%@ Language=JavaScript %>
هل التقسيم قادم لا محال ؟؟؟
يوسف علي خان
لقد اثير اللغط واحتدم الكلام حول ما طرح في الكونكرس الامريكي من مشروع التعامل مع المناطق السنية والكردية معاملة الدول في طريقة تسليحها مع أن الجميع يعلم تمام العلم بانه مشروع قديم قد قرر ونفذ منذ اكثر من عقدين من الزمان في مرحلته الاولى.... التي دفع الى تنفيذه صدام وقرر في حينه نتيجة تصرفه الخاطيء وضع خط 36 لحماية كردستان وعينت الادارة الامريكية (( الجنرال كرانك )) مشرف على تنفيذ ذلك القرار وهيأت له اسباب البقاء واضحى واقع أمام الاعين وادى في النهاية الى انشاء اقليم كردستان بعد الاحتلال أو الدولة الواقعية في حقيقة الامر... التي ليست بحاجة سوى الى الاعتراف الدولي بها كي تعلن استقلالها وانفصالها الشرعي عن العراق... والذي يعيق تحقيقه موقف بعض الدول المجاورة المؤثرة التي تعارض تحقيق هذا الاستقلال وخاصة تركيا التي تربطها بالعراق اتفاقية دولية معروفة ..والتي تعذر على المجتمع الدولي الغائها حتى الان لاسباب ليس المجال متاح للخوض فيها في الوقت الحاضر ....وقد وجدت الامبريالية أن الطريق لامكانية تحقيق هذا المشروع هو خلق عدة كيانات داخل العراق حتى تتمكن من فرض الامر الواقع على الرأي العام والمجتمع الدولي كي يصدر قرار يلزم به كافة الاطراف ومن ضمنها تركيا ومن بعدها ايران الدولتان اللتان ليست من مصلحتهما على الاطلاق انشاء وطن قومي للاكراد أو دولة مستقلة في العراق ..فاحدثت الامبريالية هذه الزوبعة في المناطق السنية كي تعزلها عن بقية مناطق العراق التي تسيطر عليها ايران واستطاعت ان تحقق هذا الهدف كي تدفع كل الشعب العراقي بالاستسلام والموافقة على هذا التقسيم وتُسكت جميع الاصوات المحتجة التي تدافع عن وحدة العراق ..بوضعها بين المطرقة والسندان إذ وضعت السنة بين مخالب الفصائل المسلحة المهاجمة وبين انياب المليشيات فلم يجد سكان هذه المناطق السنية سوى الرضوخ والقبول بالانفصال واسكات الاصوات المعارضة التي تضطر للقبول والاذعان الى ما خططته الامبريالية لتقسيم العراق... إذ تجده اهون الشرّين بعد أن تتعهد لهم الامبريالية باعادة الاستقرار الى هذه المناطق واخراج العناصر الدخيلة بمعرفتها هي ولربما بالتلفون وينتهي كل شيء الى التقسيم كما حدث في كردستان... فيحصل الاستقلال الواقعي بعد عملية افتعال نزاع واقتتال بين سكان مناطقها وبين المليشيات المدعومة من ايران وممارسة العنف المفرط الذي يدفع المجتمع الدولي للوقوف الى جانب الطائفة السنية وحماية مناطقها عسكريا وبمضي الوقت يضحى هذا الوضع انفصالا واقعيا ويتحقق الاقليم وهو نفس ما فعلته الامبريالية بالنسبة للمناطق الكردية فيما مضى ....فهم يسيرون بنفس الخطى التي ساروا عليها في كردستان وسوف يصلون بها الى النهاية التي ستؤدي الى فصل المناطق السنية عن بقية مناطق العراق فيحكمها قادة جدد ويصبح اقليم سني واحد أو ربما عدة أقاليم مستقلة عمليا غير انها تستلم حصتها من النفط من الحكومة الاتحادية أو تستغل ما تمتلكه من موارد ومؤهلات طبيعية لتصريف امورها وتوفير ما تحتاجه من نفقات ... ويؤسس الاقليم حكومته المستقلة بجيشه المنفصل عن باقي فصائل القوات المسلحة المتواجدة في الجنوب وهكذا يصبح العراق ثلاثة اجزاء مبدئيا حتى يصار له ترتيبات اخرى بعد عدة سنين لتقسيم اخر وتبقى اقاليم الجنوب في صراع هي الاخرى بما قد خطط لها بالخفاء بغض النظر عن ارادة تركيا وايران إذ لا تستطيعان مواجهة المجتمع الدولي إلا بالقدر الذي تكون فيه روسيا والصين أو بعض الدول الاوربية الكبرى متوافقة أو مختلفة مع هذا المشروع ..ويتحقق في العراق ثلاثة كيانات سوف يستمر العداء بينها ويستمر الصراع وتتأجج الكراهية والبغضاء ويتربص كل منهم للاخر بما ينسجم والمواقف الدولية سلبا أو ايجابا مع كل من هذه الكيانات....ولكن في النهاية سوف يندم الجميع يوم لا ينفع الندم وتسود الحسرة في كل مكان ....
ولربما تطفو على السطح المطالبة بالولايات والامارات ويبرز عصر جديد أو نعود الى عهد تجار العبيد.... ويختفي اسم العراق ليبرز للعيان حكومة سنستان وشيعستان وكردستان وسرعان ما سينبثق عن كل منها عشرات الستانات بعدد اسماء القادة والزعماء ولربما قد يصبح لكل فرد واحد ستان (( أو فستان )) بحسب المقاس... فالتقسيم قادم على ما يبدو وهو أمر محتوم وهي مهزلة من فعل بني الانسان في هذا الزمان ...فكل ما يظهر وما يدور على الساحة هو اعادة توزيع السكان عن طريق افتعال التهجير واثارة العنف في المناطق... كي يجبروا السكان الى النزوح ولا يسمح لهم بالعودة إلا وفق التقسيم الطائفي أو العرقي بحسب ما يصار اليه من اقاليم.... فالسنة يرحّلون الى المناطق الغربية والشيعة الذين كانوا يسكنون في الشمال يرحّلون الى المناطق الجنوبية والاكراد يزاحون الى كردستان ويرحل البعض الى المنافي والشتات عن طريق التهجير كما حل بعرب فلسطين فهل عاد المهجرون ؟؟؟؟ بالطبع لا...... فقد استقر الملايين منهم في دول المهجر واصبحوا جزء من شعوبها وانجبوا الاطفال وغابت عن الجيل الجديد بلدهم فلسطين... فما موجود في المهاجر اربعة اضعاف ما موجود الان في ارض فلسطين... وغاب عن هذا الجيل وطن ابائهم واجدادهم واضحى في طي النسيان... وهكذا يسدل الستار على ما كان... ويجري الان في بلداننا ما جرى لفلسطين كي يتحقق التوازن العددي للسكان في كل منطقة بحجم مقبول... ومن يعتقد من السذج من القوميين و المطالبين بتجميع الاعراق... بأن الامبريالية يمكن أن توافق على تجمع هذه الاعراق المتفرقة في البلدان وتكوين وطن قومي موحد كما يحلم الحالمون فهي قمة السذاجة والوهم الكبير وركض خلف سراب... فالامبريالية تشجع على التفريق لا على التجميع وان ما يترائى للبعض من استجابة ظاهريا ووعود براقة ... هو مجرد تكتيك ضمن مرحلة انتقالية لتحقيق الاهداف وضمن مخطط مدروس... فكيف تنخدع بعض القوميات وتثق
وتصدق من يعمل بشكل واضح وفاضح على تفتيت المجمعات وإذابة الدول وتحويلها الى كانتونات بأنه يساعد على تجميع الامم.... فهو مجرد خداع بصر وضحك على الذقون وسوف يأتي اليوم الذي يصحى فيه هؤلاء... فيجدون انفسهم أمام سراب فلا ماء ولا شجر ولا بناء او بشر وانما ارض جرداء من صخر ... فالذي يهجِّر الناس ويقذفهم في العراء أو يسكنهم الخيام لا يمكن أن يساعد على تجميعهم.... وانما هي عملية فك اشتباك.... وتوزيع ادوار.... من اجل خلق جبهات عداء مستحكم... فاختلاط الاجناس بحاجة الى تفريق كي يكون الصراع على اشده بين المكونات وفي قمة الاستقطاب.... فاختلاط
الاجناس والطوائف والاعراق يضعف المواقف العدائية ويعيق تنفيذ الاهداف... فلا بد من العزل والفصل بين الفرقاء وهو ما يجري الان لكي يحتدم الصراع ويشتد العداء كي يتاجج القتال بين هذه الجبهات ...فلعبة الاقاليم كذبة كبرى تستهوي الزعماء والقادة لكي يكون لكل منهم اقليم ويكون هو الرئيس فيستحوذ على كل الاشياء.... غير أن الامبريالية تضمروتُبيت امر اخر..ووسيلتها لتحقيق ذلك هو التفريق والتمزيق لا الجمع والتوحيد كما يتصور الحالمون ...!!!
يوسف علي خان
18.05.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
18.05.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |