<%@ Language=JavaScript %> خميس بن حبيب التوبي مفاوضات لأجل الحل أم لجلب الدمار؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

مفاوضات لأجل الحل أم لجلب الدمار؟

 


خميس بن حبيب التوبي

 


مرة أخرى تضع الولايات المتحدة أسطوانة ضرورة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال الصهيوني في وضع التشغيل لإضفاء أجواء احتفالية على سماء المنطقة التي يخيم عليها الإرهاب العابر للحدود والمدعوم غربيًّا وإقليميًّا، وتخيم عليها الدعوات إلى الحروب والدمار والخراب، وكعادة الأميركي حين يرى أنه مجبر على تلبية دلال ربيبه كيان الاحتلال الصهيوني، يعمد بداية إلى تدوير أسطوانة المفاوضات والحديث عن عملية السلام وفق رؤية حل الدولتين ليمهد الأجواء في المنطقة.
ويقود عملية التدوير هذه المرة جون كيري وزير الخارجية الأميركي ليشنف بها آذان وفد اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية، مركِّزًا على المقطع الشهير الذي غناه الرئيس باراك أوباما بُعيْد تسلمه منصبه في ولايته الرئاسية الأولى والذي عنوانه "حل الدولتين"، حيث عقَّب كيري بشرح موجز للمقطع بقوله: "لقد جددت التزام الولايات المتحدة إنهاء النزاع استنادًا إلى رؤية الرئيس (باراك) أوباما: دولتان تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، وذلك عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين"، معلنًا (كيري) أن الجانب الأميركي اتفق مع اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية على أن تصبح الاجتماعات بين الطرفين "دورية".
السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك جديد في إعادة تدوير أسطوانة المفاوضات والتعقيب على أغنية أوباما الشهيرة "حل الدولتين"؟ وهل استئناف المفاوضات من أجل التفاوض؟ أم من أجل الحل؟ وهل الوضع الراهن أساسًا يستدعي بلورة شيء ما لذر الرماد في العيون؟
يدرك الأميركيون أن ليس ثمة ما يدعونهم إلى ممارسة ضغوط حقيقية على حليفهم الاستراتيجي كيان الاحتلال الصهيوني باتجاه التحرك نحو الوفاء بالاستحقاقات الواجبة عليه التي تنبني أو يمكن أن تحقق أغنية "حل الدولتين"، لأن الجانب الآخر الذي ذهب إلى واشنطن وعقد اجتماعه مع الجانب الأميركي بالقرب من البيت الأبيض أمس الأول لديه أجنداته ويبحث عن وسائل عدة يمكن أن يسترضي بها الراعي الأميركي لعملية السلام ليستجدي منه تدخلًا عسكريًّا مباشرًا ضد سوريا، أو على الأقل قيادة التدخل من الخلف والدفع ببريطانيا وفرنسا إلى الأمام، فالمال العربي جاهز لعملية التمويل بدءًا من الطلقة وانتهاء بالقنبلة والصاروخ. ويبدو أن الأميركيين أنفسهم اندهشوا من سرعة التنازل عما كان حتى الثواني التي تسبق عقد الاجتماع، يعد من الثوابت والخطوط الحمراء التي لا يمكن المساس بها أو مجرد الاقتراب منها، وفق مبادرة السلام العربية وهو حدود عام 1967م، ليتحول هذا الثابت إلى إجراء آخر يقوم على عملية تبادل الأراضي بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة بدلًا من التوافق على الحدود المذكورة، لذلك جاءت عملية الاستدراك سريعة، حيث أعلن سفير الدبلوماسية الأميركية عن اجتماعات "دورية" بين راعي السلام الأميركي عضو اللجنة الرباعية لسلام الشرق الأوسط، وبين اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية. ومن المؤكد أن هذا الأمر أعطى المحتل الصهيوني قبل الراعي الأميركي أريحية كبيرة وضمانًا بأن يبقى ملف الصراع العربي ـ الصهيوني في أوضاع المناقلة والمداورة والمراوحة حسب المتغيرات والظروف؛ بمعنى آخر إدارة ملف الصراع بعيدًا عن أي بوادر حل، خاصة وأن هناك تسريبات عن وثائق سرية تتحدث عن الوطن البديل للشعب الفلسطيني، ويتمثل في اقتطاع أجزاء من سيناء المصرية التي يهدف المحتلون الصهاينة إلى أن يفيدوا من هذا الطرح بتحقيق أحلامهم التلمودية بإقامة "دولة يهودية" خالصة، وهذا ما يفسر المزاعم الصهيونية بين الحين والآخر عن صواريخ أطلقت من سيناء باتجاه كيان الاحتلال الصهيوني.
هناك من لا يزال يراهن واهمًا على "الخريف العربي" في تغيير معادلة الصراع العربي ـ الصهيوني، إذ من شأن الفوضى المستشرية في أكثر من بلد عربي والتي أطلقوا عليها اسم "ثورة" ستغير موازين القوى لصالح القضية الفلسطينية، وستجبر الولايات المتحدة وأوروبا ومن ورائهما كيان الاحتلال الصهيوني إلى الوفاء باستحقاقات عملية السلام. ولم يدرك هؤلاء الواهمون أنهم يقادون إلى نهاية كارثية لن تقتصر على القضية الفلسطينية.

خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا