء من جديد عن طريق استيراد ما يصنعه الغرب فتدمر دولة دولة فاذا انتهت من واحدة بدأت بالاخرى وهكذا تكون اسواقها متحركة بشكل مستمر وعلى هذا الشكل كانت قصة الربيع العربي الذي افتعلته ولا زالت مستمرة فيه وهي كذلك مستمرة بارسال الخردة والسكراب والبضاعة الرديئة والمنطقة تستوعبها بكل رحابة صدر على يد بعض تجارها الانتهازيين الذين لا تهمهم مصلحة بلدانهم بقدر ما يهمهم جمع النقود وتعظيم مدخولاتهم في البنوك ...!!!
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|