%@ Language=JavaScript %>
الامبريالية العالمية واللعب بالنار
يوسف علي خان
تحدثنا في مقالات عدة عن حروب الجيل الرابع واوضحنا الفروق بينها وبين ما كان يطلق عليه بالجيل الاول والثاني والثالث وقد بينا لماذا فرضت حروب الجيل الرابع نفسها على الدول عندما ظهرت القننبلة النووية كسلاح مدمر لم يعد تستطيع استعماله في الحروب لقوته المدمرة التي سوف لن تبقي ولا تذر ويعم ضررها الجميع لو استعمل وتخرج جميع الدول المتحاربة به خاسرة ولن يكون هناك رابح في الميدان ....ما دفع جميع الدول التي تمتلك هذا السلاح ذات المصلحة في شن الحروب بتحقيق مصالحها دون الاصطدام ببعضها في حروب مباشرة بزج جيوشها النظامية وانما تشتبك مع بعضها من الدول بحروب خفية تثيرها وتديرها عن بعد ..لذا فقد اتجهت الى شن الحروب بابتكار جديد اطلقت عليه حروب الجيل الرابع التي تعتمد فيها على نفس شعوب المناطق التي تريد مهاجمتها والهيمنة عليها وتدمير دولها.... إذ تثير فيها الفتن والقلاقل وتزج فيها اعوانها وتمدهم بالسلاح كي يؤدوا المهمة المطلوبة لها نيابة عنها حتى اذا انتصروا اقتحمت هي تلك الدولة المنهكة لتحتلها بعد أن ابعدت عنها خصومها ومنافسيها من الدول الكبرى الاخرى لتصبح هي سيدة الموقف وحاكمة لتلك الشعوب دون منازع ...وقد اختلف الخبراء والمختصون حول ادوات تلك الحروب... فقد اعتبرالبعض ان اركان هذه الحروب هي البحث عن الاختلافات المتواجدة داخل الشعوب كي تثير من خلالها النزاعات أي كانت هذه الاختلافات عرقية او طائفية فتدفعهم للاقتتال فيما بينهم فتعم الفوضى في البلاد ويعم الخراب حتى تدمر تلك الدولة فيسهل احتلالها... غير ان البعض الاخر ادخل ضمن ادوات هذا الجيل من الحروب الطابور الخامس والعملاء المندسين من الاجراء والمجندين الذين يلعبون دورا مهما في اثارة تلك الحروب كما ادخل الاخرون بعض منظمات المجتمع المدني كركن من اركان هذه الحروب وادواتها ...وعلى اية حال فقد اضحت كل تلك الادوات كمنافذ وعامل مساعد في اذكاء تلك الحروب واشعال جذوتها... وقد تسارعت الاحداث وتطورت خلال فترات قصيرة لم تتجاوز العقدين من الزمن بدأت بانهيار الاتحاد السوفييتي فتفجرت الثورات الملونة في اوربا نتيجة ذلك الانهيار وحُطِّم جدار برلين وبدأت عوامل الجيل الرابع من الحروب تفعل فعلها وزحفت بعدها الى الشرق الاوسط تحت شعار الربيع العربي كي تنفذ مشروع كونداليزا رايس فبدأته في تونس واستمر طيلة خمس سنوات الماضية يتأجج في الدول العربية في محاولة لتنفيذ هذا المشروع حتى بدأ اليوم يظهر جيل اخر من الحروب لربما سيكون اخطر هذه الحروب واكثرها فاعلية واشدها تدميرا وتأثيرا على الشعوب وهو الجيل السادس من الحروب فيما لو اعتبرنا استغلال الطابور الخامس كجيل خامس لها... الذي يعتمد بشكل تام على الالكترون والحاسوب واجهزة التواصل الاجتماعي عن طريق التلفون المحمول او برامج الانترنت المتنوعة وما تبدعه العقلية الاوربية اليوم من تطور متلاحق لهذه الاجهزة الشيطانية التي تلعب دورا فاعلا في حياة الشعوب ... بل فقد لعبت دورا مهما حتى خلال حروب الجيل الرابع والخامس وكانت عونا له في اتصال الذين اطلقوا على انفسهم الثوار بعضهم مع بعض والتنسيق في كل ما انجزوه من عمليات ادت الى انجاح بعض تحركاتهم كما هي قد اضحت وسيلة تفجير وتخريب في ما يحدث اليوم من خلال ما تؤديه اجهزة الاتصال والتواصل الاجتماعي والتي يتزايد دورها يوما بعد يوم في تفعيل ما يجري من احداث توجهها الدول الطامعة في احتلال البلدان وتسخر كل ما وصل اليه العلم بهذا الخصوص ... من اجل زجه وتزويد عملائها بما تمتلكه دولها وما توصلت اليه من تطور في مجال الالكترون كي تحول اسلوب الحرب التي اخذت تتكشف امام الشعوب ما جعل البعض منها يتخذ مواقف مضادة ضد الامبريالية ويحبط ما تخطط له من محاولات الدس والتحريض والحشد ضد هم.... كما جرى في مصر بموقفها الصارم بفضل الوعي المتنامي لشعبها المتحضر ونخبته المثقفة واعلامه المتمرس ..فاثارت انتباه العديد من دول المنطقة بدسائس الامبريالية وانغمارها في مستنقع حروب الجيل الرابع ومحاولة استغلالها بابشع صورها لتمير الشعوب.... وقد كان من المثير والباعث للاستغراب أن تتنبه السعودية أخيرا فتنتفض بعد أن شعرت بالخطر الداهم القادم الذي بات يهز عروشها فاقدمت من خلال عاصفة الحزم الدفاع عن ملكها المهدد وهي تنظر بما حل بغيرها من الدول التي كانت ضحية الجيل الرابع من الحروب فحطمت دولها واحالتها الى خراب وهي لا زالت تحاول تدمير ما تبقى منها كي تشرذمها قاذفة بفصائلها المسلحة تحت مختلف المسميات ورافعة مختلف الشعارات التقسيمية الذي كان اخره ما تنوي تنفيذه من مشروع الاقاليم الذي خططت له وعرضته من خرائط جديدة للشرق الاوسط واعلنته على لسان احد ساستها الكبار ومهدت له عن طريق فصائلها المسلحة هذه كي تحرج هذه الشعوب وتجعلهم بين خيارين احلاهما مر لكي يوافقوا على مشاريع الاقاليم الداخلية ثم التقسيم ثم الانفصال الذي تعتبرها مراحل موقتة تعقبها مرحلة التفتيت وازالة الدول ....فتجبر من يقع في هذا المازق من الدول القبول بالاقليم فهو ارحم الخيارين فيرضى به صاغرا ...فقد اطلقت ذئابها المختلفة الالوان ليعيثوا في مناطق مختلفة ويعملوا بهم قتلا وتخريبا لمدنهم ومظاهر حضارتهم وتشعرهم بحاجتهم للحماية من الخصوم والانفصال عنهم وتهيأ لهم الاجواء فيعلنوا الموافقة والتسليم.... وقد نجحت على ما يبدو فاصدرت قرارها بالتقسيم كما فعلت في السابق مع أحد الشرائح عندما هيجت المشاعر وحفزت الرغبات نتيجة الاضطهاد الذي افتعله الاعوان والتهجير الى الجبال ... واليوم يعيد التاريخ نفسه مع شريحة اخرى وباقي الشرائح المتواجدة إذ حصلت الموافقة في الكونكرس على التقسيم كي تلعب ادوات الجيل الخامس دورها في تحقيق هذا الهدف وهكذا سيضيع العراق ولربما قد ضاع فعلا ... وقد يغيب عن الكثيرين ما يفعله الجيل الخامس في ترسيخ هذا المشروع.... وبعد أن تتكشف للدول اجمع مخططات الغرب في سحق الشعوب وتحطيم الدول كي تصبح الرأسمالية العالمية وشركاتها الكبرى الثلاث التي تسيطر عليها الرأسمالية اليهودية هي المهيمنة على العالم... وهو ما دفع بعض الدول الغنية بثرواتها الطبيعية خاصة النفطية منها ألدفاع عن مصالحها داخل بلدانها لحماية عروشها المهددة تجاه ما يخططه الغرب لها لذا وامام هذا الخطر الداهم فقد تضطر ان تقف بالضد من الامبريالية مسخرة ما تمتلكه من موارد وبكل الوسائل المتاحة للدفاع عن نفسها وحماية مصالحها امام هذا العدو الجديد الذي دفعته الامبريالية ليعيث في بلدانها ويقضي على عروشها وتحويلها الى شراذم باثارة النزاعات بين مكونات شعوبها او مع جيرانها من الدول المجاورة لها.... وقد بدات تحقق بعض النجاحات خاصة بعد وقوف مصر وتحديها لمخططات الامبريالية التي بذلت جهودا حثيثة خلال عدة سنوات لتنفيذ مشاريعها الاستعمارية وحققت فيها نجاحات ملموسة تحت يافطات الربيع العربي وتطبيق الديمقراطية ...ولكن تكشِّف زيف هذه الادعاءات الكاذبة فبدأت بعض الدول العربية التصدى لهذه الفصائل التي زجتها الامبريالية ودعمتها فتمكن البعض منها مقاومتها والحد من اندفاعها بما تمتلكه من مقومات القوة المالية والعسكرية خاصة بعد ما برز الاتحاد الروسي محاولا استعادة مركزه الذي افتقده بزوال الاتحاد السوفييتي... غير ان الامبريالية لم تستسلم فهي مستمرة في تحريك فصائلها المسلحة باي ساحة يمكنها التحرك خلالها رغم تعثر مشروعها هنا وهناك في بعض الامكنة وقدرة بعض الدول على مواجهتها... فالصراع قائم ومستمر فقد استطاعت السعودية ان تفاجيء الغرب بموقفها الحازم من التمدد الطائفي في اليمن وايدتها في موقفها مصر حيث تمكنتا من تشكيل جبهة صد عربية قوية بما تمتلكه السعودية من اموال وموارد نفطية هائلة ..جعلت الامبريالية في حرج شديد خوفا من انهيار مشروعها بوجود موقف عربي شامل وموحد يستطيع ان يحصن نفسه بكل اشكال القوة حتى النووية منها.... وكما سربت السعودية من اخبار عزمها على شراء الاسلحة النووية الجاهزة من بعض الدول المالكة لها والمستعدة لبيعها لحاجتها الماسة الى المال مثل الاتحاد الروسي وباكستان وهما الدولتان اللتان تمتلكان تصنيع هذا السلاح الذي حرمت صناعته على العرب مع السماح لاسرائيل منذ عدة عقود من تصنيعه وامتلاكه ..كما أن امريكا عارضت قبل عدة ايام ورفضت الموافقة على مشروع عربي بجعل المنطقة خالية من السلاح النووي ما دفع بعض الدول العربية ومنها السعودية بالتلميح عن هذه الرغبة لشراء القنبلة النووية الجاهزة من بعض الدول التي تمتلكها كما اسلفت ما دفع الامبريالية كرد فعل صازم على هذه الرغبة بدفع الفصائل المسلحة للاعلان عن نيتها هي الاخرى بامتلاك السلاح النووي ولوتحققت لها هذه الرغبة فسيتعرض العالم العربي بل العالم برمته للتهديد بكارثة الدمار الشامل وربما القضاء على البشرية برمتها وزوالها من على وجه الارض... فقد لا تتوانى احدى هذه الفصائل لو امتلكت مثل هذه الاسلحة ان تفجره في احد المناطق فتحدث كارثة بشرية كبرى وتجعل مجرد امتلاكها له العالم على كف عفريت مما قد يعطي انطباعا بقيام الحرب العالمية الثالثة لا محال... فقد تدخل كل الدول المالكة لهذا السلاح في هذه الحرب المدمرة وتؤدي الى مالا يحمد عقباه وهو امر ليس بمستبعد فمن يكون مستعدا لتفجير نفسه داخل سيارة ملغمة ويموت معها فلا يهمه ان يموت بتفجير سيارة او قنبلة نووية فالموت واحد وهو ما لا تدركه الامبريالية على ما يبدو وتظن كما تشعر هي وشعوبها برغبتها في الحياة والحرص عليها ولا تصدق بأن هناك اناس يبتغون الموت مرضاة لخالقهم واستجابة لفروض دينهم كما يؤمنون هم به... وأن محاولة الامبريالية مساعدة امثال هؤلاء بالحصول على القنابل النووية من الطراز البدائي الذي ضربت بها هوروشيما ونكازاكي هو لعب بالنار التي ستمتد نيرانها اليهم وتحرقهم قبل غيرهم لامحال... ولا بد لهم أن يستذكروا بان برجي التجارة العالمية وهدمهما بالطائرات المختطفة اللذان جعلتهما المبرر لاحتلال العراق وافغانستان وما كانت تنويه لبقية دول الشر الخمسة كما اطلقت عليهم أو الدول السبعة كما صرح بذلك الجنرال ويسلي كلارك يختلف عن ما ستؤديه القنابل النووية من خراب ولن تنجيهم السراديب والانفاق المحصنة لو سُلّم هذا السلاح الى المغامرين فسوف لن يقتصر الامر على هؤلاء والمناطق التي تنشط فيها فقط كما يظن الامريكان بل سيدفع كل دول العالم التي تمتلك مثل هذا السلاح الدخول في المعمعة رغما عنها واستعمال كل ما تمتلكه من اسلحتها النووية والتي يتعدى عددها كما يشاع باكثر من ((60000 ألف )) قنبلة والنتيجة سيعم الجميع خراب بخراب وهو أمر يلوح في الافق القريب بل بات يدق على الابواب ونحن نرى كيف تنحدر الامور يوما بعد يوم الى الهاوية في الوادي السحيق .... فحذاري حذاري من اللعب بالنار.... فسوف يغدو كل شيء مجرد رماد ...!!!
يوسف علي خان
تاريخ النشر
10.06.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
10.06.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |