<%@ Language=JavaScript %> شاكر فريد حسن يعقوب زيادين  .. وداعا أيها الشيوعي المعتق

 

 

 

يعقوب زيادين  .. وداعا أيها الشيوعي المعتق

 

 

شاكر فريد حسن

 

فارق الحياة المناضل الشيوعي الأردني المخضرم المعتق الدكتور يعقوب زيادين ، بعد حياة واسعة زاخرة بالنشاط السياسي والحزبي ، وبالكفاح والعطاء والتضحية والدفاع عن مصالح وحقوق الجياع والمسحوقين والكادحين . وبوفاته تخسر الحركة الوطنية والشيوعية واليسارية الأردنية احد مناضليها الأفذاذ الأشاوس ، واحد أعلام النضال والعمل السياسي والنقابي ، واحد أبرز قادة الفكر الماركسي في الأردن وفلسطين والمنطقة العربية .

يعقوب زيادين  سنديانة حمراء وارفة الظلال ، وشخصية وطنية وشيوعية مكافحة ومقاتلة بارزة ، ومناضل وطني وأممي كبير وعريق ، وإنسان صاحب وجدان وضمير صافٍ ، ومواقف وطنية جذرية صلبة وراسخة ، وتضحيات جسيمة ، تجسدت فيه الروح النضالية الوثابة ، وعرف بالجسارة والاستقامة والنظافة والمبدئية والنزاهة والصلابة والنقاء الثوري والعناد والشموخ والتمسك الشديد بالكرامة الشخصية والوطنية والإنسانية ، ولذلك كسب ثقة ومحبة الناس والجماهير ورفاق الدرب ، وحتى ممن كانوا على خلاف معه في أرائه ومعتقداته وأفكاره .

ولد زيادين في الكرك العام 1922 ، نشأ وترعرع في الكرك وسط البادية ، التي تركت أثراً واضحاً على حياته وفكره ونفسيته . عاش حياة بسيطة ومتواضعة ، حياة كفاف ، وعمل في الفلاحة ورعي الأغنام لمساعدة الأهل .

نهل من ينابيع الفكر الماركسي والمعارف الفلسفية العلمية الجدلية والثقافة الإنسانية الجمالية التقدمية ، وآمن بالنظرية الماركسية ، وتسلح بفكر الفقراء والعمال والطبقات الشعبية الكادحة ، وظل وفياً لمبادئه وقناعاته الفكرية والسياسية ، قابضاً على جمرها ، رغم الهزات العنيفة التي أصابت الحركة الشيوعية العالمية .

انضم زيادين للحزب الشيوعي السوري اللبناني أثناء دراسته الطب في سوريا ، ثم أًصبح مؤسساً في الحزب الشيوعي الأردني الذي انبثق وتأسس في الحياة السياسية والحزبية الأردنية في بدايات الخمسينيات . وفي العام 1970 اختير ليكون عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني  ، وفي العام 1977 أصبح أمينه العام حتى العام 1997.

تعرض زيادين كثيراً للاعتقال السياسي والتعذيب الجسدي والنفسي ، وقضى اثنا عشر عاماً خلف القضبان في سجون وزنازين النظام بتهمة الانتماء للحركة الشيوعية ، لكن ذلك لم يفت من عضده ، ولم ينل من عزيمته القوية وإرادته الثورية العنيدة وإيمانه الراسخ ، وبقي متمسكاً بالمبدأ والفكر والعقيدة ، مغلباً القضايا الوطنية والطبقية الكبيرة لشعبه على رغباته ومصالحه الذاتية والشخصية . وقد أمضى عمره وحياته ، إلى جانب عمله في الطب ، في النضال والكفاح الشرس ضد الفقر والظلم والاضطهاد والاستغلال والعدوان والاحتلال والاستعمار، ولأجل تحرير وخلاص الإنسان من كل صنوف وألوان الاستعباد ، وفي سبيل الحرية والتقدم والسلام والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية .

ولزيادين مجموعة من المقالات التحليلية والكتابات السياسية والفكرية والتاريخية من عباب الذاكرة ، وبعض المؤلفات والكتب ، منها " البدايات ، ليست النهائيات ، شاهد على العصر ، لو عادت بي الأيام ".

يعقوب زيادين مثقف ثوري ومناضل جسور ، تمتع بشخصية إنسانية من الدرجة الأولى ، وبرؤية واضحة ، وارتبط بقضايا شعبه الوطنية والطبقية وذاد عنها ، وسيبقى مثالاً للعطاء والنضال والمثابرة والتضحية والجسارة والالتزام الفكري العقائدي ، لأجل مجتمعه وشعبه ومستقبل الطبقة العاملة الكادحة ، التي ستبني بدمائها وعرقها وقبضتها ، مجتمع العدالة والمساواة والتعايش السلمي والديمقراطية .

رحل يعقوب زيادين ولكن إرثه النضالي والسياسي والفكري باقٍ لنا نحن معشر الناس الثوريين الحالمين والمقاتلين من اجل تحقيق الأهداف النبيلة السامية التي نؤمن فيها ونناضل ونستشهد في سبيلها ، وإننا نستلهم من التزامه الثوري بقضايا شعبه نموذجاً لنا وذخراً للعد والمستقبل الجميل الزاهي الآتي لا محالة .

فوداعاً يعقوب زيادين ، أيها الشيوعي العنيد ، والمفكر الأصيل العميق ، والقائد الشجاع ، وسيظل اسمك محفوراً في سجل الخالدين ، فأمثالك لا يموتون .  

 

 

 

 

 

06.04.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

06.04.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org