<%@ Language=JavaScript %> رحيل .. ياس خضر ‏ الساحة الفنية العراقية تودع أحد أعمدتها

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

رحيل ..  ياس خضر

 

الساحة الفنية العراقية تودع أحد أعمدتها

 

 

وداعا ابا مازن 

 

رحل عن هذه الدنيا وعن محبيه ومتابعيه الفنان العراقي الكبير ياس خضر في سوريا عن عمر ناهز ‏‏74 سنة بعد مرض عضال . ويعتبر المطرب الراحل من أشهر الفنانيين على الساحة العراقية ‏والعربية حيث قدم كل الوان الغناء وامتاز صوته بالحزن والشجن والتميز وكان أروع ما فدم الأغنية ‏الشهيرة عزاز التي كتبها الشاعر العراقي مظفر النواب ولحنها طالب القرغلي مدير القسم الموسيقي ‏السابق .

 

 

وكان لقاؤه الأول بالملحن الكبير محمد جواد أموري نهاية الستينيات لينتجا أغنية (الهدل) التي بثتها ‏إذاعة القوات المسلحة آنذاك لتنتشر ويتغلب اسم الأغنية على مؤديها ليصبح مطرب الهدل هو الاسم ‏الجديد.. لياس خضر غنى بعدها (أبو زرقه) التي لم تشتهر كما أغنية الهدل... في عام 1969 التقى ‏المطرب الريفي كما كان مصنف آنذاك بالملحن كمال السيد الذي قدم له أغنية المكيَّر من كلمات ‏الشاعر زامل سعيد فتاح، وصارت هذه الأغنية بعد بثها من إذاعة صوت الجماهير ببغداد جواز مرور ‏مهم لمطرب قدم أحلى ما في صوته للجمهور بجهود ملحن ذكي راهن على صوت ياس خضر المتفرد ‏بخصوصيته، وليدخل ياس خضر إلى إذاعة صوت الجماهير من خلال هذه الأغنية ويكون أحد ‏مطربيها... بعدها التقى وفي بداية السبعينيات بالملحن الشاب ـ آنذاك ـ طالب القرة غولي فلحن له ‏‏(البنفسج) من كلمات الشاعر الكبير مظفر النواب ويستمر التعاون مع القرغولي وتأتي (مرينه بيكم ‏حمد) للشاعر النواب أيضا ثم إعزاز للشاعر المبدع زامل سعيد فتاح صاحب الوصف الكبير عندما ‏يقول: ((إعزاز عدنا ومنهو ينكر رمش عينه ويا هو أكرب من جفن للعين لينه ..‏
وبقي المطرب ياس ينتقل من ملحن إلى أخر ليكون أداء حنجرته فيقدم أغنية (ولو تزعل) ثم إلى ‏الموسيقي نامق أديب القليل الإنتاج ليعملا لحن (تايبين) والتي انتشرت سريعا لتصبح على كل لسان ثم ‏يعود بعدها لأحضان القرة غولي الموسيقية لتكون (جذاب) لحن الموسم بعدما أدتها المطربة الكبيرة ‏مائدة نزهت ولم تلق تذوقا جماهيريا ويمضي مشوار ياس خضر مع رحلاته وصولا إلى بقاع بعيدة ‏عن العراق إذ وجود الجاليات العربية والعراقية في لندن وأستراليا وأميركا بعد إن صار له جمهور ‏كبير ومحبون في كل دول الخليج العربي.. ياس خضر بدأ حياته قاطع تذاكر في مستشفى أبو صخير ‏بالنجف الاشرف تحول إلى نجم للغناء العراقي واحد سفرائه المعتمدين في العالم والوطن العربي حتى ‏بات علامة مضيئة في سماء العراق.‏
حصل على الكثير من الجوائز ورحل عن العراق عام 2003  الى سوريا والاردن والامارات العربية ‏المتحدة ..‏
ومن أشهر اغاني ياس خضر ‏
عزاز ‏
حن وانا احن ‏
الهدل
شي يصير لو تزعل
على مودك ‏
مجروحين ‏‏
تايبين
مرينا بيكم حمد ‏
البنفسج ‏
وداعاً يا حزن ‏
آه ياليل

 

عرفت ابا مازن والتقيته في عدة عواصم كان رحمه الله رجلا وانسانا متواضعا وعربيا اصيلا ندر مثيله 

 
واليكم من اجمل ما غنى  

 

http://www.youtube.com/watch?v=HWihv993J1g

 

 

 

 

مرة وحدة من غرائب ياس خضر

 

 
تحسين عباس

2011-05-24


القدس العربي

 

 

عند تمعُّننا في كلمات الأغاني القديمة التي تلحُّ بوجودها في الذاكرة وتفرضُ على رغبتنا الاهتمام نجد ان معظم محاور فكرتها وعلى اختلاف تناولها تنطلق من موضوعة الحب الحقيقي او ما يسمى بالحب العذري الذي يبتعدُ كثيراً عن التمرد والعبثية في العواطف ويمتزجُ لبّاً بالوفاء ونكران الذات، فالغناء على فكرة هذه الأغاني هو أول أسباب ديمومة تداولها في ذاكرة المستمع.
إضافةً إلى ذلك الإخراج التنغيمي الذي أجادَه ُمنغِّمو تلك الأغاني بصحبة الحنجرة المناسبة التي تمتلك مقومات المنجز الغنائي الذي يبحرُ في آفاق الاستماع طرباً في ما تدليهِ آلية التكوين الفني من جمال ٍ يثيرُ الدهشة بمتعة المتابعة وأسلوب الإيصال المتفاني عاطفة ً في الإحساس بالمفردة في موسيقى لفظها وموسيقى صوتها الخارج بالتنغيم، وهذا ما يوثقها في الذاكرة لانطباق اللفظ والصوت النغمي، ثمَّ يأتي المطرب ليشعلَ بشعورهِ عن طريق تصرفهِ المتقن بالحنجرة مكامن الجمال الذي اتمها لهُ الكاتب والمنغم؛ فمن خلال تجوالي في المكتبة الصوتية للمطرب الكبير ياس خضر وجدتُ اغنية ً اهملها النقاد الموسيقيون في اظهار مواطن الابداع وتوفر البيئة الفنية الاصيلة المختبئة فيها وهي أغنية (مرة وحدة) وقد يكون السبب في ذلك ان ظهور الأغنية كان في فترة اواخر السبعينيات وما تبعتها من ظروف الحرب العراقية الايرانية، والحاجة الملحة للاهتمام بالأناشيد الحربية. فالأغنية هي من كلمات زهير الدجيلي وتنغيم طالب القره غولي واداء الفنان القدير ياس خضر.
مرة وحدة ... مرة وحدة
قلت احبك مرة وحدة
والعمر بس مرة وحدة
فكرة العمل الفني:
طبقاً لما يدورُ في محور فكرة كلمات الاغنية وتجربة الكاتب الفنية في اعلان الحبيب عن قراره في حبِّه انه لا يستطيع ان يعشق الا مرة واحدة وتبرير ذلك ان ما سوف يعيشهُ هو لعمر واحد او ان هناك صورة شعرية متضمنة ان حبَّهُ هو عمرهُ الذي يعيشهُ، لان عمر الانسان واحد فحبُّه لا يكون الا لمرة واحدة ولكنَّ الشاعر اراد في هذا النص نقد احدى الحالات الاجتماعية في تثبيت هذه الحالة (الحب لمرة واحدة والوفاء حتى النهاية) وهي ان بعضَ الناس يرى ان بإمكانه ان يعشق فيكون عشقهُ موسمياً، لذلك رأينا البناء الموسيقي لهذه الاغنية يتراوح ما بين الحزن والأسى (الوجوم) تارة، وما بين الثبات على قرار الذات في الحب لمرة واحدة ونقد الموسمية في الحب. ففي الحزن والاسى سمعنا مقام السيكاه بلدي والصبا على درجة الحسيني (لا جواب) وفي الثبات والإصرار سمعنا الهزام على درجة الـ(فا كار ديز) والسوزناك على درجة الدوكاه. فكان بناء الأغنية الإجمالي من مقام السوزناك على درجة الدوكاه وتحليق البداية من مقام السيكاه بلدي على درجة الحسيني، وفي هذا البناء غرابة بينت هيمنة المُنغم على الاصوات وتصرفهِ المتقن في الهندسة النغمية، حيث انه لم ينته بما ابتدأ فيه فكانت المقدمة الموسيقية عبارة عن فالت موسيقي قصير ثمَّ دخول الى فالت غنائي من مقام السيكاه بلدي على درجة الحسيني.
وفي المقطع الأول نرى:
صرت أشوفك.. أحلى ما مرسوم
بالدنيا وارسمك
صرت أشوفك.. وين ما يطلع قمر
صرتَ اقِل للناس حبوا
هوايا حبوا
ولا تخلون الربيع بلايا وردة
حتى يبقى الوفا شمعة
حتى تبقى الدنيا مليانة مودة
كلت احبك مرة وحدة والعمر بس مرة وحدة .
استمرار الحزن والأسى الكائن في مقام السيكاه بلدي علماً بان الجمل الأولى من المقطع لا تدل عن الحزن، لكنَّ المُنغِّم هنا اخذ الرؤية الاجمالية للنص بأكمله ثم الرؤية الاجمالية للمقطع ذاته فاستشفَّ ان النص يتحدث عن الجفاء المفروض على المحب، فلذلك ارتأى المُنغِّم ان يجعل الصور الشعرية التي ادلى بها لسان الشاعر في حالة الهيام عتاباً مُضمخاً بالحُزن، لكنه وقبل ان ينهي المقطع يرجع بانسيابية جميلة الى هزام الـ(فا كار ديز) لتثبيت الفكرة بان الحب ليس موسماً بل هو كائنٌ حقيقيٌ في داخل العمر؛ مستقراً في نهاية المقطع بمقام السوزناك على درجة الدوكاه(ره).
المقطع الثاني:
مو محبين اللي يريدون اليحب لازم يشوف الهجر مره
مو محبين اللي يحسبون القلب مثل المواسم الف مره
اشلون لو ماي الوفه ابيناتنه طاح وتبده ـــــ اشلون بينه
اشلون اذا راحت الدنيا وسافرت بلايا موده ـــ اشلون بينه
ما اظن يبقى غصن شاب ويَورده
ولا يمر بينه الهوى ولا مره وحده
كلت احبك مره وحده والعمر بس مره وحده.
يبدأ المقطع الثاني بجمل موسيقية من مقام الصبا على درجة الحسيني (لا جواب) وكذلك الغناء ليسبر التنغيم اغوار النفس فيما يعانيه المحب من قهر في حرمانه من الوصال.
يتحول الغناء بعد الشطرين الاولين الى نغم الحجاز على درجة الحسيني بصوت المطرب ليستقر بمقام الهزام على درجة الـ (فا كار ديز) باصوات الكورس النسائي وهذه مراوغة موسيقية بديعة استطاعت ان تتلاعب في متابعة المستمع دهشة ً في الجمال، ثم يسترجع التنغيمُ الاداءَ بصوت المطرب للهزام ومن ثم ختامه كما في السابق بمقام السوزناك على درجة الدوكاه.
المقطع الثالث والأخير:
تدري مرات الغياب يصير شامت واظل احسب
وحتى ساعات العتاب وياك ما خلتني اعتب
مره اشوفك فرح يكبر
ومره اشوفك حلم اخضر
لاجل عينك والعيون الصافية بلون الموده
لاجل عينك والعيون اللي تعرف تحب مره وحده
كلت احبك مره وحده والعمر بس مره وحده.
يبدأ هذا المقطع بحركة موسيقية جميلة من نغم الحجاز على درجة الحسيني ثمَّ يسترسل الى هزام الـ(فا كار ديز) مُستقراً عليه ؛ مُبيناً حُزنهَُ وما يعانيه من الفراق الذي فـُرض عليه وعلى حبيبه وعند انسحاب التنغيم الى الهزام يؤكد لسان حال المحب على مدى اصرارهِ على حبيبه. ينتقل المُنغم بطرفةٍ حزينة ٍ بمقام الصبا على درجة الحسيني وبحركاتٍ جديدة تختلف عما قبلها من انتقالة الى نفسِ المقام ليعود لهزام الـ (فا كار ديز) حتى يستقر الى مقام السوزناك على درجة الدوكاه.
الأداء:
وحسب ما عرفنا من انتقالات غريبة من مقام لآخر يتبين لنا مدى سعة حنجرة المطرب الكبير ياس خضر لاحتواء المساحات النغمية، حيث ان من المعروف علمياً ان مقام السيكاه بلدي هو من المقامات التي تمتاز بابعاد صوتية شاسعة (3/4 ،1، 3/4 ،1، 3/4 ،1 ،3/4 ) وفي نفس الحال ان هذا المقام يَتملك المطرب وليس من السهولة الخلاص من سلطانه على النفس والطرب له. وكذلك مقام السوزناك الذي ظهر هنا بصفة تتقارب من حيث السلطان لمقام الرست. فرأينا تمكن حنجرة المطرب في الانتقال بسهولة وفي نفس الوقت استطاع ان يضيف خامتهُ الشجية على الجمل التي توحي بالشجى ولم تربكهُ العرضيات الصوتية كما في الفالت الغنائي عندما كان يغني في مقام السيكاه بلدي على درجة الحسيني لتعترض غناءه تنغيماً درجة ال (فا كار ديز) في: والعمر بس مره وحده. وكذلك في المقطع الاول 'ولا تخلون الربيع بلايا ورده' حيث ان الغناء كان في مقام السيكاه بلدي لينتقل الغناء فجئةً الى جملة كرد على درجة ال (مي قرار).
التوزيع:
كان التوزيع بين الآلات ملائماً للحيز الفني الذي تكوَّنَ من فكرةِ الأغنية فكانت آلة القانون مُعبرةً عما سيأتي من حنين الكلمة المُنغَّمة ومعناها المصاحب في الإفهام كما كانت اللازمات الموسيقية في جملة الصبا في المقطع الأول التي ادتها آلة الأكورديون مناسبةً في غوصها في النفس ومدى احداثها انكسارا في الجوف الشعوري للمستمع.
اما ما أدّتهُ آلات الكمان فلا يختلف عليهِ موزعان ويقيناً انَّ التوزيع جميلٌ على امكانيات تلك الحقبة ويمكن له ان يكون اجمل لو وزعَ بتقنيات هذا العصر ولكن من يستطيع اطرابنا وامتاعنا غير صوت ياس خضر؟
 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا