<%@ Language=JavaScript %> حسن حاتم المذكور عرس على فراش الموت العراقي ..

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

عرس على فراش الموت العراقي ..

 

 

حسن حاتم المذكور

 

تختلف اطراف حكومة الشراكة  الوطنية !!! ويبلغ الصراع كسر العظم , يحدث هذا قبل كل انتخابات , المواطن المكذوب عليه , تعود الخوف من الآخر والأحتماء بمن يمثله في مسرحية الأزمات , يترك قضاياه ومصالحه خلفه مدفوعاً مع تيار اللعبة هروباً الى الأمام, ومن اجل اعادة تقاسم اصواته, ترتكب المجازر تتبعها الأتهامات والأدانات والأبتزازات لتختتم اللعبة بالمساومات وتقاسم مكاسب الأزمة وتجميد الأرصدة الدستورية الى ازمات ومكاسب قادمة يحدد توقيتها رفاق المستقبل .

كل يتظاهر بالأنحياز الى طائفته وقوميته بالضد من الأخر, تتصاعد العصيانات في المناطق الغربية , وترتفع ردود الأفعال في مناطق الجنوب والوسط , ويشترك الجميع في دق طبول الحرب الأهلية وعظائم الأمور , يتسرب الخوف الى قلوب الملايين, فيذهب الشيعي ليتبرع بأصواته الى مراجع ورموز ــ تحالفه الطائفي ــ كثمن لحمايته من اشقاءه , ويضع السني اصواته في اكياس اطراف ائتلاف السلفيين والتكفيريين والبعثيين , المواطن الكوردي , اصواته مرهونة في خزائن الحزبين الرئيسيين , يؤجل ثلاثي اللعبة شروط ومقتضيات المصالحة والتوافق الى ما بعد الأنتخابات حيث ينتهي الفرقاء من وضع اصوات ( ولد الخايبة ) في ارصدة منافعهم ومصالحهم الشخصية والعائلية والفئوية الحزبية  .

بعد مسلسل التفجيرات واضافة المئآت من الشهداء والجرحى والأرامل والأيتام الى النزيف اليومي للعراقيين ويأخذ الأنهاك النفسي المعنوي مأخذه من المواطن, تبدأ الوساطات الدولية والأقليمية في اكمال التمثيلية , زيارات ومصالحات وتهدئة  وعتب رفاقي , فيستلم المكون الشيعي ! حصته من مشروطاته , ويحقق المكون  السني فائض ! مطالبه , والمكون الكوردي ! ما يكفي من سقف مفروضاته ( 1) .

كم تبنى المكون السني , مطاليب الغاء المادة ( 4 ) ارهاب وقانون المسائلة والعدالة والعفو العام, ليكسب اصوات المستغفلين من عراقيي المناطق المستسننة وكم رفض التحالف الشيعي وبقوة مفتعلة ما يطالب به الوجه الآخر للعملة, ويبدأ التصعيد عبر الفضائيات ووسائل الأعلام الرسمي والمأجور , ليكسب اصوات المستغفلين من عراقيي المناطق المستشيعة , اما في الشارع العراقي , فالمواطن يواجه يومياً من داخل مؤسسات الدولة ما يزيد على 70 % من بقايا الجلادين والمحققين والمخبرين وكتبة التقارير وكأن العراق لا يصلح الا ان يبقى اسمال بعثية .

بنات وابناء الجنوب والوسط , مشكلتهم مع منتحلي تمثيل طائفتهم , مثلما هم اهالي المناطق الغربية مع منتحلي تمثيل طائفتهم , وسيبقى المصير البائس للملايين ومن جميع المكونات معلقاً على حبال المفتعل من الأزمات التي استنزف فيها ثلاثي اللعبة عافية العقل العراقي وانهك وعي الرأي العالم .

لا توجد اسباب موجبة تجعل عراقيي محافظات الجنوب والوسط , ان يثأروا لمظلومية , اشقائهم في المناطق الغربية براء منها , وليس هناك ثمة اسباب تجعل عراقيي المناطق الغربية ان يفكروا في استرجاع حقوق في ذمة اشقائهم في الجنوب والوسط وهم فاقدي الحقوق اصلاً , كما لا توجد اسباب تجعل المواطن الكوردي يعتمد الكراهية والأحقاد والخوف المفتعل لأفساد بيئة المشتركات الأخوية مع الآخر مع العلم , لا توجد بين تلك المكونات العراقية من اضطهد وقاتل الآخر , جميعهم ضحايا واقع دمرته النخب الطائفية القومية , المكونات العراقية اذا ما توفرت لديها بيئة اجتماعية يسودها الوفاق والتسامح ورغبة التعايش السلمي  والأندماج الطوعي , فهي وحدها القادرة على معالجة جميع الأشكالات وسؤ الفهم فيما بينها من دون اللجؤ الى افساد العلاقات التاريخية  والمنافع المشتركة  .

لقد افسد الوسطاء الطائفيين والقوميين واضروا بالعلاقات الوطنية بين مكونات المجتمع العراقي , وشوهوا حاضر وهددوا مستقبل كانت الثروات الوطنية , مؤهلة ان تجعل منهما بيئة مثالية للأزدهار والرفاهية .

العراقيون في مواجه مع هذا الذي يقاتل عقلهم ويقدس جهلهم ويستغبي وعيهم ويستنسخهم اسراباً تدور في فلك الهاوية , انها مهمة كان مفروضاً ان يكون المثقف في طليعتها , لكن زمن المستثقفين وكتبة القطعة , كسروا ظهر الحقيقة العراقية واصبحوا جسوراً لعبور مظالم الطائفيين والقوميين .

تجاربنا المريرة وحراك الواقع وصراخ الغضب العراقي , لم يترك لنا الآن حرية المناورة على مواقفنا وخذلان انفسنا واستغباء شعبنا , لقد انكسرت اكثر من عروة كنا نمسكها واهية , حيث المسافة بين الطائفيين والقوميين ( البعثيين ) قصيرة حد التماس , بعكسه مسافتهم مع التيار الوطني الديمقراطي الليبرالي , شاسعة حـد القطيعة , وان المصالح المشتركة , ستعبر عن نفسها تحالفات وجبهات بين ثعالب الطائفيين والقوميين ( البعثيين ) , اذا ما شكل الوعي الوطني الديمقراطي الحداثي , تياراً نشيطاً صادقاً يمثل المشروع المستقبلي للعراق , دليلاً على ذلك , الموقف السلبي الذي يشترك فيه التيارين الأسلامي الحاكم والقومي ( البعثي ) المشارك , ازاء الأربعة ملايين عراقية وعراقي من ضحايا البعث منذ الأنقلاب الدموي في 08 / شباط / 1963 , يقابله الأنفتاح الودي على مجرمي البعث الذين لا يزالون يمارسون جرائمهم اليومية , واغراق مؤسسات الدولة وبشكل خاص وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية بالكوادر البعثية المجربة بغدرها ووحشيتها في اذلال الشعب العراقي , لكنها لا تطيق رؤية موظف وطني واحد في مؤسساتها وسرعان ما تتعامل معه ــ بكاتمات الصوت ـــ , انها الحقيقة التي يجب ان نتعامل معها وطنياً والواقع الذي يجب ان ننصفه والعراق الذي يجب ان نحترمه , فالطائفيون الذين كذبوا على الناس , سيخلعوا جلدهم ليتعروا كما هم ( مستبعثين وان لم ينتموا ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) : اغلب اطراف العملية السياسية , والأسلامية منها بشكل خاص , تكرر مفردتي ( المكون الشيعي ـــ والمكون السني ) , ثقافة وعلى امتداد عشرة اعوام , احتلت مكان المفردة الوطنية ( المكونات العراقية ), انها سخرية غير مسبوقة من حيث انعدام الحياء .

11 / 04 / 2013

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا