<%@ Language=JavaScript %> د.كاظم الموسوي عشر سنوات.. هل انتهت مرحلتها؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

عشر سنوات.. هل انتهت مرحلتها؟

 

 

 

د.كاظم الموسوي

 

بالتأكيد مرت عشر سنوات على غزو واحتلال العراق ولكن الاسئلة حولها وفيها لم تمر ولن تنتهي..

اولا: لم تكن السنوات العشر هي المدة وحدها، اذ كان التحضير لها بسنوات اخرى قبلها. وكان التورط والتوريط لها اكثر من ذلك، ولا نريد الدخول في محاكمات لتلك السنوات الآن رغم اهميتها، اذ هي المؤشرات لما حصل وما يأتي، ولكن سنوات الحصار والتخطيط له ولتجويع الشعب وإنهاكه كانت خططا موضوعة وكانت كل الادارات الغربية تعمل عليها بمساعدات عربية ودعم خليجي واضح، فضلا عن رعونة وديكتاتورية غاشمة تحكمت بالبلاد والعباد واعدت السبيل إلى ما اصبح معروفا ومعلوما. تورط العراق بحروب دموية لا طائل منها ولا فائدة له بها انهكته ودمرت قدراته وفتحت عليه ما حصل بعدها وما زالت اثارها تتفاعل فيه. كل ذلك، أو بعض منه، مقدمات وضعت للغزو والاحتلال. كانت مخططات حرب مستمرة لم تتوقف عند العراق ومحيطه. اهدافها موضوعة ومنتظمة ولم تزل قائمة رغم كل ما حدث وما حملته السنوات العجاف.

ثانيا: كانت سنوات ما قبل الغزو تمهيدا له، اجتماعات وخططا ومشاريع وتحضيرات ميدانية وبشرية وتجهيز المشهد بكامل عدته وعتاده، ولم تكن اموره مخفية إلا لمن يغطي على دوره ويتهرب من المسؤولية التاريخية وحكم الشعوب، الممهل وليس المهمل بكل الأحوال وكل الظروف، مهما طال الزمن وجدبت الضمائر. كانت الاستعدادات الحربية متواصلة وأكثرها علنية والقليل منها سرية لضرورات التضليل والتمويه وخشية من الرأي العام لحين. وكانت ساعات الصفر محددة والتوقعات لقيامها وانطلاقها محسومة. اهدافها ووسائلها خراب وتدمير وتفتيت وإعادة هيكلة وتقسيمات مؤجلة. تكشفت في المذكرات والمراجعات وبعض صحوات ضمير اعلامي لمن ادعى علما بها أو ساهم بشيء منها أو توصل إليها عبر طرقه أو خدماته وارتباطاته. وجاءت الذكرى العاشرة لها لتفتح ملفات كثيرة ولكن ما لم يعلم منها بعد ليس قليلا رغم جبل الجليد الظاهر منه.

ثالثا: خرجت إدارات الاحتلال والهزيمة بدروس وعبر من كل تجاربها الإجرامية وأبرزها عدم تكرار اساليبها ذاتها ولا سيما ارسال وحدات عسكرية كبيرة والتوقف طويلا أمام حساب الخسائر البشرية الغربية بدقة وبميزان مخادع وكاذب والعمل على الاستعانة بغيرها. هذا ما اشارت له وسائلها الاعلامية فيما بعد وسمته الحرب نيابة عنها وتوظيف من لديه الاستعداد لتقديم الخدمة بنفسه ودون مواربة أو خجل من نفسه. وأشارت إلى التجربة في غزو ليبيا مؤخرا نموذجا بعد تجربة العراق الدموية ومثالا لما يأتي من بعده. خسائرهم محسوبة ولا تكرار لها بالقدر ذاته ما دام هناك من يتبرع بدمه وماله جاهزا ومتوفرا حسب الحاجة والطلب.

رابعا: الدروس التي تعلمتها ادارات الغزو والحرب والاحتلال كثيرة وهي في مراجعات مستمرة لها كما بينت كتب ممثليها المشاركين في جرائمها، من "المحافظين الجدد" أو من تبعهم ونطق باسمهم بمختلف اللغات، لا سيما باللغة العربية، وما اعدوه لهم من اساليب جديدة، لا سيما على صعيد الإعلام، حيث عدت وسائله اسلحة متقدمة لعمليات الغزو والحرب والاحتلال، وتوفرت لها فيها امكانات متنوعة وخدمات مفتوحة، حتى باتت هذه الوسائل العربية لسان حالها اكثر من اجهزتها المباشرة وتمويلاتها المحسوبة. وباتت تؤكد انها قادرة على الدخول إلى الاوطان والشعوب من خلال شراء ذمم مؤسسات وشخصيات مستعدة معها في تشويه الوعي تحت مسمى كسب العقول وإرضاء النفوس. وصارت صدمتها وترويعها مباشرة وعبر هذه الوسائل اكثر مما كانت مخططة له أو مفكرة به، أو إضافة إليه في كل الأحوال.

خامسا: بعد الانتهاء من احتلال العراق تمكنت ادارات الغزو والحرب من كسر عمود البيت العربي والتهديد بغيره، فرغم كل ما كان عليه العراق لم تتوقف الحرب عنده ولم تكن بوادر الاكتفاء به، مع كل مخططاتها وحساباتها له ولمستقبله ودوره في المنطقة وأهدافها منه ومنها. وكان احتلال العراق بتلك الصورة طريقا للامبريالية الجديدة الى التمدد وإعلان مشاريعها فيه وغيره والتهديد بها والتلويح العلني بما يحصل لغيره بعده. وتحول العراق درسا بليغا له ولغيره، وللأسف لم يحسب هذا عربيا وإسلاميا بالخطورة الكامنة والمشاريع المبيتة، خصوصا لمن دعم أو ساهم أو صمت متفرجا ومنتظرا.

سادسا: اتخذت جريمة الاحتلال والحرب محطات متنقلة لمخططات كاملة لم تنته بعد. إذ إن مشاريعها مستمرة لمراحل متعاقبة وبأشكال أخرى، لا تعيد فيها التجربة ذاتها ولكنها تستفيد منها في إنجاز أهدافها. اختلفت التسميات لها ولكنها في الواقع سلسلة متواصلة، من مشاريع الامبريالية المدمرة للشعوب وثرواتها وخيراتها وطاقاتها. فلم تكتف الامبريالية بقواعدها العسكرية ولا أزلامها من المتحكمين في بلدان النفط والغاز والثروات الأخرى، بل تريد نهب كل ما تكنزه هذه الأرض والهيمنة عليها والتحكم فيها وما بعدها. لم تقتنع بما تحقق منها ولن تتوقف عندها، ولديها الاستعداد لتغيير أساليبها وعناوينها، وهو ما قامت به وتقوم به الآن في أكثر من مكان.

سابعا: مرحلة السنوات العشر الماضية ودروسها الكثيرة أعطت إدارات الغزو والاحتلال فرصا كثيرة لتثبيت خططها وأهدافها والتمكن من استخدام كل ادواتها المعلنة والمخفية لتكريس مشاريعها بالأسماء والمسميات التي تصنعها أو تتبناها، وتوظف لها احتياطاتها وركائزها لتديم كل ما ينفعها ويمهد لها السبل بأشكال متنوعة، وبأساليب مختلفة. اذ لم تعد تعتمد على ما قامت به سابقا، وتجرب خططا أخرى، بما فيها التعاون الكامل مع القوى التي كانت تعتبرها إلى حين في صفوف مختلفة معها. هذا الخطر اضاف صعوبات جديدة على قوى التحرر والتغيير ومناهضة المشاريع الامبريالية، في ابتعاد قوى كانت معها عنها وارتهانها بمشاريع الامبريالية الجديدة. المرحلة الجديدة بعد السنوات العشر مرحلة صعبة أيضا وتتطلب جهودا جديدة مقابلة لها وتحالفات أوسع من قوى التحرر الوطني والعالمي للوقوف بوجه تحديات ما تحمله لها.

 

كاظم الموسوي

03.04.2013

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا