حكايات فلاحية: 

 

وما أدراك ما المستشار!

 

 

صالح حسين (أبو سارا)

1 – 4 - 2013

 

 

الى أصحاب المعالي في العراق الجريح / الشاعر أحمـد مـطـر قال:

صِحتُ من قسوةِ حالي  .. نعالي.. فـوق كل أصحاب المعالي .. قيل لي عيبُ .. فكررت مقالي .. قيل لي عيبٌ .. و كررتُ مقالي .. ثم لما قيل لي عيبُ ..تنبهتُ الى سوء عباراتي و خففتُ أنفعالي ..ثم قدمتُ أعتذارا لنعالي !

 

يحكى ان مستشاراً دخل على مولاه فوجده مستغرقاً في التفكير، فسأله عما يهمه، فقال أريد أن أفرض ضريبة على ( البنجر– السكر ) بقيمة 10% لتمويل خزائني التي تكاد تفرغ، وأفكر كيف سيستقبل الناس هذا القرار...الخ

المستشار قال: دع الأمر لي يا مولاي!...جمع المستشار زملاءه من المستشارين، وطلب منهم أن يبثوا في الأسواق إشاعات، بأن الحاكم ينوي فرض ضريبة بمقدار 30% على ( البنجر – السكر ) واللحم و التمر والقمح والشعير...فضج الناس، وأخذوا ينتقدون السلطة والأمر معاً علنا، وبدأوا يعبّرون عن سخطهم وعدم رضاهم...وكانت المخابرات تنقل ما يحدث في الأسواق وما يقوله العامة للمستشار أولا بأول، وفي الأسبوع الثاني طلب المستشار من ( زملائه ) بث إشاعة تؤكد الأشاعة الأولى، وأضاف عليها أن بعض المستشارين هم من أشاروا على الحاكم بهذا الأمر، وأن القرار سيصدر قريباً جداً...أخذ الناس يقلبون الأمر، ويقولون: الضريبة مرتفعة جداً، ومن الظلم أن تدفع على جميع هذه الأصناف، لو كانت 10% حتى 15% أو لو كانت على صنف واحد لهان الأمر.

عندها ذهب المستشار إلى الحاكم وقال: مولاي...الآن أصدر الأمر بفرض الضريبة ودعني أعد صياغة القرار...كتب المستشار: تلبية لرغبات شعبنا الكريم، ونزولا عند رغبتهم، فقد قررنا عدم الأنصات لمستشاري السوء الذين سعوا إلى إثقال كاهل المواطنين بالضرائب الكثيرة، وأكتفينا بفرض ضريبة بسيطة بمقدار 12% على مادة ( البنجر – السكر ) فقط....تنفس الناس الصعداء وضجوا بالثناء والدعاء للحاكم الحكيم الذي يرعى شعبه، ولايثقل كاهلهم بالضرائب الفاحشة...هذا ما حدث في قديم الزمان وما زال يحدث لحد اليوم! ومستشار رئيس الجمهورية ( فخري كريم ) نموذجاً...عذراً سادتي المستشارين !

يقول صديقي: عرفت هذه السنة 2013 خبر إستقالة بابا الفاتيكان وفي الحقيقة والكلام ( له ) لم أهتم كثيرا بهذا الخبر، ولكن ورد في بالي رغبة وأمل في أن يحذو رجال الدين في العالم كله -  أنتبهوا ليس في العراق -  حذو بابا الفاتيكان ويستريحوا ويريحوا... وأخذت أتخيل وأحلم، ماذا سيحدث للعالم لو إستقال كل رجال الدين من السياسة في العالم :

-   هل ستنهار البورصات العالمية؟  لا.

-   هل ستتوقف حركة المطارات في العالم؟  لا.

-   هل  ستتوقف حركة البناء في العالم؟  لا

-        هل ستتوقف حركة البحث العلمي والإختراع في العالم؟  لا.

-        هل ستتوقف حركة القطارات في العالم؟ لا.

-        هل سيتوقف الإنترنت؟ الإجابة:  لا .

-        هل سيتوقف دوري الكرة الإنجليزي؟ الإجابة:  لا.

-        هل سيتوقف ميسي عن إحراز أهداف برشلونة؟ لا.

-        هل ستتوقف المصانع عن العمل؟ الإجابة: لا.

-        هل ستتوقف الصين عن غزو العالم بمنتجاتها؟ لا.

-        هل ستتوقف أساطيل أمريكا عن الحركة في البحار والمحيطات وما وسعت أرض السماوات؟ لا .

-  هل ستتوقف المزارع في العالم؟  لا.

-  هل ستتوقف المدارس والجامعات عن تعليم الطلبة؟  لا.

-  هل ستتوقف السيدات عن الإنجاب؟  لا.

-  هل ستنتهي الأديان في العالم؟ الإجابة:  لا.

-  هل سيتوقف البشر المؤمنون عن الصلاة والدعاء لخالقهم؟  لا.

-  هل سيتوقف أي نشاط مفيد للبشرية إذا إستقال كل رجال الدين في العالم؟  لا.

-  هل يحتاج البشر وسيطا أو سمسارا أو وكيلا بينهم وبين خالقهم؟ لا.

إذن ما الذي سيتوقف إذا إستقال كل رجال الدين في العالم؟

- هل سيتوقف القتل بإسم الدين؟  نعم.

- هل ستتوقف الكراهية بين الناس بسبب إختلاف الأديان؟  نعم.

- هل سيتوقف لابسو الأحزمة الناسفة عن قتل أنفسهم وقتل الآخرين؟  نعم.

- هل ستتوقف الفتاوى الهايفة من نوع: إرضاع الكبير وزواج الأطفال والزواج من الجن؟ نعم.

- هل ستنتهي مافيا توزيع تذاكر دخول الجنة والنار؟ نعم.

- هل سيبدأ البشر في إستخدام عقولهم بشكل أكبر؟ نعم.

- هل سيتوقف البشرعن الحصول على الأجوبة الجاهزة والمعلبة؟ نعم .

- هل سيتوقف الخلط بين الدين والسياسة؟  نعم.

- هل سيتوقف بعض رجال الدين عن إستخدام الدين للوصول للسلطة؟ نعم .

 - هل ستتحول دور العبادة إلي مراكز إشعاع علمي وإجتماعي بدلا من مراكز بث الكراهية وتخويف الناس من النار وعذاب القبر والثعبان الأقرع، وحيـّة الناصرية أم راسين؟ نعم.

- هل ستتحولون انتم يا رجال الدين الى طاقة منتجة مفيدة وتساهمون في البناء والتقدم بدلا عن صرف كلام واستهلاك طعام وتفسير احلام ؟ بالتاكيد ( نعم  ) اذا اقتنعتم بهذا الكلام!

- هل سيتوقف تفسير أية كارثة طبيعية على أنه غضب من الله؟ نعم ، وكأن الله خلق البشر لكي يعذبهم في الدنيا قبل الآخرة.

...وأخيرا: والكلام لايزال لـ( صديقي ) أقولها لرجال الدين: نحن لسنا في حاجة إلي وسيط ليقربنا إلى الله أو ليعرفنا بالله، لاننا في زمن الوعي والمعرفة وسهولة التواصل عبر الانترنيت وسرعة الوصول الى المعلومة ودعوا الله في قلوبنا واتركوا عقولنا تتنور بنور المعرفة وان ينعم الجميع بالحب والوئام بعيدا عن وصاياكم وفتاويكم ودعونا وبدونكم الى الله راجعون إستقيلوا يرحمكم الله!! وصيروا مثل هذا البابا الحباب.

 ولكن للأنسانية جانب آخر هو: أن عشرات المارينز اجتمعوا في شيكاغو بداية هذه السنة 2013 لرمي ميداليات الشجاعة في وجة الجيش الامريكي وقياداته وللاعتذار من العراقيين والافغان لاشتراكهم في الحرب والدمار في بلادهم عام 2003 و2006 ، والسؤال هو: هل من عبرة للمسؤولين العراقيين ومنهم أصحاب القرار!؟  

مشيجيخة: قوانين غريبه ولكن تستحق بعض التفكير مثلا: تنفرد فنلندا، بوجود قانون فيها، يقوم بإحتساب غرامة مخالفات السرعة ( وفقاً للدَخل المادي للمخالِف )! .. حيث يتيح القانون للسلطات، إقتطاع نسبة معينة من أموال المخالف. ومن تداعيات هذا القانون الغريب، ان السيد ( أنساي فانجوكي ) مدير شركة نوكيا الشهيرة ، فوجئ في كانون الثاني سنة 2002 بِخطاب مخالفة سرعة يطالبه بدفع ( 12.5 ) مليون دولار! لقيادته دراجته النارية من طراز هارلي متجاوزاً السرعة القانونية المحددة. إستعان السيد فانجوكي، بِمحامي، حيث نجح في تخفيض الغرامة الى 103 آلاف دولار.. وأعتقد انها الغرامة الأعلى في العالم، لِمخالفة السرعة .

يرى الكثير أن هذا القانون الفنلندي ، عادل ومنطقي .. إذ ليس من المعقول، أن يغـّّرم العامل المحدود الدخل ، مِئتي دولار مثلاً، والمليونير يستوفى منه نفس المبلَغ ، لمخالفة مشابهة. وهذا القانون يَحد من " إستهتار " الأثرياء ويجعلهم حَذرين .. إذ ان مئة ألف دولار لِمخالفة تجاوز السرعة ، تدفعهم للإلتزام وإحترام التعليمات أكثر! وهنالك قانون في سنغافورة منذ 1968 ، ينص على تغريم كل مَن يرمي أية نفايات في الشارع او الأماكن العامة او السياحية، ألف دولار. ونتيجة هذا القانون القاسي، فأن سنغافورة ومنذ سنوات عديدة، من أنظف البلدان في العالم... وفي بعض الولايات الهندية، هنالك قانون سار منذ 1997، ينص على معاقبة الطالب الذي يغش في الأمتحان، بالسجن لمدة تصل الى عشرة سنوات. والغاية من هذا القانون الهندي، هو حماية التعليم والمؤسسات التعليمية، من الغشاشين الذين قد يتخرجوا وهم غير مؤهلين، ويحرمون غيرهم من فُرص العمل

مربط الفرس:  ترى ماذا سيحدث لو تم تطبيق مثل هذه القوانين في العراق الجديد ؟ نقول: أكثر من نصف أعضاء مجلس النواب ومستشاريهم من ( علمانيين وإسلاميين ) ناهيك عن مستشاري الرئاسات الثلاث سيقضون حياتهم في السجن! وإن أكثرمن 80% من الأخوة أعضاء مجالس المحافظات سيصبحون نزلاء دائمون في السجون! و 75% ممن هاجر إلى كندا و إستراليا و نيوزيلندا والسويد وغيرها من البلدان سيسجنون، وتسحب منهم ومن عوائلهم الجنسية، و ستتم  إعادتهم إلى العراق في أول طائرة! وكذلك عدد لا بأس به من المدراء العامين ووكلاء الوزارات و ربما الوزراء ومستشاريهم سيحجزون لأنفسهم أماكن في السجون ونسبة كبيرة ممن تزوجوا بعد عام 2003 سيتطلقون بعد أن تكتشف الزوجات أن أزواجهم ممن أدعوا إنهم خريجي الكليات العراقية هم في الحقيقة من الراسبين في الثانوية، و بعضهم في المتوسطة والبعض الآخر شهاداتهم من سوق مريدي!...و لكن ليطمئن المزورون لأن هكذا قانون لن يطبق في العراق لأن الكثيرين ممن يطبقون القانون سيتأثرون به للعظم!...وأحسن القول: لايابه تره هيجي قوانين غير مناسبة للعراق الديمقراطي!!.

 

صالح حسين (أبو سارا)

1 – 4 - 2013

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا