حكايات فلاحية:
صيدلية البركة!
صالح حسين
لا أدري كيف يحتفل العمال العرب وعموم الشغيلة في بلادنا العربية، بالأول من أيار( عيد العمال العالمي ) وهو احتفال سنوي يقام في أغلب الدول ويوم عطلة رسمية ...إنا لله وإنا إليه راجعون...لابارك الله بالربيع العربي ومشتقاته!
بعد مشاهدته ما جرى في آثار الموصل التاريخية - آذار/ 2015، أرسل لي مشكوراً صديقي الأستاذ ( كريكور ) وهو من مدينة ( نينوى - الحدباء ) هذه القصيدة الرائعة والمعبرة، بتسميات وتوقعات واوجه شبه عجيبة، والقصيده ( لابن يوسف الموصلي المسعودي ) كتبها في (٧٤٥ هـ ) يقول فيها:
تعيشونَ دهــراً ترونَٓ الرِّيَبْ ولا يـدفعُ المرءُ هَــولَ الخُطَبْ
ويســتَعمِرُ الشــآمَ سفَّاحُها ويـجني رؤوسَ الورى كالعنبْ
ويــبقى بـها خـمســةٌ كـامله سـنينا طــوالا يجــُزُّ الـعربْ
وآهٍ على موصلي والـعـــراق يجيءُ ظـلامٌ شــديدُ الرَّهَبْ
ويفترقُ الناسُ فــيهِ افتراقا كـموجٍ تــــلاطمَ ثُمَّ اضطربْ
ويخرجُ «عائشُ» من بـينهم ليقلبهم وهْوَ فــيها انــقلـــبْ
ويقتلُ منهم مِــئاتُ المِــئات وضيعا حقـــيرا رفيعَ النسبْ
ويســطو عـلى كعبةِ الله في ثـــلاثٍ ويـملؤهـــا بالـــذهبْ
ويُســلبُ مَنْ حجَّ فيها وطاف ويُحـرقُ فــيها صـحيحَ الكُتـبْ
وتــغرقــكم فــتنَةٌ جــامِـعـة فتأكُلُكُم مــثل نـــارِ الحطبْ
وترمي اليهودُ عليكم سـهام من النــارِ فيها شديدُ العطبْ
وتـنحركم مـثل نحرِ النعاجْ وأنتم جلـــوسٌ فــيا للـعجـــبْ
وكسرى مـن الشرق يأتي لكم وقـد كاد كيدا شـــــديد الغضب
هـو الرأسُ والسـمُّ في ِشدقِهِ ويتبــعهُ المـوتُ مثلُ الذَّنَــــبْ
ويزداد فـيكم سـواد الســـنين تهيمون وسط الغنــا والطــربْ
وفـيكم سَـيَكثُرُ نـسلُ البـنات ويــحلقُ كـلُّ الذكـــور الشَّنَبْ
فــــلله نــبرأُ مـــن وقـــتكم وللــــه نـــبرأُ مـــنكم عــــربْ
مربط الفرس: عضو " كتلة " بعد أن صعد نجمه بالمحاصصة، تربّع في البرلمان العراقي، وأصلح مؤخرته في ( الدنمارك - Denmark ) ومن ثم أصلح المقدمة في ( تايوان - Taiwan ) على حساب فقراء الشعب ومنهم الذين إنتخبوه، على أمل أن يكون أميناً على حقوقهم ومستقبل أبنائهم، وذات يوم أرسل مرافقه، مع التشديد على أن يذهب إلى صيدلية اسمها " صيدلية البركة " وهذا الأخيراستغرب لما شاف فيها كل شي بما فيها ملـّبس ( بيض ) الحمام، إضافة إلى جميع أصناف الأدوية والعطورات وأدوات التجميل، معلبة وغير المعلبة ( مفرد) و( جملة ) لكنه لاحظ إنها ( أكبر) من حجمها الطبيعي... مثلا: حبة الوناسة، بكـَد حبة الـ(عنجاص)، قطرة العين بكمية وحجم قنينة ماء الشرب، والابرة تشبه (الدرنفيس - المفك، 20 سم ) حجماً وطولاً، وحبة الهلوسة بحجم الـ( خوخة ) وفرشة الأسنان تشبة ( فرشة الشعر) وحبة الفياغرا (صاروخ - تحميلة ) بلاستيكية من المؤخرة...الخ. ( المرافق ) مظطراً أن يسأل الصيدلي قائلا : ليش هيج الأدوية عدنا ويقصد في العراق؟.
الصيدلي جاوبه : مو إسم صيدليتنا ( البركة ) وكل شي عدنا عل " بركة " ، يكبر و يزداد ( حجماً، وزنا، طولاً وعرضاً ) وأختصاراً والكلام ( للصيدلي ) أقول: أخي بضاعتنا بمجملها ( صناعة إيرانية ) وطنية، بما فيها: طابوق البناء، المرافق الصحية، والألبسة الداخلية... أبشرك ماعدنا صناعة ولا زراعة وحتى شعر روسنا الأسود ( مستورد ) ولاتستغرب من كلامي : حتى وطنيتنا مستوردة، أكو أكثر من هل صراحة، وألتفت إلى زبونه مرة أخرى، بعد أن أنهى ترتيب بضاعته قائلا: أمرني أغاتي؟. صفن صاحبنا ( المرافق ) وقال : لا عيوني تسلم بس جنت اريد تحاميل بلاستيكية ( للحجي ) قيل عنها: إنها مجنحة، تتمدد وتنفجر بعمق الجسد العراقي، بس هسه ترددت لأني ما أعرف أي حجم يتناسب مع وضع ( الحجي ) الجديد!.
السويد - صالح حسين - 1/ 5 / 2015
30.04.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
