<%@ Language=JavaScript %> كلام خطير من ناصر قنديل مدونة هاني

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            


 
مدونة هاني

 

كلام خطير من ناصر قنديل

 

 

 

كتب ناصر قنديل

16 تم الإتفاق :

- ثلاثة أيام لمستشار الأمن القومي الأميركي لموسكو إنتهت بإتفاق أوباما مع بوتين هاتفيا على القمة بينهما في قمة العشرين في موسكو في أيلول

- يرأس بوتين قمة العشرين ويريدها فرصة للتوازن الإقتصادي فربط القمم ببعضها

- سيلتقي الرئيسان قبل قمة موسكو بأربعة شهور في لندن وخلالها تطبق الإتفاقات

- التفاهم على الدرع الصاروخي في أوروبا والتفاهمات بصدد كوريا وإيران وسوريا محورها الحل السياسي

- ستحظى فرنسا بقوة دولية إلى مالي وتركيا برعاية التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي والسعودية دور في لبنان والباقي فيشينغ

- يتولى الأميركي ترتيب شركاء الحرب على سوريا وبيده ورقة إعلان بيعة النصرة للقاعدة

- تحويل الحر والإئتلاف إلى صحوات كما في العراق يتولون تقديم المعلومات عن النصرة والقاعدة عبر الأردن للجيش السوري لملاحقتهما

يقوم الحر والإئتلاف بحسم حرب السيطرةعلى المناطق مع النصرة خلال أسبوعين

- سريع ديلنون ففجأة تفجير في بوسطن وذعر من عودة شبح القاعدة والتحليلات تربطه بوجودها في سوريا والحل ؟ التفاهم مع الأسد ؟ فليكن ولم لا ؟

16 يوما سيتقاتلون ويتقدم الجيش وتعلن الدول خروجها من الحرب

لا أدري إن كان هذا الكلام هو تحليلا أم معلومات (هو على الأغلب تحليل)، ولكن في حال صح هذا الكلام فهو كلام خطير.

ما هو معنى “تحويل الحر والإئتلاف إلى صحوات” لكي “يقوم الحر والإئتلاف بحسم حرب السيطرة على المناطق مع النصرة”؟ هل هذا الكلام هو كلام جيد؟

هذا الكلام هو هدف أميركا المعلن. موقف أميركا العلني هو أنها تريد دعم المقاتلين “المعتدلين” لكي يحلوا محل “المتطرفين”. ما الذي ستستفيده سورية إن تخلصنا من المتطرفين وسلمنا المناطق السورية للمعتدلين الموالين لأميركا؟ هل هدف سورية هو إنهاء التمرد في المناطق السورية أم وضع هذه المناطق تحت سيطرة المخابرات الأميركية؟

سيطرة تنظيم القاعدة على مناطق في سورية هي أرحم من سيطرة أميركا على هذه المناطق. لا أظن أن سورية لها مصلحة في بسط النفوذ الأميركي على أي شبر في سورية.

أميركا دعمت القاعدة منذ البداية لكي تظهر نفسها بمظهر المنقذ للسوريين. هي تريد من السوريين (خاصة العلويين وأمثالهم) أن ينقلبوا على بشار الأسد وأن يلتجؤوا لأميركا لكي تنقذهم من القاعدة. وقتها ستتحول أميركا إلى بطل وسترسل الطائرات بدون طيار وسترسل قوات حفظ سلام بهدف تقسيم سورية. هذا هو هدف أميركا من كل ما قامت به. هي لم تدعم القاعدة حبا بالقاعدة ولكن لأن القاعدة هي المدخل إلى التقسيم.

طبعا التقسيم لن ينقذ أحدا ولن ينهي الحرب بل سيفاقمها، وتجارب التاريخ كثيرة.

لو صح كلام ناصر قنديل فهو يعني أن أميركا نجحت أخيرا في فرض منطقها. هي ستطرد القاعدة من المناطق السورية لكي تصبح هذه المناطق تحت وصاية المخابرات الأميركية. هذا يعني تقسيم سورية إلى منطقتين، منطقة تابعة للمخابرات الأميركية يسيطر عليها المتمردون المعتدلون، ومنطقة أخرى تابعة لروسيا يسيطر عليها النظام السوري. هل هذا هو الحل للقضية السورية؟

خطورة كلام ناصر قنديل هي أنه يتحدث عن السيطرة على الأرض. هو يتحدث عن اتفاق يجعل أميركا تسيطر على الأرض، وهذا أخطر شيء ممكن، لأن الأرض هي أهم شيء ومن يمسك بالأرض يمسك بكل شيء. التنازل لأميركا عن الأرض تحت أي شعار أو مبرر هو أخطر شيء ممكن على الإطلاق.

السوريون ليسوا بحاجة لمساعدة من أميركا في مكافحة القاعدة. يجب إرغام أميركا على وقف دعم القاعدة وبعد ذلك سيتكفل الجيش السوري والقوات الأمنية السورية بمكافحة القاعدة. لو أرادت أميركا المساعدة فيمكنها أن تفعل ذلك بطريقتين فقط:

وقف دعم القاعدة بالمال والإعلام والمساعدات القاتلة وغير القاتلة

تقديم الدعم للجيش السوري والقوى الأمنية السورية

هذا هو الاتفاق الوحيد الذي يجب أن تقبل به سورية مع أميركا، أما الاتفاق الذي يتحدث عنه ناصر قنديل فهو يعني تقسيم سورية وتسليم جزء منها لأميركا، ويعني شطر محور المقاومة والقضاء عليه.

واجب المعارضة الوطنية في سورية

المعارضة الوطنية في سورية، وأعني بها بالذات “هيئة التنسيق”، أخذت في الآونة الأخيرة مواقف مشرفة ضد العدوان الأميركي.

هذه المواقف ممتازة، ولكن المطلوب من المعارضة الوطنية أكثر من ذلك.

المطلوب في سورية هو أن تبدأ عملية سياسية حقيقية. العملية السياسية لا يمكن أن تنتظر إلى حين انتهاء الهجوم الأميركي. الهجوم الأميركي لن ينتهي. يجب أن نتكيف مع الوضع الحالي. الانتظار هو سياسة خاطئة تقود البلد إلى الهزيمة.

يجب على المعارضة الوطنية أن تفصل بين مفهومي “الدولة” و”النظام”. المشاركة في العملية السياسية لا تعني الاعتراف بشرعية النظام، ولكنها تعني الاعتراف بشرعية الدولة ودعمها.

التهرب من العملية السياسية وإعاقتها يضعف الدولة ويفيد المشروع الأميركي. هو خطأ كبير.

المشاركة في العملية السياسية لا تعني الشراكة مع النظام. المطلوب من المعارضة فقط هو أن تخوض الانتخابات. ليس من الضروري أن تشارك المعارضة في حكومة النظام. يكفي فقط أن يصل مرشحوا المعارضة إلى البرلمان.

حاليا الدولة مشلولة. هناك قطاع من الشعب السوري يعتبر نفسه “معارضا”. هذا القطاع هو غير ممثل في الدولة، وهو يسعى إلى إسقاط الدولة. هذا خطر جسيم لأن سقوط الدولة يعني نهاية البلد، وهذا هو لب المشروع الأميركي.

لا بد من إشراك هذا القطاع الغائب في الدولة وآلياتها السياسية. واجب المعارضة هو أن تشارك في البرلمان بوصفها ممثلا عن القطاع الشعبي المعارض. المشاركة في البرلمان ليس فيها أي اعتراف بشرعية النظام. المعارض يمكنه أن يقول في البرلمان ما يشاء وهو ليس ملزما بالتعاون مع السلطة الحاكمة في أي شيء.

رأيي الشخصي والمتواضع هو أن على المعارضة أن تشارك في الانتخابات. بإمكان المعارضة أن ترفع نفس الشعارات التي يرفعها المتمردون. مثلا يمكن أن يكون شعار الحملة الانتخابية للمعارضة هو “إسقاط النظام”، أو “لا للأسد”، أو أي شعار من الشعارات التي تتردد في إعلام المحور الأميركي.

الهدف من المشاركة في الانتخابات ليس المشاركة في الحكم مع النظام. يجب للمعارضة أن تعتبر المشاركة فرصة لها للترويج لنفسها.

لو رفعت المعارضة شعار “إسقاط النظام” وخاضت الانتخابات على أساس هذا الشعار فهي ستكسب زخما إعلاميا في الداخل والخارج، خاصة إذا تحرش النظام السوري بها.

لو رفعت المعارضة شعارات قوية جدا ضد النظام فالمتوقع هو أن تتعرض لتحرشات واعتداءات من النظام. هذا الأمر سيكسبها زخما إعلاميا كبيرا، والزخم الإعلامي يعني زخما سياسيا في الداخل والخارج.

لو خسرت المعارضة ولم تتمكن من الفوز بأي مقعد فيمكنها أن تقول ببساطة أن النظام قام بالتزوير وأن الانتخابات غير نزيهة ونحو ذلك. بهذه الطريقة هي ستكسب إعلاميا ولن تخسر، خاصة إذا خاضت الانتخابات على أساس شعارات قوية.

ولو تمكنت المعارضة من إيصال نواب إلى البرلمان فهذه ستكون فرصة لها لافتعال صخب إعلامي. تخيلوا لو وقف نائب معارض في البرلمان وطالب بتنحي الأسد. هذا سيمنحه مصداقية كبيرة في الداخل والخارج. أنا واثق من أن كل الأطراف الدولية ستتعامل معه بجدية ولن تستطيع أن تتجاهله.

عندما يطالب نائب في البرلمان بإسقاط الأسد فهذا الأمر أهم بكثير من أن يطالب شخص مقيم في تكساس بإسقاط الأسد. الشخص الأول هو المعارض الحقيقي ذو الصفة التمثيلية، أما الشخص الثاني فلا قيمة سياسية له، مع احترامي له.

يجب أن تنظر المعارضة للعملية السياسية على هذا الأساس. هي لا تعني الشراكة مع النظام، ولكنها فرصة كبيرة للكسب الإعلامي والسياسي. ليس المطلوب من المعارضة أن تشارك في الحكم في هذا الوقت. الوقت الحالي ليس مناسبا للمشاركة في الحكم، ولكن من الممكن في الوقت الحالي -كما في أي وقت- أن تفتعل المعارضة زوابع إعلامية تستفيد منها سياسيا.

حتى لو تعرضت المعارضة لاعتداءات من النظام فهذا سيفيدها ولن يضرها، وأظن أن الروس لن يسمحوا للنظام بأن يتمادى في قمع المعارضة.

حاليا العملية السياسية فاشلة لأن القطاع المتمرد غير ممثل فيها. المعارضون المشاركون في العملية السياسية حاليا لا يرفعون شعارات المتمردين، وهم لم يخوضوا الانتخابات على أساس هذه الشعارات.

لكي تنجح العملية السياسية لا بد للمعارضة أن تدخل الانتخابات على أساس نفس الشعارات التي يرفعها المتمردون، وعلى رأسها إسقاط الأسد.

أنا لا أطالب بإسقاط الأسد، ولكن هذا شعار المتمردين، ولو أردنا قيام عملية سياسية ذات مصداقية في سورية فلا بد من إدخال هذا الشعار إلى العملية السياسية.

بدون العملية السياسية فإن العنف سيستمر لزمن أطول. صحيح أن النظام يتحدث عن نصر عسكري وشيك، ولكنني لست واثقا من هذا الكلام. حتى لو تمكن النظام من بسط السيطرة فهذا لا يعني انتهاء العنف. العنف ليس مجرد هجمات على المدن والمنشآت وإنما هناك أيضا أعمال انتحارية وتفجيرات. أميركا أوجدت في سورية عشرات الآلاف من مقاتلي القاعدة. أين سيذهب كل هؤلاء؟ هؤلاء سيظلون موجودين لسنوات وربما لعشرات السنوات. لا يمكن للبلد أن ينجو بدون عملية سياسية ذات مصداقية تطرح فيها كل الشعارات والمطالب داخل المؤسسات وليس لدى روبرت فورد.

أميركا تتحدى الروس

رغم كل المناورات العسكرية والإشارات السياسية الروسية إلا أن الأميركان ضربوا بالموقف الروسي عرض الحائط وهم يسعون للاشتباك عسكريا مع سورية، رغم الموقف الروسي.

أميركا أوعزت للأردن بالتحرش بسورية عسكريا (عبر ضخ السلاح ونحو ذلك)، وفي نفس الوقت نحن نسمع اليوم من الأميركان أنهم سيخوضون حربا إلى جانب الأردن ضد سورية.

هذا يعني أن الأميركان يريدون جعل الأردن مدخلا للتدخل العسكري في سورية، تماما كما كان موقع دبكا يقول منذ أشهر.

سيناريو التدخل العسكري الإسرائيلي-الأميركي الذي يكون الأردن واجهة له هو سيناريو ذكره موقع دبكا مرارا وتكرارا، وأنا أشرت إليه هنا في المدونة. أميركا الآن تحاول أن تطبق هذا السيناريو. موقع دبكا أعاد اليوم التأكيد على الدور الإسرائيلي. الموقع يقول أن تدخل إسرائيل في الحرب هو أمر حتمي.

كل هذا يجري دون رد فعل جدي من روسيا وإيران. هذه الدول ما زالت تتصرف كما لو أن الحرب في سورية هي حرب داخلية، وكأن الأميركان لا علاقة لهم.

الأميركان أعلنوا اليوم إرسال قوات إلى الأردن. ما هو رد الفعل الروسي على ذلك؟ هل سيتم إرسال قوات إلى سورية؟

في زمن الاتحاد السوفييتي هذا كان يحدث بالفعل. في الثمانينات عندما هددت أميركا بالتدخل في سورية عسكريا كان للاتحاد السوفييتي موقف حاسم. وقتها أرسل الاتحاد السوفييتي قوات إلى سورية، وقامت سورية بإسقاط طائرة أميركية في لبنان بغطاء من السوفييت. هذه كانت رسالة من الاتحاد السوفييتي للأميركان لكي يتخلوا عن فكرة الحرب مع سورية، وهم تخلوا عنها بالفعل.

قبل ذلك كانت هناك أحداث الخمسينات. في عام 1957 كانت أميركا عازمة على التدخل في سورية عسكريا وكانت تحرض الأتراك والإسرائيليين على مهاجمة سورية، ولكن الموقف السوفييتي كان حاسما وأنهى هذه الفكرة.

الأميركان بدون الغطاء الروسي كانوا سيحتلون سورية منذ عام 1957. سورية للأسف لا تملك قدرة عسكرية كافية لردع أميركا. الأميركان يعتبرون سورية مجرد دولة صغيرة وهم يستسهلون جدا فكرة غزو سورية. كلما كانت تحدث مشكلة في القرن العشرين كان الأميركان يقررون فورا غزو سورية بوصفه الحل الأسهل، ولكنهم كانوا يفشلون في تطبيق هذا الحل بسبب الغطاء السوفييتي لسورية. المرة الوحيدة التي نجح الأميركان فيها في غزو سورية بالفعل هي في عام 1967 (غزو احتيالي وغير مباشر تحت الستار الإسرائيلي). وقتها رد الاتحاد السوفييتي بأن دعم سورية ومصر لشن هجوم 1973، والهجوم كان ناجحا جدا وحقق أهدافه، وهو كان من الممكن أن يؤدي إلى نصر حقيقي لولا تلاعب أميركا بأنور السادات.

الموقف السوفييتي كان على الدوام حاسما في إحباط الأحلام الأميركية في سورية. بدون الغطاء السوفييتي ما كانت سورية لتستمر إلى يومنا هذا. حلم تقسيم سورية هو حلم أميركي قديم جدا. أنا ذكرت في السابق تصريح السفير الأميركي في دمشق في الستينات. وقتها تحدث بشكل علني عن تقسيم سورية، تماما كما نسمع الأميركان يتحدثون اليوم. هذه الفكرة قديمة جدا لدى الأميركان وهم كانوا سيطبقونها منذ الخمسينات لو أتيح لهم ذلك.

توحيد سورية في الأربعينات كان أصلا مجرد مصادفة كما قلت لكم من قبل. لولا ظروف الحرب العالمية الثانية لما كان الغرب سمح لحكومة دمشق بأن تضم دولة العلويين ودولة الدروز. هذا كان أمرا استثنائيا أملته ظروف استثنائية. لو كان القرار الحر بيد الغربيين لما كانوا وافقوا أبدا على ذلك.

حتى عندما وافقت الحكومة الاشتراكية في فرنسا على توحيد سورية في عام 1936 فإنها لم تطبق ذلك على أرض الواقع. الحكومة الفرنسية وقعت وقتها اتفاقية مع سورية تنص على توحيد البلاد، ولكن هذه الاتفاقية لم تنل أبدا الصفة الرسمية. البرلمان الفرنسي لم يصدق عليها، وهي لم تطبق أبدا، بل على العكس فرنسا قامت بعدها بإهداء لواء إسكندرون إلى تركيا.

ما وحد سورية ليس هذه الاتفاقية كما يروج كثير من الجهلاء. ما وحد سورية هو الغزو البريطاني في عام 1941. البريطانيون عندما دخلوا سورية أطلقوا يد “الوطنيين” السوريين وسمحوا لهم بالقيام بكل ما يريدونه، لأن البريطانيين دخلوا سورية تحت شعار التحالف مع القوميين العرب. هم كانوا يريدون التصدي للدعاية النازية التي تصور ألمانيا على أنها صديق للقوميين العرب. ردا على الدعاية النازية حاول البريطانيون أن يظهروا أنفسهم بمظهر الداعمين للوحدة العربية. لهذا السبب فقط -وليس لأي سبب آخر- هم سمحوا لحكومة دمشق بإلغاء دولة الساحل ودولة الدروز وضم هاتين الدولتين إلى سورية بالقوة.

هي مجرد مصادفة لم تأت باختيار الغربيين وإنما بسبب النازيين.

الغرب هو معاد لسورية بالمطلق. هم يرفضون هذا الكيان من أساسه. هدفهم منذ البداية كان نقسيم سورية إلى دويلات. هم يربطون هذه القضية بوجود إسرائيل. هم يعتبرون الوحدة السورية تهديدا لإسرائيل، ولهذا السبب هم دائما وأبدا معادون للوحدة السورية.

أمام هذا الخطر الداهم ابتلى الله السوريين بعصابة من الحكام العملاء الذين بدلا من أن يسعوا إلى تحقيق الوحدة العربية بأسرع وقت ارتموا في احضان المستعمر. البريطانيون خرجوا من سورية وتركوا حكومة عميلة هي حكومة شكري القوتلي. أنا أظن أن هذه الحكومة تعهدت للبريطانيين بأنها لن تسمح بتحقيق الوحدة العربية، وهذا ربما يكون سبب خروج بريطانيا من سورية أصلا.

بدلا من أن ينتهز حكام سورية فرصة الجلاء ويسارعوا إلى تحقيق الوحدة العربية هم قاموا بالعكس. هم عملوا على ترسيخ التجزئة وترسيخ حدود سايكس-بيكو، والنتيجة الحتمية لهذا الفعل هي القضاء على الكيان السوري. هذا الكيان لا يملك مقومات الحياة ومواجهة المشاريع الغربية. حكام سورية العملاء عندما رفضوا الوحدة العربية حكموا على هذا الكيان بالموت الحتمي.

ما أنقذ هذا الكيان من الموت السريع هو الغطاء السوفييتي. الاتحاد السوفييتي شكل مظلة حماية أنقذت الكيان السوري من الموت لمدة خمسين عاما تقريبا. بعد زوال المظلة السوفييتية عاد الغرب سريعا إلى استكمال نفس المشاريع التي توقفت بسبب الحرب العالمية الثانية.

ما تواجهه سورية الآن شبيه بمعركة ميسلون في عام 1920. لا يمكن لسورية أن تربح هذه الحرب بدون غطاء خارجي، وما فهمناه هو أن الغطاء الخارجي موجود. هناك تعهد من إيران وروسيا بدعم سورية في وجه أي اعتداء غربي.

بدون التدخل الروسي الجدي فإن أميركا لن تتورع للحظة عن التدخل في سورية عسكريا. هذا أمر لا يوجد فيه أدنى شك. ما يحدث الآن هو اختبار حقيقي للروس.

موقف جيد من الإبراهيمي

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=158814

أفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، “يتطلع إلى تعديل دوره كوسيط دولي للسلام في الصراع السوري ليصبح مبعوثا للأمم المتحدة دون أي ارتباط رسمي بالجامعة”.

وقال الدبلوماسيون، الذين طلبوا ألا تنشر أسماؤهم، حسب مانقلت وكالة “رويترز”، إن “الإبراهيمي يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية للاعتراف بالمعارضة السورية وهو ما يشعر أنه قوض دوره كوسيط محايد”.

وأشار الدبلوماسيون إلى أن “الإبراهيمي يشعر أن نهج الجامعة العربية جعل من الصعب عليه أداء مهمته، وأنه سيكون من الأفضل أن يكون ارتباطه بالأمم المتحدة فحسب في هذه المرحلة لضمان حياده”.

وكان مصدر مقرب من الإبراهيمي قال إن الأخير أبلغ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، مؤخرا، قناعته بضرورة تجميد خطوات منح المعارضة السورية مقعد الجامعة العربية، حتى يتمكن من مواصلة الاتصالات مع النظام السوري الحالي سعيا لحل سياسي.

هذه بادرة جيدة من الإبراهيمي. لو أنه ثبت على هذا الموقف وأصر عليه فأنا أظن أنه سيكسب مصداقية، وبالتالي يجب على سورية ربما أن تمنحه فرصة جديدة وأن تعيد التواصل معه.

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا