%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
الحرب والسلام
بين رواية تولستوي
وريشة الرسامين
الادب هو ضمير العالم الحي وقلبه النابض بالامل وعقله الواعي
وعلى مدار التاريخ كان الادب من اهم فروع المعارف الانسانيه المؤثره
في وجدان الشعوب فهو النهر الفياض والذي يتحد فيه الفكر الانساني
ويا عجبا لهذا المارد الذي يخرج مكنونات نفس الانسان ويهيج خياله
ويدغدغ احاسيسه الكامنه
ولو امعنا النظر في سير الامم والشعوب لوجدنا خطوطا فاصلة في
ثقافاتها انما تشكل انطلاقات من نقاط ارتكزت على اعمال ادبيه
وليس ادل على ذلك من رواية الحرب والسلام للكاتب الروسي ليو تولستوي
التي اعتبرت في منظور الادب العالمي اساس لمرحلة جديدة فاصله في
تفكير العقليه الغربيه لتتجه الى مفهوم السلام بدلا من الحرب
وكان من ثمرات هذا العمل الادبي ان بدات نخبة من المثقفين في الغرب
السعي نحو فكرة السلام
وكان لهذه الرواية فعل رئيسي في تحريك الافكار والرؤى وتسليط
الضوء على الاماكن المظلمه في عقل البشرية وتاريخها
الكونت ليف نيكولافيتش تولستوي 1828 1910 من عمالقة
الروائيين الروس وواحد من اعمدة الادب العالمي في القرن التاسع عشر
والبعض يعدونه اعظم الروائيين على الاطلاق
كان تولستوي روائي ومصلح وداعية للسلام ومفكر اخلاقي
ومن اشهر اعماله رواية الحرب والسلام وهي تتربع على قمة الادب
الواقعي وتعطي صورة واقعية للحياة الروسيه في فترة مميزة
من تاريخها حيث تتمحور احداثها في الفترة التي سبقت اجتياح
نابليون الاراضي الروسيه ودخوله موسكو وانسحابه المهين بعد
الخيبة والفشل في مواجهة الشتاء الروسي القارص ورفض القيصر
الكسندر الاول الاستسلام
لقد صور تولستوي في هذه الرواية وباسلوب ادبي نادر ويلات
الحرب ومشاهد القتل والتدمير وحالة البؤس وانكسار النفس البشريه
على حد سواء في الجنود المتحاربين والبشر المسالمين
ان الاستمرار في وصف رواية مثل هذه الروايه التي تتكون من 1270
صفحه تحتاج من المرء ايام طويلة من الجهد والمقدرة الادبية للسبر
في اغوارها واعطاء فكرة كاملة عن محتواها
ولكني سانهي حديثي هذا عنها في اجمل ما قاله تولستوي فيها
يقول تولستوي
نحن بحاجة الى ثورة لكنها ليست ثورة دمويه بل ثورة في الضمائر
وفي القلوب
لقد اثارت رواية الحرب والسلام واحداثها مخيلة الرسامين الروس
فانتجوا لوحات عظيمة عبرت عن الحرب ومشاهدها المؤلمة
الرسام يونيوري زوخولسكي انجز لوحات رائعة عن الحرب
هذه بعض منها
والرسام فوجيك كوساك ابدع في تصوير مناظر الحرب ايضا
والرسام ماكسيمالين كيرميسكي له هو الاخر مجموعة رائعة من اللوحات
وهذه مجموعة اخرى من لوحات الرسام فوجيك كوساك
وفي نفس الوقت فقد انجز الرسامين الروس انفس اللوحات الفنيه التي
تعبر عن السلم والحياة الهادئة البعيدة عن ويلات الحرب
منها هذه مجموعة
واخيرا تبقى كلمة الحرب مقيتة تثير الذعر والاشمئزاز في النفس البشريه
فما اجمل ان يعيش البشر في سلام وامان بعيدا عن ويلات وجرائم الحروب
واجمل ما نختتم به هذه المقاله هو صوت ماجده الرومي وهي
تغني انشودة السلام
http://www.ahyasalam.com/play_song.php?songmd=5f516e3af7604d45b0aa1d520e7241a7&lang=AR
Лев Николаевич Толстой
بالنسبة للرواية وبالاخص اسمها يدور الكثير من النقاش والبحث والتنظير حول مسألة هل الكاتب كان يقصد الحرب والسلام أم الحرب والعالم لان الكلمة الروسية
مير - МИР
تعني السلام وايضاً تعني العالم
فالبعض يقول الحرب والسلام لان تولوستوي كان يقصد في روايته المقارنة بين الحرب والسلام وهؤلاء هم الفريق الذي يحاول الابتعاد عن خوض النقاش ولفت الانتباه الى حياة الارستقراطية الروسية واخلاقها وما تتصف بها
اما الفريق المعارض والذين يؤكد بان تولوستوي كتب عن الحرب وعلاقتها بالبشر ( العالم ) من ارستقراطية وكادحين لذلك يجب ان يكون اسم الرواية الحرب والعالم , هذا مع ملاحظة ان محور الرواية هو حياة خمسة عوائل ارستقراطية روسية والرواية توضح حياة الترف التي عاشتها طبقة النبلاء في روسيا في العهد القيصري حتى في اصعب الظروف حيث ناپليون احتل موسكو
وفي جميع الاحوال تبقى رواية الحرب والسلام أو الحرب والعالم من اعظم الابداع العالمي
معركة أوسترليتز
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|