<%@ Language=JavaScript %> زيد عبد الصمد نعمان الطريق الى القدس – نيسان 2014


 

الطريق الى القدس – نيسان 2014

 

 

زيد عبد الصمد نعمان

 

 لم يأت القرار للسفر الى الاردن و الضفة الغربية المحتلة وليد اللحظة بل ظللنا ندوره في عقولنا بين تحبيذ و تردد حتى عزمنا عليه فأخترنا الاسبوع الاخير من آذار لكونه افضل اوقات السنة لزيارة المنطقة.

أقلعت بنا الطائرة من غاتويك.  بدأ الطيار باعطاء تعليمات السلامة باللغة الانكليزية ثم العبرية. طلب منه احد الركاب ان يبثها بالعربية ايضا ففعل. و بعد مضي 4 ساعات اخبرنا الطيار اننا سنمر فوق تل ابيب و طلب من جميع الركاب و الطاقم الالتزام بتعليمات اسرائيل بوجوب الجلوس و عدم التنقل داخل الطائرة.  أحدى الراكبات حاولت الذهاب الى المرافق فنهرتها المضيفة. حذّرنا الطيار ان من يخالف التعليمات سيلقى القبض عليه في مطار عمان و يخضع للتحقيق مع الشرطة.  مررنا على مدينة كبيرة شوارعها مضيئة لا ادري لماذا شعرت بحزن و اكتئاب و نحن نطير فوقها. ربما لانني احسست انها القدس و ليست عمان.

هبطنا في مطار عمان و وصلنا الى نقطة تدقيق الجوازات. كان هناك 4 موظفين يجاورهم 3 آخرون يقضون وقتهم بالحديث مع من في الواجب. رسوم الدخول الى الاردن 20 دينار و اغلب المسافرين لم يجلبوا معهم دنانير اردنية فأضطررنا للانتظار ليذهب المسافرون الى بنكين قريبين في قاعة القادمين ليشتروا الدينار بسعر باهض. رأينا مسافرين معهم موظفين واسطة يسهلون معاملاتهم. اخذنا تاكسي الى عمان.  الاجرة محددة 22 دينار. في عمّان عدد اضوية المرور ربما لا يتجاوز اصابع اليدين و القدمين. السياقة في عمان كفاح و عناد و مقامرة.  الارصفة شوهاء بسبب تعدي السواق عليها. لا ادري ان كان هناك قانون للمرور.  السواق يركنون سياراتهم بوقوف مزدوج و الركاب ينزلون حيث يحلو للسائق او لهم.  ارقام السيارات تدل على نوعها اذ تبدأ بـ10 او 20 او 30 او 50 او 70.. الاخيرة هي سيارات التاكسي السياحية التي لم نعلم بمزاياها الاّ بجسر الملك حسين

عندما قررنا بزيارة الضفة الغربية سألنا عن الطريق و علمنا اننا نستطيع ان نأخذ اي تاكسي الى هناك. يوم الخميس 2 نيسان اتفقنا مع تاكسي انطلق بنا ينهب الارض نهبا ثم اتصل بصديق له ليدله على الطريق فرأيتنا نذهب باجاه العقبة.  توقف في الطريق و سأل سواق آخرين فدلوه على الطريق الصحيح.  نزلنا الى وادي نهر الاردن و كان متربا يذّكرني بمنطقة الصدور بديالى ربما بسبب طبيعتها المتربة و الجرداء.  قبل ان ينعطف السائق نحو الجسر توقف عند حاجز مدني تقف عنده سيارات تاكسي اخرى. سألنا سائق الحاجز ان كنا "في آي بي" ام عاديين فأجبته الاخيرين.  طلب 3 دنانير رسوم مرور .  سائقنا اخبرنا اننا نستطيع الوصول الى الجسر مع السائق الجديد الذي أشتكى ان سياراتهم عاطلةعن العمل بسبب تاكسيات عمان التي تسرق الركاب منهم.  احسست ان سائقنا متواطئ معهم او على علم بها و لم يخبرنا. لم نملك الا ان ننقل حقائبنا الى التاكسي الجديد الذي قادنا الى الجسر. المسافة لم تكن طويلة لكن الطريق وعر و ضيق لا يتناسب مع اسم الجسر.  أوصلنا السائق الى بداية النقطة الحدودية لكنه لم يدخلها اذ قال ان الدخول مأذون فقط للسيارات السياحية رقم 70.

النقطة الحدودية فاجعة.  كان هناك 3 شرطة يجلسون بظل سياج النقطة الحدودية و بجنبهم صديق بملابس مدنية ينهرون الكسبة و الباعة المتجولين. بضعة كلاب سائبة تتنقل بحرية بين النقطة و الشارع. ما وضعنا حقائبنا على الرصيف استعدادا لدخول النقطة ظهر من حيث لا نعلم شاب يدفع عربة نقل حقائب وضع حقائبنا عليها و عاد الى النقطة و هرعنا نلحق به. دفعنا له نقود فسلم حقائبنا الى شخص آخر نقلها الى جهاز الكشف الامني و ارشدنا الى مكتب ختم الجوازات. هناك دفعنا 10 دنانير لكل جواز سفر بغض النظر عن العمر. عدنا الى حيث دخلنا فوجدنا حقائبنا عند رصيف المغادرة و قال الحارس لقد فحصناها فدفعنا له نقود ايضا.  لم يكن هناك ما يدل عاى فحصها او من فحصها و لو أخذنا حقائبنا بانفسنا و لم نفحصها لما علم أحد بذلك.  أشترينا بطاقات نقل بالباص الى الضفة الاخرى و دفعنا 1.5 دينار لكل حقيبة. لم يكن هناك من يعد الحقائب و يحسبها.  ارصفة نقطة الحدود مثلومة و متربة ، الابنية متفرقة و ليست هناك علامات دالة.  أخذنا باص الى الضفة الاخرى.  عملية تدقيق المسافرين يدوية و بدائية. توقفنا في منتصف الطريق الذي لا يزيد عن كيلومتر واحد ليحسب شرطي الحدود عدد الركاب و يطابق ذلك مع استمارات المغادرين. عبرنا جسر فوق ساقية لا يزيد عرضها عن نصف متر: نهر الاردن.

وصلنا الى نقطة جسر اللنبي و استقبلتنا قطعة ترحب بنا في أسرائيل.  كان هناك علمان أحدهما اسرائيلي و الثاني لقوات حرس الحدود. كان هناك مدنيون يحملون رشاشات و يلبسون نظارات شمسية.  هؤلاء افراد شين بيت (الأمن الأسرائيلي) التي قتلت وائل زعيتر قبل وصولنا بعشرة ايام في النقطة ذاتها.  أستقبلنا عمال فلسطينيون او بدو يلبسون زي رسمي و هويات رسمية (باجات) أخذوا حقائبنا و أعطونا وصل الكتروني بعدد الحقائب مع باركود.  لم يطلبوا نقودا.  المكان نظيف و مرتب: المناطق الخضراء معتنى بها حتى النخلة تم تكريبها حديثا.  الصورة  النقيض للنقطة الاردنية.

مررنا بالحاجز الأول للجوازات ثم انتقلنا الى التفتيش الألكتروني.  بينما نحن نستعد للمرور في الحاجز الألكتروني مر بنا فلسطينيون مسرعون و اجتازونا  ثم بدأوا بنزع الاحزمة و المحمولات المعدنية دون اكتراث للدور.  بعدها ذهبنا الى حاجز الجوازات: شرطة  الحدود و الهجرة.  وقفنا بطابور الى رجل يجلس في الشباك لكن زميلته التي بجانبه فتحت شباكها و نادتنا.  سلمنا جوازاتنا و صارت تقلبها.  سألتني عن مكان الولادة فأجبتها "بغداد".  ثم سألت زوجتي بالعربية "انتي فين مولودة؟" اجابتها زوجتي بالخليل.  سألتنا ان كنا نملك جواز سفر آخر اجبناها لا.  سألتنا اين نريد الذهاب و لماذا فاجبناها القدس القديمة و رام الله و الخليل.  اتهمتنا بالكذب و هددتنا بطردنا من اسرائيل اذا كذبنا مرة أخرى.  اوضحنا لها اننا لم نكذب لكنها لم ترد ان تصدقنا. سألتنا من سنرى او نلتقي في الضفة أجبناها لا أحد.  طال التحقيق فأخبرتنا ان ننتظر في القاعة.  كان هناك اكثر من 100 سائح ديني قادمون من آسيا جميعهم مسلمون جلبتهم شركات سياحية اسرائيلية تنزلهم في القدس الغربية بفنادق اسرائيلية و يشترون من اسواق اسرائيلية و لا يرى أهل القدس شيئا منهم. راينا فتاتين مع ابيهم عليهم ملامح اوروبية كانوا في الانتظار.  بعد فترة استدعوا الأب الى غرفة تحقيق مع المخابرات الاسرائيلية خرج بعد حوالي 20 دقيقة.  بدأت الوفود الدينية المسلمة بعيور الحدود بعد انتظار دام قرابة 4 ساعات.  نادوا على الاب الاوروبي و سلموه فيزا الدخول.  كان هناك في الانتظار معنا رجال بشعر ابيض ينتظرون دورهم في التحقيق او الفيزا.  نادت امرأة على زوجتي و قادتها الى غرفة تحقيق مع الاستخبارات.  بعد وقت بدى طويلا خرجت زوجتي و اخبرتنا انهم خيّروها بين العودة الى عمان او زيارة الضفة عدا القدس بشرط ان تغادر بجواز سفر فلسطيني .  تداولنا بالامر و قررنا ان نمضي قدما بزيارة فلسطين.  عادت زوجتي الى غرفة التحقيق لتخبرهم بقرارنا.  بعد ذلك بنصف ساعة جاء جندي اسرائيلي غير مسلح و ناداني. سألني عن وجهتنا فأجبته كما أجبت زميلته ألحّ ان اعطيه اسم و هاتف شخص سألتقي به في الضفة الغربية فأنكرت معرفتي بأي شخص هناك لأني عراقي.  كان يكتب اجوبتي بالعربية و يسألني بعربية مكّسرة.  اخبرني ان اعود للأنتظار ففعلت.  بعد اقل من ساعة نادوا على ابني و اعطونا جواز سفره مع فيزا 3 أشهر لزيارة اسرائيل.  بعده بنصف ساعة نادوني و اعطوني فيزا مماثلة.  انتظرنا لساعة او اقل نادوا على زوجتي الى غرفة التحقيق مرة أخرى و خرجت و معها تصريح بتجديد الهوية الشخصية الخاصة للفلسطينيين.  أخذنا جوازاتنا و عبرنا الى قاعة استلام الحقائب.  كانت حقائبنا مركونة كمجموعة واحدة فاخذناها بعد فراق دام 6 ساعات. بعد ان خرجنا تلقفنا سواق السيارات يتحدثون بلهجة فلسطينية.  طلب احدهم 200 شيقل اسرائيلي للوصول الى بيت لحم ووعد بالعبور خلال الطرق الاسرائيلية لكن زوجتي ممنوعة من سلوك هذه الطرق.  كانت هناك حافلات تنقل القادمين الى استراحة اريحا بـ7 شيقل.  أخذنا حافلة الى اريحا.  أخبرتنا زوجتي ان المحققة الاسرائيلية رمت بجوازها البريطاني على طاولة غرفة التحقيق و قالت لها انت فلسطينية مهما كان جواز سفرك.  سألتها عن اصدقائها اللذين ستراهم في الضفة أخبرتها زوجتي انها تركت الضفة 15 عاما مضت و ان جميع افراد عائلتها بلندن. ردت الاسرائيلية"انا قدمت من روسيا في 1987 و ما زلت اتصل باصدقائي في روسيا"  ثم اخبرتها بمنعها من زيارة القدس اذا ارادت زيارة الضفة.  كان الشرطة الاسرائيلية يأتون الى قاعة الانتظار و ينادون بأسم فيلتف حولهم السياح الاجانب و ينادون على بعضهم و ينتهي الجواز بيد مسافر بدون تدقيق.  العراقيل التي يضعها الاسرائيليون ذكّرتني بقول لأيغال آلون الذي قال بعد 1967 سنجعل الفلسطينيين يعيشون حياة صعبة كالكلاب فمن يبقى عليه ان يتحمل و من لا يتحمل يغادر البلاد.

أخذتنا الحافلة الى محطة استراحة اريحا التي لا تبعد اكثر من كيلومتر عن النقطة الاسرائيلية. تكرر المشهد الاردني باستلام الحقائب و فحصها.  لما خرجنا الى موقف الحافلات كانت هناك اماكن مخصصة لكل بلدة: جنين و بيت لحم و الخليل و رام الله... على القطعة لبيت لحم كانت الاجرة 45 شيقل.  توجهنا الى الباص (صغير لـ7 نفرات) و تجمع حولنا جميع السواق تقريبا يسألون عن وجهتنا فأجبتهم بيت لحم خطف أحدهم الحقائب من يدي الى الباص و أردت ان أتأكد من الأجرة فقال 50 شيقل للراكب  سألته لكن القطعة تقول 45 شيقل فرد السائق القطعة قديمة.  جلسنا في الحافلة فصار عدد ركابها 5 و كان علينا الانتظار حتى تمتلئ خلالها عرفنا ان الجميع دفعوا 50 شيقل.  بعد انتظار اكثر من ساعة حضر راكبان: أمرأة و رجل.  استعددنا للمغادرة قرابة الثامنة مساءا عندما بدأت المرأة تعامل السائق ان يوصلها لباب دارها.  اتفقا على 20 شيقل اضافي.  انضم الشاب من مخيم الدهيشة و ذكّر السائق انه سيدفع 10 شيقلات اضافية ليوصله لباب المخيم.  سلكت السيارة الطريق العام خلال أريحا التي كانت مزدحمة في ذلك الوقت مساءا.  بعدها بدأت تسير في طريق جديدة في مطلعها قطعة كبيرة تعلن ان الطريق تم تعبيده باموال يوأس أيد.  الطريق يعرفه الفلسطينيون بأسم الطريق الالتفافي لانه لا يمر بالقدس الشرقية بل يلتف حولها و كان وعراً خلال سنوات التسعينات و يستغرق وقتا طويلا لقطعه.  بعد ان عبرنا العبيدية (شرق القدس) انعطف السائق لطريق فرعية حيث اوصل الراكب الاخيرثم عاد الى الطريق الرئيس و بعد مسافة انحرف ليوصل المرأة التي أخذتنا حتى انتهى التبليط و كانت تصر ان نستمر اكثر حتى وصلنا باب بيتها.  خشينا ان نضيع في عودتنا الى الطريق العام لكن السائق تذكّر الطريق.  أخبرته ان وجهتنا فندق بيت لحم في شارع المهد و ليس ساحة المهد فصار السائق يشتكي من طول الطريق.  تدخل الشاب من الدهيشة و ذكّره ان طريقه يمر علينا فلا حاجة للشكوى.  وصلنا فندق بيت لحم حوالي العاشرة مساءا و كان في انتظارنا الاخ العزيز ربحي (زميل زوجتي في الجامعة).

بيت لحم تذكرني بعاليه في لبنان مع الفارق انها لا تملك واجهة بحرية.  البيوت قديمة و لكنها تدل على عراقة و مدينة ميسورة.  قررنا ان نتجول في المدينة يوم الجمعة.  لكنها كانت شبه فارغة قليلة الحركة.  لم تفتح أغلب المحلات و كانت الجوامع تؤذن و تذيع خطبة الجمعة و ظلت على هذه الحال حتى الساعة العاشرة مساءا.  عند الظهيرة مررنا بشارع النجمة و صادفت ان رأتنا امراة في النصف الثاني من عمرها حسنة الهندام والملابس أقترحت ان نطلع على دارها الاثرية فدخلنا الى صالة المدخل النظيفة و الانيقة. سألناها لماذا المحلات أغلبها مغلق فأجابت اليوم الجمعة. قلنا لكن بيت لحم مدينة مسيحية فقالت للاسف لم تعد كذلك.  التقطنا صورة للسوق القديم يظهر فيها شعار حركة الجهاد الاسلامية على جدران مبنى تابع لكنيسة.  زرنا كنيسة المهد التي لا يناسب شكلها أسمها و مكانتها في الدين المسيحي. المبنى فقير بلا ملامح تحيطه اديرة و محلات استراحة الحجاج.  دخلنا الى البقعة التي يعتقد انها مسقط رأس المسيح. كانت في ارض منخفضة في مسطها زجاج غامق و تحيط به نجمة معدنية. وجدنا رجل مستلق على وجهه.  ظننت انه مصاب بصرع و فكرت ان انحني لاساعده لكنه تحرك و نهض بعد ان مسح وجهه بزجاج النجمة.  مساءا اخذنا (ربحي) الى قعبر و هو محل للدجاج المشوي على الفحم.  أغلب الاوقات يكون مزدحما.  دجاجه لذيذ ويقبل عليه القاصي و الداني.  نزلنا بفندق بيت لحم و كان مزدحمابالحجاج الى بيت لحم من بولونيا و روسيا.  يوم الاحد يصطف الباعة المتجولون على درب كنيسة المهد و ينادون على بضاعتهم باللغتين الروسية و البولونية.  الفندق نظيف و مريح يطل على وادي في جهته الاخرى مستعمرة اسرائيلية تسعى للالتفاف على بيت لحم.

في الطريق الى بيت جالا يوجد مبنى للسلطة الفلسطينية التي لا سلطة لها ما تزال انقاضه شاخصة دليل على القصف الاسرائيلي الاخير.  عند المبنى دوار ينطلق منه شارع الموردة الذي يحاذي مخيم لاجئين ثم ينفتح على طريق عام يقود الى مخيم الدهيشة.  على سياج المخيم صورة كبيرة لياسر عرفات و فوقه مكتوب "عاش العراق" ثم صورة لصدام حسين و فوقه "عاشت فلسطين" على بعد امتار كتب احدهم "يا عباس و يا هنية، كيلو الزعتر صار بـ100".  كثير من شوارع بيت لحم و ازقتها تخضع لتصليحات و تحسينات ممولة من الاتحاد الاوروبي ورغم انه أمر جيد لكنه مظهر لعدم ثقة الممولين بنزاهة اجهزة السلطة الفلسطينية.

في يوم الخميس 3 نيسان قررنا ان أذهب أنا و ابني للقدس بينما ذهبت زوجتي الى الخليل لتجديد جواز سفرها و هوية شخصية.  أخذنا سيارة تاكسي الى نقطة انطلاق الحافلات الى القدس و الخليل.  سارت بنا الحافلة في شوارع خلفية حتى عبرنا مدينة الخضر التي تقع قبالة جدار النهب العنصري.  انعطفت الحافلة الى شارع مرور سريع و توقفت عن نقطة عسكرية.  خرج الفلسطينيون من الحافلة و وقفوا في طابور ينتطرون تدقيق اوراقهم و تصاريح الزيارة.  صعد الينا جندي اسرائيلي يحمل رشاشة يعلو شفته العليا زغب خفيف، ربما لايزيد عمره عن 18 سنة.  نظر الى اوراقنا دون اكتراث ثم نزل و صار يدقق اوراق الفلسطينيين المنتظرين خارج الحافلة.  بعد ان صعدوا انطلقت الحافلة عبر النفق و دخلنا القدس من جهتها الغربية.  المحلات السكنية كانت متفاوتة في القدم و بعضها ذكرني ببرلين الغربية.  انتهت الرحلة في القدس الشرقية قبالة باب المغاربة. دخلنا البلدة القديمة و السوق الذي كانت في مدخله قطعة تشير الى اماكن أخرى و تصف هذا القسم بالمسيحي و الاسلامي.  السوق القديم يشبه اسواق عواصم المنطقة القديمة.  و لا يخلو من مستوطنين يشترون بيوت قديمة و حتى كان هناك توراه قديم.  توجهنا الى مسجد قبة الصخرة و دخلنا من باب الحديد.  عند كل باب يقف الحرس الاسرائيلي و قربهم شبان فلسطينيون منعا لتسلل يهود متعصبين لساحة الحرم.  مشهد الساحة جميل و مريح يوخي بالاسترخاء و الامان.  طفنا حول مسجد قبة الصخرو و زرنا مسجد عمر و المسجد القبلي.  دخلنا المسجد و وجدنا ان أسكلّة حديدة تسند القبة منعا لسقوطها بعد اشتداد وتيرة التنقيبات الاسرائيلية تحتها.  نزلنا الى غرفة منحوتة في الارض تحت القبة.  هناك حديث عن احتمال تقسيم الحرم و قبة الصخرة أسوة بالحرم الابراهيمي لا سيما بعد ازالة الوصاية الاردنية عنه.  لا استبعد ذلك لا سيما ان من يهون هدم دار النبي لن يأبه لاقتسام قبة الصخرة: موطأ قدم النبي  هذا الرابط يبين قصدي

http://www.youtube.com/watch?v=9Bc6cOZvGUw

في يوم السبت قررنا زيارة مدينة الخليل فصعدنا بتكسي سرفيس (نفرات) و انطلقت بنا بحاذاة مخيم الدهيشة ثم انعطفت يسارا خلال المنطقة الصناعية قبل ان نصل الى الطريق الرابط بين المدن الفلسطينية.  الطريق في المنطقة ج التي تخضع للسيادة الاسرائيلية و تطبق فيها قوانين اسرائيل.  اتفاقية أوسلو تشبه اقتسام قطعة جبن سويسري مملؤ بالثقوب: يأخذ الفلسطينيون الثقوب و يأخذ الاسارئيليون الجبنة! عند التقاطع الرئيس شاهدنا كرمة عنب يحيط بها سياج ثم سياج يحيط بمساحة اكبر. الفلسطينيون يسمونها كرمة المستوطن: جاء مستوطن اسرائيلي و زرع كرمة ثم صار يسقيها بانتظام حتى كبرت وطالب بارضها فجاء الجيش الاسرائيلي ليحميها.  ما ان دخلنا الطريق الاسرائلية توسل بنا السائق ان نشد احزمة الامان لأن غرامتها 1000 شيقل و الاسرائيليون لا يغضون بصرهم عنها بالاخص اذا كان السائق فلسطيني.  يلتزم الفلسطينيون بذلك بصرامة ما داموا على الطريق الاسرائيلي.

دخلنا الخليل و توقف التاكسي عند منتصف السوق التجاري. أخذتنا زوجتي في رحلة منظمة للخليل: المدارس و النزلة التي شهدت مقتل اليهود في 1926 و شارع المواجهات و بداية السوق القديم.  قبل ان ندخل السوق القديم احسسنا بخفوت الحركة و عرفت ان السوق يقع في قلب المستوطنة الشرسة التي يسعى سكانها لالتهاما و التوسع لبقية مدينة الخليل.  في الطريق الى الحرم لحظنا وجود سقف من الحديد المشبك التصقت به اوساخ و اكياس شاي مستهعملة رماها المستوطنون الذين احتلوا الشقق العليا.  وصلنا لبا الحرم و كانت هناك نقطة عسكرية. ارتبك الجندي الشاب لمرأى جوازاتنا البريطانية و تردد قبل ان يدفعها الينا تاركاً الخيار لنا ان نذهب عبر بوابة اليهود او بوابة المسلمين.  أخترنا البوابة الاخيرة و انظممنا لجموع الزائرين من افريقيا (أظن من الحبشة).  اقتسم اليهود و المسلمون قبر ابراهيم بسياج معدني و زجاجي بعد مذبحة الحرم في نهاية الثمانينات.  في قسم المسلمين يوجد قبر سارة زوجة ابراهيم و ام اسحق و قبر رفقة و الذين يعتبره اليهود أجدادهم العظام.  هناك ايضا منبر صلاح الدين.  تركنا الحرم و تجولنا في البلدة المحيطة التي كانت مهجورة بسبب يوم السبت الذي يمتنع فيه اليهود عن الخروج من الدار. كان صبية فلسطينيون يلعبون في الشارع.  عند مغادرتنا البلدة رأينا احد الجنود الحرس يعرض طعامه على الصبية المتجولين.  كانت هناك زيارة منظمة لاجانب يقودهم فيها فلسطينيون من سكنة الخليل يعرضون توسع المستوطنين.   بعد ان التقينا بربحي ذهبنا الى مطعم "ابو مازن" الذي لا علاقة له بمحمود عباس.  بعد الغداء أخذنا ربحي الى مخيطة في بيت تمّر تشتغل فيها 6 نساء و هي مشروع استثماري محلي يوفر مورد رزق لاكثر من 6 عوائل و يمكن اعتباره شكل من اشكال التنمية الاجتماعية المحلية.  لفت انتباهي كثرة الاعلانات عن قروض البنوك للمواطنين اشهرها راتبك عندنا و سيارتك منا.   هذه النزعة في الاقراض تخلق سيولة غير مضمونة و تجعل دخل الفرد و املاكه مرهونة لدى البنوك.  اغلب الفلسطينيين لا يهتمون لهذه الامور باعتبار ان غدا غير مضمون فلماذا التفكير.  كثير من المباني غير مكتملة اذ يكتفي اصحابها بتأجير الطابق الأرضي و ابقاء الهيكل قائما لحين توفر السيولة النقدية.  هناك كثير من المحلات تبيع بضائع اسرائيلية و اردنية فكنا نشتري البضائع الاردنية فقط.

قبل العودة الى عمان فكّرنا بزيارة قرية بتير قرب بيت لحم.  أخذنا تاكسي الذي سار بطريق القدس لكنه انعطف بحدة نحو الخضر ثم قطع الطريق الاسرائيلي نحو بتير.  القرية على سفح وادي نصفه في اراضي 48 (اسرائيل) و تضم مدرسة القرية و محطة قطار يافا-القدس بينما بيوت القرية في الضفة الغربية المحتلة.  القرية مشهورة بمناظرها الطبيعية و تدل مدرجات الزراعة الجبلية على قدمها.  قادنا اليها آثار قيل انها تعود لألفي سنة خلت.  لم يعرف سائق التاكسي اين الآثار لكننا رأينا قطعة تشير الى اتجاهها.  سارت السيارة حتى وصلت نهاية الطريق و ليس اثر لآثارها.  سألت عمال بناء عنها فنظروا ألي بريبة و شرحت لهم انني عراقي أسكن في لندن أتيت لؤية الآثار فدلوني عليها.  هناك آثار لقرية قديمة و ربما بئر. رأينا رجل كبير في السن و سألناه عنها و قال بعد أن أطمئن لدوافعنا ان المنقبين الاسرائيليين جاؤا قبل سنتين و بحثوا عن آثار عبرية فلما لم يجدوا ضالتهم تركوا الآثار للفلسطينيين.  اذا بحثتم عنها في خرائط غوغل ستجدون ان الفلسطينيين يسمون الآثار خربة اليهود!

كان لقاؤنا بربحي فرصة نادرة للتعرف عن كثير من تفاصيل الحياة في الضفة.  و له فضل لن ننساه لمساعدتنا في حصول زوجتي على جواز السفر و الهوية الشخصية في زمن قياسي أولمبي.  و لن ننسى لقاءنا بأبن شقيقته د.محمد الأستاذ بجامعة بيت لحم حيث قضينا سهرة لطيفة معهما بمطعم جنب الجامعة.  اعجبني تشخيص د.محمد أن العراقي أو السوري أو المصري يكون قوميا بالأختيار أما الفلسطيني فأن عروبيته أضطرار. هذا ذكّرني بقول لمهدي عامل (حسين حمدان) في كتابه"في التناقض" اذ وصف انغماس البرجوازية الصغيرة بالصراع السياسي انتباذاً بفعل قوة الطرد المركزية لاحتدام الصراع السياسي بين طرفي النقيض في الطيف السياسي الأجتماعي.

طريق العودة الى عمان كان حافلا كطريقنا الى القدس.  تأخرنا في بتّير ولما عدنا الى الفندق طلبنا تاكسي الى محطة الباصات الى استراحة أريحا.  جاءنا التاكسي و بعد ان تحركنا أخبرنا السائق ان اغلب الباصات قد ذهبت و ربما نصل بعد المغرب.  اتفقنا معه ان يأخذنا الى أريحا بنفسه و وافق لقاء 200 شيقل.  أتصل بأهله و أخبرهم انه يأخذ ركابا الى أريحا.  أعتذرت له لأننا قطعنا عليه أستراحته في يوم الأحد و صرنا نستفسر منه عن الوضع.  أخبرنا ان الطريق الالتفافي الذي بلطته يو أس أيد أنسى الفلسطينيين الطريق الوعر القديم القريب الى القدس لسهولته.  أبنته تعيش في القدس لكنه لايستطيع زيارتها الا بتصريح الذي لا يعرف أحد كم تطول فترة اصداره. الأسرائيليون صاروا يمنحون المسيحيين تسهيلات لزيارة القدس (ذكّرني هذا بخبر عن تزايد عدد المسيحيين في أسرائيل الذين يخدمون في الجيش و تشجيع الحكومة لانخراطهم بالحياة العامة).  أرانا الرجل مستعمرة تمتد لمسافة طويلة بمحاذاة طريق القدس أريحا و أخبرنا ان الجدار العنصري يمر بقرية فلسطينية تفصل أب عن أبنه يضطر الأبن لطلب تصريح و السير كيلومترات لزيارة ابيه الذي يسكن قبالته عبر الجدار!.  بعد مسافة الطريق لاحت لنا أريحا في قعر وادي الأردن الذي ينخفض اكثر من 200 متر عن مستوى سطح البحر.  اريحا ليست أكثر من خربة شوهاء تكثر فيها مزارع الموز الصغير و الحلو لكن الاسرايليين يزرعون الوفاكادو الغالي قياسا للموز.  انجزنا معاملة الجوازات و كان هناك شباك للفلسطينيين و آخر للأجانب.  دفعنا ثمن النقل و الحقائب و أخذنا مقاعدنا في حافلة أنطلقت الى الأردن.  الطريق القصير بدا طويلا و الحافلة تسير ببطء.  نزلنا في الجانب الأسرائيلي و ذهبنا الى مبنى مكتوب عليه مغادرة الفلسطينيين.  كان الموظفون الاسرائيليون بطيئ الحركة و ما يروا حافلة تفرغ ركابها يبدأون تبديل اماكنهم او الذهاب الى الغداء.  قدمنا جوازاتنا فأخبرتنا الموظة ان علينا ان نذهب للمبنى المجاور بينما تبقى زوجتي لأن جوازها فلسطيني.  انتظرت مع ابني ان يأتي شرطي ليأخذنا الى المبنى المجاور.  لما وصلنا وجدت زعاطيط يجلسون الى سبابيك المغادرة. صبي ربما اقل من 18 سنة بجينز و تي شيرت أخبرني ان ندفع 359 شيقل لكي نستطيع مغادرة الحدود.  أخبرته اني لا املك نقدا قال ان ماكنة الصرف الآلي عاطلة و انتهيت ان دفعت له $100 و 12 دينار اردني.  كانت هناك صبية تجلس خلفه على الارض تلعب بتلفونها الموبايل.  خرجنا من المبنى فرأيت زوجتي و ذهبت اليها لكن كان هناك سياج حديدي ممنوع عبوره فأخذت زوجتي حقاءبنا و صعدت بباص خاص بالفلسطينيين و صعدنا بباص الأجانب.  سارت حافلتنا اولا و ببطء اجتازت الحدود الى ساقية نهر الأردن حيث توقفت عند الحرس الاردنيين.  صعد شرطي و جمع جوازاتنا و أخذ 10 دنانير رسوم دخول.  وصلنا الى النقطة التي غادرنا الأردن منها.  ذهبنا الى شباك الجوازات فكان هناك 3 موظفين، أثنان يتحدثان بينهما و الثالث يعمل.  ننتظر بالدور و لما نصل الى الشباك نملأ استمارة صغيرةو يبحث الموظف عن الجواز المطلوب ثم يختمه و يعيده الينا.  خرجنا من المبنى و بحثنا عن زوجتي.  فعلمنا انها تدخل من المبنى المجاور.  بعد ان انهت معاملة الدخول التم شملنا.  هذه التجربة ذكّرتني بالبرامج الاذاعية التي كان اللاجئون الفلسطينييون يبثون اخبارهم الى من بقي من أهلهم او يناشدون بعض افراد عوائلهم شتتهم النكبة.

الأردن هو أكبر قاعة انتظار في العالم.  أغلب السكان يبحثون عن فرصة لمغادرة البلاد نحو اوروبا او أمريكا.  عمان اكبر عاصمة عشوائية تتسع في جميع الاتجاهات زاد من ذلك القصر الملكي الجديد في الجزء الشمالي منها.  هناك مولات كثيرة لكن أغلب محلاتها أجنبية. ذهبنا الى حي نزّال الذي هو مخيم اللاجئين الفلسطينيين في شرق العاصة.  سوقه يشبه الشورجة و السوق العربي ببغداد.  تفقدت اغلب البضائع فوجدتها "صناعة سورية".  ترى كيف سيتدبرون أمرهم الآن بعد ان خربت الشام؟  ذهبنا الى وسط البلد الذي شوارعه عبارة عن نهر لا ينقطع من المركبات المختلفة.  تفقدنا محلات الملابس فوجدناها أرخص من نزال.  رأيت صاحب محل تصل لحيته الى سرّته و هو يشرح لأحدى زبوناته حمالة النهد التي سألته عنها و التقط قطعة ملابس نسائية داخلية و صار يريها أجزاءها.  هل صعب ان تشتغل أمرأته او أبنته لتتحدث مع الزبونات دون احراجهن؟  بحثنا عن مطعم هاشم و قلنا أخيرا هاشم خيمتنا.. مالئ معدتنا.  المحل في زقاق ينتهي بسفح تل اعلاه.  دفعنا و جلسنا ننتظر وجبتنا.  كان المطعم رخيصا لان المحل قديم و ايجاره ميسور. لم يكن هناك مرافق صحية و لكن مغسلة خارجية تشبه تلك التي في مطاعم الحلة و كربلاء.  لا تكتمل الرحلة دون التعريج على كنافة حبيبة فوجدنا امامنا دورا طويلا و لما جاء دوري كان علي ان أختار بسرعة. أخذت طبقين من الكنافة الناعمة.  وجدناها غير لذيذة و جبنها يشبه المطاط .  الكنافة التي تصنعها زوجتي في الدار اطيب و ازكى بكثير.  شققنا طريقنا الى المكتبة الأهلية.  بحثت عن كتاب العين للفراهيدي و تحقيق د. ابراهيم السامرائي فلم أجده. لم يكلف مدير فرع المكتبة الأهلية ان يبحث في الفروع الأخرى فكانت الخسارة لأثنينا.  لحظت انتشار التحجب التركي: منديل الراس يلتف على شعر مصفف و بنطلون جينز ضيق يظهر و لا يستر!! كان موضوع احدى حلقات البث المباشر في الراديو.  أسميه تركي لأن منديل الرأس منقوش او ملون كما في تركيا و المعطف الطويل مودته تركية اتاتوركية و كذلك الجينز الضيق مشابه لما رأيناه في أسطنبول.  لا استبعد ان تكون للمسلسلات التركية اثرها ايضا.

اخبار العراقيين و ناحية الرابية:  في أحد الايام أخذنا تاكسي الى شارع مكة فلما عرف السائق اني عراقي سألني ان كنت اريد الذهاب لمنطقة الرابية التي يكثر فيها العراقيون.  سمعت من أحد موظفي البنوك ان العراقيين الذين قدموا الى عمان و الاردن جلب قسم كبير منهم ثروات خيالية من العراق سواء قبل الغزو و الاحتلال او بعدهما.  سمعت من اردني يعمل في احد المصارف روايات عن عراقي لا يضع ماله من 800ملون دولار في البنك بل في داره مع انواع الحماية الامنية و نفثالين و كاميرات و ان شابة عراقية لم تبلغ العشرين جاءت لتودع اموالها بسيارتها بنتلي المطلية بالذهب...

عندما سألنا ربحي : هل سنراكم ثانية؟ أجبته: أول الغيث قطر. تـأهبوا للطوفان!  الفلسطينيون في الضفة و اسرائيل يحتاجون للاتصال ببقية شعبهم و عربهم.  من لديه جواز أجنبي يستطيع تحمل ازعاجات الأسرائيليين (او يتمتع بازعاجهم!) و زيارة القدس و مدن الضفة.  لو يتفق المسلمون على جعل زيارة مسجد قبة الصخرة شرطا للحج في مكة سيقل الضغط على مكة و يستفيد أهل القدس و الضفة و ربما هذا تفسير للآية: ليشهدوا منافع لهم و ليذكروا أسم الله. و الله أعلم!  حتى المسيحيين العرب يستطيعون زيارة كنيسة المهد و القيامة لأعادة لحم ما أنقطع بسبب الأحتلال.

مع الايميل صور من زيارتنا.  هناك تسجيل للآذان في مسجد قبة الصخرة.  حجم التسجيل 257 ميغابايت! منعت اسرائيل رفع الآذان في الحرم الابراهيمي و مسجد القبة 53 مرة في الشهر الماضي.  من يدري متى تكون المرة الأخيرة لرفع الآذان اذا أقتسم اليهود و المسلمون قبة الصخرة؟

 

بعد عودتنا كتبت الى نائبة في البرلمان البريطاني شاكيا سؤ التعامل و تصرفات المستوطنين فأحالتها الى وزارة الخارجية و رد أحد موظفيها ان بريطانيا تدعم فكرة الدولتين و تعتبر المستوطنات غير شرعية.

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

27.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org