<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي الازمات العربية وانشغالات مسؤوليها

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الازمات العربية وانشغالات مسؤوليها

 

 

د. كاظم الموسوي

 

تتفاقم الازمات العربية في اغلب البلدان العربية. سواء تلك التي حصلت فيها تغييرات في رجال الحكم او التي تنتظر او تحاول ان تتجاوز بعض اشكالياتها او التي تعتبر نفسها بعيدة عن كل ما يجري في العالم العربي خصوصا وخارجه عموما. في كل الاحوال ما حصل وما يجري يشير الى ان الازمات العربية لم تبارح مكانها او طالت فترتها مع اسبابها وتداعياتها. ولم تجد حلولا تناسبها رغم كل الوعود والتمنيات التي تدعو الى الاصلاح وتقبل محاولات التزاوج او التماهي بين مطالبات الشعوب ورهانات الحكام، بين تدخلات العوامل الخارجية وتأثيراتها والعوامل الداخلية وتدرجاتها.

لم تكن تلك الازمات وليدة عوامل داخلية وحسب بل وخارجية ايضا. وهنا لابد من اعادة القراءة لكل هذه العوامل والعمل سوية على معالجتها، دون اغفال لأي منها. اذ ان الدوافع لكل منها لها اسبابه وظروفه وبيئته التي وفرت له مجالات الازمة. عدم النظر اليها في وقتها ومراجعتها بعدها والعمل على معالجتها بما يناسبها وظروف كل بلد وطبيعة كل مجتمع وإمكانات الاصلاح والتغيير بما يخدم الشعب والوطن يقود بديهيا الى الانحدار الى ما لا يحمد عقباه، كما حصل ويجري في الكثير من البلدان العربية اليوم.

تتنوع الازمات العربية على مختلف الصعد، السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية. وتتسلسل هذه الازمات بين حدتها السياسية وضغوطها الاقتصادية، داخليا وخارجيا. الابرز فيها الان صعود حالات العنف الدموي داخلها بشكل يصعب انكاره. لاسيما وان سلطات بعض البلدان الجديدة جاءت بانتخابات، كما تتباهى وتدعي التمثيل الشعبي والاستجابة لمطالب الشعب، خصوصا في البلدان التي تحققت فيها عمليات التغيير السياسي على صعد الحكام ورموزهم البارزة. هذا العنف دليل واضح لفقدان الثقة والتوافق وغياب البرامج وبعد النظر. ما يحصل في الشوارع من تصادمات ومن استخدام وسائل عنفية يعكس استمرار طبيعة الانظمة المتحكمة ولا يعبر عن مجريات ما حصل وحدث في تلك البلدان، من جهة، ويعطي صورة عن طبيعة القوى السياسية التي وصلت الى السلطة وتتحكم في مفاصلها، من جهة اخرى. كما يمكن من خلال ذلك الاشارة الى انعكاس تلك الازمات في التعبير عن تلك الوسائل والنتائج التي انتهت اليها، وتواصلها الى المفاهيم والقيم والثوابت والقضايا المركزية للصراع والنضال الوطني والقومي، وهو امر خطير على مستويات عدة، اهمها ما يتعلق بالوعي الشعبي والعقل العربي. كما هو حاصل مع مفاهيم الثورات والانتفاضات والتعامل مع قوى السلطة والشعب والحركات السياسية والمال العام والثروات الوطنية والطاقات والمصائر التاريخية والتدخلات الاستعمارية والارتهانات بالمشاريع الامبريالية او التخادم معها وتسهيل اهدافها داخليا ومحليا. او العمل ككعب اخيل لها في العالم العربي. أو تحوّل "دول" صغيرة وطرفية الى قواعد استراتيجية للخطط والمشاريع الامبريالية العدوانية اساسا. كل هذا يعقّد من طبيعة تلك الازمات العربية ويؤدي الى صعوبات فعلية في معالجتها او التعامل معها لمصالح الشعوب العربية والعالم العربي.

اية مراجعة لما حدث في البلدان العربية التي تحققت فيها عمليات اسقاط الحكام وانتخابات قادت الى فوز احزاب الاسلام السياسي فيها، او تمكن بعض تلك الاحزاب من التحكم في ادارة السلط فيها ومن نزوعها الى التفرد او الاستئثار في السلطات وإغلاق ابواب الاصلاح والتغيير الفعليين، بسبب غياب البرامج ومنهج التغيير الحقيقي لديها اساسا، دفع تلك البلدان الى ما هو بارز الان في مشهدها السياسي. الذي يتصف بسمات لا تتفق مع مسمياتها وتثير عليها ما يتطلب شعبيا العودة الى ما قبل اسقاط الحكام، والى يوميات الغضب الشعبي. الامر الذي يفضي الى ضرورة الانتباه والحرص على انجاز مهمات الاصلاح والتغيير وعدم التهرب من تحمل المسؤوليات فيها او التنكر لدماء الشهداء والضحايا التي تقدمت تلك العمليات والأحوال التي جرت خلال السنوات السابقة. وتحمل تلك الازمات مسؤوليتها على الاطراف التي تنكبت سدة السلطة، بأي سبيل، وسياساتها وارتباطاتها، ولاسيما قدراتها على الادارة والمعالجة والبرمجة والممارسة الفعلية للإصلاح والتغيير.

لنأخذ نموذجا مصر، ومن تقرير المركز التنموي الدولى IDC، الذى صدر تحت عنوان "رصد مؤشر الديمقراطية". اعده الباحث محمد عادل راصدا فيه ملامح الغضب فى الشارع المصري ودرجاته، ودلالاته السياسية.

خلال شهر مارس/ اذار مسح التقرير كل مدن وقرى مصر، وسجل 1354 احتجاجا، حصلت مصر بها على لقب أعلى دول العالم فى معدلات الاحتجاج الشعبي ضد النظام الحاكم. شاركت فى هذه الاحتجاجات 40 فئة من الشارع المصري، والمطالب غير الفئوية تصدرت قائمة الغضب، بأكثر من 300 عمل احتجاجي، مقابل 190 احتجاجا للنشطاء، وابحث عن جبهة الإنقاذ فيها لو شئت، ثم تأتي بعد ذلك فئات السائقين والطلاب والموظفين، وغيرهم. خرج المصريون يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية، لكنهم نظموا 73 مظاهرة سياسية تطالب بإسقاط النظام، و25 احتجاجا على أخونة الدولة، و6 دعوات للعصيان المدني العام، و3 مظاهرات ترفض زيارة مرسي، و3 مظاهرات تنادي بتدخل الجيش، "وبذلك يكون الشهر قد شهد 110 حالات احتجاج تطالب برحيل السلطة الحاكمة"، كما ثبت الباحث محمد عادل.

اضاف الكاتب محمد موسى في مقاله (ربيع الغضب المصري الشروق 3 أبريل 2013) الذي اعتمد فيه على تفاصيل التقرير ان كل المحافظات تعيش الغضب، لكن القاهرة تتصدر مع الغربية والشرقية، مع تصاعد الغضب فى المحافظات البدوية والصعيد. وعبر الغاضبون عن مطالبهم غالبا بالوقفة الاحتجاجية، لكن قطع الطريق شكل أكثر من ربع الحالات، بالإضافة إلى محاولات الاقتحام وإضرام النار فى المنشآت وتخريبها، وجديد العنف فى مارس/ آذار كان "6 محاولات انتحار وحالة لمواطن أغلق فمه بقفل حديدى بعدما مرره عبر شفتيه، وآخر لطم وجهه أثناء إحدى جلسات الشورى"، كما سجل التقرير.

خلاصة القول ان الازمات العربية تتسع وان المسؤولين عنها يؤججونها دون بصيرة بمآلاتها وما ستحدثه في الحاضر والمستقبل العربي.

 

كاظم الموسوي

11.04.2013

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا