<%@ Language=JavaScript %>  سعود قبيلات استعادة الذات

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

استعادة الذات

 

 

  سعود قبيلات

 

تمَّ، أمس الأوَّل، إشهار اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين،وقد حقَّق الاجتماع المكرَّس لهذا الغرض نجاحاً باهراً فاق التوقّعات؛بما فيها توقّعات اللجنة التي حضَّرتْ له. وهذا يشير، بوضوح، إلى أنَّ نضوج الظرف الموضوعيّ، خلال السنوات الأخيرة، هيَّأ الشروط الملائمة لنضوج الظرف الذاتي أيضاً؛ لكن لم يكن لهذا الأخير أنْ ينضج مِنْ تلقاء نفسه؛ فكان لا بدَّ مِنْ جهودٍ مثابرة ومخلصة تُبذل مِنْ أجل إنضاجه. وهذا ما قامت به، خلال الستة أشهر الماضية، اللجنة التحضيريَّة وشيوعيّون آخرون تطوَّعوا لمساندتها في عملها.
وهكذا، أمكن، في النهاية، ليوم الجمعة 29/ 3/ 2013 أنْ يكون يوماً مهمّاً في تاريخ الحركة الشيوعيَّة الأردنيَّة؛ حيث من المتوقّع لها أنْ تعود، بعده، إلى الساحة السياسيَّة،بقوَّة، كتيَّار طليعيّ فاعل، مثلما كانت في السابق، وربَّما أفضل. هذا ما ينبئ به، بوضوح، الحشد الكبير الذي اكتظَّتْ به قاعة الرشيد في مجمَّع النقابات المهنيَّة وأروقة المجمَّع ومدخله، كما ينبئ به، أيضاً، الحماس الشديد الذي أبداه الحضور لفكرة انضوائهم جميعاً في إطار اتِّحاد الشيوعيين.
التقى الشيوعيّون، في ذلك اليوم المشهود، رجالاً ونساءً، مِنْ مختلف المحافظات، ومِنْ مختلف المراحل العمريَّة، ومختلف المهن، ومختلف الاهتمامات. وقد عبَّر كلٌّ منهم عن موقفه بطريقته؛ لكنَّهم اتَّفقوا، جميعاً، على ضرورة إشهار اتِّحادهم والمضيّ في بنائه بلا إبطاء.
وكان روّاد الحركة الشيوعيَّة الأردنيَّة ومناضلوها الأوائل في مقدِّمة الحضور؛ حيث كان الرمز الوطنيّ والأمميّ الكبير الدكتور يعقوب زيَّادين (أبو خليل) يتابع، مِنْ مقعده في الصفّ الأوَّل في القاعة، بفرحٍ ظاهر، ولادة اتِّحاد الشيوعيين الأردنيين. وكان هناك، أيضاً، زكي الطوال، وإملي نفَّاع، وخالد حمشاويّ، وآمال نفَّاع. كما كان هناك، كذلك، شيوعيّون لم تكن لهم علاقة سابقة بالحزب الشيوعيّ الأردنيّ أو بأيٍّ من التنظيمات المنبثقة عنه؛ ومعظم هؤلاء مِنْ جيل الشباب. ما يعني أنَّه حتَّى في ظروف انقسام الشيوعيّين وتشتّتهم، كان فكرهم يواصل كسب عقول جديدة شابَّة ومميَّزة من الجنسين. ومع الأسف، لم يتمكَّن كلّ من المناضلين البارزين عيسى مدانات وعبد العزيز العطِّي وإسحق الخطيب وفايز بجَّالي ونبيل الجعنينيّ من المشاركة في الاجتماع؛ لأسباب صحيَّة؛ لكنَّهم كانوا حاضرين معنا، رغم ذلك. وقد جاء إلى الاجتماع مَنْ يتحدَّث باسم بعضهم معبِّراً عن تأييده التامّ لفكرة "الاتِّحاد".
لكن، من الانصاف القول انَّه لم يكن لهذا المسعى التوحيديّ أنْ ينجح لو أنَّه لم يحظ بمساندة الحزب الشيوعيّ الأردنيّ والتنظيمات الشيوعيَّة الأخرى (حركة اليسار الاجتماعيّ الأردنيَّة، وتجمّع الشيوعيين الأردنيين)؛ولو أنَّه لم يُرفد بالكثير من الجهود المخلصة التي بذلها، أيضاً،العديد من الشيوعيين غير المنضوين في تنظيمات حزبيَّة.
ولقد انعقد لقاء الشيوعيّين بالاستناد إلى الأسس التالية:
1.التسليم، سلفاً، بأنَّه توجد بينهم خلافات فكريَّة وسياسيَّة لا يُستهان بها، وأنَّهم قرَّروا التعامل معها بالحوار الحقيقيّ الذي لا يهدف إلى إلغاء وجهة النظر الأخرى، بل يسعى إلى الاستفادة بها والتوصّل معها إلى قواسم مشتركة، مع حقّ كلٍّ منهم بالاحتفاظ برأيه المختلف والتبشير به.
2. وبناءً على ما سبق، فلا إقصاء لأيّ رأي (أو صاحبه)، مهما بدا مختلفاً.
3. هذا الإطار هو تجمّع للشيوعيين وليس حزباً آخر لهم.
4. النظر إلى هذا الإنجاز باعتباره خطوة أساسيَّة على طريق إعادة بناء البديل الحقيقيّ والجذريّ للسياسات القائمة. وبهذه المناسبة، أكَّد الشيوعيّون أنَّهم يمدّون يدهم إلى رفاقهم اليساريين والقوميين والديمقراطيَّين والمثقَّفين التقدّميّين، الحزبيين منهم وغير الحزبيين، للعمل معاً مِنْ أجل تشكيل "الجبهة الوطنيَّة الشعبيَّة الأردنيَّة" التي تحشد طاقاتهم، جميعاً، للدفاع عن بلدهم ضدّ جميع الأخطار التي تهدّده، وعن مصالح شعبهم ولقمة عيشه وحريّاته، ولمواجهة نهج التبعيَّة وسياسات الليبراليَّة المتوحّشة، والتصدِّي للمؤامرات والمكائد الإمبرياليَّة والصهيونيَّة والرجعيَّة التي تستهدف أمَّتهم.
وكانت الكلمة الافتتاحيَّة للاجتماع بعنوان "اتِّحاد الشيوعيّين الأردنيّين على طريق الجبهة الوطنيَّة الشعبيَّة الأردنيَّة"،وقد تشرَّفتُ بإلقائها باسم رفاقي في اللجنة التحضيريَّة، فأكَّدتُ أنَّنا لسنا تيَّاراً ثالثاً (ولا رابعاً)، كما يحاول بعضهم أنْ يشيع؛ بل تيَّار أصيل، له تاريخ كفاحيّ مجيد، وفكر علميّ سديد، وهو موجود بصورة ملموسة في المجتمع، منذ أكثر مِنْ ستّين عاماً؛ لكنَّه مقسَّم ومشرذم؛ كما أكَّدتُ أنَّنا لسنا ردَّ فعل، بل استعادة لفعل حقيقيّ تمزَّق إطاره وضاع سياقه، بعدما كان يصبّ بصورة منسَّقة في مجرى المصالح الوطنيَّة والقوميَّة وإعلاء شأن الإنسانيَّة، ممهوراً بالتضحيات الباهظة، بل والشهادة، أيضاً.


 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا