<%@ Language=JavaScript %> حبيب فياض (الإخوان) في السلطة... لكم من بعدهم طول البقاء

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

(الإخوان) في السلطة... لكم من بعدهم طول البقاء

 

 

حبيب فياض

 

لا يبدو ان تخبط الاسلاميين في بلدان الثورات العربية مرحلي وموقت. هو ليس كذلك، لانه ليس ناتجا من اضطراب البدايات المصاحب عادة لمراحل التأسيس بُعيد انتصار الثورات الكبرى. ذلك ان أزمة الاسلاميين في هذه البلدان تتخطى كونها ولادة تجربة في خضم الممارسة. أزمة هؤلاء ناجمة بالدرجة الاولى عن فراغ رؤيوي في التعامل مع الحكم، وتشتت هائل بين الشعارات الدينية ومغريات الواقع. الثورات هذه أخرجت العلاقة بين الاسلاميين والسلطة من حيز الاشكالية الى حيز الفضيحة. الامر اقرب الى استيلاد تجارب مشوهة تحت راية الاسلام السياسي، ليشكل محطة اضافية في مسار تاريخي ومأزوم من العلاقة الملتبسة بين الدين والسلطة.

لم تكن، يوما، العلاقة بين الدين والسلطة بديهية وخالية من الشوائب. هي في مسارها الايجابي مسألة اجتهادية تعددت حولها الآراء. وهي في مسارها السلبي تقسيمية باعثة على التمذهب والخلاف. ما نشهده اليوم، إنما هو ذهاب في هذا المسار السلبي الى حده الاقصى، وسواء كان الامر، في صورته الراهنة .

ممارسة دينية للسلطة ام ممارسة سلطوية للدين، ففي كلتا الحالتين ثمة مردود سلبي على الدين نفسه تحييد الاسلام عن السلطة لم يعد مجرد شطح فكري، بل بات عند بعض المسلمين ضرورة، حفاظا على الاسلام نفسه، إذ لم يعد فشل الدينيين في ممارسة الحكم مجرد اخفاق في تحويل النموذج الى واقع، بل هو تشويه لكليهما معا. كما ان تعدد نظريات السلطة في الاسلام لم يعد مصدر غنى، بل اصبح سببا للفتنة والتناحر. ولا يشفع للاسلاميين تفريقهم الدائم بين الاسلام بما هو تعاليم معصومة، والممارسة بما هي تجربة قابلة للخطأ. لا يشفع ذلك لتبرير اخطائهم وللتخفيف من ارتدادات الممارسة السلبية على الدين نفسه. الارتدادات هذه، باتت تطرق أبواب السؤال عن مشروعية الحكم باسم السماء في ظل ندرة التجارب السلطوية الناصعة في اطار الاسلام السياسي منذ صدر الاسلام حتى عصرنا الراهن لا يبدو ان الاسلاميين باتجاهاتهم الرئيسية في ظل الثورات العربية يمتلكون الحد الادنى من مقومات تجسيد تجربة اقل تصدعا والتباسا بين الدين والسلطة. جماعة «الاخوان» يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية عن هذا الواقع المأساوي القائم. وذلك بوصفهم رأس حربة اسلاميي السلطة في بلاد «الربيع العربي». السلفيون لا يلامون في هذا المجال، لانهم لم يكونوا يوما محل رهان في تقديم تجربة دينية سلطوية ناجحة. ولانهم اصلا لا يؤمنون بمفهوم الدولة الحديثة ويعملون على استرداد مفهوم الخلافة، فيما اتباع الاتجاه الصوفي ليسوا اصحاب طموحات في الحكم..فالهمّ المجتمعي عندهم يتراجع عندهم لمصلحة الخلاص الفردي على طريق البحث عن الله والوصول اليه لم يتعد الوعي النظري لدى «الاخوان»، في خضم تجربة الحكم، مقولة الاسلام هو الحل. وتحول الاجتهاد الديني لديهم الى آلية تفضي الى ما تريده الجماعة لا الى آلية لفهم ما يريده النص المقدس. وفي لحظة القبض على السلطة بات هؤلاء على قطيعة مع مخزون فكري وتراث نضالي امتد عقودا طويلة. لقد خرجوا من المجتمع الى الحكم، فتحولوا الى جماعة على خصومة مع بقية المجتمع. حافظوا على مبدئيتهم في صغائر الامور، بينما في الكبائر منها انقلبوا الى براغماتية مسرفة في تغليب المصالح على المبادئ. ابدوا مرونة هائلة في العلاقة مع الخارج (اسرائيل واميركا والغرب) وتشددا قاتلا في العلاقة مع الداخل (الناسالمعارضة، الإعلام، القضاء، الاقليات) فيما ظلت علاقاتهم مع الجناح الآخر في العالم الاسلامي (ايران ،تحديدا) مشوبة بالتردد والتحفظ والفتور. ذلك كله مقرون بنقض العهود والمواثيق والتقلب في المواقف دونما مبررات مقنعة او شعور بحرج بعد عامين على «الربيع العربي» لم يعد من شك بأن طريق السلطة فُتحت امام الاسلاميين في بلاد الثورات ليدخلوا اليها مرة واحدة... وليخرجوا منها بفشل ذريع والى الابد

السفير 13/4/2013

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا