<%@ Language=JavaScript %> د. كاظم الموسوي عشر سنوات.. الانسان موقف

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

عشر سنوات.. الانسان موقف

 

 

د. كاظم الموسوي  

 

لم تنته الحرب على العراق، منذ الغزو والاحتلال وما بعد ذكراها العاشرة، ما زالت اثارها ومفاعيلها مستمرة. كتبت عنها قبل نشوبها وبعده، وأشرت الى الكثير من تداعياتها ومخاطرها، مثل عديد من المهتمين فعلا بمصائر الشعب والوطن والمؤمنين حقا بإرادة الشعوب وخياراتها وان طال الزمن عليها او جارت احداثه. هذه الحرب تذر ترابها على جراح العراق، بأشكال متعددة وبأساليب متنوعة، لا تترك شعبه يعيش ايامه بأمن واستقرار وطمأنينة ورفاهية وينعم بثرواته وخيراته ويحتل مكانه في محيطة وبيئته.

جمعت الكثير من تلك المقالات في كتاب نشر تحت عنوان: لا للحرب.. خطط الغزو من اجل النفط والإمبراطورية، (دار نينوى، دمشق منتصف عام 2004) وما زالت الاراء المنشورة معبرة عن موقف وعن حرص وخشية على شعب ووطن. ( كما صدر بعده الكتب التالية عن دار التكوين، دمشق: لا للاحتلال (2005)، واشنطن – لندن: احتلال بغداد (2007)، العراق .. صراع الارادات (2009)) لم تكن تلك الكلمات صريحة وحسب بل ومؤلمة لأنها صراخ في برية عالم يتجه الى الحرب والدمار والخراب والقتل وتمزيق الاوطان والشعوب. عشر سنوات طويلة عجاف، ومياه كثيرة جرت في انهارها وخرابها وأوجاعها وأحزانها، وفضائح كثيرة تكشفت ولم يستطع اخفاءها او تبريرها، وجرائم مصاحبة لها ارتكبت ولم تقدر الادارة التي تتحكم بشؤون العالم وبكل وسائلها التستر عليها او اخفاءها. وفي ذكراها العاشرة اصبحت الصورة اكثر وضوحا والعدوان ابرز اثباتا وجريمة الاحتلال وفظائعها مسجلة بشواهدها ووقائعها وآلامها.

اورد فقرات من تقديم الكتاب للتذكير وشكر المؤسسات التي نشرتها وتضامنت معها بأي شكل من الاشكال ومنها جريدة الوطن الغراء، حيث كان الامر ليس يسيرا في ظل هيمنة وغلبة العدوان وأصحابه وآلياته وأمواله وحتى تهديداته المعروفة وخطورته المعهودة وخوف البعض منه ومجاراته. ورغم ذلك ارتفعت اصوات كثيرة ضد الحرب والغزو والاحتلال، وانطلقت تظاهرات في اكثر من 400 مدينة في العالم تندد بمشاريع وخطط الغزو والعدوان وتشجب بصوت عال مخططات وتصريحات الادارات التي قامت بها وخططت لها وادراتها. حينها كتبت: العلاقة جدلية بين الانسان والموقف.... والموقف في الكتابة والتعبير عن الرأي الصريح، في زمن ملتبس وظروف مرتبكة ومساحات شائكة، كما هو اليوم، كالقبض على الجمر، حيث تتصاعد اسئلة الصراع وقضايا الكفاح بين الانسان ومنتهكي حقوقه من القوى التي تخطط بإستراتيجية للهيمنة الامبراطورية وبمختلف الوسائل وشتى الصعد وأنواع الاسلحة وتجهز تيارات غالبة اسما وعلى السطح لديها ما تملكه وما تغش به وتخدع نفسها وغيرها وتحيل الجغرافية والحاضر الى فوضى، والقيم الى مفردات، والمبادئ الى شعارات. وتكون قوة الرأي والموقف معلومة في مصارعته وإعلانه وتصديه واستقرائه رغم التفاوت في موازين القوة وعدم التكافؤ في وسائل التحدي ويبقى الرأي لصاحبه والموقف لكاتبه، لاسيما في استمرار الوقوف بمعناه النضالي امام اساليب محاربته وقمعه وتوظيف امكانات كتمه وإغراءات حصره، رغم رفع لافتات براقة، زيفا وخدعة اعلانية، بالحرية والديمقراطية والرأي الاخر والاختلاف.

من وقائع الحال سجلت: تشير الوقائع وأسلحة التمويه الشامل التي مارستها قوى الصراع ضد الانسان وما تبذله من الجهود والأموال التي وضعتها الى اهمية الموقف والرأي الصريح والرد المعنوي ولو بأضعف الايمان وتبين الكلمة وجرأتها وشجاعتها في التصدي والمقاومة والاستمرار في كشق ما يخفي وتوضيح ما يستر.

ووضحت ان هذه المقالات كتبتها في فترة ممتدة بين نهاية عام 2002 وحتى شن الحرب واحتلال العراق في نيسان 2003، اضع اعادة طبعها كما نشرت في حينها، دون تغيير او تحديث، محاولة لتكون امام القارئ الكريم من جديد شهادة للتاريخ وصورة واضحة عن رأي معارض بشدة للحرب العدوانية ومشعليها، وصوتا عاليا ضد الاحتلال، وضد العسف والقمع والاستبداد من أي جهة او سلطة، صغيرة او كبيرة، محلية او دولية، من جهة وتقديرا لمكانة الرأي العام وقدراته في بث مسوغات جدوى الكتابة والكفاح ضد الحرب والاحتلال، وإعطاء الموقف النبيل والرأي الجريء مكانه وموقعه الصحيح ايضا بالنسبة لقوى التغيير من جهة اخرى.

كانت اجواء الفترة الزمنية مشحونة بسجالات، وحوارات ساخنة بين تيارات وأحزاب وقوى سياسية وارتهانات وارتباطات لا عدد لها وضغوط وحسابات لا تحصى، وضمن تلك المناخات الملتهبة وتبادل الاحكام السريعة والظالمة والاتهامات الجاهزة تتأتى قوة الموقف وقيمة الرأي وسداد الحكمة وشجاعة الكلمة، لاسيما وقد اعطت الحياة ودروس الاحداث صدقية وراهنية وقيمة فعلية وعبرة للجميع.

... لقد شنت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها على الشعوب العربية والإسلامية حروبا مفتوحة وبتهم لم تستطع لحد الان اثباتها، وغزت بلدين جديدين، هما افغانستان والعراق، وواصلت دعمها للاحتلال الصهيوني لفلسطين بكل قوتها، ولما تزل تسعى وتهدد غيرها من البلدان، خاصة القائمة على مخزونات البترول والغاز والوارثة للحضارات وعمق التراث الانساني، وبعد فقدانها المبررات والمصداقية رفعت شعارات عامة خادعة ومولت ما تريد من حملات مختلفة لترويجها وزرعها في هذه البلدان، خارقة بها القوانين الدولية وقواعد العمل الدولي واتفاقيات والمواثيق الملزمة والمتفق عليها، ومعرضة السلم والأمن الدوليين الى مخاطر كبيرة ومنتجة مآس جديدة وكوارث غير محددة او معلومة النتائج، ومصادرة حقوق الشعوب بحرية اختياراتها وثرواتها ومستقبلها وحقوق الانسان بشكل عام.

وأكدت منتهيا بقصيدة لشاعر البلاط الملكي البريطاني اندرو موشن عن الحرب، والتي نشرتها صحيفة الغارديان على صفحتها الاولى يوم 9/1/2003 وهي مكونة من ثلاثين كلمة انجليزية بعنوان دواعي الحرب: (يقرأون كتبا جيدة/ ويقتبسون منها/ ولكنهم لم يتعلموا ابدا إلا لغة حريق الصواريخ/ اما كلامنا الاكثر استقامة فمحاصر بإحكام/ انها (الحرب) من اجل الانتخابات والمال والإمبراطورية والنفط والأب). 

الانسان موقف.. تظل الكلمة التي يكتبها او يقولها شاهدا وشهادة.. ترسم عبرها وعبر السنوات والتاريخ قيمتها وجدواها وانتماءها ودورها وما تحمله من صورة التحدي والمواجهة والثبات والعزيمة.

 

كاظم الموسوي

25.03.2013

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا