<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين  حكايات فلاحية: الحديقة الخلفية!

 

 

 

 حكايات فلاحية:

 

الحديقة الخلفية !

 

 

صالح حسين

 

ملاحظة: في الصور المرفقة، الناطق الرسمي لعاصفة ( إعادة الأمل ) واليمن السعيد، الحديقة الخلفية للسعودية!

إذا ما أعتمدنا المثل العربي ( ناس تاكل دجاج وناس كاتلها العجاج ) فهو ينطبق على العائلة العراقية وبالتالي على الأغلبية الصامته من العراقيين!...ويقولون ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) هذا ماتنقله القناة الفضائية البغدادية في برامجها الأخبارية وخصوصاً  لقاءاتها مع الشارع العراقي  في المدن العراقية المختلفة.

 

 

 

نخرج قليلا عن الشأن ( المحلي) وننتقل إلى مفردة الأقاليم، كثيراً ما نسمع بـ( الحديقة الخلفية ) مثلا: اليمن السعيد، الحديقة الخلفية للسعودية، العراق الجريح، الحديقة الخلفية لأيران، سورية العروبة، الحديقة الخلفية لتركيا، وفي زمن ( مرسي )  كان يقال: أن ليبيا (الحديقة الخلفية) للأخوان، بينما يقال: أن المغرب لم يعد( الحديقة الخلفية ) لفرنسا، لكن أصبح معروفاً أن الدول الأوربية هي ( الحديقة الخلفية ) للمحتالين والنصابين من العراقيين، الذين يسرقون المال العام... وكذلك المخزن الأحتياطي، لتجنيد مقاتلي التنظيمات المتطرفة... وبالمحصلة أن العرب ودولهم وأغلب أحزابهم بشقيها ( اليساري واليميني - العلماني والمتدين ) أصبحوا ( الحديقة الخلفية) للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، بعدما تهيأت الظروف والفرص والتخطيط المسبق لضرب وحدة العرب وأديانهم السماوية... وإذا ما تحدثنا أيضاً عن واقعنا الحاضر، فبدلا من ( الحديقة الخلفية) نقول: فقد أصبحت الدول العربية كـ( مغارة ) الضبع، التي تجمع بين الحياة العليلة والموت... بدلا من أن تكون ( حديقة خلفية ) مزدهرة لشعوبها.

 في حديقة ( بيتي ) الخلفية، كثير من الورود والخضرة بانواعها التي دائما أعتني بها ( صيفاً شتاءًا ) وبحكم موقعها، حيث الطريق الممتد بين منطقة ( روزنكورد - Rosengård ) وسنتر مدينة ( مالمو – السويدية ) الذي يمر بأكثر من أربعة جسور وسكة قطار، وحديقة عامة، كذلك كثير من المدارس و( روضات الأطفال) و(المستوصفات ) حيث لاتنقطع حركة المشاة والدراجات الهوائية، ليلا نهاراً... وللعلم أن في منطقة ( روزنكورد ) حدائق ( مزارع ) خاصة، من نوع آخر، أطلق عليها الوطنيون العراقيون إسماً هو: ( معسكر الرشيد ) لأنها تشبه معسكر الرشيد بحضائرها وحضورها، وسبب آخرهو: أن أغلبية أصحاب هذه المزارع من مجاميع (الدمج ) يحملون رتب عسكرية مختلفة مثلا: ( عقيد، عميد ، لواء ) بما فيها شهادة الأركان، ومن جميع الأصناف العسكرية، وأغلبهم لايحملون الشهادة الأبتدائية، وربما منهم من لايجيد القراءة والكتابة، ويتقاضون رواتب عالية، من الدولة العراقية، وتعويضات مكلفة نسبة لعددهم، إضافة إلى ما يستلمونه من الدولة السويدية كمساعدة إجتماعية تشمل السكن والطبابة والدراسة، حتى مراسيم دفن موتاهم...إلخ.

والسؤال هو: مثل هؤلاء ( النصابين والمحتالين ) خارج وداخل العراق وغيرهم، من السياسيين، متى (نرى) وطنيتهم وإنسانيتهم، ومتى تتحرك ( ضمائرهم ) تجاه معانات شعبهم...بكل وضوح، تماماً تعروا بعدما باعوا مبادئهم والثوابت الوطنية ... أمريكا وحلفائها أحتلوا العراق عام (2003) قالوا: مرة هذا تحرير، وأخرى هذا تغيير!، أكثر من ( 8 ) مليون عراقي بين نازح ومهجر داخل بلدهم، قالوا: عنهم حاضنة الأرهاب!، الأغلبية من العراقيين قطعت رواتبهم للمجهود الحربي، قالوا: حيل وياهم، همج، ماعندهم وعي أنتخابي...الخ.

 وبالمقابل نراهم مثل (المنشار) ذهاباً وأياباً، بين دول المهجر، والعراق، همهم الأول والأخير، جمع ماأستطاعة أياديهم من المال الحرام، يتسكعون ( يراجعون ) في دوائر الدولة، بحجة " أستحقاقاتهم" من التوظيف،الترقية، الترفيع، التعويض، والتقاعد ...الخ!؟.

      نرجح للعنوان...بعض من المارة يتوقفون أمام ( الحديقة الخلفية ) لبيتي، متسائلين عن أسماء وأصناف المزروعات وطرق زراعتها، وخصوصاً انواع (الفجل )  البعض منهم مع خالص المحبة والأحترام، يتدخل بدون معرفة... كما يتحدث المحللين الخليجيين عن عملية (عاصفة الحزم ) والبعض الآخر يتطرق للزراعة نظرياً، وكأنه يتحدث عن عملية ( إعادة الأمل) التي هي أكثر خراباً ودماراً من سابقتها.

 بعض الأصدقاء الطيبين وهم قلة، يعني بعدد أصابع اليد الواحدة والحمد الله، رواد شبه دائمين ( لحديقتي  ) في فصل الصيف، خصوصاً إذا اشرقت الشمس، وأصدقاء الأمس أو " كان زمان " ظلوا طريقهم وتواروا عن الأنظار، افراداً وجماعات، حالهم حال ( الجامعة العربية ) و( إتحاد العمال العرب )  والتهوا عبثاً بالمتفرقات، يعني جمع المال الحرام وتشييد العقارات والشقق السكنية  لـ( ولد الولد )  بعدما اصبح طريق العمالة للأجنبي سالكاً أميناً، وبفضلهم أنعدم التكافل الأجتماعي وروح المواطنة!

    والتساؤل هو: أليس من الأجدر قطع دابر هذه الفوضى، والتوقف بضمير حي ومسؤول، من قبل أجهزت الدولة، خصوصاً مشاركة السفارات العراقية، في دول المهجر، عن رواتب هؤلاء طالما لديهم مصادر اخرى للعيش بيسر في دول اللجوء... بدلا عن قطع رواتب الأيتام والأرامل والعوائل التي تعاني الأمرّين معاً ( الجوع ) وعدم (الأمان ) داخل العراق، وبالمناسبة هؤلاء المحتالين النصابين، يقدر عددهم بمئات الآلاف، في دول اللجوء الأوربية، يستلكون رواتب من ثلاثة ( جهات - مصادر) هي: الدولة العراقية، حكومة الأقليم، ودول اللجوء ) فقط من خزينة الدولة العراقية، مئات الملايين من الدولارات الأمريكية شهرياً، ناهيك عن مايستلمونه من دول اللجوء، اغلبهم مسؤولون في الكتل، ألأحزاب، المنظمات والجمعيات المدنية، أو من الدرجة الثانية والثالثة و... في مؤسسات الدولة... وجميعهم يحملون الجنسية المزدوجة، التي تؤمن لهم خط الذهاب والعودة بأمان، أي يخرجون من الدول الأوربية بجوازاتها، ويدخلون العراق بجوازات عراقية، للتمويه! ربما البعض لايعرف بذلك...نعم اسمائهم، وجداول رواتبهم، وسجلات عقاراتهم، حتى سجلات ترقياتهم، ورتبهم العسكرية، موجودة في وزارة الهجرة والمهجرين في بغداد!. بالمختصر : أقل ما يقال عن مثل هؤلاء (حرامية - لصوص ) في ضحى النهار، أي في وقت أرتفاع النهار وأمتداده، بدون خجل!

تذكرت  الشاعر الراحل (جميل صدقي الزهاوي) حيث قال:

لي  عندك   حقٌّ    أَنشدُهُ        أتقرّ   به  أم   تجحـدُهُ

لك في بغداد أَخو   شغف        ما   بالك  لا   تَتَفقــده

صبّ  بفراقك  ما   يَشقى        إلا   وَخيالك   يســعده

يَمشي المَحبوب وَينظرني       ما  أَدري  ماذا  مقصده

مشيجيخة: بعد عودته من العراق، علق الصديق ( ابو وسن ) في صفحة الفيسبوك بتغريدة مؤلمة قال:" لكم الله يا ناس العراق، تواجهون محن يومية كثيرة.. فالارهاب يقتل ويدمر والخدمات تسوء والبطالة تتفشى والزراعة تحتضر ... ولا أحد غيركم سيخلصلكم من هذه المحن.. لكم الله وانتم يا ناس العراق".

مربط الفرس: سبق وكتبت أكثر من حكاية عن الوضع المأساوي الذي يمر به العراق، وكنت صادقاً، أن سببه الأحتلال الأمريكي وأعوانه من المرتزقة والعملاء... أنا لااكتب عريضة كما فعلت قيادة الحزب الشيوعي العراقي إلى الرئاسات الثلاث...نبين هنا وقائع وحقائق للعراقيين عموماً، وللتاريخ ايضاً، وخصوصاً إلى الذين انقطعت بهم السبل في العيش بكرامة، وهم الأغلبية الساحقة من العراقيين، نتيجة للوضع العام المتدهور وكذلك أنقطاع او تخفيض رواتبهم الشهرية، من قبل المسؤولين، سواء كانوا في الدولة أم الكتل أم الأحزاب، وبالمقابل نرى منتسبي أحزابهم ومنظماتهم يستلم كل فرد منهم على الأقل ( 2000 ) دولار شهرياً، بطرق ( النصب والأحتيال) على المال العام، أي من الدولة العراقية، ومن دول اللجوء الأوربية... هؤلاء يعيشون وعوائلهم في النعيم، والجنائن السبع، في هذه الدول الميسورة أستقراراً وأمناً وترفيهاً، قياداتهم على مختلف أنتماءاتها السياسة والدينية، تعلم بهم، وكذلك جميع السفارات في الخارج...فأين حكومة السيد رئيس الوزراء ( العبادي ) ومستشاريه الكثر، وما سبقه من المسؤولين، وكذلك أين الأعلام العراقي بكل اشكاله...الشي الغريب أن أعلام الحزب الشيوعي العراقي، لم يتطرق إلى هذه التفاصيل والسبب هو: أن أغلب اعضائه وأصدقائهم متورطون بذلك النصب والأحتيال،  مثل جماعة ( الدمج ) أو ما يسمى بـ( الأنصار- الجحوش الحمر) ...الخ.

 

السويد – صالح حسين / 6 / 6 / 2015

 

 

 

تاريخ النشر

04.06.2015

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

04.06.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org